كنت ذاهبا إلى دكرنسبالمنصورة والمسافة تستغرق في المعتاد ساعة ونصف إلى ساعتين, ولما كان السفر قبل العيد وبالتحديد الخميس 3/11 فقد استغرق الأمر أكثر من 6 ساعات، وكنت معتقدا أنه زحام الانتهاء من الأعمال قبل عطلة العيد إلا أنه كان لأسباب أخري. فقد بدأ السفر بالسرعة الجنونية المأخوذة عن سائقي الميكروباص وفي سباقه المعهود بينه وعدد كبير من عربات النقل غير مكترث لعدد الأرواح التي ينقلها وأنا أقول فى نفسى ربنا يستر، وحين وصول الميكروباص لكوبرى كفر شكر بدأت المعاناة والمشهد بات أشبه بالفوضي العارمة بسبب السلوكيات. وبين عربات تسير عكس الاتجاه، وعربات تمر سريعا حتي لا تأخذ دورها في طابور الانتظار، أغلق الطريق تماما ذهابا وإيابا. لنبدأ رحلة الشقاء والزحام والمتسبب الرئيسي فيه السلوكيات. ارحمنا يا رب وبعد معاناة نحو 45 دقيقة بدأت عجلات الميكروباص في التحرك. مما أثار حفيظة سائق الميكروباص الذي قرر الانتقام بزيادة السرعة لأكثر من 120 كم إلا أن سلوكيات السائقين تتشابه وكنا علي موعد مع الزحام في المحطة التالية فى ميت غمر. حيث أن السائقين قد رسموا لأنفسهم طريقا جديدا عن المخطط له من قبل الحكومة وهم أطلقوا عليه عكس الاتجاه. عربات النقل المحملة بالطوب والنقل الصغير ولكن بارتفاعات شاهقة والكل قد أدار ظهره لما هو صحيح واختاروا عكسه. اهدينا يا رب وفى الطريق بين المنصورةودكرنس حيث الطريق المزدوج المفتوح للذهاب والإياب، ولا يتسع لأكثر من ثلاث عربات ويوجد بحر على الطريق اليمين ولا يوجد فارق بينهم فلم تغمد عيني وكانت دقات القلب تسارع الميكروباص الذي جن جنونه مثل باقي المركبات بسبب الزحام وبدأ مشهد السباق المميت لتعويض الوقت المستنزف. استر يا رب والسؤال الذي يطرح نفسه هل مشاكلنا بسبب سلوكيات المواطنين أم سياسات الحكومات؟ الإجابة الاثنان معا. المزيد من مقالات حسن عبد القادر