أثارت قضية مراكز استطلاعات الرأي في مصر كثيرا من اللغط خاصة بعدما أجرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي استطلاعا عن جبهة الانقاذ الوطني اختلطت فيه الحقيقة بالاكاذيب. فاستطلاعات الرأي هي أحد أركان الإصلاح السياسي من خلال الاهتمام برأي المواطن في أداء أجهزة الدولة بما يدعم عملية صنع القرار وبالتالي تحقيق المزيد من التواصل بين الحكومة والمواطن, بحيث يصبح جزءا من الحل بدلا من أن يكون جزءا من المشكلة. وذكر الدكتور محمد ابراهيم منصور رئيس مركز الدراسات المستقبلية بجامعة اسيوط ورئيس مركز المعلومات بمجلس الوزراء سابقا أن الاسباب الحقيقية وراء افتقاد مصر لمراكز استطلاع رأي حقيقية هو عدم وجود حريات حقيقية, فالمراكز الموجودة تفتقر إلي الموضوعية والمعلومات الحرة. وأوضح منصور أن مصر عايشت نوعين من مراكز استطلاعات الرأي مراكز استطلاع رأي حكومية ومراكز استطلاع راي خاصة ومستقلة تابعة للمجتمع المدني, وكل هذه الاستطلاعات ليس بها مصداقية لأنها في الغالب مسيسة كما ان المواطن المستطلع رأيه عليه ضغوط وقيود إما من صاحب العمل او من قبل السلطة أو ثقافة المواطن التي تمنعه من ان يقول الحقيقة. وأضاف أن بعض المؤسسات والأحزاب تصدم من نتائج الاستطلاعات فتقوم بتكذيبها ومحاربتها من خلال وسائل الاعلام وهذا يصدم المواطن ويجعله يحجم عن الاستطلاعات ولا يصدقها. أما الدكتور زكريا حسن الاستاذ بالمركز القومي للبحوث فيؤكد ان السبب الحقيقي لفشل مراكز الاستطلاع في مصر هو سوء الادارة لانه كلما كان هناك معلومات صحيحة وقاعدة بيانات يستند اليها الاستطلاع يكون ناجحا ولكن في الغالب تكون الاستطلاعات موجهة لفئة ولأغراض معينة وتستند إلي معلومات عشوائية والارقام التي تبني عليها مغلوطة وبالتالي تخرج نتائج غير حقيقية. وطالب حسن الدولة بأن تبذل جهدا لتنمية صناعة قياس الرأي العام لان ذلك يصب في المصلحة العامة ويجب ان تتسم مراكز الاستطلاع بالاستقلالية وتلتزم بالقواعد المهنية والاعتبارات الأخلاقية. اما الدكتورة حنان جرجس نائب مدير المركز المصري لبحوث الرأي العام( بصيره) فتؤكد انه لابد من وجود باحثين متخصصين حتي تخرج نتائج حقيقية ولابد ان تكون الجهة التي تقوم بالاستطلاع جهة محايدة ومستقلة لان مراكز استطلاع الراي الحكومية بالرغم من انها تتبع الطرق العلمية والمنهجية في استطلاعاتها فإن الناس لا تثق فيها لان المستطلعة آراؤهم بمجرد ان يعرفوا الجهة التي تقوم بالاستطلاع لا يعبرون عن رأيهم بحرية. وأعربت الدكتورة حنان عن أسفها من رفض الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء بعض الاستطلاعات السياسية الميدانية وفي الغالب يوافق علي الاستطلاعات الاجتماعية الخاصة بالاسرة والطفولة والشباب, مشيرة إلي أنه علي الجهات المختصة السعي إلي تنمية مراكز استطلاعات الرأي ودعمها واتاحة فرصة للعاملين بها للسفر لاخذ خبرة من مراكز استطلاع الرأي الخارجية لانها تفيد صانعي القرار بشكل جيد.