كثيرون راودهم حلم محو اسرائيل من الوجود منذ بداية تاريخها علي الأرض, وكم من دولة جيشت جيوشها وأعدت عدتها لتحقيق الحلم لكن لم يفعلها أحد وينهي وجود هذا الكيان من علي الأرض بصورة نهائية.. وبعد قرون من الكر والفر والهزيمة والانتصاراستطاعت اسرائيل تحقيق مكتسبات علي الأرض وأصبحت أخيرا دولة معترفا بها وبات أصحاب الأرض هم من يبحثون عن لقب الدولة ولو جنبا إلي جنب مع من اغتصبوها منهم. وفي حلقة جديدة من سلسلة الحرب الأبدية بين اسرائيل ومن يعادونها حول العالم, سعت مجموعة مجهولة الهوية إلي تحقيق حلم محو اسرائيل من علي الخريطة.. لكنها الخريطة الاليكترونية هذه المرة. فقد منيت اسرائيل بأكبر هجمة اليكترونية من نوعها يشنها مجهولون علي أكثر المواقع الاليكترونية حساسية في البلاد علي رأسها مواقع وزارة الدفاع والموساد والبورصة وجهاز الاحصاء, فضلا عن آلاف المواقع الأخري والقرصنة علي حسابات20ألف مواطن إسرائيلي علي موقع فيسبوك وحده وخمسة آلاف حساب شخصي علي تويتر و30ألف حساب مصرفي في البنوك الاسرائيلية. وأخذت الهجمة الاليكترونية الشرسة علي اسرائيل تتوسع حتي أصبح يمكننا الآن أن نطلق عليها حربا اليكترونية ضروسا يستمر دحر المواقع الاسرائيلية فيها حتي وقت كتابة هذه السطور بلا هوادة رغم تأكيد المسئولين الاسرائيليين أكثر من مرة أن الهجوم لم يلحق بها تلفيات تذكر, لكن هذا النفي لم ينجح في التغطية علي الفضيحة الكبري التي لحقت باسرئيل التي تقف في الصفوف الأولي للدول صاحبة أكبر ترسانات اليكترونية محصنة في العالم, كما أن تضارب تصريحات المسئولين الاسرائيليين بهذا الشأن كان يثير سخرية العالم منهم كأن يقولوا مثلا إن الهجوم كبير ويستدعي الاستعانة بخمسة آلاف خبير اليكتروني لصده, لكنه لم يسفر عن أضرار محسوسة. ويكفي كم المستندات التي سربها هؤلاء القراصنة علي شبكة الانترنت ونشروا فيها أسماء عملاء وجواسيس اسرائيل في أماكن مختلفة حول العالم, وبث شعارات معادية لاسرائيل علي مواقع رئيس الوزراء والموساد وغيرها من المواقع الرسمية للدولة. بل, من الممكن أن ننتظر المزيد من الفضائح مع استمرار هذه التسريبات. قصة التخطيط لهذه الحرب الالكترونية علي اسرائيل رواها أحد قراصنة الانترنت وهو جزائري ويطلق علي نفسه اسما وهميا حفاظا علي أمنه الشخصي, ويقول إنهم مجموعة من العرب والمسلمين حول العالم متعاطفون مع القضية الفلسطينية ويملؤهم الغيظ من عدوان الكيان الاسرائيلي الظالم علي أبناء الشعب الفلسطيني. ويقول إن أعداد الهاكرز أو قراصنة الانترنت الذين تطوعوا لهذا العمل تقدر بالآلاف, وأنهم أطلقوا الدعوة لهذه الحرب علي موقع يوتيوب وحشدوا لها منذ شهر نوفمبر الماضي. ولأن التعاطف مع القضية في حد ذاتها كان هو السبب الرئيسي في هذا الهجوم, لم يحسب أولئك الشباب الذين قاموا به الخطوة التالية للانتصار, فقد أكدوا أنهم يعتزمون تسليم المعلومات السرية والحساسة التي حصل عليها هؤلاء الهاكرز للجهاز الأمني التابع لحكومة حماس المقالة في غزة(!!). مع العلم أن هذه الخطوة في حد ذاتها من شأنها أن تذكي من الانقسام الفلسطيني, لأن حماس ستستخدمها علي الأرجح في حربها مع حركة فتح أكثر من حربها مع اسرائيل. ومنذ بداية الأمر, لم تفوت حماس فرصة الخروج بتصريحات من قبيل الهجوم دليل علي ضعف الأمن الاليكتروني الاسرائيلي وما شابه, وكأنها هي من شنت هذا الهجوم أو علي الأقل تمتلك بنية رقمية أقوي من تلك التي تمتلكها اسرائيل, بل حاولت نسب الهجوم إلي نفسها بالفعل عندما أعلنت بعد بدء الهجوم الاليكتروني بأيام كثيرة أن كتائب القسام تشارك في القرصنة علي المواقع الاسرائيلية. الطريف في الأمر أن العملية هي صناعة أمريكية بطريقة غير مباشرة, حيث قال أحد القراصنة إنهم تأثروا جدا بالفيلم الأمريكيDieHard4 وأنهم عازمون علي تحقيق المهمة التي أطلقوا عليها اسم عزرائيل ضد اسرائيل. وهذه المرة لن تستطيع اسرائيل الخروج إلي المحافل الدولية لتتباكي علي ما ضاع منها في هذا الهجوم الشرس لأنها لا تستطيع توجيه الاتهام إلي شخصيات بعينها. كما أنه لا توجد هيئة أو محكمة دولية أو جهة ما علي الأرض مختصة بالفصل في النزاعات الاليكترونية بين الشعوب. حتي وإن طلبت التعاون مع الدول الصديقة للكشف عن من شاركوا من أراضيها في هذا الهجوم فإن هذا لن يفلح أيضا, لأن الشباب الذين قاموا بهذه الخطوة لا يعرفون بعضهم البعض وتقدر أعدادهم بعشرة آلاف شخص ولا يوجد أي دليل علي اتهامهم, فضلا عن أنهم من أماكن متفرقة في العالم مصر والسودان وسوريا ولبنان والجزائر والأردن والسعودية وباكستان وتركيا. هذه الحرب التي أطلق عليها اسم أم المعارك الاليكترونية ليست علي الأرجح إلا بداية لسلسلة من المعارك الجديدة التي تنتظر اسرائيل, لكن مما لا شك فيه أن وعي المقاتلين في هذه الحرب سيتطور مع الأيام ليغطي ثغرة خطيرة جدا في صفوفهم و هي ألا يدينوا بالولاء في مثل هذه الحروب لجماعات مسيسة باسم المقاومة حتي لا يتكرر سيناريو سرقة الثورة من شباب الربيع العربي. .. ووحدة الملك داود قوتها الرادعة فاطمه عمارة صنفت الجيوش ساحات الحرب إلي برية وبحرية وجوية وفضاء, وأضيف إليها في عصرنا الحالي ساحة جديدة وهي الساحة الالكترونية. بدأ يظهر أثرها في الكتائب الاليكترونية وما تقوم به من هجمات علي المواقع الحكومية أو الشركات المراد إسقاطها ومن أشهر الامثله علي ذلك الهجوم علي المواقع السورية من قبل جيش مجهولي سوريا, وكذلك الانتفاضة الفلسطينية الاليكترونية التي تستهدف المواقع الإسرائيلية. وتعدي الامر ان تكون تلك الكتائب مجموعة من الافراد الثائرين الي الجيوش النظامية وذلك باعلان الجيش الاسرائيلي عن وحدة الكترونية جديدة في حربه ضد اي عدوان كشفت عنها النقاب جريدة هآرتس الاسرائيلية في ديسمبر الماضي الا ان هذا لم يكن التصريح الاول عن وجود مثل هذه الوحده, فقد سمحت المخابرات الاسرائيليه في ابريل2011 للقناة التليفزيونية الثانيه بنشر تقرير تم تصويره في قاعدة جوية بصحراء النقب لعمليه جمع فيها ما يقرب من300 خبير أداروا حربا اليكترونية كشف فيها لاول مرة بعض التكتيكات التكنولوجية الحربية ضد العالم الاسلامي. وأظهر التقرير إنجازات خبراء تكنولوجيا المعلومات التابعة لمخابرات الإسرائيلية, والتي تشمل وكالة المخابرات الداخلية الشاباك والشين بيت والموساد والاستخبارات العسكرية المعروفة باسم أمان و خبراء آخرين يعملون في الوحدات العسكرية الفردية في الجيش الإسرائيلي. والجديد الذي كشفت عنه صحيفة هاآرتس ان هناك وحدة تسمي وحدة الملك داود مسنود إليها مهمة الحرب الإلكترونية وهدفها الرئيسي هو إزعاج من أسماه ب العدو ويدخل في اطاره جميع الدول العربيه وما تموج به من احداث وثورات تحت مايسمي ب الربيع العربي وتعطيل اتصالاته, والعمل علي إيصال رسائل خاصة في أي عمليات إسرائيلية, واكد المسئولون الإسرائيليون إن الوحدة الالكترونية تستطيع السيطرة علي أي جهاز يستخدم ترددات إلكترونية, ولا يقتصر عمل هذه الوحدة من داخل الغرف لكنه يتم عبر البر والبحر والجو من طائرات وسفن حربية, خاصة لهذه المهمات لكي لا تتأثر أجهزة الاتصالات الخاصة بقوات المشاة الإسرائيلية, أو المؤسسات الإعلامية والاتصالات التابعة لتل أبيب. وكشف قائد الوحدة أنه منذ عام2006, نفذ عدة عمليات وتمكن مؤخرا من اختراق محطات تليفزيون فلسطينية خلال عملية عامود السحاب الأخيرة, علي قطاع غزة كما اخترق تليفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني من قبل. ويعبر قائد الوحدة قائلا: أنا لا أقتل, أنا لا أجرح, أنا لست سلاح إبادة. الضرر الذي ننتجه ليس جسديا, بل ضررا من نوع آخر. يؤثر علي الوعي و المشاعر, وعلي الأمن. ويؤكد علي انه بالرغم من ان الجيوش لا تحارب عبر الهواتف الخلوية الا انها تعتبر شبكة الإنترنت اللاسلكية هدفا مشروعا أي أمر يتم بثه, أي أمر يخرج إلي العلن, هو ذو صلة. وقد سبق ان نشرت الصحيفة نفسها في فبراير2012 ان سلاح المخابرات العسكرية الإسرائيلية( أمان) التابع للجيش الإسرائيلي أنشأ وحدة لمراقبة وسائل الإعلام المصرية والعربية المختلفة, لرصد توجهات العالم العربي نحو إسرائيل في أعقاب الثورات التي تعم العالم العربي. وقد اطلق عليها اسم وحدة(MI) وتختص بمراقبة جميع وسائل الإعلام العربية, ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ك( الفيس بوك) و(تويتر) لرصد ما يبث في هذه المواقع الاجتماعية وما تبثه الوسائل من رسائل معادية لإسرائيل, وكشفت الصحيفة أن هذه الوحدة ستعمل علي جمع المواد الإخبارية والتصريحات السياسية علي مدار24 ساعة في اليوم, وتشمل متابعتها جميع المواقع الفلسطينية, والصفحات الشخصية لمسؤولين فلسطينيين ومصريين وعرب علي مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة, بدلا عن الطريق القديم للحصول علي المعلومات نفسها وذلك عن طريق منظمتين, هما منظمة الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية ومقرها العاصمة الأمريكيةواشنطن, ومركز الإعلام الإسرائيلي الفلسطيني بمدينة نيويورك التابع لعدد من المتطرفين اليمينين الإسرائيليين. والجدير بالذكر أن هذه الوحدة جزءا من عدد كبير من الوحدات التابعة لجهاز المخابرات العسكرية, والتي تعمل في مجال التجسس الإلكتروني. وكشفت دراسة حديثة لشركة كومسكور الأمريكية المتخصصة في أبحاث الإنترنت أن الإسرائيليين يقضون أوقاتا أطول علي شبكات التواصل الاجتماعي مقارنة بالمستخدمين في أي مكان آخر, وهو ما سبب سلسلة من الفضائح المتعلقة بنشر مواد علي مواقع التواصل الاجتماعي وضعت الجيش في مواقف محرجه منها فيديو لكتيبة تؤدي رقصة هارلم وصورة من خلال سلاح احد الجنود مصوبه بدقة لرأس طفل فلسيطني. لقد اصبحت مواقع التواصل الإجتماعي جبهة جديدة في الصراع بينهم وبين الفلسطينيين, حيث يقوم نشطاء الإنترنت في كلا الجانبين بنشر العديد من مقاطع الفيديو والتعليقات والصور التي تخدم وجهات نظرهم. إن الحرب الإلكترونية أوcyberwar, هي آخر وأحدث أنواع الحروب التي تخوضها إسرائيل في الوقت الحالي ضد أعدائها, والتي حددها يورام كوهين, رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي( الشاباك), بأنها أهم وأخطر أنواع الحروب والتحديات التي تواجه إسرائيل حاليا, وارجع ذلك الي قيام جهات معادية باختراق شبكات الكمبيوتر بهدف سرقة المعلومات منها أو السيطرة عليها, وتعطيل الحياة في كبري المؤسسات الحيوية والشركات الإسرائيلية. وقد اظهر مؤتمر هرتسليا ال13 والذي عقد ما بين11 و14 مارس2013 القلق الإسرائيلي من المستجدات علي الساحة الإقليمية والعالمية. ويهدف هذا المؤتمر السنوي يتم خلاله قياس ميزان المناعة القومية الإسرائيلية وهو لقياس الجاهزية السياسية والأمنية والعسكرية لإسرائيل وذلك من خلال رؤية النخبة علي تأثير التغييرات الإقليمية والعالمية علي أمن إسرائيل.. ويعكس هذا المقياس قدرة صمود المجتمع الإسرائيلي تجاه المتغيرات الحاصلة حوله وتناول المؤتمر الخطر الالكتروني الذي يهدد الأمن القومي الإسرائيلي, واظهر المؤتمر قلقا بشأن التغير السياسي في مصر وقال بواز جانور, مدير المعهد الدولي لسياسات مكافحة الإرهاب: مصطلح الربيع العربي هو مصطلح يحمل مفهوما إيجابيا لعملية في غاية الخطورة. وبهدف طمأنة الإسرائيليين فيما يتعلق بالحماية الالكترونية نشر الجيش مؤخرا فيلما قصيرا باللغة العبرية شرح فيه نظرته لهذه الساحة الحربية, مستعرضا خطورة الحرب الالكترونية, ملمحا للجهود التي يبذلها في سياق حماية الحاسبات الاليكترونية الإسرائيلية من خطر الاختراق وفي مجال حماية المعلومات في ظل تصاعد الهجمات الالكترونية علي غرار ما قامت به وحدة تابعة للجيش الصيني من هجمات متتالية وعلي مدي سنوات استهدفت أهداف ومواقع الالكترونية إستراتيجية أمريكية, كان أخزها الهجمة الأخيرة التي تعرضت لها إسرائيل في عملية عزرائيل ضد إسرائيل. واطلق بعض مطوري الويب تحذيرات تبادلتها المواقع الاخبارية تخص تطبيق فايبر للهواتف الذكية.. فهذا التطبيق يتيح لمستخدمه اجراء المكالمات والرسائل المجانية عن طريق الواي فاي او ال3G والذي اصبح بديلا عند البعض من المكالمات العادية.. وصل عدد مستخدمي برنامج فايبر حتي الآن إلي أكثر من100 مليون مستخدم حول العالم.. وترجع سبب المخاوف ان صاحبه تالمون ماركو اسرائيلي امريكي والذي خدم لمدة أربعة سنوات في قوات الدفاع الإسرائيلية و شغل منصب المدير التنفيذي المسؤول عن المعلومات في القيادة المركزية. وتخرج بدرجة امتياز من جامعة تل أبيب مع شهادة في علوم و إدارة الحاسب كم ان مقر الشركة في قبرص وصاحبها نفسه صاحبiMesh وBandoo المتهمين انهم برامج تجسس علي الحاسبات وفي الحقيقة فبرنامج فايبر ليس البرنامج الوحيد الذي يعتمد في عمله علي بيانات ومعلومات المستخدم علي الهاتف الخاص به فهناك برنامج الرسائل واتس آب وكذلك برامج كشف هوية المتصل والتي تعتمد اعتماد كلي علي انشاء قاعدة من البيانات التي تضم ادلة الهواتف الخاصة بمستخدميها.