نحتفل اليوم بمرور مائة عام علي ميلاد أستاذ الرواية العربية نجيب محفوظ الذي شرفت بمقابلته مرات عديدة وسألته في احدي المقابلات لماذا لم يكتب للمسرح . وكان رده: عندما بدأت أدخل عالم الأدب كان أستاذي توفيق الحكيم قد خطا خطوات كبيرة في كتابة المسرحية ولم أرد أن أكون مقلدا وآثرت أن اختار مجالا جديدا هو الرواية, ورغم أن نجيب محفوظ لم يقصد الكتابة للمسرح إلا أن أغلب النقاد يعتبرون بعض أقاصيصه الحوارية هي مسرحيات فصلية كما أن العديد من رواياته قد تم تحويلها بالفعل الي مسرحيات مثل بداية ونهاية خان الخليلي زقاق المدق يوم مقتل الزعيم والتي حملت علي المسرح اسم القاهرة80 وكان نجيب محفوظ حريصا علي حضور المسرحيات والمشاركة برأيه في الندوات التي تخص فن المسرح باعتباره رافدا مهما من روافد الأدب والثقافة وفي مجلة المسرح الصادرة في يوليو1966 العدد رقم..31 شارك نجيب محفوظ مع نخبة من الأدباء والمسرحيين في ندوة عن المسرح وقال أعتبر المعد فنانا مستقلا والمعد لا يستطيع الالتزام بالنص لأنه فنان.. وقال عن حدود عمل المخرج: المسرحية المؤلفة غير الإعداد.. ولا يمكن للمخرج ان يتصرف فيها يبقي حرام وخصوصا إذا كان المؤلف حيا فلو كنت أخرج مسرحية لتوفيق الحكيم مثلا أو رشاد رشدي فلماذا لا أتصل بهما وأتفاهم معهما أن المخرج في رأيي يجب أن يكون تابعا. وقول آخر لا يمكن أن أنساه لنجيب محفوظ عندما سألته عن رواية أولاد حارتنا التي أتهم بسببها أنه ضد الدين قال أنا لم أقصد مطلقا أن أرمز لشخصيات دينية في روايتي. وعندما رأيت ما يشبه الاجماع من الناس علي هذا الاتهام طلبت بنفسي عدم إعادة طبع تلك الرواية بالتحديد حتي لا تثير لغطا بين الناس. هذا هو نجيب محفوظ لمن لا يعرف قدره.