رايتهم في احد الافلام التسجيلة لباحثين جولوجيين يتحسسون اجسامهم مرعوبين من لونهم الابيض فهم يعيشون في قبيلة بدائية البشر فيها لونهم اسمر .. عرايا نساءا ورجالا لا يعرفون شيئا عن المدنية او الحضارة يخشون عود الكبريت والطبق والملعقة اما الراديو فهو شيئ مفزع القي باحدهم بعيدا من شدة الرعب من ذاك الصوت الذى يصدر منه اما المرايا فقد ارجفتهم لدرجة جعلت احدهم ينتزع ورقة شجرة ليغطيها اما الطعام المطهى فقد اصاب السنتهم و السكين التى قطعت الفرع امامهم اقتلعت صدورهم ... ولكن الغريب ان بعد دقائق معدودات يتكيفون مع هذا الكائن الابيض الذى ازعج حياتهم الهادئة يتحسسون شعره الناعم وجسده وعضلاته ويعلمهم كيف يشعلون الكبريت وياكلون من طعامه وما معه من حلوى ويسجلون اصواتهم على الكاسيت ويستمعون اليها ورغم ان الرعب انتهى الا ان الدهشة لازالت على الوجوه ولكن رويدا رويدا خالطتها الابتسامة وزالت الرهبة حتى اسطحبهم الباحث الى خيمته وبداوا يتحسسون كل شيئ بقلق تارة وباستكشاف تارة اخرى حتى اخذوا منه اشياءا كثيرة بل وتعلموا كيف يقلموا الفروع بهذا السكين المرعب بل وتسابقوا ليفوزوا بتلك الاشياء التى خافوا منها قبل ذلك.
كل ما ذكرت ليس دربا من الخيال ولكنه حقيقة سجلتها عدسات المصورين فهذا الانسان الذى صعد القمر هو ذاته الذى يعيش في غياهب الجهل وظلمات البدائية ولكن يحسب لاي انسان انه يستطيع التطور والتكيف مع ما حوله ومن حوله بل ويستغل ما يتعلمه سريعا .
ولكنى لن اشطح بكم حينما اقول ان ما رايت يجسد ما نعيشه اليوم في الشارع السياسى فاذا كان كل شيئ غريب ..الديموقراطية وممارسة الحقوق السياسية وتادية الواجبات الوطنية والتعبير عن الراي نمارسه لاول مرة بفاعلية حقيقية برعب تارة وتجاهل تارة اخرى وهمجية احيانا لكننا في النهاية وبكل تاكيد سنتعلم كيف نمارسها جميعا فلن نثاب من الجيد اذا لم نصاب من الغث فاذا ذهبت رهبة التعلم للمرة الاولى سنبدا شغف الاكتشاف واذا تخطيناها سنصل للابداع وبه الى التفوق والسلاح الوحيد هنا هو الانسان ذاته فمن يجهل ممارسة الديموقراطية الصحيحة اليوم سيتعلمها غدا طالما وجد الفرصة متاحة ومن يتوارى عن ممارسة حقوقه جديا سيتعلم كيف ينتفع بها ويفيد غيره من خلالها ومن يتخذ الهمجية والفوضى وسيلة للحصول على حقه سيناله بالعقل و التفاوض وسيبقي الانسان كائنا مرننا يعلم ويتعلم [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات انجى البطريق