واصلت كوريا الشمالية تصعيد استفزازاتها العسكرية أمس حيث توعدت بشن هجوم نووي وقائي علي جارتها الجنوبية والولاياتالمتحدة كجزء من خياراتها العسكرية، كما قطعت آخر خط اتصال مباشر مع سول, يأتي ذلك في الوقت الذي يجتمع فيه قادة الحزب الشيوعي الكوري الشمالي خلال الأيام القليلة المقبلة للبت في مسائل مهمة تخص تطور الثورة الكورية. وهددت كوريا الشمالية أمس بأنها ستقطع آخر خط اتصال مع جارتها الجنوبية حيث يمكن أن تندلع الحرب في أي لحظة. وتوقفت بيونج يانج بالفعل عن الرد علي الاتصالات علي الخط الساخن مع القوات الأمريكية التي تشرف علي المنطقة منزوعة السلاح. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن متحدث عسكري أنه وفقا للموقف حيث يمكن أن تندلع الحرب في أي لحظة ليست هناك حاجة للإبقاء علي الاتصالات العسكرية بين الشمال والجنوب. وأضاف أنه لا توجد أي قناة حوار أو وسائل اتصالات بين شطري شبه الجزيرة. وفي تطور آخر, كشفت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن أن قادة كوريا الشمالية سيجتمعون خلال الأيام المقبلة ليبتوا في مسائل هامة, دون أن توضح تاريخ الاجتماع أو طبيعة الموضوعات التي ستطرح للبحث. وأعلنت الوكالة التي تنقل بيانات الهيئات القيادية أن اللجنة المركزية للمكتب السياسي للحزب الشيوعي ستعقد جلسة موسعة قبل نهاية الشهر لتبحث وتبت في مسائل هامة من أجل تطور الثورة الكورية. وسيشكل هذا الاجتماع منعطفا محوريا في تحقيق العقيدة الكورية الشمالية التي تقوم بصورة خاصة علي تحقيق الاكتفاء الذاتي الاقتصادي. وتوقع محللون أن القرارات التي ستصدر عن هذا الاجتماع قد تطرح علي البرلمان الذي ينعقد الاثنين المقبل للمصادقة عليها. وقال يانج مو جين الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سول انهم سوف يناقشون إدارة الملف النووي والعلاقات بين الكوريتين والطلب الذي يرفعه الشمال منذ وقت طويل لتوقيع معاهدة سلام مع الولاياتالمتحدة. كما أنه أشار إلي أن زعماء الدولة الشيوعية ربما يبحثون تعيين جانج سونج تيك عم الزعيم الشاب كيم جونج أون الذي يتمتع بنفوذ قوي رئيسا للوزراء علي أن تكون مهمته النهوض باقتصاد البلاد المنهار. وفي إطار متصل, واصلت بيونج يانج انتقاداتها لبارك كون هي رئيسة كوريا الجنوبية الجديدة وطالبتها بمراقبة أقوالها, وذلك ردا علي تصريحات طالبت فيها باك كوريا الشمالية بالتخلي عن طموحاتها النووية لإنقاذ شعبها الذي يتضور جوعا. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن متحدث باسم لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا قوله إنه من الأفضل أن تراقب رئيسة كوريا الجنوبية أقوالها. وفي هذا السياق المتوتر, ألقي جندي كوري جنوبي قنبلة يدوية علي الحدود ما أدي إلي إصدار إنذار استمر لفترة قصيرة. وأوضحت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن الجندي اشتبه في تحركات في الظلام بالقرب من الحدود بين الكوريتين, مما أثار لديه مخاوف من عملية تسلل. ولم تعثر الدوريات علي أي شيء مشبوه مما أدي إلي رفع الإنذار. وفي واشنطن, أدانت الولاياتالمتحدة تهديدات متكررة من كوريا الشمالية باستهداف قواعد عسكرية أمريكية, محذرة من أنها ستدافع عن نفسها وعن حلفائها. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن خطاب كوريا الشمالية العدائي والتهديدات التي تواجهها تتبع نمطا يهدف إلي إذكاء التوترات وترويع الآخرين. بينما نقول دائما إن بيونج يانج لن تحقق شيئا من خلال هذه التهديدات والاستفزازات التي ستسبب لها المزيد من العزلة وتقوض من الجهود الدولية لضمان السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا. وحث كارني قيادة كوريا الشمالية علي الاستجابة إلي دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاختيار مسار السلام واتباع الالتزامات الدولية. وفي هذه الأثناء, قال باتريك فنتريل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الولاياتالمتحدة قادرة تماما علي الدفاع عن نفسها وعن حلفائها في مواجهة هجوم من كوريا الشمالية, ونحن ملتزمون بشدة بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان.