بعد خمس سنوات من العمل المتواصل تكللت جهود الجنود المصريين المجهولين من جهاز المخابرات العامة في إبرام صفقة تبادل الأسري والمعروفة باسم صفقة شاليط والتي بمقتضاها سيتم اطلاق سراح1027 اسيرا وأسيرة فلسطينية مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الموجود في قبضة حركة حماس منذ يونيو2006. ومن المنتظر ان يتبعها خلال أيام صفقة أخري لاطلاق سراح81 مواطنا مصريا في السجون الإسرائيلية مقابل الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل أسرار رفض ليبرمان وموافقة نتنياهو في الوقت الذي كشف فيه موقع قضايا مركزية الناطق بالعبرية, النقاط السرية في صفقة شاليط والتي جعلت وزير الخارجية افيجدور ليبرمان ونائب رئيس الوزراء موشيه يعلون( بوجي) يرفضانها كشفت صحيفة هارتس سرا اخر تمثل في اسباب موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبقية اعضاء الحكومة علي الصفقة لتبدأ بذلك اجراءات تنفيذها. ففي تقرير حصري ذكر موقع قضايا مركزية ان الصفقة بها بنود سرية طلب نتنياهو عدم نشرها وابقائها سرية ووهو ما يفسر تراجعه عن طرح الصفقة امام الكنيست الاسرائيلي للمصادقة عليها كما وعد بعد فوزه بالانتخابات وتشكيل الحكومة الاسرائيلية. وبحسب ما نشر الموقع, فقد اخفي نتنياهو هذه النقاط حتي عن وزراء حكومته اللذين صوتوا لصالح الصفقة, وتتمثل هذه النقاط التي اتفق عليها مع حركة حماس وتعتبر جزء من هذه الصفقة: اولا: تتعهد اسرائيل برفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة. ثانيا: لم يستطع نتنياهو انتزاع موافقة من حركة حماس بوقف نشاطها لخطف جنود اسرائيليين في المستقبل, حيث خضع لموقف حماس بأنها سوف تستمر في السعي لخطف جنود والقيام بعمليات لتحرير باقي الاسري في السجون الاسرائيلية والمح موقع قضايا مركزية أن افيجدور ليبرمان كان علي علم بالنقاط السرية و كافة تفاصيل الصفقة, وهو الذي قام بتسريب هذه النقاط للمقربين منه والتي وصلت بالنهاية الي الموقع ومن ناحية اخري كشفت صحيفة هأرتس الناطقة بالعبرية, سر موافقة إسرائيل علي الصفقة وأرجعته إلي4 اسباب, أولها مرونة حركة حماس وثانيها أن مخزون الفرص بدأ بالتلاشي,وثالثها الوضع الاسرائيلي الداخلي ورابعها ضرورة تنظيف الطاولة قبل أي تحرك محتمل ضد ايران. وبحسب الصحيفة فان السبب الاول يتعلق بالمرونة التي قدمتها حركة حماس في شهر يوليو الماضي وتمثلت هذه المرونة التي ابدتها حركة حماس في نقطتين, الاولي التنازل عن اصرارها علي الافراج عن الصف الاول من قادة كتائب عز الدين القسام زفي مقدمتهم عبد الله البرغوثي وعباس السيد, ابراهيم حامد, وحسن سلامه بالاضافة الي مروان البرغوثي واحمد سعدات. وجاء هذا التغيير علي موقف قيادة حماس حسب جهاز الشاباك لقناعتهم بأن ممارسة مزيد من الضغوطات علي اسرائيل لن تفرج عنهم, والموقف الثاني الذي اظهرت فيه مرونة عدد الاسري المنوي ابعادهم عن مناطق الضفة الغربية, حيث كان موقف حماس في المفاوضات التي استمرت خمس سنوات الموافقة علي عدد بسيط من الاسري, ولكن خلال المفاوضات الاخيرة وافقت علي عدد اكبر مما سمح بالتوصل الي اتفاق وتوقيع الصفقة. السبب الثاني ما ذكره رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو في بداية اجتماع الحكومة الاسرائيلية الثلاثاء الماضي, حين وضح ان مخزون الفرص بعودة جلعاد شاليط حيا بدأ بالتلاشي, وهذا سبب مهم للتوقيع علي هذه الصفقة والتي وصفها بالصعبة جدا, والثمن الكبير الذي ستدفعه اسرائيل لاتمام هذه الصفقة. السبب الثالث يتعلق بالوضع الداخلي الاسرائيلي بحيث اراد نتنياهو تغيير الاتجاة من ناحية الاهتمام في المجتمع الاسرائيلي, خاصة في ظل تصاعد الازمات المختلفة والتهديد بالاضراب الشامل في اسرائيل. واستفاد نتنياهو من التجارب السابقة التي حصلت لحكومة شارون عام2004 في صفقة الافراج عن الحنان تنبلبوم, وكذلك حكومة ايهود اولمرت مع حزب الله عام2008 والتي ادت الي تسليم جثتي الجنديين الاسرائيليين اللذين اختطفا عام2006, بحيث اصبح موضوع التبادل هو العنوان الاساسي في الصحافة الاسرائيلية وتراجعت الانتقادات لشارون وكذلك ليهود اولمرت, وهذا الوضع ما كان يبحث عنه اليوم نتنياهو, فلا احد يسمع اليوم بما يصرح به منظمي الاحتجاجات المطالبة بالعدالة الاجتماعية, الي جانب اظهار نتنياهو بالشخص الذي يستطيع اتخاذ القرارات المصيرية والضرورية وتظهر قدرته علي القيادة. السبب الرابع يتعلق بالسبب الثالث, حيث يريد نتنياهو خلق صورة جديدة له والخروج من المأزق الذي يعانيه داخل المجتمع الاسرائيلي, وكذلك بدا واضحا توجهه نحو تنظيف الطاولة في مقدمه لامكانية تحرك ضد ايران, وهذا الموضوع حسب الصحيفة قد نسمع عنه الكثير في المرحلة القادمة, في ايحاء واضح انه قد يكون اهم الاسباب لانهاء ملف شاليط.