منذ تحرير سيناء وعودتها إلي تراب الوطن وحتي العام الماضي قبل ثورة25يناير ظل المسؤلون في جنوبسيناء وعلي مدي ما يقرب من أكثر من25 عاما يفتخرون بأنها محافظة الحزب الواحد الحزب الوطني المنحل ولم تستطع الأحزاب السياسية. دخول المحافظة والانتشار بها لأسباب عدة أبرزها أن كبار المسئولين انضموا إلي الحزب المنحل ليصبحوا أصحاب ثقل ورسخوا لدي المواطنين فكرة أنها محافظة للحزب الواحد ومعظم مواطنيها أعضاء به وذلك إرضاء للرئيس السابق حسني مبارك الذي كان يشغل منصب رئيس الحزب الوطني فضلا عن كون شرم الشيخ المنتجع المفضل له خلال فصل الشتاء. وظل كبار المسئولين وأعضاء الحزب الوطني بالمحافظة يتفاخرون في جميع المناسبات والاحتفالات بأنهم ينتمون لهذا الحزب واستطاع كثير منهم الحصول علي الكثير من المزايا والأراضي خاصة في مدينة شرم الشيخ ولكن بعد ثورة25يناير انقلب الحال وتبرأ الكثيرون منهم من الحزب الوطني وقالوا إنهم أبناء الثورة, كما ظهر علي صعيد الساحة السياسية بالمحافظة العديد من الأحزاب التي لم تكن تحلم بالتواجد علي أرض المحافظة وانضم إليها الكثير من أعضاء الحزب المنحل ليخوضوا انتخابات مجلسي الشعب والشوري المقبلة. وفجأة قضت محكمة القضاء الإداري بمنع أعضاء الحزب الوطني المنحل من الترشح للانتخابات المقبلة. الأمر الذي سيجعل الأحزاب في حالة من الفراغ بعد أن رشحت أعدادا كبيرة منهم علي مقدمة قوائمها الحزبية. وظهرت لأول مرة بجنوبسيناء أحزاب سياسية ذات طابع اسلامي منها الإخوان المسلمين الذين اصبح لهم لأول مرة مقر رسمي ونشاط علني بعد أن كان يشار ليهم باسم المحظورة كما ظهر السلفيون بكثرة غير متوقعة حتي مدينة شرم الشيخ السياحية أصبحت مقرات لهذه الأحزاب وأصبحت الشوارع والميادين تمتليء بالدعاية الانتخابية لمرشحيهم خاصة الإخوان المسلمين, والسلفيون الذين يخوضون الانتخابات لأول مرة بالمحافظة وقاموا بترشيح شخصيات ذات شعبية كبيرة لكن ما يخشي منه المواطن السيناوي وصول التيار الديني بعباءته السياسية إلي مقاليد السلطة التي يمكن أن تؤهله يوما إلي كرسي الحكم. كما لجأ حزب الوفد إلي اختيار مرشحين سبق لهم خوض الانتخابات السابقة فمنهم من نجح لعدة دورات ومنهم من خاض معركة الإعادة ولم يحالفه الحظ بسبب تدخل فلول النظام السابق ليقلبوا الأمور رأسا علي عقب. علي الصعيد نفسه تسود حالة من الارتياح بين أبناء جنوبسيناء من مختلف الطوائف من الوافدين والبدو لإيمانهم العميق بأن أعمال التزوير في الانتخابات لن تعود لسابق عهدها خاصة في ظل العصر الحالي الذي يشهد الحرية والشفافية والنزاهة وانه لن ينجح في هذه الدورة عضو انتهازي أو صاحب سطوة يعمل علي تحقيق أهدافه ومصالحه الشخصية فضلا عن تفاؤل الوافدين بتمثيل أكثر من عضو لهم بالبرلمان خاصة بعدما ظهروا بأعداد كبيرة في الاستفتاء الأخير لإيمانهم بأنهم أصبحوا قوة مؤثرة علي الصعيد السيناوي لايستهان بها. ولأول مرة أيضا تخوض أحزاب الوفد الجديد والعربي والعدل والمساواة والمصريين الأحرار والوسط ومصر الحديثة والاتحاد وحزب الحرية والإصلاح والتنمية والحرية والعدالة غمار المعركة الانتخابية في جنوبسيناء وأدي ظهور تلك الأحزاب في المحافظة إلي تغيير الخريطة والحراك السياسيين علي الساحة لتكون للثورة دلالة واضحة علي تغير الانتخابات البرلمانية هذه الدورة عن الانتخابات السابقة. وبالنسبة للمرشحين المستقلين لمجلس الشعب علي المقاعد الفردية يتنافس كل من صالح حميد عطوة( محامي) من نويبع وصباح سالم رزق( أخصائية علاقات عامة بمجلس مدينة رأس سدر) وسبق لها خوض الانتخابات مستقلة ولم يحالفها الحظ ويأتي بعد ذلك عبده عبدالرازق عطية( مدرس) ويخوض الانتخابات لأول مرة معتمدا علي أصوات المعلمين والوافدين وعلاقاته بأبناء البادية وصباح ضيف الله سالم( عضو مجلس إحدي الشركات السياحية بشرم الشيخ) يخوض الانتخابات لأول مرة وعلي عطوة( محامي) وعضو مجلس الشعب لدورة واحدة ومن أبناء مدينة رأس سدر, كما يخوض الانتخابات الخبير السياحي عادل شكري, أمين غرف المنشآت الفندقية بجنوبسيناء, معتمدا علي القاعدة العريضة من العاملين في قطاع السياحة بشرم الشيخ وعلاقاته المتعددة بأبناء البدو والوافدين ومساندة رجال الأعمال والمستثمرين ليمثلهم تحت قبة البرلمان ويعتمد في برنامجه الانتخابي علي تشغيل الشباب في قطاع السياحة. بالإضافة إلي صدقة جمعة سالم من أبناء مدينة طور سيناء وسمير محمد موسي سالم من قبيلة المزينة وصالح عيد صبيح من أبناء مدينة أبوزنيمة وناصر تمام عطا الله صاحب إحدي الشركات العاملة بشرم الشيخ ونويبع ويعتمد علي علاقاته بالوافدين والبدو وكان بالمجلس الشعبي المحلي السابق ثم تأتي نجف صالح حسن( موظفة بطور سيناء) وتخوض الانتخابات لأول مرة والمحاسب القانوني سالم أحمد زيدان من مدينة رأس سدر وسبق خوضه الانتخابات السابقة لمجلس الشعب ولم يحالفه الحظ وفيصل سلامة صباح مدخل( صاحب مكتب مقاولات برأس سدر) ويخوض الانتخابات لأول مرة ناصر حميد محمد اسماعيل( صاحب مركز غوص بدهب) وكذلك مجدي عويس( المحامي) وهو نقيب المحامين السابق بجنوبسيناء وسبق خوضه الانتخابات مستقلا ولم يحالفه الحظ بالإضافة إلي وجوه أخري جديدة تدخل الانتخابات لأول مرة مستقلين مثل صلاح سالم عطوة( من أبناء طور سيناء) وعودة سليمان سالم من( نويبع) ومجاهد السيد سالم( مقيم شعائر برأس سدر). كما يتنافس علي مقعد العمال كل من غريب حسان ابن قبيلة المزينة عضو مجلس الشعب عن الدورة الماضية التي لم تستمر حتي نهايتها ويعد العضو الوحيد الذي نجح مستقلا بعيدا عن الحزب الوطني ورفض الانضمام للحزب الوطني البائد بعد نجاحه وفريج عبده عوده( من طور سيناء) وعودة فريج فرج الله( من رأس سدر) وحمدية حربي فريج( أخصائي ثالث بالشركة المصرية للاتصالات بابو زنيمة) وربيعة صبحي حسين( الشهيرة بالمرعية) وهي ابنة قبيلة القرارشة وسبق لها خوض الانتخابات مستقلة ولم يحالفها الحظ وجمعة حسين السيد( مدير إحدي الشركات السياحية بشرم الشيخ) ودفع حزب النور للمنافسة علي مقعد الفئات بالمرشح محمد فراج سالم أعمال حرة وهو ابن قبيلة بني واصل وسبق خوضه الانتخابات السابقة ويعتمد علي علاقاته القوية بين البدو والوافدين.