سيارة صينية تثير الرعب في أمريكا.. ما القصة؟    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    أوستن يؤكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة حماية المدنيين قبل أي عملية في رفح    المدنيون في خاركيف يعانون والناتو لا يتوقع حدوث اختراق روسي استراتيجي    وسام أبوعلي يعلن التحدي.. ويؤكد: اللعب للأهلي شرف كبير    طلعت يوسف: قدمنا 70% فقط من مستوى مودرن فيوتشر أمام إنبي    حسن مصطفى: مواجهة الأهلي والترجي تختلف عن الموسم الماضي.. وكولر اكتسب خبرات كبيرة في افريقيا    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    عاجل - "موجة حار نار".. كواليس حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم في محافظة السويس    تعليم المنوفية تحسم مصير الطالبة المتهمة بمحاولة تسريب مادة الجبر من دخول الامتحانات    قبل ساعات من الافتتاح.. تفاصيل مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    كيفية معالجة الشجار بين الاطفال بحكمة    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    أحمد سليمان يكشف عن مفاجأة الزمالك أمام نهضة بركان    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم (فيديو)    أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالبورصة والأسواق بعد آخر ارتفاع    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    يوسف زيدان يفجر مفاجأة بشأن "تكوين": هناك خلافات بين الأعضاء    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    ورشة عمل إقليمية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم»    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    كمال الدين رضا يكتب: الكشرى والبط    الوادى الجديد: استمرار رفع درجة الاستعداد جراء عواصف ترابية شديدة    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    الأمير تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عصام الحداد - مساعد الرئيس للشئون الخارجية:
اربعة مسارات للتعامل مع سد النهضة
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 06 - 2013

هل طلبت المخابرات المصرية إدارة ملف إثيوبيا وسد النهضة؟ وكيف تتعامل مصر مع الأزمة؟وبعد أن تعددت رسائل الرغبة المصرية في عقد قمة مصرية أمريكية.
هل يجب أن يمر طريق الرئيس محمد مرسي إلي واشنطن عبر إسرائيل؟ وهل أغضبت زيارات الصين وطهران وموسكو القوة العظمي؟
أين تصاغ السياسة الخارجية في مصر.. في مكتب الإرشاد أم الخارجية أم الرئاسة؟..وهل حقا الدكتور عصام الحداد مساعد الرئيس للشئون الخارجية هو ذراع المهندس خيرت الشاطر في الرئاسة؟ ولماذا تساعد قطر مصر.. ما أهدافها؟ وماذا عن الإمارات والسعودية والأزمة السورية والقضية الفلسطينية وحسن نصر الله..و...صفقة قذاف الدم و30 يونيو وتمرد وتجرد..
أسئلة وملفات كثيرة فرضت نفسها في لقاء الأهرام مع الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للشئون الخارجية والعلاقات الدولية بعد أن أمضي نحو العام في الرئاسة..
أبدأ معكم من حيث تتوقف الأحداث, ومن أهمها بالطبع الشروع في بناء سد النهضة..ما آلية التعامل مع هذه الأزمة ؟
هذه القضية هي أمن قومي لمصر, وأري أننا نحتاج لخارطة طريق للتعامل مع الازمة تشمل4 مسارات رئيسية: الأول مسار دبلوماسي, ويتحقق من خلال مد جسور التفاوض,والثاني مسار تنموي فنؤكد دوما أننا لسنا ضد أي تنمية في افريقيا, وقيام الرئيس مرسي بخمس زيارات لافريقيا في عام واحد هو توجه رائد وغير مسبوق ورغم بعدنا عن افريقيا إلا ان هناك تغييرات تمت..والثالث تحويل الكلام الطيب الذي استمعنا اليه من رئيس الوزراء الاثيوبي اثناء زيارة الرئيس مرسي لاثيوبيا من أن الشعبين المصري والاثيوبي تربطهما أواصر دم إلي واقع ملموس من خلال الوفاء بالتزام كل الأطراف بتعهداتها والبحث عن مخارج تجسد هذه المشاعر الطيبة,والمسار الرابع أمننا القومي وأمن المياه, فالمياه كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي شريان ووريد..وفي الحقيقة فإن التقرير الثلاثي غير كاف بمفرده لإصدار أحكام حول آثار السد.
هل اللجنة سوف تستكمل عملها ؟
ستكون هناك خطوات حتي لا يستمر العمل بدراسات غير مكتملة فما نخشاه ليس علي مصر فقط ولكن السودان واثيوبيا, والسد حلم قومي للشعب الاثيوبي لكن يجب أن يتوافر فيه عنصر الأمان..فلقد أكد لي أحد علماء الجيولوجيا ان القشرة الارضية في اثيوبيا من أقل الانواع سمكا علي مستوي الكرة الارضية مما يهدد بالكثير من المشكلات وحدوث زلازل, ولذلك فالتعاون مطلوب.
وما موقف اثيوبيا من بناء السد الآن؟
نسعي إلي التفاوض قبل عمليات البناء,فمن السهل الآن التحرك والتعديل, لأن التشييد ما زال في المراحل الأولي.
هل المخابرات طلبت من رئاسة الجمهورية الإشراف علي المفاوضات مع أديس أبابا؟.
هناك تنسيق تام بين جميع الاجهزة في الدولة, ولم يحدث أن طلبت المخابرات هذا.
زار الرئيس مرسي الصين وأبرم اتفاقات معها, وزار موسكو وأفصحت مصر عن رغبتها في تعاون نووي في الأغراض السلمية كما زار طهران..ألا تغضب واشنطن من هذه الزيارات وما تحمله من دلالات؟
مصر بعد الثورة لا تريد أن تغضب أحدا,فنحن نتواصل مع كل الدول,وأمريكا أيضا تذهب للصين.. فهل تغضب مصر.
كيف تنظر واشنطن للقاهرة..صديق أم حليف؟
القاهرة شريك استراتيجي لواشنطن, فمصر لها عمق ووزن في المنطقة مما يجعل واشنطن حريصة علي علاقة ايجابية بالقاهرة.
هل طريق الرئيس مرسي إلي واشنطن يجب أن يمر عبر إسرائيل ؟
هذا السؤال يجرنا الي منحي في السياسة المصرية نريد ان نسعي إليه, فنحن ليس لدينا علاقة ثلاثية بأمريكا بل هي علاقة ثنائية وبالتالي عبر القاهرة, ولقد ذهبت لواشنطن للتمهيد لدعوة أمريكية كان مقررا لها يوم17 ديسمبر من العام الفائت,لكن الاستفتاء علي الدستور كان حائلا دون تلبية الدعوة, ولذلك اعتذرنا ولم يحدث تحديد أي موعد.
هناك ربط بين المساعدات الأمريكية وإحراز تقدم في المفاوضات حول قرض البنك الدولي..وهل يمكن استغناء مصر عن المساعدات؟
المساعدات تمثل مصالح متبادلة, فكل من مصر وأمريكا مستفيد, فتحرص كل الدول علي إقامة علاقة جيدة مع مصر لثقلها ووزنها وعمقها وتأثيرها..وأمريكا اتخذت قرار المساعدات بعد معاهدة السلام وتريد ان تحافظ عليها لمصالح تراها ونحن التزمنا باحترام المعاهدات التي تم إبرامها.. واتفاق البنك يمثل جزءين:قيمة القرض المتفق عليه والشهادة التي يمنحها للاقتصاد وموازنة الدولة, والحقيقة أن كثيرا من الممولين ينتظرون هذه الشهادة ونحاول الوصول الي حل.
بصراحة أين تصاغ السياسة الخارجية المصرية..في مكتب الإرشاد أم الرئاسة أم الخارجية؟
مكتب الارشاد هذه كلمة مفخخة,فالحديث عن مكتب الإرشاد غير مقبول وغير لائق ولا يصح ومن يتحدثون بهذا الكلام يدورون في فلك سلبي لا يؤدي لشئ سوي اثارة البلبلة, فالسياسة الخارجية عمل مؤسسي, ورئيس الجمهورية بحكم الدستور هو المسئول الاول عنها, ومن خلال العلاقة مع باقي المؤسسات ووزارة الخارجية تحديدا والمؤسسات الاخري تصاغ السياسة الخارجية المصرية..
بماذا ترد علي من يقولون إن الدكتور عصام الحداد هو الذراع الطولي للمهندس خيرت الشاطر في الرئاسة ؟
لو كل ما قيل رددت عليه فلن أعمل, وسيظل كل انسان مسئولا عما يتحمل من أمانة لخدمة الوطن ويؤدي الامانة بالقدر التي يطمع ان يجازيه الله عليها أما حكاية ذراع وغيرها فهي أمور ننأي بأنفسنا ان نتحدث فيها.. كفانا كذبا وتلفيقا وكفانا ادعاء وتمزيقا في أواصر العلاقة بين الشعب المصري ونفسه, فأنا أتعجب من جرأة بعض الاعلاميين علي تأليف قصص وروايات لا وجود لها, واناشد الاخوة الصحفيين ان يميزوا أنفسهم عن هذا الغث.
لماذا لم يشعر المصريون بمردود إيجابي عليهم من جولات الرئيس الخارجية؟
في الزراعة أنت ترمي البذور ثم ترعاها ثم يأتي الحصاد..هذا التشبيه ينطبق تماما علي جولات الرئيس, لكن هناك تفاعلا سريعا من الدول التي زارها الرئيس مرسي, فبعد زيارته الهند تضاعفت الاستثمارات, وتم حل بعض المشكلات الخاصة بالاستثمارات الصينية في مصر, والتي بدأت تتدفق, وكذلك موسكو والبرازيل, فجاءت مجموعة من المستثمرين لبحث فتح الاستثمارات لشركات جديدة, اذن هذه السياسة الخارجية تصب في مصلحة الداخل, لكن اذا كان الداخل غير مستقر وغير متجانس لا شك يضعف السياسة الخارجية.
وطبيعي أن يكون سقف توقعات المصريين بعد الثورة عاليا وهذا حقهم, لكن يجب أن نفكر بهدوء فمن الصعب تعويض30 سنة من الديكتاتورية والفساد والاهمال والتخلف في مجالات عديدة في عام أو عامين, فطبائع الاشياء تقول ان حركة الشعوب تأخذ وقتا والتحول الديمقراطي يأخذ وقتا وما يظهر أثره سريعا هو السياحة وللاسف توقفت السياحة بسبب مجموعات البلطجية ومن يحاولون إفساد كل شئ, من يهاجم سميراميس ويغلق كوبري قصر النيل ويخطف حقيبة سائحة في الهرم.
متي يتم تعديل اتفاقية كامب ديفيد؟
أعلنا احترام المعاهدات التي وقعتها مصر كدولة عريقة لا تغير جلدها كل لحظة ونحن مستمرون طالما لا يوجد تهديد لامننا القومي,وإن حدث سيكون لكل مقام مقال.
أليست الازمات المتوالية في سيناء تهديدا لأمننا القومي؟
نتعامل معها وهناك خطط لمعالجة هذه الازمات بالتنمية وايجاد منظومة متكاملة في سيناء تختلف عما اعتادنا عليه,فالتعامل علي عدة محاور: محور تنموي حيث نضع خطة تنمية كاملة في سيناء ومحور فكري لضمان عدم انتشار فكر منحرف أو فكر تكفيري يكون له آثار سلبية علي المواطنين, ومحور أمني لضمان ازدهار الوضع في سيناء وألا يكون هناك تهريب ولا إجرام ولا تهريب بشر ولا مخدرات ولا اسلحة.. كل هذه الامور نسعي فيها بالتوازي.
ألا يتطلب البعد الأمني تعديل الاتفاقية؟
إذا احتجنا للتعديل نطالب فورا,, ما حدث في سيناء من قتل الجنود برفح جريمة عظمي ولم نصل حتي الان لفك طلاسمها, وخطف الجنود كان يمكن ان يؤدي الي هذا, ولكننا استخدمنا حقنا في حماية أمننا القومي رغم معاهدة كامب ديفيد,وبفضل الله وجهد الاجهزة بالدولة التي عملت بتنسيق عال مع الرئاسة تم تحرير المخطوفين والان نحن نستكمل هذه الاجراءات لكي نضمن تثبيت الامن في سيناء فاذن طالما هناك خطوات يمكن ان تؤدي الي أمر أكثر ايجابية فإننا نحافظ علي هذه الخطوات وننميها.
من الخاطفون: حماس أم محمد دحلان القيادي السابق بفتح بمساعدة دولة خليجية أم الجماعات المتطرفة ؟
حماس أعلنت مرارا أن مصلحتها وأمنها يتطلب الحفاظ علي أمن مصر وأنها لا يمكن ان تقوم بأي شئ يضر بمصلحة مصر, لكن هناك من يصر علي الزج بحماس في اشياء لا علاقة لها بها, اما ان تكون هناك جماعات متطرفة وتستخدم الأنفاق باسلوب او آخر فهذا امر وارد في منطقة لها طبيعتها التي تحتاج لقدر هائل من الانضباط, وحتي الان هناك كثير من المعلومات يتم تجميعها ستقودنا حتما لمن قام بهذه العملية ومن دبرها.
هل يؤدي اعتزام موسكو توريد صواريخ(300) لسوريا إلي حماية الأجواء السورية من أي تدخل خارجي أم دخول الغرب في مفاوضات مع روسيا لوقف تسليح كل الأطراف أم الضغط علي المعارضة للقبول بالحوار؟
ما تقدم عليه روسيا هو رؤيتها للحفاظ علي مصالحها الاستراتيجية, فهي تري أن خروجها من ليبيا بعد تدخل الناتو كان خطأ يجب ألا يتكرر في سوريا ولذلك تدعم النظام السوري حماية لمصالحها الاستراتيجية وحتي تحسن موقفها التفاوضي اذا ما تم الجلوس الي مائدة المفاوضات,فهذا صراع استراتيجي علي مستويين مستوي صراع المصالح وللاسف الصراع الاقليمي بين الشعب المسكين الذي يدافع عن حقه وعن الحياة التي يريدها وهو يعاني امام نظام قاتل جائر.
ونحن نعلم ان الدعم الروسي للنظام السوري سيجعل الحسم العسكري لصالح الشعب السوري شيئا صعب المنال ولذلك علينا ان نجد مخرجا سياسيا لهذه القضية وندعم المعارضة وهذا الدعم وحده لا يكفي لكننا نؤيد مبادرة جنيف وطورنا المبادرة المصرية ونؤيد المعارضة ويجب ان تكون بالقوة التي تسمح بالتفاوض لصالح الشعب السوري.
هل فشلت المبادرة المصرية؟
الحقيقة ان المبادرة المصرية تكاد تكون الوحيدة المطروحة في الدوائر العالمية لانها مبنية علي الفرضيات المنطقية التي يتفق عليها معظم الاطراف والمشكلة في آلية تنفيذ هذه المبادرة التي انتقلت إلي المرحلة الثالثة وهي عقد جنيف2, حيث تم الاتصال بجميع الاطراف وهي يمكن ان يبني عليها لانها لا تتعارض مع جنيف1 التي عقدت العام الماضي وهي عملية متواصلة, إننا نريد تحقيق نتيجة ايجابية حتي لو كانت هناك10 مبادرات المهم وقف النزيف السوري.
هل ما زال موقف القاهرة هو خروج( الاسد) من( عرينه) أم تشكيل حكومة انتقالية؟
نري أن استمرار الاسد في منصبه بعد100 ألف قتيل سوري أمر لا يعقله احد,و نقول لابد من الجلوس الي طاولة المفاوضات والتفاوض علي أساس تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات تحدد كل نقاط الخلاف التي تنشأ بين الطرفين.
خطاب حسن نصر الله الاخير ألا يعد بداية لتدشين صراع سني شيعي ؟
القبول بصراع سني شيعي سيأكل مقدرات الأمة ويضعف الجميع و دخول حزب الله في الصراع السوري من أكبر الاخطاء والجرائم التي ارتكبت في الفترة الاخيرة,وهذا فقدان للبوصلة ونتمني ان يكون هناك عقلاء يطفئون هذه النار التي اذا اشتعلت وانتشر لهيبها فتأكل الاخضر واليابس في المنطقة.
كيف تطمئن مصر دول الخليج بعد التقارب المصري الايراني ؟
علاقة مصر بالدول العربية علاقة اخوة ولا يمكن ان يفسدها اي شئ و مصر لها علاقات حسب مصالح شعبها دون التفريط في أي ثابت من الثوابت و لن نسمح بتهديد او الاعتداء او التدخل في شئون أي بلد عربي ولا نسمح بتدخل احد في شئوننا..ومصر روت بدم أبنائها رمال الخليج دفاعا عنه ولا نريد أن نقول اكثر من ذلك ولا يمكن أن يقال إننا نفرط في هذه الدماء أو نتنكر لها.
من أبرز الدول المساندة لمصر الآن قطر..لماذا تمد يد المساعدة لنا ؟
دعينا نقرأ المشهد منذ الثورة, فقطر أيدت ليبيا ضد القذافي وأرسلت لها بعض القطع الرمزية وتؤيد سوريا في أزمتها وأيدت تونس, أي كان لها موقف ايجابي من الربيع العربي, فلماذا نستثني مصر من هذا التعامل.. عموما فدول الخليج تعاملت مع دول الربيع العربي بدرجات مختلفة, منهم من تعامل ايجابيا بدعم هذا التحول وتقديم كافة أنواع المساعدة لها مثل قطر ومنها من تعامل بعداء ومحاولة الوقيعة وافشال التجربة.
والسؤال: هل أكون مع من ينظر إلي بايجابية وتعاون وساعد كل الدول, فلا ينبغي ان نقول لماذا تفعل قطر هذا.. لان هذا تفاعلها مع الربيع العربي والسؤال لماذا تعادينا دولة عربية أخري وتري أنه يجب افشال مصر وما جلبته الثورات العربية.
أقول إن التعامل والخوف أدي إلي درجة عداء من خلال ضخ أموال وتكريس عداء بعض وسائل الاعلام, وللاسف الدولة التي تقوم بهذا لا تحتمل الاقتراب منها بهذه الاسلوب,وهذا شئ نتألم منه لأن ألم الاشقاء شديد كوقع الحسام المهند.. وهناك حالة من التوجس من نموذج جديد وخوف من تقليد الشباب لكني أقول لهؤلاء لديكم تجربة ناجحة وشعبكم سعيد وراض بها, لماذا هذا الخوف.
الإعلام والإحباط
سألت د.عصام ما الذي يغضبه صباحا عند مطالعة الصحف, فرد مبتسما لا أغضب فقط بل يرتفع ضغطي لأنني لم أك أتخيل ان يصل عدم المهنية وزرع الاحباط والتركيز علي كل ما هو سلبي إلي هذا الحد, هجوم بدون مبرر واختلاق للأكاذيب وسب ودعوات للعنف,باستثناء بعض النماذج المضيئة التي تقدم نقدا موضوعيا نسعد به...
وقال يجب أن يطهر الاعلام نفسه والاعلاميون يجب ألا يسمحوا بأن تشوبهم هذه الشوائب لكي يظل الاعلام المصري رائدا في المنطقة..وقال كثيرا أتساءل عندما أقرأ بعض الصحف ولا أجد إعلانا واحدا فيها من أين تنفق هذه الصحف ؟نحن في خطر ويجب وضع ضوابط لحماية الإعلام من التدخل الخارجي.. وأتمني ان يكون الإعلام إحدي منظومات النمو.
لن نغير رئيسا كل عام
تطرق اللقاء إلي الوضع الداخلي وسألت مساعد رئيس الجمهورية عن30 يونيو وحيرة الشعب المصري بين تمرد وتجرد,فقال إن الشعب واع و يفرق بين الصادق وبين من له مصالح اخري ويتلقي أموالا, لكن سقف توقعاته وآماله مرتفع وهذا حقه, ونحن نمر بمرحلة تحول ديمقراطي صعبة,لكن هناك حلحلة في بعض المشكلات, وقالعندي ثقة بالله تعالي, فهو الذي أيد الثورة وجعلها ثورة بيضاء ونموذجا, وما يحدث الآن يمكن أن يكون طبيعيا,اما اذا تحول الي عنف فلابد من مواجهته ولن يسمح لبلطجي ان يتحكم في شعب اختار طريقه, وليس من المنطقي أن كل سنة هانغير الرئيس..كده مش هايكمل شهر, ويجب أن نكون أمناء فلا يوقع أحد علي استمارة16 مرة..والسفينة ستسير بإذن الله.
أشجار تقسيم و بوعزيزي
فرضت أوضاع تركيا الراهنة نفسها علي اللقاء, فهل ستصبح أشجار تقسيمبوعزيزي تركيا..هل أنقرة علي مشارف ثورة.. أرجع د.عصام الأوضاع الراهنة إلي أن تركيا لا تزال تعاني صراعا بين تيارين,تيار يري أن نهضة تركيا مع حزب العدالة والتنمية ومن يتعاون معه, وتيار آخر يري العودة إلي منهج العلمانية الاتاتوركية البحت, وهذا الصراع كما يقول- سيستمر ولن ينتهي في يوم وليلة, ورأي أن تركيا لن تنضم لقاموس الثورات, حيث ينظر إليها علي أنها نموذج فريد في تحقيق رفاهية اقتصادية فقد انتقلت من حال إلي حال في غضون10 سنوات تحت قيادة حزب له ميول إسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.