في الوقت الذي شككت فيه دوائر سياسية أمريكية في المؤامرة الايرانية المزعومة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن, والتي كشفت عنها الإدارة الأمريكية الثلاثاء الماضي, صعدت الولاياتالمتحدة أمس من موقفها ضد ايران. حيث بدأت حملة دبلوماسية مكثفة في أروقة الأممالمتحدة و مجلس الامن للحصول علي تأييد دولي لمعاقبة طهران. واعترف عدد من كبار المسئولين في الحكومة الأمريكية رفضوا الكشف عن هويتهم بأن المخطط الإيراني يفتقر الي الحرفية المطلوبة بشكل غير معتاد,بالاضافة الي انه يبتعد عن نمط أنشطة قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني المتهمة بالتخطيط للمؤامرة والذي يعتمد في الأساس علي تقديم الدعم السري للمتشددين والمتمردين المناهضين للولايات المتحدة واسرائيل في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وقال مسئولون أمريكيون إنه علي الرغم من عدم حرفية المخطط و عدم ارتقائه الي مستوي انشطة وحدة القدس, فإن المؤامرة حقيقية.وقال مصدر مسئولكنا ننتظر أن تخفي قوة القدس آثارها بشكل اكثر فعالية وقال آخر إن التخطيط لشن هجوم عنيف داخل الولاياتالمتحدة لا يتفق بشدة مع نمط أنشطة قوة القدس في الآونة الأخيرة. وقال كينيث كاتزمان المتخصص في الشأن الإيراني في مركز أبحاث تابع للكونجرس وهي مؤسسة بحثية إن هناك عناصر غير منطقية في المؤامرة المزعومة.وأضاف فكرة الاستعانة ببائع سيارات في تكساس ليس عضوا في قوة القدس ويقيم في الولاياتالمتحدة منذ عدة سنوات هذا غير معقول. وفي الوقت نفسه, رفض مسئولون أمريكيون أن تكون هذه المؤامرة مخطط لها من قبل عناصر مارقة في الحرس الثوري الامر الذي جعلها بهذا الفشل والضعف, مشيرين الي انه أكثر من محتمل ان يكون المرشد الأعلي آية الله علي خامنئي وقائد قوة القدس قاسم سليماني علما مسبقا او وافقا علي المؤامرة المشتبه بها. واضافوا أن الولاياتالمتحدة لا تعرف بشكل مؤكد إلي أي مستوي في التسلسل القيادي كان يعلم بهذا المخطط.وقالوا إن جهات أخري من الحكومة الإيرانية ربما لم تعلم,و ان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد لم يكن يعلم بها بالضرورة. وفي غضون ذلك, أعلن البيت الابيض أن الرئيس الامريكي باراك اوباما أجري مساء امس اتصالا هاتفيا بالعاهل السعودي الملك عبد الله بشان المؤامرة المزعومة. واضاف البيت الابيض في بيان الرئيس والملك اتفقا علي ان هذه المؤامرة تمثل انتهاكا صارخا للاعراف والاخلاقيات الدولية الاساسية وللقانون الدولي وذكر البيان أن الزعيمين أكدا إلتزامهما بالسعي إلي رد دولي قوي وموحد يحاسب المسئولون عن المؤامرة المزعومة. وقد أطلعت سفيرة الولاياتالمتحدة لدي الأممالمتحدة سوزان رايس الدول الأعضاء بشكل فردي علي المؤامرة. وصرحت مصادر دبلوماسية ان واشنطن أرسلت مبعوثين إلي موسكو و بكين لاطلاعهما السلطات هناك علي تفاصيل المؤامرة,كما عقدت رايس ومندوب السعودية عبد الله المعلم اجتماعا منفصلا في نيويورك مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الامن. وأعلنت بريطانيا و فرنسا انهما ستدعمان المبادرات الأمريكية في حين اعتبر السفير الروسي لدي الاممالمتحدة فيتالي تشوركين ان القضية غريبة. كما أعربت نولاند عن قلق بلادها بشأن احتمال حدوث تصعيد بين السعودية وإيران بعد اكتشاف المخطط الايراني, وقالت إنها لا تعتقد أن أحدا يسعي لإثارة نزاع مسلح في المنطقة ولكن الهدف هو محاسبة طهران. وعلي الجانب السعودي, ذكر بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية أن المملكة تبحث اتخاذ إجراءات حاسمة ردا علي الخطوة الإيرانية. وأدان البيان, ما أسماه المؤامرة الآثمة والشنيعة وقال إن المملكة ستستمر في اتصالاتها وتنسيقها مع الجهات الأمريكية المعنية بخصوص هذه المؤامرة الدنيئة ومن يقف وراءها. ومن جانبه,حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من أن المملكة ستحمل إيران مسئولية أي تحركات عدائية ضدها, أدان ما وصفه بمؤامرة خسيسة لقتل سفير المملكة في واشنطن. وقال الفيصل, في تصريحات من فيينا حيث يبحث اقامة مركز للحوار بين الاديان, ان بلاده لن ترضخ لمثل هذه الضغوط وان اي تحرك تقوم به ايران ضد السعودية سيقابل برد فعل محسوب. وفي المقابل, دعت إيران السعودية إلي عدم الوقوع في فخ الولاياتالمتحدة من خلال تصديق مزاعمها الكاذبة بشأن تورط ايران في محاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن,مؤكده أن تلك الاتهامات الأمريكية لا تخذم إلا الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ونقلت وكالة انباء إيرنا الايرانية عن نائب وزير الخارجية الايراني للشئون الامريكية والاوروبية علي اهاني, قوله ان اي توتر في العلاقات بين دول المنطقة سيخدم فقط الولاياتالمتحدة و الكيان الصهيوني.