قرار ضم المسجد الابراهيمي ومسجد بلال إلي قائمة المقدسات اليهودية لم يكن مفاجأة.. ولم يكن بروفة بل هو وضع احتلالي جديد في سلسلة المغتصبات الاسرائيلية مع سبق الاصرار والترصد. متبعا نفس الخطوات المعهودة التي تبدأ بادعاء ثم بخطوة ثم تتوالي الخطوات لتنتهي لا محالة الي واقع مرير في ظل التجاهل العربي والعالمي. وأهمية المسجد الابراهيمي الذي يقع في منطقة الخليل بالضفة الغربية والتي سميت علي اسم خليل الله سيدنا إبراهيم عظيمة عند المسلمين لأنه يضم إلي جانب قبر سيدنا إبراهيم عليه السلام وزوجته السيدة سارة وقبر ابنه سيدنا إسحاق وزوجته السيدة رفقة وكذلك قبر ابن سيدنا إسحاق سيدنا يعقوب وزوجته الأولي السيدة لائقة وقبر ابنه سيدنا يوسف صلي الله وسلم عليهم أجمعين. أما مسجد بلال بن رباح فهو يقع علي الطريق الرئيسي بين مدن القدس وبيت لحم والخليل, حيث يعتبر بوابة القدس الجنوبية وبوابة بيت لحم الشمالية وهو موقع استراتيجي مهم للمدن الثلاث! ولقد بدأ مخطط ضم المسجد الابراهيمي وتحويله الي كنيس يهودي منذ أول يوم لاحتلال الضفة عام1967, فالاعتداءات علي الحرم وعلي المصلين ومحاولات اغتصابه لم تهدأ يوما.. وقد مرت بمراحل عديدة! وكانت الأهرام قد حذرت من تلك الانتهاكات والاعتداءات.. ولم يتحرك أحد حتي اكتمل المخطط.. والصور المنشورة مع هذا التحقيق التي التقطها كبير مصوري الأهرام الأستاذ محمد يوسف عام1984.. توثيق لأولي الخطوات العملية لتحويل المسجد الي كنيس عندما ذهبنا معا في مهمة عمل إلي القدس العربية بهدف فضح المخططات الصهيونية علي أرض الواقع.. وقد بدأ التنفيذ الرسمي الفعلي لتحويل المسجد الي كنيس علي مستوي الدولة بالادعاء كعادة مخططاتهم بأن لليهود حقا في سيدنا ابراهيم وإنه نبيهم.. ومن حقهم أن يزوروا مقابرهم.. لكن الزائرين اليهود بدأوا يفتعلون المشاحنات والاحتكاكات مع المصلين المسلمين داخل المسجد.. ليكون مبررا لعمل حاجز فاصل يفصل المصلين المسلمين عن أماكن زيارة اليهود لمقابر الأنبياء وتمهيدا لاصدار قرار بتقسيم المسجد من الداخل وحتي يعزز وجود جنود الاحتلال الاسرائيلي علي أبواب الحرم وتدخلهم فيه بحجة فض المنازعات والحفاظ علي الأمن!.. ونظرا لكثرة عدد الأضرحة والمساحات الكبيرة التي تحتلها.. فقد تركوا للمسلمين الجزء الأصغر كما يتضح بالصور المرفقة حتي تحول هذا الجزء من المسجد إلي كنيس تقام فيه الطقوس اليهودية.. ولا يستطيع أحد ان ينسي فاجعة فجر يوم الجمعة15 من شهر رمضان عام1414 هجرية الذي كان يوافق25 من فبراير عام1994 عندما قام الارهابي الصهيوني باروخ جولدشتاين بالاشتراك مع مجموعة من المستوطنين تحت حماية الجيش الاسرائيلي الموجود بحجة منع التصادم بين المسلمين واليهود! في اطلاق الرصاص علي المصلين وهم ساجدون يؤدون صلاة الفجر فقتل29 مصليا وأصيب العشرات من المصلين داخل الحرم!.. فهل توافق هذا التاريخ مع إعلان ضم المسجد للتراث اليهودي نهاية شهر فبراير الماضي مصادفة؟!! أم هو احتفال بذكري الوحشية الاسرائيلية في قتل المسلمين المسالمين كعادتهم ومكافأة تشجيع للمزيد كديدنهم؟!. لم يكتف اليهود بتلك الانتهاكات فلقد سبقت ذلك محاولات سرقة جسد كل من سيدنا ابراهيم وحفيده سيدنا يوسف عليهما السلام عام1982.. وتظهر في الصور المرفقة آثار الحفر والهدم والتكسير أسفل المسجد.. بحفر نفق من داخل الغار الذي يقع في الطابق الثالث أسفل المسجد وهو منطقة جبلية بها مقابر الأنبياء للتسلل منه إلي الجثامين واكتشفت المحاولة قبل تنفيذها وتم سد الفجوة.. ثم أعادوا الكرة بفتح فجوة في بئر قايتباي من خارج سور الحرم والتسلل منها إلي أماكن المقابر مماتسبب في هدم شاهد قبر سيدنا إبراهيم وكسر المحراب المملوكي والرخام النادر المحيط بالضريحين.. وأكتشفها العاملون بالمسجد وقام المهندسون المسلمون بإغلاقها بالأسمنت المسلح! وقد حانت الآن أمامهم الفرصة الأكبر لمنع المصلين والاستيلاء علي المسجد كله بكل مافيه وليس الجثامين فقط.. والعالم يكتفي بالشجب والفرجة علي احتلال مقدساتنا قطعة قطعة!!. وكانت كاميرا الأهرام قد سجلت آنذاك مسلسل هدم المنازل والمساجد والاستيلاء علي مقابر المسلمين وتحويلها إلي هيئات حكومية.. ولم يتحرك أحد واكتفينا بالفرجة! ادعاءات وخطوات تتجدد نحو مصر مسلسلات الادعاءات والاغتصابات اليهودية لا تنتهي وهي تنشط علي مصر بالتوازي مع سلسلة الاغتصاب في فلسطين.. فهم مع كل ماسلبوه يدعون ان لهم حقوقا وممتلكات في مصر وتتولي منظمة مظلة يهود مصر العالمية اليهودية رفع القضايا الدولية علي مصر ويطالبون بترميم مقابر عائلاتهم في الاسكندرية.. وتسعي ماتسمي جمعية الصداقة المصرية الاسرائيلية لاقامة مؤتمر دولي بمصر لتجديد مطالباتهم في شهر مايو القادم تحت شعار العصر الذهبي ليهود مصر وقد أقيم هذا المؤتمر من قبل في حيفا في يونيو2006 تحت شعار نحن أبناء الخروج الثاني من مصر بعد ان اعتذرت مصر عن استضافته.. وتشارك الولاياتالمتحدة في دعم هذه الحملة اليهودية للمطالبة بالتعويضات عبر برنامج الحريات الدينية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية.. هذا إلي جانب تكوين مجموعة علي الفيس بوك أسسها أستاذ مساعد بمعهد الدراسات اليهودية في جامعة لايبزج الألمانية تحمل اسم يهود مصر للمطالبة بما يسمونه ممتلكات اليهود في مصر قبل رحيلهم.. لتكون مسمار جحا كما يفعلون مع ضريح أبوحصيرة.. كل هذا ماهو إلا حلقات في المخطط والمسلسل المتكرر والذي يتابعه العالم ويكتفي بالفرجة عليه دون فعل حقيقي!!.. ونحن لا نزال نتابع المسلسلات معهم ونتفرج!!!