يلف إطارات كرسيه المتحرك بعلم مصر حبا وعشقا في هذا الوطن, واجه واقعه بإيمان كبير بعد بتر ساقيه في حادث قطار وهو في عمر ال14 عاما, فكر وخطط ووضع لنفسه هدفا لتحقيقه, صبر وتدرب تدريبا شاقا حتي أصبح واحدا من أهم لاعبي كرة السلة للمعاقين في مصر.. لذلك التقت صفحة صناع التحدي بابن محافظة الفيوم حسين مارو-39 عاما- لنعرف منه كيف جعل من الإعاقة نجاحا. يقول حسين: ولدت طفلا طبيعيا, وكنت أتمتع بصحة جيدة, واستمر الحال إلي سن الرابعة عشرة وكنت وقتها أمارس رياضات مختلفة مثل كرة السلة واليد, ولكن شاءت الأقدار أن أسافر مع أحد أقاربي, وفي أثناء العودة تمكنت من ركوب القطار وقد بدأ في التحرك وحاولت التقاط يد قريبي ليتمكن من الصعود أيضا, ولكن سقطت قدماي تحت عجلات القطار وطارت أحداهما, ونقلت إلي المستشفي الذي قام الأطباء فيه ببتر الساق الأخري. ويضيف حسين: بعد هذه الواقعة أصبحت حالتي النفسية أسوأ ما يكون وبقيت عاما كاملا لا أغادر المنزل, ثم بدأت التكيف مع هذا الوضع, وعدت إلي استكمال تعليمي مرة أخري والتحقت بالمدرسة الثانوية التجارية برغم أنني كنت أحلم بالحصول علي الثانوية العامة ودخول الجامعة ولكن أسرتي لم تكن تتفهم طموحي وتري أن ظروفي الصحية لا تتناسب مع أحلامي لذلك حصلت علي دبلوم التجارة ووظفت في مصلحة الضرائب, أما رحلتي مع الرياضة فبدأت بالمصادفة عندما كنت أسير في الشارع علي الكرسي المتحرك وقابلت شخصا نصحني أن أذهب إلي مركز شباب المعاقين بالفيوم وبالفعل ذهبت والتحقت بفريق السلة حيث كنت أمارسها من قبل, وكانت المشكلة التي واجهتني هي شعوري بأني أضعف شخص في الفريق وبعد تفكير توصلت إلي أن الحل يكمن في تمرينات إضافية تزيد من لياقتي البدنية, فأصبحت أجري بالكرسي مسافة طويلة نحو عشرة كيلو مترات تقريبآ, وكنت أشعر بتعب شديد في يدي ولكن تحملت الآلام وانتظمت في التمرين حتي تحسنت لياقتي وتحطم بداخلي الشعور بالضعف, وكنت أردد دائمآ أغنية( اتقدم) لأحمد زكي في فيلم النمر الأسود, بعد ذلك كنت ألعب مع أضعف لاعبي الفريق ثم الأقوي حتي فزت عليهم جميعآ وأصبحت أمهر واحد في الفريق. ويكمل حسين: بعدها تم اختياري في منتخب مصر وكانت هذه هي المرة الأولي التي ينضم فيها لاعب من الفيوم إلي منتخب مصر, وتعتبر هذه هي نقطة الانطلاق في حياتي, حيث تنقلت بين العديد من الأندية منها نادي دمنهور ونادي المستقبل بالإسكندرية والوفاء والأمل بالقاهرة ونادي بني سويف وحققت العديد من البطولات حيث حصلت علي المركزين الأول والثاني علي الجمهورية لسنوات عديدة وشاركت في بطولات أفرو آسيويه ولعبت في مباراة مع فريق فرنسا, كل ذلك جعل حياتي تتغير بشكل جذري فبعد أن كنت أخشي مواجهة الناس حتي لا أري نظرات الشفقة في أعينهم أصبحت شديد الثقة بنفسي وأري أني شخص سوي ليس لدي أي إعاقة, كما أصبحت مشهورا وصاحب علاقات اجتماعية عديدة. وعن أهم الأشخاص الذين أثروا في حياته, يقول حسين: محمد الكيلاني هو أهم شخص عرفته, فقد غير نظرتي للأشياء وطريقة تفكيري, ولمن لا يعرف محمد الكيلاني فهو مصاب بشلل ثلاثي وبرغم ذلك استطاع أن يصبح دكتورا جامعيا, ومن أهم ما تعلمته منه أن أواجه أي مشكلة بالتفاؤل والابتسامة حتي لو كانت ابتسامة صفراء. وعن زملائه المعاقين يقول: الفتاة المعاقة هي أكثر كائن مظلوم في مصر بسبب نظرة المجتمع إليها والذي يساعد علي انتشارها الإعلام الذي دائما ما يصورها بأنها لا تقوي علي فعل شيء وتحتاج لمساعدة الآخرين, وهذا ليس صحيحا لان الفتاة المعاقة في أوروبا تعيش حياة طبيعية وتتزوج وتنجب الأطفال وتدير شئون منزلها, وبالتالي فإن المشكلة في ثقافة المجتمع التي أحلم بأن تتغير في القريب العاجل.