دعت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إلي إعادة تقسيم شبه جزيرة سيناء بحيث تضم محافظة ثالثة للوسط بجانب شمال وجنوب سيناء, مشيرة إلي أن تحقيق الاستقرار في وسط شبه جزيرة سيناء بمثابة حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة. وتتبع مقال للصحفي دانييل نيسمان التطورات التي شهدتها شبه جزيرة سيناء خلال الفترة الأخيرة, مشيرا إلي لعب الأمن المصري دور المراقب خلال قيام عناصر من التيار الجهادي في مدينة العريش باطلاق النيران في الهواء خلال تظاهرة ترفع الأعلام السوداء الخاصة بالقاعدة يوم22 مارس الماضي, وهو استعراض القوة الذي تكرر في مدينتي رفح والشيخ زويد قرب الحدود مع إسرائيل يوم31 مارس. وأشار في المقابل إلي حوادث الخطف المتكررة للأجانب في سيناء وأخرها اختطاف عناصر قبلية لسائحة بلجيكية ورفيقها الإسرائيلي من عرب48 قبل الافراج عنهما في صفقة غير معلومة. وفي هذا السياق, أوضح المقال أنه منذ ثورة25 يناير قام الجيش المصري بعمليتين رئيسيتين في سيناء الأولي خلال أغسطس2011 عقب الهجوم الدموي علي ضباط وجنود في حرس الحدود قرب الحدود مع إسرائيل علي أيدي مجهولين يعتقد أنهم متشددون إسلاميون. والآخري خلال الأشهر الأخيرة بهدف هدم الأنفاق مع قطاع غزة. وأكد كاتب المقال أن استمرار عدم الاستقرار الأمني في شبه جزيرة سيناء يدلل علي أن الحل الأمني بمفرده غير قادر علي التعامل مع المشكلة, ويشير إلي ضرورة البحث عن حل جذري وشامل, وهو الحل الذي يعتمد علي اعادة تقسيم شبه الجزيرة بحيث تضم محافظة ثالثة إلي جانب شمال وجنوب سيناء. وأشار الكاتب إلي أن هذا الحل يتضمن إعادة رسم الخطوط الإدارية في سيناء للاستفادة من التعاون مع القبائل الرئيسية في منطقة وسط سيناء. وبحسب وول ستريت جورنال فإن النظام المصري السابق تجاهل بدو وسط سيناء مركزيا ومن محافظة شمال سيناء محليا, حيث لم تشهد هذه المنطقة ضخ استثمارات أو اقامة شبكات للبنية التحتية التي كانت تتحول في أغلبها للجنوب السياحي والمناطق الصناعية في الشمال. وشدد المقال علي أن المشاكل الاقتصادية في وسط سيناء هي القاعدة التي قام عليها الفراغ الأمني الخطير في هذه المنطقة. وأشار إلي أن الأمن المصري لا يوجد له موضع قدم في وسط سيناء مما يجعلها حيزا مناسبا لعمليات التهريب والخطف وتسلل الأفارقة عبر الحدود إلي إسرائيل, كما تحولت الجبال في وسط سيناء إلي حضن للتيارات المتشددة. وكتب الصحفي دانييل نيسمان إن تشكيل محافظة ثالثة في وسط سيناء سيتيح الفرصة لإجراء انتخابات محلية واختيار قيادات بدوية مؤثرة للتعاون مع السلطة المركزية في التعامل مع الوضع في هذه المنطقة, إلي جانب تخصيص ميزانية منفصلة من الدولة للقيام بمشروعات بنية تحتية في وسط سيناء والأهم وجود قيادة محلية تدفع بوجود قيادة أمنية خاصة للمحافظة( مديرية أمن). وقال الكاتب إن فكرة إنشاء محافظة ثالثة في سيناء ترجع إلي عام2007, حيث طرحت خلال أحد مؤتمرات الحزب الوطني المنحل لتوضع في الأدراج دون سبب واضح. وشدد الكاتب علي أن إنشاء محافظة وسط سيناء لن يكون حلا سحريا للمشكلات المتراكمة في هذه المنطقة ولكنه سيبعث برسالة ثقة للقيادات القبلية في وسط شبه الجزيرة وقد يمهد الطريق أمام وضع حلول طويلة الأمد للمشكلات.