وسط ركام الأحداث الجام التي تحيط بمصرنا المحروسة هناك من يزرع الأمل لتنبت الزهور, فالمبادرة التي أطلقها مجلس إدارة مسجد رابعة العدوية مؤخرا تمثل نهجا جديدا لمعالجة مشكلة القمامة, فالمسجد يقبل أكياس القمامة شريطة تقسيمها إلي ورقية( صحف وأوراق قديمة) وزجاجية ومعدنية( كانز وأوان مستهلكة) وأطعمة( مخلفات المطابخ والموائد) ويعطي المسجد مقابلا نقديا جيدا للكيلو جرام من أي من تلك المخلفات, الفكرة راقية ومتحضرة وعملية وتمثل تطبيقا لإماطة الأذي عن الطريق.. كما انها تتضمن تغييرا جذريا في سلوكياتنا تجاه القمامة بالحرص علي تقسيمها للأقسام المذكورة كما يحدث في البلاد المتقدمة حيث يتيح التقسيم توجيهها مباشرة لمصانع التدوير, أناشد جميع المسئولين عن مساجد وكنائس مصر تطبيق تلك التجربة, فالمدهش حقا انها تدر عائدا جيدا علي دور العبادة, إضافة إلي تفعيل ما تنادي به وتدعو إليه, إذ أن عائد بيع ما يتم تجميعه للشركات المختصة يفوق ما يتم دفعه للمواطن. للاسترشاد فالمسجد يدفع57 قرشا للكجم ورق,052 قرشا للمعدن,051 قرشا للبلاستيك,03 قرشا للزجاج,. كما ان هناك أكياس نايلون بخمسين قرشا للكجم. سلمت كل يد تعمل في صمت من أجل مصر. د.جلال الدين محمد عشماوي أستاذ بجامعة القاهرة