منذ سنوات دعاني الصديق الراحل د.يونان لبيب رزق المؤرخ الكبير الي زيارة مبني مجلس قيادة الثورة علي كورنيش النيل في الجزيرة. ويومها علمت أن هناك مشروعا لإنشاء متحف لثورة يوليو في هذا المبني وان الدولة خصصت لذلك مبلغ40 مليون جنيه..هذا المبني كان واحدا من استراحات الملك فاروق وكان مرسي السفن واليخوت الملكية وانشئ في عام1949 وتكلف118 ألف جنيه..كان د. يونان قد دعي عددا من رجال ثورة يوليو للإدلاء بشهادتهم التاريخية عن احداث الثورة وهناك التقيت بالسيد زكريا محيي الدين والسيد حسين الشافعي واجريت مع كل منهما حوارا نشر في الأهرام..كان المفروض ان يضم المتحف كل آثار ثورة يوليو ابتداء بمحاضر جلسات مجلس قيادة الثورة وانتهاء بالغرفة التي خرج منها جثمان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع وثائق كثيرة جمعتها مجموعة من الباحثين المساعدين للدكتور يونان رزق..وتوقف العمل فجأة في مشروع إقامة المتحف وترميم المبني العتيق وفي الأيام الأخيرة نشرت الصحف ان مجلس الوزراء برئاسة د.هشام قنديل اعد مشروع قرار لرئيس الجمهورية لتحويل المبني الي متحف للثورات المصرية وليس ثورة يوليو فقط وان الدولة خصصت14 مليون جنيه لإستكمال المنشآت المطلوبة وان المشروع الجديد سيضم تاريخ الثورات المصرية ابتداء بالحملة الفرنسية وانتهاء بثورة يناير..والحقيقة أنني لا اجد مبررا لهذا الخلط في الأحداث التاريخية, خاصة ان هناك لجنة علمية أعدت مشروعا كبيرا لهذا المتحف موضوعه الأساسي والوحيد هو ثورة يوليو وتم توزيع المواقع في المتحف حسب الأحداث بما في ذلك قاعات المحاكمات والجلسات والوثائق السرية, وهذه الأشياء جميعها لدي وزارة الثقافة الآن فهل سيتم الإستغناء عن كل هذا الجهد وهذه الدراسات ليتحول المبني الي متحف عام وماهي الحكمة من ذلك كله إلا إذا كان الهدف هو إغلاق ملفات ثورة يوليو..لا اجد تعارضا بين الثورات المصرية بما في ذلك ثورة يناير ولكن لا ينبغي إهدار حقائق تاريخية لحساب تاريخ آخر يفرض نفسه الآن يجب ان يبقي مبني مجلس قيادة الثورة متحفا لثورة يوليو لأنها جزء من ذاكرة هذا الشعب. http://[email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة