أنشطة المدينة الحرة في بورسعيد لم تعد قادرة علي توفير احتياجات اهلها من التنمية وفرص العمل والخدمات الأساسية واصبحت المدينة في حاجة الي رؤية جديدة تضعها في مصاف المدن البحرية التي تستطيع الاستفادة من موقعها العبقري علي مسار ممر ملاحي في العالم . ومن أجل ذلك فقد وافق محافظها اللواء أحمد عبد الله علي الخطوط الأساسية لمخطط شامل يحول بورسعيد الي سنغافورة البحر الأوسط. المشروع الجديد تقدم به الدكتور اسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التي تعمل تحت مظلة الجامعة العربية الي المحافظ في اللقاء الذي جمع بينهما في محافظة بورسعيد حيث وافق المحافظ علي منح الأكاديمية قطعة أرض لاقامة مجمع تعليمي وتدريبي عملاق في منطقة شرق التفريعة وذلك في اطارخطة تنمية بورسعيد. ويجيء المشروع الكبير لمواجهة تحديات ضخمة تشغل بال المجتمع البورسعيدي الذي اعتمد لفترة طويلة علي المنطقة الحرة بينما اغفلت خطط الدولة في النظام السابق أهمية تأهيل المواطن البورسعيدي للتعامل مع متطلبات مجتمع البحر حيث عاني هذا المجتمع من النقص في الكوادر البحرية المؤهلة للعمل في الخدمات البحرية اللازمة للسفن العابرة وصيانتها وتوفير الكفاءات اللازمة لسد احتياجات مشروعات الصيانة الصناعية والاستثمار وكذلك مشروعات صيد الأسماك وتصنيعها. ولذلك فإن المجمع التعليمي الجديد قد روعي فيه أن يفي باحتياجات المشروعات الاستثمارية المتوقع تنفيذها بواسطة الشركات العالمية والتي ستستقطب العمالة البورسعيدية والعمالة من المدن المجاورة لها أيضا للتوسع شرقا ناحية سيناء وبصفة خاصة بالمنطقة اللوجستية التي تشكل الظهير لميناء شرق التفريعة التي تبلغ مساحتها37 كيلو مترا مربعا وكذلك المنطقة الصناعية المتاخمة لها علي امتداد87 كيلو مترا مربعا وهي مساحات ضخمة تم عمل مخطط شامل لها لتستوعب استثمارات تفوق مايوازي300 مليار دولار وهو حجم يزيد بكثير عما تم استخدامه من استثمارات علي مدي العقدين السابقين مما يؤهل مصر لكي تكون المنطقة الأكثر جذبا ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن علي مستوي منطقة شرق آسيا أيضا. وحول مشروع الأكاديمية يقول الدكتور عبد الغفار: إنه يعتمد علي تأهيل الشباب بالمهارات الأساسية اللازمة لسوق العمل لكي تعود العمالة المصرية قوة مولدة للتدخل ليس فقط لمدنها وانما لمصر أيضا عن ويكشف ايضا ان المشروع سيقوم بجذب متدربين من المنطقة العربية والافريقية أيضا مما سينعش الاقتصاد البورسعيدي بما سيشهده من رواج سياحي يعتمد علي هؤلاء الضيوف الدائمين. وقد قام محافظ بورسعيد مع رئيس الأكاديمية بزيارة جامعة التدريب العائمة السفينة عايدة4 والتابعة للأكاديمية وذلك اثناء رسوها بميناء بورسعيد وقبل ابحارها شمالا تجاه لبنان حيث اشاد المحافظ بالمستوي التدريبي المتميز الذي يتلقاه شباب البحارة العرب علي ظهر السفينة وقد كشف الدكتور عبد الباسط عن أن الأكاديمية تسعي لتوقيع بروتوكول جديد مع هيئة المعونة اليابانية من خلال جهود السيدة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي بهدف شراء سفينة تدريب جديدة من الأجيال المتطورة وهي عايدة لتصبح اضافة جديدة لتأهيل الكوادر المصرية والعربية علي فنون الملاحة بمفاهيمها المتطورة. وقد وصف الدكتور خالد حنفي عميد كلية النقل واللوجستيات بالأكاديمية المشروع الجديد بمحافظة بورسعيد بأنه مشروع الثورة حيث سيكون فاتحة خير لجلب الانتعاش والرواج للمدينة الباسلة بعد احداث25 يناير.