وسط فرحة كبيرة من المصلين.. حضور رسمي وشعبي واسع في افتتاح المساجد اليوم    4 وحدات للمحطة متوقع تنفيذها في 12 عاما.. انتهاء تركيب المستوى الأول لوعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة الأولى لمحطة الضبعة النووية    زيادة جديدة في أسعار شيكولاتة «فريسكا»    انخفاض كبير ب«حديد عز» الآن.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالأسواق    وزير الاتصالات يبحث مع سفير التشيك التعاون الرقمي    حملات مكثفة لإزالة الإشغالات ورفع كفاءة شوارع سيدي سالم ودسوق في كفر الشيخ    بالصور.. رئيس مدينة المنيا يفتتح مسجدين جديدين    كرم جبر: مصر تصدت بكل حزم وقوة للإدعاءات الإسرائيلية الباطلة    مقتل شرطيّين جنوب ماليزيا خلال هجوم يشتبه بأن منفّذه على صلة بإسلاميين    سوليفان يزور السعودية وإسرائيل بعد تعثر مفاوضات الهدنة في غزة    بريطانيا تتهم روسيا بتزويد كوريا الشمالية بالنفط مقابل السلاح    الرئيس الأوكراني يوقع قانونا يسمح للسجناء بالخدمة في الجيش    وديًا.. مودرن فيوتشر يفوز على النجوم بثلاثية إستعدادًا للزمالك    الهلال بالقوة الضاربة أمام النصر في كلاسيكو الدوري السعودي    تاتيانا بوكان: سعيدة بالتجديد.. وسنقاتل في الموسم المقبل للتتويج بكل البطولات    "بسبب سلوكيات تتعارض مع قيم يوفنتوس".. إقالة أليجري من منصبه    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    تعليم الجيزة: متابعة جاهزية اللجان استعدادًا للشهادة الإعدادية    مصرع طالب طعنًا ب مطواه في قنا    السكة الحديد: إيقاف بعض القطارات أيام الجمعة والعطلات الرسمية لضعف تشغيلها    أمه خدرته لاستخراج أعضائه.. نجاة طفل فى بورسعيد من نفس مصير فتى شبرا الخيمة    زعيم السعادة 60 سنة فن    البيت الأبيض: الولايات المتحدة لا تريد أن ترى احتلالا إسرائيليا في قطاع غزة    عمر الشناوي حفيد النجم الكبير كمال الشناوي في «واحد من الناس».. الأحد المقبل    عمرو يوسف يحتفل بتحقيق «شقو» 70 مليون جنيه    بسبب تمثال للزعيم.. ليلى علوى تتعرض للسخرية من رواد "السوشيال ميديا"    غدًا.. متحف البريد يستقبل الزائرين بالمجان بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    شوقي علام: من يفتي بعدم جواز التبرع بالزكاة لحياة كريمة فقد أخطأ المنهج    صحة قنا: الكشف على 917 مواطنا فى قافلة طبية مجانية بقفط    حسام موافي يحدد أعراض الإصابة بانسداد الشريان التاجي    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    الأنشطة غير المصرفية تقدم تمويلات ب 121 مليار جنيه خلال فبراير الماضي    أحمد السقا: أنا هموت قدام الكاميرا.. وابني هيدخل القوات الجوية بسبب «السرب»    الوضع الكارثى بكليات الحقوق    بعجينة هشة.. طريقة تحضير كرواسون الشوكولاتة    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    إعلام فلسطيني: شهيدان ومصاب في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين بحي الزهور    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مخيم البريج ورفح بقطاع غزة    جوري بكر تعلن انفصالها بعد عام من الزواج: استحملت اللي مفيش جبل يستحمله    «المستشفيات التعليمية» تكرم المتميزين من فرق التمريض.. صور    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    البنك المركزي الصيني يعتزم تخصيص 42 مليار دولار لشراء المساكن غير المباعة في الصين    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» موضوع خطبة الجمعة اليوم    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ندوة أهداها الوفد الفلسطيني إلي محجوب عمر
الربيع العربي قاد حلم الدولة الفلسطينية إلي مجلس الأمن

زار القاهرة مؤخرا وفد ثقافي فلسطيني جاء ليهني شعب مصر قبل السلطة فيها‏,‏ وقبل مثقفيها بنجاح ثورة25 يناير التي لولاها لما عاد فلسطين الي قلب المشهد السياسي الغربي‏,‏ ولما تجرأ الفلسطينيون علي التابوهات السياسية العالمية والذهاب الي الامم المتحدة حاملين حلمهم المشروع بإنشاء دولتهم. الأهرام استضافت الوفد لتؤكد أنها جريدة الفلسطينيين قبل أن تكون جريدة المصريين, لأن الاهرام علي تاريخها باستثناء حقبه بغيضة ينبغي أن تسقطها الذاكرة من حساباتها تؤمن بان فلسطين ليست فقط بداية الامن القومي المصري, بل هي عمود خيمة الوجدان المصري وجزء أصيل من مكونات الشخصية المصرية.
الأهرام طرحت خلال الندوة مبادرة حول استكتاب رموز عالية لمناصرة الشعب الفلسطيني وحلمه بإنشاء الدولة وسيتم قريبا بلورة هذه المبادرة بما يليق بالقضية وبما يليق بتاريخ الاهرام وهذه وقائع جلسة حوار حميم بين الاشقاء الفلسطينيين حول الربيع العربي, واثره علي الملف الفلسطيني واذا كان الشعب في تونس ومصر اراد اسقاط النظام فإن الشعب في فلسطين يريد انهاء الانقسام كشرط اساسي لانهاء الاحتلال.
في بداية الندوة رحب عبدالعظيم حماد بالحضور قائلا ان ارتباط الأهرام بالقضية الفلسطينية قديم, والتزامها بدعم فلسطين ثابت.
وقال حماد أن المثقفين الحقيقيين هم مرآة الشعوب, وعندما يتكلمون لابد أن يستمع إليهم الجميع, لأنهم أصدق انباء من كل المحللين السياسيين, ولأنهم لايقفون عند حدود الظواهر بل يستوعبون الحاضر والمستقبل, ويعبرون عن آلام الأمة وآمالها.
ثم تحدث الروائي الكبير بهاء طاهر قائلا اعتبر نفسي دائما فلسطينيا أكثر من كثير من الفلسطينيين, ولذلك ليس منطقيا أن ارحب بوفد فلسطيني في القاهرة, في بيته,
واذا كان يحيي يخلف يزور القاهرة اليوم كرئيس لوفد ثقافي, ومسئول مهم في السياسة الفلسطينية, فإنه يحضر دائما لدينا كمثقف كبير, وروائي مهم في المشهد الادبي العربي, والفلسطيني, كما يحضر غيره من المبدعين العرب الذين جاءوا إلي مصر دائما واحتضنتهم القاهرة التي كانت بوتقة للابداع العربي, وستعود بعد الثورة كما كانت.
وعندما قرأت مؤخرا رواية يحيي يخلفجنة ونار ادركت أن الامال التي كنا نعيش عليها مطلع شبابنا لاتزال هي نفسها التي تدفعنا في فترات نضجنا وشيخوختنا لأنها كانت آمالا صادقة في التحرر والاستقلال والوحدة العربية.
كنا نتطلع دائما لأن يكون للثقافة دور بارز في عملية التحرر, والتنمية وكنا نطمح لتحقيق وحدة عربية شاملة ولكننا الآن أصبحنا أكثر واقعية وأصبحنا نطمح في وحدة الاهداف والاتجاه والمشاعر. واعتقد أن ثورات الربيع العربي تعيدنا للاتجاه الصحيح في علاقة المثقف باحلام امته, والتعبير عنها.
قصيدة: أم رواية؟
الأهرام: اشتعلت الثورات العربية كما تشتعل القصيدة, تأتي إلينا حتي قبل أن نذهب إليها, ولكن الثورات تحتاج كما تحتاج الرواية إلي سرد يتكيء علي تخطيط أدبي, ومتابعة لكل التفاصيل فكيف يقرأ المثقف الفلسطيني قصيدة الربيع العربي وروايته, كيف تأثر الوضع في الضفة والقطاع بما حدث في ميدان التحرير, وكل ميادين الثورة العربية.
بدأ الروائي يحيي يخلف رئيس الوفد الاجابة الفلسطينية علي سؤال الأهرام قائلا! اسمحوا لي في البداية ان اهدي هذه الندوة إلي مصري اصيل هو المناضل محجوب عمر الذي علم الفلسطينيين ودربهم علي الثورة وشارك بعلمه وفكره وجسده في النضال الحقيقي لاسترداد الحقوق, وكان من دواعي فخري أن أقلده منذ سنوات وسام القدس أعلي الاوسمة الفلسطينية تقديرا لجهده الكبير في ثورتنا الفلسطينية المستمرة.
وفيما يخص الربيع العربي قال يخلف: أنا من جيل مفعما بالأحلام. عاش مراحل ومرارة النكبة والنهوض ومرت عليه مراحل الاحباط.
ولكننا الآن نعيش لحظة الشرارة التي ربما تحرق السهل كله.. وقد عشنا كفلسطينيين لحظة ربيع لم تستمر هي لحظة الانتفاضة الأولي التي استهدفت تحقيق الاستقلال, وقيام الدولة الفلسطينية, وعندما اشتعلت راهن الكثيرون علي أنها ستكون حادثا عابرا يستمر اسبوعا, أو اسبوعين, لكنها استمرت6 سنوات كاملة, ولولا الانتفاضة لما اجبرت اسرائيل علي التفكير في حلول ثنائية ولما ذهبت إلي اوسلو.
الأهرام: ولكن اوسلو كانت خدعة للفلسطينيين؟
يخلف: اتفق معكم, وقد كتبت مقالا انتقدت فيه أوسلو فعاتبني الزعيم ياسر عرفات وقال لي: اذا كانت لديك عشر ملاحظات علي الاتفاقية, فلي عليها مائة ملاحظة وعودة إلي سؤالكم عن الربيع العربي استطيع أن اؤكد ان نضال الشعوب العربية ليس وليد اليوم فقد امتد منذ نهاية القرن19 وبداية القرن20 حتي الآن, ولعلنا نذكر عصر النهضة الذي ظهرت فيه دعوات الاصلاح علي يدي الشيخ محمد عبده, الذي دعا إلي الاصلاح الديني, وفتح باب الاجتهاد, وما أريد أن أقوله هو أن ثورة مصر لها جذور ثقافية وفكرية عميقة, ولكن الثورة الجديدة أثبتت أننا في عصر الشعوب لا النخب, فقد امتلك الشعب زمام الأمور, واراد وقرر واسقط الأنظمة.
وبالنسبة لقضية فلسطين فقد لعبت الثورة المصرية دورا مهما للغاية, في دعم الملف الفلسطيني, منحه قوة اضافية, فقد كنا قبل الثورة ندور بين رحي معسكرين عربيين الاول هو معسكر مايسمي بالاعتدال, والثاني معسكر مايسمي المقاومة والممانعة وفي الحقيقة كان المعسكران وجهين لعملة واحدة تفسد العمل الفلسطيني فقد كان معسكر الاعتدال بقيادة نظام مبارك مجرد وسيط للضغط علي الطرف الفلسطيني, وكان معسكر الممانعة نظاما فومجيا لاقوميا صوتا بلا معني, فهذا المعسكر في الحقيقة لم يطلق رصاصة واحدة علي اسرائيل فقد فض الاشتباك عقب حرب اكتوبر1973, والممانعة خطاب زائف.
ومن شأن نجاح الثورة, واكتمالها, أن تستعيد مصر دورها الريادي في المنطقة, إذ أنه من المؤسف أن تترك مصر المجال لتركيا وايران واسرائيل لملء الفضاء السياسي في الشرق الأوسط.. ومن شأن هذه العودة أن تقوي المفاوض الفلسطيني, والمناضل الفلسطيني, لأن قوة فلسطين مرتبطة دائما بمحيطها العربي ولاسيما في مصر.
وأعود إلي اوسلو لأوضح فقط أن هذا الاتفاق كان نتيجة منطقية لحرب الخليج وانهيار المنظومة العربية, فلم يكن امام عرفات سوي التوقيع مع أنه كان يعرف بخديعة الاسرائيليين إلا أن عرفات اصر علي موقفه الرافض لحسم وضع القدس, وتشدد في المفاوضات ودفع ثمن تشدده وعندها قال لالبيل كلينتون قال له الرئيس الامريكي ستدفع انت وشعبك الثمن دما. وبالفعل دفع ابوعمار حياته ثمنا لموقفه.
والواقع يقول إنه اذا كان الواقع العربي فتيا فإن الموقف الفلسطيني يكون قويا, ولم يكن ممكنا ان نتجرأ ونذهب الي الامم المتحدة لتعلن الدولة بدون هذا الربيع العربي, الذي اعاد الملف الفلسطيني الي المرجعية الدولية بدلا من الرعاية الامريكية الكاذبة, وعندما ذهب أبومازن للأمم المتحدة التقي بالرئيس اوباما قبل القاء كلمته, وحاول رئيس الولايات المتحدة اثناءه عن محاولة الاعلان فقال له ابومازن: إنني مفوض من شعبي بان أرفع طلبا الي مجلس الامن لاعلان دولة فلسطين ولن أخذل شعبي
الاهرام: وهل ابومازن مفوض شعبيا بالفعل؟
يحيي يخلف: ابومازن رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير, التي لازالت تمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. وقد عقد المجلس المركزي في رام الله اجتماعا واتخذ قرارا باعلان الدولة.
شاكر عبدالحميد: ولماذا إذا تثور الانتقادات داخل فلسطين.
يخلف: أعرف أن هناك انتقادات للمبادرة ولكن غالبية الشعب الفلسطيني مع هذا القرار.
وفي اول تصريح لمحمود عباس لدي عودته من الامم المتحدة قال: إننا سنكثف جهودنا لتحقيق المصالحة في فلسطين باسرع وقت لأن المصالحة شرط اساسي لخوض معركتنا السياسية مع اسرائيل.
بطولة الانسان العادي
فيصل دواج مثقف عربي كبير, وناقد متميز يمتلك أدواته النقدية, لا يكتفي بنقد النصوص الادبية بل يتجاوز ذلك لنقد الواقع العربي مقتفيا في ذلك خطوات اساتذته في مصر من امثال طه حسين ولويس عوض
وعندما يقرأ دراج الربيع العربي فإنه يقرأه كنص سردي يتشكل الآن, في عملية مستمرة.
يقول دراج في اطروحته انه يميل الي كلمة التحرك الشعبي العربي بدلا من كلمة الربيع العربي, التي إخترعها الاعلام معتبرا ان ما قبل هذا الربيع كان جفافا كاملا وهذا غير صحيح, لأن مصر علي سبيل المثال شهدت ثلاث ثورات اولاها كانت ثورة91 التي رصدها نجيب محفوظ بعبقرية في الثلاثية, ورثاها في آخر جزء من روايته البديعة ثم جاءت ثورة يوليو25 التي قادها عبدالناصر الذي اقدره ولا احب نظام حكمه, وانتهت هذه الثورة بهزيمة7691 ولذلك لم أكن متفائلا لا بالثورات, ولا بالانظمة ولكن لكن مع ثورة52 يناير استعدت قدرتي علي التفاؤل.
وما حدث في مصر مهم جدا للعرب بسبب رمزية مصر القوميه, فقد تعلمنا دائما أن ما يحدث في مصر ايجابا أو سلبيا يعاد نتاجه في العالم العربي ورمزية مصر هنا بالمعني الثقافي, لان الوجدان العربي الحديث بشكل عام, والفلسطين بشكل خاص تشكل بفعل الابداع الثقافي المصري, وعندما قامت الثورة استعادت الثقافة المصرية ألقها بعد أن انصرف العرب عن التأثر بمصر والان يعاد الي هذه الثقافة الاعتبار, ولكن ليس علي ايدي المثقفين بل علي يدي الانسان العادي, وانا أري أن صانع الثورة الحقيقي في مصر هو ذلك الانسان المصري العادي الذي احتج ورفض تظاهر, وأعاد الاعتبار لجوهر الثقافة المصرية القائمة علي العدل والحرية وهذه المظاهرات اعادت الاعتبار لفكرة المكان, ومفهوم المدينة الذي تعرضت لابتذال كبير في مصر, وهذه المظاهرات في رأيي أهم وأخطر الظواهر التي تكونت في العالم العربي في السنوات الأخيرة فقد اكدت انتقال الشعب من حالة الصمت الي الاحتجاج, ومن الارادة المشلولة الي الارادة الحرة الفاعلة, وهذا المفهوم يعيد تشكيل الوطن العربي,
وما حدث في مصر وتونس ويحدث في سوريا واليمن بدايات ثورة مستمرة لن يكون لها قيمة الا اذا صدرت عنها ثورات لاحقه, والمهم أن تظل هذه الثورات شعبية حرة طليقة خارج الزعامات والاحزاب والايديولوجيات والنخب الجاهزة.
الاهرام: قلت أنك متفائل بالثورات الشعبية الان ؟
دراج: لتفاؤلي بثورة مصر ثلاثة أسباب:
الاول: أن الحراك الشعبي نقض فكرة كانت مسيطرة علي النخب العربية, والغربية تقول أن الايديولوجيه الدينية المسيطرة علي العالم العربي معادية بطبيعتها للديمقراطية واثبت الحراك الشعبي في مصر أن الدين الاسلامي لا يناقض الديمقراطية.
الثاني: ان الثورات اظهرت عوار فكرة استبداد الديمقراطية, وأظهرت سحف ما يسمي بالجمعيات غير الحكومية, التي كانت تريد أن تعلمنا معني للديمقراطية, ومعني الحضارة, وهي لم تكن في الحقيقة سوي نوع من المقاولات الثقافية.
اما السبب الثالث لتفاؤلي فيرجع إلي أن الثورات دمرت فكرة الاستثنائية العربية وهو مفهوم تم تطويره في العقود الثلاثة الاخيرة يقول بأن كل شعوب العالم تعرف الديمقراطية, وتستطيع ممارستها الا الشعب العربي, وقد تم نسف هذا الكلام العنصري السخيف بالمظاهرات التي خرجت وكسرت الخوف وحطمت صورة الحاكم المستبد واثبت قدرة العربي المسلم علي ممارسة حلم التغير والديمقراطية ولا نستطيع تدمير نظام فاسد ومستبد في عام أو عامين, ولكننا نستطيع ذلك عندما نواصل المبادرات الشعبية, لاكمال إسقاط النظام بكل أشكاله الاستبدادية ولذلك اؤكد أن ما حدث بداية ثورة مستمرة.
الأهرام:: وهل يمكن الكلام عن دور للمثقف العربي في هذه الصورة؟
دراج: الكلام عن المثقف العربي, ودوره لم يعد له محل من الاعراب بعد هذه الثورا, لأنه كلام يفترض أن هناك قيمة أخلاقية لكون الانسان مثقفا, وهناك فضيلة ثابتة لكل مثقف ولكن الواقع أثبت لنا أن المثقفين كانوا في طليعة الانحطاط العربي, ومعظم المثقفين( بالمعني الكلاسيكي للثقافة) كانوا يؤيدون كل طاغية من صدام حسين الي مبارك مرورا بزين العابدين والقذافي, ولذلك عندما يسألني أحد عن دور المثقفين في الثورة أقول إننا لابد أن نعيد النظر في مسألة تعريف المثقفين, بعدما شاهدنا الانسان العادي يكتب نص الثورة ويبدع بطولاتها. وفي رأيي فإن المثقف الفعلي هو الانسان المهموم بالشأن العام, والقضايا الوطنية, وهو ابن المظاهرة لأنه عبر بجسده, وحركته وهتافاته عن الشأن الوطني, رغبات أمته في الحرية والعدل والمساواة, الذي أعاد له ابن المظاهرة الاعتبار, وهو من يتعاون مع غيره لتحقيق انجاز جماعي يخدم مصالح شعب وأمته.
الاهرام: هل نحن أمام اعادة طرح لمفهوم المفكر الماركسي جرامشي عن المثقف العضوي؟
دراج: ما يبقي من جرامشي هنا هو مفهوم المثقف الجمعي لأنه عندما كان يتكلم عن المثقف العضوي كان يتحدث عن الحزب الشيوعي كقائد لطبقة العمال بينما نحن أمام حراك شعبي مستمر.
الأهرام: وهل أعادت المظاهرات الاعتبار للدين خاصة وأن المظاهرات ارتبطت بصلاة الجمعة؟
دراج: المظاهرات كشفت مدي تسامح التدين المصري, وأعادت العلاقة بين الدين والحاجات اليومية الي مسارها الطبيعي, بعدما لعبت الموجات الدينية المنغلقة في أحداث صدام بين الدين والحياة, مظاهرات التحرير نقضت المفهوم المجرد والسلطوي للدين, وأعادت الدين إلي فضاء الواقع ومعالجة أولويات الاحتياجات اليومية, والكفاح من أجل تحقيقها.
ابراهيم أصلان: المصري بطبعه شخص متدين, ولكنه لا يعادي الحياة, بل يعلن فرحه بها دائما وما تشهده الساحة من بروز تيارات ظلامية تتكلم باسم الدين ليس جوهريا في حياة المصريين الذين يريدون دولة مدنية ليبرالية لا تتنكر للدين.. ولا خوف هنا علي مصر لأن الدين فيها لدي الغالبية عنصر مهم للحياة والتقدم.
الأهرام: تعود الي الملف الفلسطيني كيف كان تأثر بالثورة.
دراج: كما أعادت الثورة الاعتبار للمثقفين ولقيمة الدين أعادت لمصر دورها الطبيعي في العالم العربي خاصة فيما يتعلق بفلسطين لأن مركز القرار العربي الفعلي في قضية فلسطين هو مصر وأي دور لدولة عربية بدون مصر لا يعني شيئا مع احترامي البالغ للدول العربية, ولكن مصر هي عاصمة العرب والشعب المصري قوة ثقافية وسياسية هائلة لا يمكن تجاوزها, أما سؤالكم عن مبادرة ابي مازن لاعلان الدولة فهي في رأيي مبادرة في اطار الحد الممكن. اذ لم يعد ممكنا استمرار التفاوض الثنائي مع اسرائيل لمجرد التفاوض والاسرائيليون ينهبون الارض كل يوم.. في نوع عن الاستنزاف الاخلاقي والمعنوي للأرض تحت مظلة المفاوضات, ونقل القضية الي المستوي الكوني هو تحريرها من أسر الحوار الثنائي والرعاية الامريكية, ومن شأن هذه المبادرة أن تجعل مشكلة حقوق الانسان في فلسطين مسألة عالمية.
د. شاكر عبد الحميد: في اللحظة التي كان فيها أبو مازن يخطب في الأمم المتحدة, معلنا حلم الدولة الفلسطينية, كنا كعرب نشعر بالزهو.. فقد رأينا كيف أثمرت الثورات العربية حلما جديدا يتحقق أمام أعيننا.
رأينا كيف أن الشعب الفلسطيني وجد ذاته التي كان يبحث عنها أخيرا, أو وجد طريق المحاولة الصحيحة لتحقق الذات القوية, الواثقة من نفسها.
فلسطين بعد الربيع العربي بدأت تجد ذاتها وأمكانية تحقيق حلمها بالدولة, وبدأ سؤال الهوية الفلسطيني الشائك منذ84 يعطي فواتح الإجابة عندما امتلك الشعب الفلسطيني ذاتا جماعية مثابرة حرة مستقلة, تذوب فيها الخلافات السياسية في بوتقة الحلم الجمعي.
الأهرام: ألا تخشي أن يتحول الحلم إلي كابوس بسبب موقف الولايات المتحدة المتعنت والرافض لحلم الدولة الفلسطينية؟
د. شاكر عبد الحميد: الحلم الفلسطيني ليس حلما مستحيلا وكل ما تفعله أمريكا مسألة تسويف للوقت ليس إلا. ولكن الواقع يؤكد أن الحلم الفلسطيني أقوي من إسرائيل وأمريكا بمنطق التاريخ والجغرافيا. قالأحلام لا تموت, والشعوب عندما تمتلك إرادة الحلم لا تهزم. هذا هو منطق التاريخ الذي تعرفه أمريكا. فلسطين ستنتصر باسم التاريخ والجغرافيا و الديموجرافيا وباسم الثورة والحلم العربي, وسنري دولة قوية لا دولة تحلم فقط بالبقاء.. فعلي هذه الأرض ما يستحق الحياه, كما يقول درويش.
إن أهم منجز للحلم الفلسطيني الذي يتشكل الآن هو أن الشعب الفلسطيني عاد إلي نفسه, ولم يعد ممكنا نفيه وإقصاؤه بعد الآن. ولن ينجح هذا الحلم إلا بالوعي لأن الحلم يبدأ بلحظة لا واعية ثم يشكل وعيه ويتحول من حالة الأحلام إلي حال التحقق بسلاح الوعي والإرادة.. وهو ما أراه يتحقق عربيا وفلسطينيا.
الأهرام: لكن حلم الثورة المصرية التي ألهمت الفلسطينيين يتحول إلي كابوس؟
د. شاكر عبد الحميد: الثورة المصرية حققت بعض الأحلام.. فقد أسقطنا الطاغية وألغينا مشروع التوريث, وحققنا توحدا فريدا للإحساس الجمعي في ميدان التحرير.
لكن بعض الأحلام تحول إلي كوابيس, خاصة بعدما ظهرت الأصوات العالية التي تريد مصالحها قبل مصالح الوطن, وظهور البلطجة السياسية.. وهذا ضد الثورة.
الأهرام: د. فيصل دراج قال إن الثورة المصرية أعادت الاعتبار لقيم الدين..
د. شاكر عيد الحميد: أنا أثق في ذلك وعاينته.. فالدين قيمة إيجابية تحقق الوحدة والتقدم للأمام, وترفع الإنسان إلي أعلي, وهو طاقة للفعالية والتسامح والشعور بالآخر. لكن هذا هو الدين الحقيقي. أما إعادة إنتاج الماضي باسم الدين فمرفوضة لأنها ضد الله وضد الدين نفسه وضد الثورة أيضا.. ولن نقبل أن يتحول الدين الإسلامي العظيم إلي مجرد طقوس تقمع الآخر وتخاصم الدنيا.
لننقبل بتحويل الدين من حالة الحلم إلي الكابوس لأننا شعب متدين- كما قال أصلان بطريقة تحب الحياه وتفرح بها. وشعب مصر لا يقبل أن يتحول الدين إلي سلطة قمعية لأن هذا ببساطة يتنافي مع جوهر الدين.
بهاء طاهر: مصر كانت دائما بوتقة للإبداع العربي, وحاضنة لكل المبدعين والأفكار والأحلام العربية, فماذا سيفعل المجلس الأعلي للثقافة لاحتضان الإبداع الفلسطيني؟
د. شاكر عبد الحميد: أنا من جيل تربي في الخمسينات والستينات علي المد القومي الذي كانت فلسطين في قلبه. وعندما كنت صغيرا كنت أسمع أغنية شهيرة في الستينات تقول:
أنا العطشان ماليش ميه إلا فلسطين.
وكنت أتعجب كيف يغني مصري لديه النيل بأنه لا ماء له إلا فلسطين؟! وعندما كبرت بدأت أدرك عبقرية الكلام وكيف أن الأغنية لخصت بعبقرية الغلاقة العضوية بين مصر وفلسطين والتي تعني الحياة لمصر. فإذا سقطت فلسطين تأثرت مصر سلبا.. ولذلك دفع المصريون دمادهم دفاعا عن فلسطين لأنهم كانوا يدافعون في الوقت ذاته عن مصر. ولن تستقر مصر إلا إذا تحققت دولة فلسطين وتعمقت رؤانا بكتابات فدوي طوقان ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وإميل حبيبي وغسان كنفاني ويحيي يخلف, وكتابات دراج, ورسوم ناجي العلي, وصول إلي جيل غسان زقطان. واللافت كما رأيت من لقاءاتي مع المثقفين الفلسطينيين أنهم أكثر اهتماما بالأدب المصري والثقافة المصرية من اهتمام المصريين الآن بالثقافة الفلسطينية, ولذلك نخطط لجسر هذه الهوة و القطيعة النسبية التي حدثت بسبب النظام السابق وسنعمل علي تنظيم أسبوع للثقافة المصرية الفلسطينية قريبا. يقول الشاعر الفلسطيني غسان زقطان في قصيدة قديمة له الوحيدون يفعلون ذلك يختارون مقعدا منزويا مثل اسم زابل لشجرة
ويبدأون بوصف الماضي من جديد ولكن غسان في مداخلته با لندوة لا يجلس علي مقعد منزو بل يقف في قلب المشهد راصدا وقارئا بحدس الشاعر وحدة رؤيته ولذلك لا يزخرف الكلام بل يدخل مباشرة إلي قلب الحدث قائلا إن ما يحدث ليس قصيدة تأتي عفو الخاطر بل سرد يتشكل يوميا, وأروع ما أنتجه هذا السرد أنه ليس مقطوع الصلة بالماضي, فهو نتيجة تراكمات طويلة من الاحتجاج والتمرد, فالثورات لا تولد من فراغ, لأنها نتيجة عدد من التراكمات في مصر, والمنطقة, ولأن مصر هي مركز الاقليم العربي فإن تأثيرات الحدث الثوري شملت موقع مصر من قضية فلسطين.. ولكي نكون واقعيين لابد أن نقول ان فلسطين تتكيء علي كتف مصر دائما, وهي بوابة مصر للبعد القومي والاقليمي ومن هذه التشابكات يبدأ السرد الثوري في كتابة النص الجديد.
وما حدث في الربيع العربي, لاسيما في مصر ضرب الثوابت المقدسة, والمعابد أو الهياكل السياسية التي نشأت في المنطقة بعد حرب.1973
وليسمح لي اخواني في مصر بطرح رؤية شخصية قد تغضب البعض وهي أن الهزائم التي منيت بها الدول العربية لم تؤد إلي الاستسلام أو الهزيمة الكاملة, بل انها لعبت دورا في تعزيز النضال, وتحفيز الهمم, وأدت إلي استمرار التحدي الشعبي لإسرائيل, بينما أدت الانتصارات وفي مقدمتها انتصار أكتوبر العظيم والاعجازي إلي هزائم سياسية قادتنا فيها النخب السياسية إلي عكس ما يفترض أن يؤدي إليه النصر.. والغريب أن انتصار العسكرية المصرية في1973 قاد إلي مفاوضات السلام التي كبلت ارادتنا تماما باتفاقية كامب ديفيد, وهي في رأيي المعبد الرئيسي للعبادات السياسية في المنطقة خلال السنوات الثلاثين الماضية. كانت كامب ديفيد المحطة الرئيسية التي انحرف عندها مسار القطار العربي من المرجعية الدولية إلي الرعاية الأمريكية, مع تحييد القوي العربية وصمت الشارع والمثقف العربي.
علي هذا الجذع نبتت كل أعشاب السياسة السامة في العالم العربي, والتي أفرزت مؤتمر مدريد وملف الحكم الذاتي, ومن هنا جاءت أوسلو واتفاقية وادي عربة وكل هذا الاستنساخ لكامب ديفيد.. صار قيدا علي إرادتنا وحركتنا وما حدث من ثورات عربية مذهلة كانت احدي نتائجها المبكرة أنها أخذت الملف الفلسطيني من أدراج النخب وسلمته إلي الشارع, وتحركت فلسطين من الهامش إلي المركز, رغم أن الثورات لاسيما في أيامها الأولي لم ترفع أعلام فلسطين.
شباب الثورة
بهاء طاهر: استمعنا لآراء الجيل القديم الذي ينتمي لأحلام الماضي ويهمنا أن نعرف رأي الجيل الجديد حول الثورة والمظاهرة.
أكرم مسلم روائي فلسطيني شاب حاز جائزة الكاتب الشاب في فلسطين عن عمله الحداثي علي حد يحيي يخلف سيرة العقرب الذي يتصبب عرقا والتي حاول فيها تقديم رواية فلسطينية جديدة. ويري مسلم أن ثورة الربيع العربي اعادت الاعتبار للحكاية, معتبرا أن العالم العربي سقط لأنه فقد القدرة علي الحكي أو امتلاك الحكاية, وقال إن ثورة25 يناير في مصر منحت العرب حكايتهم الجديدة, وصار لدي كل مصري قصته الخاصة مع المكان الرمز, أي ميدان التحرير, فكلما قابلت مصريا وسألته عما حدث يحكي لك أين كان في التحرير, وماذا رأي في التحرير, واستعادة المصريين للحكاية, ورمزيتها وقدرتها علي اثارة المشاعر, والافكار جعل العالم العربي يقرأ الحكاية المصرية وبدأ في الوقت نفسه كتابة حكايته ولذلك لم يكن مفاجئا أن يكون استماع العرب للرواية المصرية الثورة عاليا و مكثفا ومستلهما لروح الحكاية وأبجديتها ولذلك اندفعت الحكايات, عندنا في فلسطين بدأنا نهتف: الشعب يريد انهاء الانقسام والشعب يريد انهاء الاحتلال وبدأنا تصحيح الحكاية.
د. عاطف أبوسيف روائي فلسطيني وباحث أكاديمي ورئيس تحرير مجلة سياسات التي يصدرها معهد التنمية الفلسطيني. ولد أبوسيف في عام النصر العربي1973 ومن يومها عايش كل الانكسارات العربية التي وزعها السلام منذ مؤتمر السلام علي العرب بالتساوي.
عاطف كان في غزة وتابع الثورة المصرية وكان يحذر طلابه في جامعة الأزهر فرع غزة من الافتتان المبالغ فيه من الطلاب بأحداث التحرير حتي لا يدركهم اليأس اذا ما فشلت الثورة, ولكنه بعد نجاح الثورة استسلم لصداها وشارك مع ناشطين فلسطينيين في تظاهرات وفعاليات يوم15 مارس الذي أطلقت فيها شعارات: الشعب يريد انهاء الانقسام.
أبوسيف: كان لي شرف المشاركة في أحداث15 مارس التي رفعت شعار الشعب يريد انهاء الانقسام, الشعب يريد انهاء الاحتلال, ولم يكن وراء اختيار يوم الخامس عشر من مارس أي سبب. وعندما اشتعلت الثورة في مصر, بدأ العرب يستلهمون التجربة المصرية, وذلك لأن مصر قوة ناعمة, أو قوة منح النموذج, وهو ما لعبته طويلا منذ كان لها دور قومي يغطي العالم العربي كله. وبعد ثورة25 يناير اعتقد أن مصر تستعيد قوتها الناعمة وقدرتها علي طرح النموذج, وهذه المرة سيكون النموذج تجربة ديمقراطية, وأنا من المؤمنين بأنه اذا لم تتحقق الديمقراطية في مصر فلن تتحقق في أية عاصمة عربية. واذا كانت مصر الناصرية صدرت الثورة واحلام التحرر للعرب والعالم الثالث, فإن علي مصر يناير أن تصدر الديمقراطية للعالم العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.