افزعتني رسالة أمين لطفي معلم مادة الجيولوجيا بأسيوط في بريد الاهرام من انه هو وزملاؤه في حالة ذهول بسبب قرار صدر من لجنة بوزارة التربية والتعليم بإلغاء مادة الجيولوجيا في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي وان كان هذا القرار العشوائي صدر بصفة رسمية وعاجلة لتحل محلها مادة اللغة الفرنسية وتعجبي من هذه القرارات التي تعتبر من أسباب تدهور التعليم الجامعي بسبب ضعف مستوي الطالب في مرحلة التعليم ماقبل الجامعي الذي اصبح محملا بأعباء ثقيلة من درو س خصوصية وحشو غير مناسب لمستواه في المواد الدراسية سواء في الإعدادي او الثانوي وعدم توافق بعض أجزاء من المواد لمستواه العلمي وتنمية سياسة الحفظ والتلقين وعدم ادخال مواد حديثة تساير التقدم العلمي في الخارج واضيف ان الجيولوجيا من العلوم الأساسية التي تدرس كمادة مستقلة في جميع المدارس الثانوية و الاعدادية بكل دول العالم والدول العربية واحيانا يتضمن المنهج كتابين, أحدهما نظري والآخر عملي كما في دولة الكويت وغيرها وليس صفحات معدوده بكتب الأحياء أو البيئة كما كان الحال في مصر منذ عدة سنوات, واصبح الطالب لايعرف إلا القليل جدا عن هذه المادة وبناء عليه تقلصت أعداد الطلاب الذين يلحقون بأقسام الجيولوجيا بالجامعات من مئات الي عشرات وحينذاك طالب أساتذة الجيولوجيا بالجامعات المصرية ان تكون مادة مستقلة في مرحلة التعليم ماقبل الجامعي وتحقق ذلك منذ سنوات قليلة كما انها كانت تدرس كمادة مستقلة في المدارس الثانوية بمصر في أوائل القرن الماضي, كتاب متميز والذي لايعلمه اعضاء اللجنة ان الجيولوجيا تدرس حاليا في كليات التربية والهندسة والزراعة والآداب بالاضافة لكليات العلوم وان كانت اللغة الفرنسية ضرورة لاضافتها كلغة أجنبية ثانية بجانب الانجليزية ولكن ليس علي حساب الغاء الجيولوجيا. وأشير هنا الي أن كثيرا من العلوم ارتبطت بالجيولوجيا لتتفرع منها علوم أخري متخصصة مثل الجيوفيزياء والجيوكيمياء والتاريخ الطبيعي وعلم الحفريات والجيولوجيا الاقتصادية والجيولوجيا الاحصائية وجيولوجيا البترول والجيوفيزياء العمرانية والجيولوجيا البيئية والهندسية والجيولوجيا الاحصائية والهندسية والجيولوجيا الطبية والجيولوجيا النووية وجيوفيزياء الآثار والعلوم الكونية وعلوم الكواكب مثل جيولوجيا القمر وعلوم الفضاء وجيولوجيا الاستشعار عن بعد وعلوم البحار والمحيطات.. وكل هذه العلوم الجيولوجية المتخصصة في تطور سريع وازدياد مستمر بفضل الأبحاث العالمية والتكنولوجيا المتقدمة لخدمة البشرية. والجيولوجي له دور عظيم في تقدم الدول في إستكشاف موارد الثروة الطبيعية من بترول ومياه ومعادن وغاز طبيعي وآثار ومواد البناء التي تستخدم في اقامة المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة وتعمير الصحاري التي تشكل94% من مساحة مصر ولولا دور الجيولوجي العظيم ماكان هناك تقدم إقتصادي بإستكشاف هذه الثروات والكنوز التي تزخر به الأراضي المصرية كما انه يقوم بدراسة مواقع اقامة المشروعات القومية الكبيرة من مدن ومجتمعات عمرانية وكباري وانفاق وطرق ومحطات نووية ودراسة الكوارث الطبيعية التي تحدث علي سطح الارض من زلازل وبراكين وفيضانات وتغيرات المناخ ونحر الدشواطيء ولولا الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيائية لتعرضت المشاريع القومية الانشائية لكسور وشروخ وانهيار وهبوط ارضي مما يؤدي الي اهدار ملايين من الجنيهات كما ان الظواهر الجيولوجية والكونية ذكرت في آيات عديده بالقرآن الكريم لتوضيح الاعجاز العلمي لكتاب الله عز وجل ان الغاء هذا القرار ضرورة للحفاظ علي دور الجيولوجي الذي يجهله الكثيرون د. علي حلمي عبدالعاطي أستاذ الجيوفيزياء والبترول بعلوم أسيوط