ما أن أطلق الأمريكان والأوروبيون وصحافتهم مصطلح الربيع العربي علي الثورات والانتفاضات والاحتجاجات العربية, حتي تلقفه الثوار أنفسهم وأشاعوا استخدامه فيما بينهم. ناهيك عن تبنيه من قبل أبرز الزعماء والقادة والنشطاء السياسيين وجماعات حقوق الانسان ورجال الصحافة والإعلام. وقد أسقطت ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن الحكام الطغاة الفاسدين في الدول الأربع, ولاتزال الانتفاضة في سوريا تتواصل لإسقاط أحد الحكام الطغاة الذين أشبعوا شعوبهم شعارات كاذبة حول الديمقراطية والتنمية والممانعة والوحدة العربية وهم لاهم لهم سوي الاستئثار بالحكم والاستمرار والبقاء فيه وتكريس الفساد والتوريث وقهر شعوبهم. إلا أن الثورة المضادة وفلول وبلطجية وشبيحة وبقايا تلك الأنظمة الفاسدة لايزالون يواجهون ويحاربون هذه الثورات العظيمة بضراوة وبكل ما أوتوا من قوة ومال وخبرة فائقة في الإفساد والتآمر, ليوهموا الناس ويلقوا في روعهم زورا وكذبا أن الثورات سبب فيما يعانونه من انفلات أمني وضياع الأمان وهروب الاستثمارات ومحاولات الفتنة الطائفية وانهيار الأوضاع الاقتصادية وزيادة البطالة حتي يكرهوا الثورات ومفجريها. هذه الثورات والانتفاضات الخمس وإن اختلفت في نتائجها من بلد لآخر فمنها ما نجح ومنها ما تعثر ومنها لايزال مستمرا اشتركت جميعها في أنها من تفجير الشباب الذي لم يحركه أي حزب أو تنظيم بل كان له السبق في تحريك الشعوب واستجابتها له. وأستطيع القول إننا لا نريد من الربيع العربي أن يكون المشكلة التي قد تحوله الي شتاء عربي قارس قادم بل نريده أن يكون الحل الثوري لإسقاط الحكام الطغاة الفاسدين مثلما حدث في تونس ومصر وليبيا ثم اليمن مؤخرا.. والبقية تأتي! المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين