بعد يوم واحد من فرض عقوبات اقتصادية عربية ضد النظام السوري, دعا الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الحكومة السورية مجددا الي التوقيع علي بروتوكول بعثة مراقبي الجامعة الي دمشق. معتبرا أن هذا التوقيع يمنح الفرصة لحل الازمة في سوريا حلا عربيا. وقال العربي في رسالة بعث بها أمس الي وزير الخارجية السوري وليد المعلم وحصلت وكالة أنباء الشرق الاوسط علي نسخة منها إن من شأن التوقيع أن يعيد النظر في جميع الإجراءات التي اتخذها مجلس الجامعة. وحول اعتراض سوريا علي إبلاغ مجلس الجامعة الأمين العام للامم المتحدة بقراره المتخذ يوم24نوفمبر الحالي بشأن المهلة التي منحها لسوريا للتوقيع وتهديده باتخاذ اجراءات عقابية ضدها قال العربي في رسالته ان الهدف من الابلاغ هو توفير الدعم لجهود الجامعة العربية في تسوية الوضع المتأزم, أي أن الدعم المطلوب يقتصر علي التأييد الدولي وخاصة من جانب الاممالمتحدة وأجهزتها للجامعة وبعثتها في سوريا. وفي المقابل قال وزير الخارجية السوري أمس إن قرار الجامعة العربية فرض عقوبات اقتصادية علي بلاده أوصد النوافذ امام محاولات التوصل الي اتفاق مؤكدا أن بلاده بذلت كل جهد للوصول الي حل للأزمة, لكنهم بالقرار الذي اتخذوه أغلقوا هذه النوافذ. وأضاف أنه تم سحب95 او96% من الأرصدة السورية قبل أن تجمدها الجامعة العربية, واصفا عقوبات الجامعة علي سوريا بأنه اعلان حرب اقتصادية. واعتبرت المعارضة السورية أن العقوبات الاقتصادية هزيمة لنظام بشار الأسد وخطوة هامة تجاه عزله ووقف الإمدادات التي تغذيه. و قال مصدر مسئول في المجلس الوطني السوري المعارض الذي يرأسه الدكتور برهان غليون ان منع مسئولي النظام من السفر, ووقف التبادل التجاري والتعامل المالي مع المؤسسات التي يهيمن عليها, يعزز من قدرة الشعب السوري علي التصدي للبطش الذي يمارسه النظام ضد المدنيين العزل. ودعا المجلس جميع الدول العربية لمواصلة سياسة عزل النظام السوري علي كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. وفي السياق نفسه, أعلن المعارض السوري عمار قربي عن ترحيب المؤتمر السوري للتغيير بالعقوبات الاقتصادية العربية ضد نظام الأسد وأشاد' المؤتمر' بحرص الأشقاء العرب, علي أن تستهدف هذه العقوبات النظام وأركانه وأعوانه فقط, ولا تنال من الشعب السوري.وشدد علي ضرورة وضع آليات تنفيذية محكمة للعقوبات العربية, لأن النظام لن يتردد في استخدام السوريين أنفسهم' كرهائن اقتصادية', مثلما فعل الأسد الأب. وفي هذه الأثناء, أعلن مصدر مسئول بالجامعة العربية أمس أن اللجنه الفنية التنفيذية التي شكلها المجلس الوزاري العربي الطارئ أمس الاولستعقد اجتماعها الاول بمقر الامانة العامة للجامعة غدا' الاربعاء' علي مستوي كبار المسئولين والخبراء برئاسة قطر,وذلك لتحديد قائمه بأسماء كبار الشخصيات والمسئولين السوريين الممنوعين من السفر الي الدول العربيه وتجميد ارصدتهم الماليه في الدول العربيه.كما ستناقش اللجنة الاستثناءات المتعلقه بالامور الانسانيه التي تؤثر بشكل سلبي ومباشر علي الشعب السوري. وفي أنقرة كشفت صحيفة' يني شفق' عن أن صناع القرار في العديد من الدول الغربية يحاولون دفع تركيا للتدخل في الاراضي السورية, ونقلت الصحيفة عن مسئول رفيع المستوي لم تذكر اسمه أن هناك أيضا بلدنا بالمنطقة لم يسمها تحاول الضغط علي القائمين بإدارة أمور البلاد للسير في هذا الاتجاه, غير أنه أكد أن تركيا ليس لديها أية نية في هذا الصدد, انطلاقا من أن مثل هذه الخطوة سوف تثير ضدها موجات غضب عارمة من المعسكر الغربي ذاته, وبلدان الجوار علي السواء, وإثارة فتنة تركية عربية.