تُنذر المناورات العسكرية للكوريتين بقدوم حرب نووية بينهما، حيث أعلنت كوريا الشمالية أن القوات البرية والبحرية والجوية والوحدات المضادة للطائرات ووحدات الصواريخ الإستراتيجية قد دخلت مراحلها النهائية لشن حرب شاملة وهي تنتظر الآن إشارة بدء الانطلاق. وفى استفزاز خطير ، تبدأ كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة - التي تعد 25800 جندي في أراضي كوريا الجنوبية ، مناورتهما السنوية التي أطلق عليها اسم "كي ريزولف" وهي مناورات فرضية لكنها تعبئ آلاف الجنود.
ووسط هذا قالت الناطقة باسم حزب العمال الحاكم فى "بيونج يانج" أن الأسلحة النووية على أهبة الاستعداد.. متوعدة بأن يتم تحويل "الأنظمة العميلة في الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية إلى بحر من النار في غمضة عين إذا اندلعت الحرب".
صاروخ عابر وفى المقابل ، بث الجيش الكوري الجنوبي صور فيديو لصاروخ عابر جديد قادر على توجيه غارات دقيقة على مراكز قيادة في اي مكان من كوريا الشمالية.
وفى السياق ، أفاد مركز تنسيق المواجهة الطارئة التابع لشبكة الحاسوب الوطنية (وهو أكبر جهاز أمني للإنترنت في الصين) بأن عمليات الاختراق من دول أخرى أصبحت خطيرة بشكل متزايد.
وقالت "خلال أول شهرين من العام الجاري تمكن 2196 خادما تحكم بالولاياتالمتحدة من السيطرة على 39ر1 مليون جهاز حاسوب بالصين مما يجعلها على رأس الدول التي تخترق الخوادم وأجهزة الحاسوب في الصين".
ويتبادل كل من الصين والولاياتالمتحدة الخلاف والاتهامات منذ شهور بشأن قضية الهجمات الإلكترونية. وتقول شركة أمريكية لأمن الحاسوب إن وحدة عسكرية صينية سرية من المرجح أن تكون مسؤولة عن عمليات الاختراق التي استهدف أغلبها الولاياتالمتحدة، مما تسبب في حرب كلامية بين واشنطنوبكين.
توعد لواشنطن وعلى جانب أخر ذكرت وسائل إعلام في كوريا الشمالية إن "بيونج يانج" حذرت أكبر قائد أمريكي في كوريا الجنوبية من أن قواته "ستلقى دمارا مؤسفا" إن هي مضت قدما في إجراء تدريبات عسكرية مقررة مع قوات كوريا الجنوبية.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن باك ريم سو كبير مندوبي البعثة العسكرية لكوريا الشمالية في قرية الهدنة بين الكوريتين بانمونجوم قيامه بنقل هذه الرسالة تليفونيا إلي الجنرال جيمس ثورمان قائد القوات الأميركية في كوريا.
يأتي ذلك وسط تصاعد للتوتر في شبه الجزيرة المقسمة إثر ثالث تجربة نووية يجريها الشمال في وقت سابق من الشهر الجاري في تحد لقرارات الأممالمتحدة ما أثار عاصفة من الانتقادات الدولية الحادة. وتوجيه رسالة مباشرة من بعثة الشمال في بانمونجوم إلى القائد الأمريكي أمر نادر الحدوث.
ومن الناحية النظرية لا يزال الشمال والجنوب في حالة حرب بعدما انتهت الحرب التي دارت رحاها بين عامي 1950- 1953 بهدنة دون إبرام اتفاق سلام.
وتجري قيادة القوات الأمريكية والكورية الجنوبية المشتركة تدريبات عسكرية بأسلوب المحاكاة من خلال أجهزة الكمبيوتر وتعرف باسم "كي ريزولف" في الفترة من 11 إلى 25 مارس آذار ويشارك فيها 10 آلاف كوري جنوبي و3500 جندي أمريكي. كما تنوي القيادة إجراء التدريبات العسكرية فأول إيجل وتشمل مناورات برية وبحرية وجوية. ومن المتوقع تعبئة 200 ألف جندي كوري و10 آلاف جندي أميركي للمشاركة في التدريبات التي تستمر شهرين ومن المقرر أن تبدأ في أول مارس.
ونقل عن باك قوله "إذا أطلقتم حربا عدوانية من طرفكم بأجراء تدريبات عسكرية مشتركة متهورة، في هذا الوقت الخطر، فمن هذه اللحظة سيكون مصيركم معلقا بقشة في كل ساعة". وتابع "يجب أن تضعوا في أذهانكم أن من يشعلون حربا مصيرهم أن يلقوا دمارا مؤسفا".
حرب نووية ومن جانبها هددت كوريا الجنوبية ب"محو" جارتها الشمالية من على وجه الأرض في حال شنها هجوما نوويا على سول، وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت بعد فرض عقوبات دولية إضافية عليها ، إلغاء اتفاقات الهدنة وعدم الاعتداء مع جارتها الجنوبية ، كما أكد زعيمها استعداد بلاده ل"حرب شاملة".وحذرت وزارة الدفاع في سول من أن "هذه الاستفزازات لن تقود إلا إلى انهيار النظام الشيوعي".
وقال المتحدث باسم الوزارة كيم مين سيوك -في مؤتمر صحفي بسول- إن كوريا الشمالية إذا هاجمت كوريا الجنوبية بسلاح نووي فإن نظام كيم جونج أون "سيُمحى من على وجه الأرض".
ومن جهتها، تعهدت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون-هيون بالتعامل بقوة مع الاستفزازات الكورية الشمالية، التي سعت "لإجراء تجربة نووية وتطوير صواريخ طويلة المدى وتهدد بإلغاء الهدنة".
وقال بارك إن أي دولة ستواجه "تدميرا ذاتيا" إذا ركزت فقط على تعزيز قوتها العسكرية "في الوقت الذي يجوع فيه شعبها"، في إشارة إلى كوريا الشمالية.
وفي بيونغ يانج، قالت "لجنة إعادة التوحيد السلمي لكوريا" -في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية- إن كوريا الشمالية "تلغي كل اتفاقات عدم الاعتداء بين الشمال والجنوب"، وكانت تشير تحديدا إلى الاتفاقات المبرمة عام 1991.
كما أعلنت الوكالة أن الخط الساخن في القرية الحدودية بانمونغوم بين الكوريتين "سيقطع فورا". وكانت بيونغ يانغ قد هددت في وقت سابق بأنها ستبطل بدءا من الاثنين القادم اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب الكورية عام 1953.
وفي السياق نفسه، حذر الناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية من أن حربا كورية ثانية قد تكون "حتمية" إذا واصلت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية رفض مطالب بيونغ يانغ بإلغاء تدريبات عسكرية مشتركة الأسبوع المقبل.
وفي الوقت نفسه، أعلن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون -أثناء زيارته خط الجبهة مع الجنوب- أن قواته "على أهبة الاستعداد لخوض حرب شاملة".
وأضاف أنه سيأمر بخوض الحرب الشاملة في جميع الجبهات العسكرية إذا أثارت كوريا الجنوبية نزاعا على الحدود البحرية.
وردا على تهديدات "بيونغ يانغ"، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن لدى بلاده الوسائل الكافية للدفاع عن نفسها في حال تعرضها لهجوم من كوريا الشمالية، التي يُعتقد أنها تملك صواريخ يمكنها إصابة الأراضي الأميركية، ويمكن تزويدها برؤوس نووية.
بدورها دعت بكين جميع الأطراف المعنيين إلى الحفاظ على الهدوء والتحلي بضبط النفس، والامتناع عن القيام بأي عمل من شأنه زيادة حدة التوتر". بعدما هددت بيونغ يانغ بإلغاء اتفاقات عدم الاعتداء على الجنوب التي وضعت حدا للحرب الكورية عام 1953، ولوحت ب"حرب نووية حرارية".
ومن جهته، دعا رئيس وزراء اليابان "شينزو آبي" "بيونغ يانغ" لوقف أي استفزازات ومراعاة التحذيرات المتكررة والإدانات من قبل المجتمع الدولي. وحذر من مزيد من الاستفزازات، بما في ذلك إجراء أي تجربة نووية أو إطلاق صواريخ.
"بينوج يانج" تهز العالم وعلى صعيد أخر، في زلزال دولي هز أركان العالم بأسره، أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية ثالثة والأولى في عهد الزعيم الحالي الشاب "كيم جونغ أون".
وتسارعت ردود الفعل الدولية على خطوة كوريا الشمالية، ودفعت التجربة مجلس الأمن الدولي إلى الدعوة لاجتماع طارئ الذي دان التجربة.
مؤكدا انه سيبدأ العمل "فورا" على وضع إجراءات جديدة ضد "بيونغ يانغ" لتكون رادعا منيعا لأي دول خارج الحزام "النووي" تنوى الاقتداء بها في إشارة إلى إيران التي تسارعت وتيرة طموحاتها النووية الأمر الذي دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للإسراع في الذهب إلى طهران لإذابة جليد التفاوض المتراكمة منذ شهور بينما لوحت في الأفق بوادر مرونة دولية لاحتواء إيران وإعادتها إلى طاولة المفاوضات.
في حين أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده لا تنوي الانسحاب من معاهدة عدم انتشار السلاح النووي.
وقال صالحي إن إيران وكوريا الشمالية دولتان مستقلتان "وكل منهما تمشي وفق النهج الذي اختارته".
وأضاف:" كوريا الشمالية انسحبت من معاهدة عدم انتشار السلاح النووي لذا فهي تسمح لنفسها بإجراء هكذا تجربة أما إيران فهي عضو في هذه المعاهدة وستكون كذلك" ، مشيرا إلى أن "إيران تولي أهمية بالغة لعضويتها في هذه المعاهدة".
وكانت كوريا الشمالية أعلنت، في فبراير 2013، أنها أجرت تجربة نووية ثالثة "بنجاح". وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إنه تم إجراء تجربة نووية ثالثة بنجاح، موضحة أن هدف العملية هو حماية الأمن القومي وسيادة البلاد في مواجهة عداء الولاياتالمتحدة المتواصل. وأعلنت كوريا الشمالية في عام 2005 أنها أصبحت دولة نووية.
ووسط ردود أفعال دولية ، ظل الموقف الكوري الشمالي في تصعيد مستمر حيث أكدت "بيونج يانج" أنها لن تذعن لأية قرارات دولية "غير منطقية" ضد برنامجها للأسلحة النووية، مشددة على أن احتمالات نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية تتدهور في وجه العداء الأمريكي.