وقعت وزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية من خلال الهيئة العامة للتخطيط العمراني مساء امس الاول مذكرة تفاهم مع المجموعة الاستشارية الماليزية AJM لتخطيط مشروع تنمية شرق بورسعيد في إطار جهود الدولة لتعمير شبه جزيرة سيناء، وذلك بحضور السيد المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان وداتو مصطفي محمد وزير التجارة الدولية والصناعية الماليزي. تحدد المذكرة التعاون بين الهيئة والمجموعة الاستشارية والتي لها خبرة كبيرة في تخطيط وتنفيذ العديد من المشروعات الدولية المماثلة لمشروع تنمية شرق بورسعيد ومنها علي الأخص مشروع تنمية منطقة إسكندر بماليزيا والتي تتماثل تماما مع فكر تنمية شرق بورسعيد ويعد من أفضل المشروعات العالمية الحالية. وقال المهندس أحمد المغربي وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية أن مشروع تنمية شرق بورسعيد يعد أحد أهم المشروعات القومية التي تتبناها الحكومة المصرية بهدف إيجاد قاعدة اقتصادية عملاقة تسهم في تعمير سيناء وتعتمد علي ثلاثة محاور رئيسية وهي المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد والتي ستعد أكبر منطقة صناعية متكاملة في مصر، وميناء شرق التفريعة بموقعه المحوري المهم علي البحر المتوسط وقناة السويس، واخيرا إنشاء مدينة سكنية متنوعة الأنشطة الخدمية والسياحية والترفيهية لتكون أول مدينة مليونية يتم إنشاؤها في مصر ضمن 4 مدن مليونية سيتم اقامتها في المستقبل وأضاف يعد المشروع بمكوناته الثلاثة أحد محاور التنمية المتوقع لها أن تجذب ما لا يقل عن 3 ملايين نسمة خلال العقدين المقبلين مما يسهم في تحقيق سياسة التنمية العمرانية لمصر التي تهدف إلي الخروج من وادي النيل وزيادة الرقعة المعمورة من الدولة وتوطين الزيادة السكانية المستقبلية. وأوضح أن المحور الأول من المشروع يتمثل في تنمية الميناء الدولي حاليا والذي تتولاه وزارة النقل بحيث يستغل الموقع الفريد عند تلاقي قناة السويس مع البحر المتوسط ومن المتوقع أن يصبح هذا الميناء خلال الفترة المقبلة أكبر وأهم موانئ البحر المتوسط من حيث استقبال الحاويات وتقديم الخدمات الملاحية، وقد بدأت الحكومية المصرية بالفعل في تنفيذ المرحلة الأولي من الميناء ضمن المخطط الخاص به. أشار إلي أن المنطقة الصناعية المجاورة للميناء شرقا والتي تم تخطيطها بالفعل تعد أكبر منطقة صناعية في مصر حيث تبلغ مساحتها 86كم مربعًا وتضم مجموعة متكاملة من العناقيد الصناعية والأنشطة المكملة لها من مراكز بحثية وخدمية تستفيد من تواجدها بجانب ميناء شرق التفريعة لتكون منفذًا مهمًا لصادرات مصر الصناعية ومن المتوقع أن تصل فرص العمل الجديدة بهذه المنطقة إلي أكثر من نصف مليون فرصة عمل. وقال المغربي: وأخيرًا تأتي المدينة السكنية المتوقع إنشاؤها شرق المنطقة الصناعية لتستوعب عدد سكان ما بين 3 - 4 ملايين نسمة بهدف توطين العمالة المتوقعة بالميناء والمنطقة الصناعية، وتمتد المدينة علي ساحل البحر المتوسط وبحيرة البردويل مما يتيح لها واجهة ساحلية كبيرة تحفز العديد من الأنشطة السياحية والترفيهية بجانب الخدمات المختلفة التي ستحتاجها المدينة. وأشار المغربي إلي أن هذا التعاون يمكن أن يمتد لأكثر من مشروع وأنه بداية تعاون لمصر وماليزيا في التخطيط العمراني موضحًا أن هذا التعاون غير متعلق بالتنفيذ. ومن جانبه قال الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني أن تخطيط منطقة شرق بورسعيد تعد النواة الأولي لاقامة المدن المليونية في مصر موضحًا أنه من المقرر إقامة 4 مدن مليونية جديدة الأولي هي شرق بورسعيد بمنطقة الساحل الشمالي الشرقي وتهدف إلي تعمير شبه جزيرة سيناء والثانية في شمال غرب محافظة 6 أكتوبر لاستيعاب الزيادة السكانية بالدلتا ومدينة جنوب العياط لحل مشكلات منطقة شمال الصعيد والمحافظات الطاردة للسكان "بني سويف والمنيا والفيوم" والرابعة والأخيرة هي مدينة بجوار العلمين لتنمية الساحل الشمالي الغربي لتنمية القطاع الغربي ليصبح النشاط فيها علي مدار العام وليس خلال شهرين فقط، وأشار إلي أن اختيار منطقة بورسعيد جاء لعدة اعتبارات أهمها الميناء إلي جانب سهولة التصدير مما يخلق نصف مليون فرصة عمل تعمل علي جذب المواطنين من الوادي والدلتا لتعمير شبه جزيرة سيناء موضحًا أنه من المتوقع أن يصل عدد سكان المنطقة علي المدي البعيد إلي نحو 20 مليون نسمة. وقال إن اختيار الجانب الماليزي جاء لأنه صاحب تجربة رائدة هي منطقة الإسكندر التي تبلغ الاستثمارات فيها نحو 40 مليار جنيه مشيرًا إلي أن مرحلة التخطيط سوف تستمر عامين وأنه سوف يتم الاستفادة من الماليزيين ليس في التخطيط فقط ولكن في أسلوب الإدارة وجذب الاستثمارات والاستفادة بخطط التنمية الماليزية. وأضاف مدبولي: أنه سيتم تشكيل ورش عمل من وزارة الإسكان والتجارة والصناعة والاستثمار والنقل لتخطيط المدينة ونقل الخبرات والتجربة الماليزية للجانب المصري. ومن جانبها أكدت نور هاليز هاشم رئيس المجموعة الاستشارية الماليزية "AJM" التي ستخطط المشروع أن مشروع تنمية شرق بورسعيد سيكون علي غرار مدينة الإسكندر التي تعد الأكبر في العالم وتبلغ الاستثمارات بها نحو 40 مليار دولار وتقام علي مساحة 72 ألف فدان وتتكون من 5 مراكز رئيسية وميناءين ومطار دولي ومراكز مدن بإسكان وخدمات، واضافت أنه خلال التخطيط لمدينة شرق بورسعيد سيراعي وضع جميع الخدمات التي تشجع المستثمرين المحليين والعالميين علي الاستثمار بالمنطقة موضحة أن الفكرة تقوم علي التكامل من البداية وأنه سيتم عند التخطيط مراعاة الدراسات الاجتماعية وطبيعة البشر الذين سيقيمون فيها ومهاراتهم وأنه ستتم إعادة التخطيط من آن لآخر لتلافي أي أخطاء تقع.