لقد تسارعت في الآونة الأخيرة حدة الصراع بين الإسلاميين وغيرهم وزاد تجاوز غير المسلمين وهجومهم على كل ما هو إسلامي حتى رأينا كتابا كانوا من قبل يتسمون بالحيادية رأيناهم قد ركبوا الموجة وانضموا إلى صفوف المهاجمين وقد أخذوا يؤولون القرآن على أهوائهم إما عن جهل وإما عن عمد وهنا أود أن أبين بعض الحقائق أولى هذه الحقائق أن الهجوم على الإسلام ليس وليد اليوم ولكن منذ اللحظة التي دعا فيها رسول الله قومه للإسلام عندما صعد ذات يوم على الصفا مناديا "يا صباحاه" وهي كلمة ينادى بها للإنذار من عدو، واجتمعت إليه قريش فقال: "إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد أرأيتم لو أني أخبرتكم أن العدو ممسيكم أو مصبحكم أكنتم تصدقوني? قالوا: ما جربنا عليك كذبا، فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا? فنزلت {تبت يدا أبي لهب} [المسد:1]. وعندما هاجر الرسول إلى المدينة وجاءه نفر من اليهود وهم الذين كانوا يبشرون الناس ببعثة رسول آخر الزمان ليتأكدوا من حقيقة أهو حقا النبي الذي جاء ذكره ووصفه عندهم في التوراة وسألوه عن أشياء لا يعرفها إلا نبي كانت النتيجة أن قال "ياسر بن أخطب " لأخيه " حيى بن أخطب " :وهما من كبار اليهود وعلمائهم أهو هو ؟ (يعنى الرسول - صلى الله عليه وسلم) قال أجل. قال فما أنت فاعل ؟ قال عداوته ما حييت. مع أن المنطق يقول ما دمت أيقنت أنه النبي الحق إذن فلتتبعه، وفي سبيل ذلك جيش اليهود كل ما يملكون من أجل محاربة الإسلام وصدق الله إذ يقول"إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون" سورة الأنفال آية36.وسبحان الله لقد قال القرآن "ينفقون أمواله" ولم يقل بعض أموالهم أو جزءا من أموالهم وإنما قال أموالهم لبيان أن أهل الباطل لا يدخرون جهدا ولا مالا في محاربة الحق وأهله ولذلك جاء في التفسير الميسر:" إن الذين جحدوا وحدانية الله وعصوا رسوله ينفقون أموالهم فيعطونها أمثالهم من المشركين وأهل الضلال، ليصدوا عن سبيل الله ويمنعوا المؤمنين عن الإيمان بالله ورسوله، فينفقون أموالهم في ذلك، ثم تكون عاقبة نفقتهم تلك ندامة وحسرة عليهم; لأن أموالهم تذهب، ولا يظفرون بما يأملون من إطفاء نور الله والصد عن سبيله، ثم يهزمهم المؤمنون آخر الأمر. والذين كفروا إلى جهنم يحشرون فيعذبون فيها. في السريع: قال تعالى"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون" آل عمران آية 118 المزيد من مقالات حماده سعيد