35 كيلو مترا هي المسافة من بنها إلي شبرا الخيمة يقطعها المسافرون بمحافظات الدلتا يوميا علي الطريق الزراعي السريع في ساعات طويلة صباحا ومساء. حتي تحولت رحلة الذهاب والعودة من العمل في هذه المسافة إلي رحلة عذاب يومية لآلاف المسافرين من مختلف المحافظات ولم تنجح كل الجراحات التي أجرتها الحكومات السابقة لحل أزمة الطريق الزراعي وآخرها إقامة3 كباري علوية عند قليوب وقها وبنها لكنها لم تفلح في حل الأزمة وايجاد السيولة المرورية المطلوبة خاصة ان هذه المسافة تعتبر بمثابة عنق الزجاجة والبوابة الرسمية لدخول القاهرة. خبراء المرور حذروا من تفاقم الأزمة علي الطريق خلال المرحلة المقبلة, وقالوا إن المشكلة في تزايد مستمر بسبب الكثافة المرورية ويمكن أن تؤدي إلي توقف الطريق تماما في هذه المسافة اذا لم يتم الإسراع في انشاء الطريق الحر الجديد كبديل للطريق الزراعي الحالي ومد مترو الانفاق إلي قليوب بحيث تكون نهاية لقطارات الضواحي القادمة من الوجه البحري وخف الضغط عن القاهرة. اللواء صلاح منسي مدير الادارة العامة لمرور القليوبية أكد أن المنطقة الواقعة من بنها إلي شبرا الخيمة والعكس علي الطريق الزراعي السريع تعد من المناطق الملتهبة لأنها تمثل عنق الزجاجة للقادمين والمغادرين من القاهرة مما يتسبب في زحام شديد بين السيارات في هذه المنطقة. وأوضح ان هذا الطريق يعد أحد أهم الشرايين الحيوية لنقل المواطنين بين القاهرة الكبري والوجه البحري ويقع عبء هذا الطريق علي عاتق محافظة القليوبية بمفردها بما يفوق قدراتها لأن الطريق يشهد مرور سيارات11 محافظة يوميا ذهابا وإيابا وبرغم ماشهده الطريق من أعمال تطوير وإنشاء كباري قليوب وقها وبنهاالجديدة بتكلفة150 مليون جنيه, فإن الأزمة تتزايد يوما بعد يوم رغم تكثيف الخدمات المرورية علي الطريق الذي يستقبل يوميا في هذه المسافة مايقرب من مليوني سيارة, وأصبح الحل في انشاء الطريق الحر البديل, وأشار منسي إلي أن حالة الانفلات الأمني التي شهدتها مصر مؤخرا كان لها أثر سلبي علي الطريق مما زاد من الأزمة والزحام في مداخل ومخارج القاهرة ومؤكدا أن استمرار الوضع بهذه الحالة ينذر بكارثة مرورية وانه يجب الإسراع في انشاء الطريق البديل ومد المترو إلي قليوب. ويقول المهندس فوزي شاهين انه محروم من الحوافز الشهرية نتيجة الوصول متأخرا كل يوم بسبب عدم وصول القطارات في مواعيدها, أو ازدحام الطريق الزراعي السريع وكثرة الحوادث عليه مما يضيف مشاكل عديدة له بالإضافة إلي إن الطريق يعاني من إهمال شديد ولايتم له أي نوع من أنواع الصيانة, فضلا عن وجود بروزات خطرة بسبب عشوائية إقامة الأرصفة والحواجز الخرسانية التي يفاجأ بها السائقون, كما أن الأسفلت علي طول الطريق غير متساو ومتآكل بشكل خطير, خاصة في المنطقة بين مدينتي طوخ وقها. أضاف عبد الوهاب انه يتحتم علي ادارة المرور وهيئة الطرق ووزارة النقل ان تبحث بسرعة عن حل لهذه المشكلة لأنها تتسبب في مشاكل كبيرة للعابرين بالطريق خاصة الموظفين منهم الذين يعانون من مشكلة التأخير عن العمل وتوقيع الجزاءات عليهم دون ذنب. ويوضح محمد حامد مدرس انه يخرج يوميا مبكرا إلي عمله من مدينة بنها إلي شبرا الخيمة ومع ذلك يصل متأخرا بسبب الزحمة المرورية عند مدخل المؤسسة ويطالب بضرورة ايجاد حل سريع لهذه المشكلة والاسراع في مد المترو إلي مدينة قليوب حتي يتم الحد من مشكلة الزحام الذي يستمر بالساعات علي هذا الطريق. ويقول محمد خالد( سائق) اننا كسائقين نعاني كثيرا من الزحام المروري علي الطريق الزراعي حيث يتسبب الزحام في تعطيلنا بالساعات, مشيرا إلي حدوث مشادات بين السائقين والركاب بسبب تعطل الطريق متسائلا أين وعود المسئولين بايجاد حل لهذه المشكلة, وتوسيع الطريق واين الطريق الحر السريع الذي سمعنا عنه قبل وبعد الثورة ولم نر أية خطوة لتنفيذه. من جانبه أكد الدكتور عادل زايد محافظ القليوبية ان مشروع الطريق الحر لم يتوقف, وأنه أجري اتصالات مع وزير النقل والحكومة وتبين أن مخصصات التعويضات الخاصة بالأراضي المنزوعة لصالح الطريق موجودة بمديرية المساحة بالمحافظة, مشيرا إلي أنه سيحاول العمل علي إعادة المشروع لحيز التنفيذ من جديد. واعترف المحافظ أن السفر في هذه المسافة أصبح مشكلة كبيرة, وهناك أزمة حقيقية وقال قدر القليوبية انها تستقبل السيارات والمسافرين القادمين والمغادرين من القاهرة, وان أي حلول في إطار المسكنات لن تجدي.