في عام2004 أعلنت الأكاديمية النرويجية للآداب وحرية التعبير عن أول جائزة ستمنحها تشجيعا لحرية التعبير, وكانت من نصيب المصري د.سمير مرقس عن بناء الجسور في العلاقات الاسلامية- المسيحية. وهي جائزة تقل قليلا عن جائزة نوبل. وبعد9 سنوات أختير مرقس لينال جائزة جديدة باعتباره شخصية العام في التسامح,تمنح لمن يتبني قيمة التسامح أو التصالح مع المكونات البشرية بالمنطقة في اللحظات التاريخية في ظل صراعات مذهبية وطائفية تكاد تعصف بالمنطقة العربية. د.مرقس سيتسلم الجائزة بعد شهر في الجامعة الأمريكية ببيروت قال: لابد من الاستفادة من هذا الثراء العرقي والمذهبي واللوني لمصلحة المنطقة كنموذج للتعايش المشترك, وأخذ العبرة من أوروبا وكيف تجاوزت صراعاتها في القرن ال17, وقدرتها علي استيعاب التنوع والتكامل فيما بين المذاهب والأديان فهذا ثراء ثقافي ينبغي أن يقدم كنموذج للعالم كله. وإننا نحتاج في هذه الفترة الدقيقة إلي حالة تصالحية تاريخية بين الديني والمدني, الثقافي والعرقي, بين الأديان المختلفة والمذاهب في داخل الدين الواحد, بين ما هو اجتماعي وثقافي واقتصادي وسياسي.فنحن نحتاج إلي علاج القصور الموجود, فالحالة التي نراها في سوريا والعراق ومصر تزيدنا إحباطا, كنا نأمل من الثورات العربية أن تؤدي إلي مزيد من تماسك الأوطان ودمقرطة أنظمة الحكم والمجتمعات من أجل النهوض بشعوبنا. فالتنوع هو جزء من عبقرية الحياة وإذا استطعنا التمسك بالفكرة فكل إنسان لديه فكرة لابد أن ينقلها للغير فالتواصل والجدل الإيجابي ينمي المجتمعات, فعلينا نشر وتعليم ثقافة التسامح, من منطلق أن التنوع والاختلاف هو الأصل, فيقول الله في كتابه الحكيم' ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة'. فالمجتمع الأحادي أقرب للصحراء بينما التعددية خضرة ونماء. ونحتاج الروحية في حركة مجتمعاتنا, فمشكلاتنا كثيرة جدا أصعب من أن يتحملها طرف أو فئة بعينها, ويري أن حصوله علي الجائزة له مذاق مختلف, فهي جاءت بعد ثورة وبعد خوض تجربة كمساعد للرئيس, فهي تقدير علي كل الأحوال.ويضيف لقد تحملت مسئولية جراء هذا الفوز خاصة كمواقف سياسية والإبقاء علي الجسور واعتماد التسامح, فقد جاء في حيثيات الفوز' أنه يدعم قيم التسامح ودعم ثقافة احترام الآخر في العالم العربي'.