لم يقتصر تأثير الربيع العربي علي قيادة دفة السياسة والاقتصاد في العالم, بل امتد أيضا إلي التنافس علي نيل جوائز نوبل العالمية المرموقة, حيث ترجح التكهنات أن تذهب جائزة نوبل للسلام هذا العلم إلي المدونين المصريين وائل غنيم وإسراء عبد الفتاح والتونسية لينا بن مهني, مع منح نوبل للآداب للشاعر السوري أدونيس. ومن المقرر أن يبدأ موسم نوبل بعد غد الاثنين بالاعلان عن الفائز بجائزة نوبل في الطب, وبعدها الكيمياء والفيزياء يومي الثلاثاء والأربعاء, ثم الآداب التي لم يحدد موعد تقديمها بعد, لينتهي السباق العالمي يوم10 أكتوبر بإعلان الفائزين بجائزة الاقتصاد, ثم الجائزة الكبري نوبل للسلام. وعلي الرغم من أن مختلف لجان الجائزة تفرض سرية كبيرة علي أسماء المرشحين, فإن الجائزة المرموقة نوبل للسلام ما كان من السهل فرض كم كبير من السرية حول مرشحيها, حيث أكدت لجنة نوبل النرويجية التي تمنح جائزة السلام في أوسلو أن عدد المرشحين لهذا العام بلغ رقما قياسيا بعد أن تجاوزت أسماء المتنافسين لنيل الجائزة الكبري241 مرشحا, سيخلف أحدهم المنشق الصيني ليو تشياو بو الذي فاز بها العام الماضي. ومن المرشحين لجائزة السلام التي من المقرر أن يعلن اسم الفائز بها في7 أكتوبر المقبل: وائل غنيم والمدونة إسراء عبد الفتاح وحركة6 أبريل, حيث اقترح كريستيان برج هاربفيكن مدير معهد اوسلو لابحاث السلام اسماء النشطاء المصريين للدور الرئيسي الذي لعبوه في استمرار الثورة المصرية والحفاظ علي شكلها السلمي, ولكن يبقي غنيم هو المرشح الأقوي عن الثورة المصرية. وعن ترشيحه وائل غنيم لنيل الجائزة المرموقة, قال هاربفيكن: هذا المناضل المناهض للعنف أمضي12 يوما في السجن لدوره الكبير في إشعال جذوة الانتفاضة الشعبية في ميدان التحرير. يذكر أن مجلة تايم كانت قد اختارت وائل غنيم واحدا من الشخصيات الأكثر نفوذا وتأثيرا عام.2011 وفي الاطار نفسه, اقترح هاربفيكن اسم المدونة التونسية لينا بن مهني التي شاركت في اذكاء الثورة التونسية من خلال سرد أحداثها اليومية علي الانترنت. ومن بين المتسابقين الآخرين لنيل الجائزة المرموقة: المستشار الألماني الأسبق هيلموت كول, والاتحاد الأوروبي, ورئيس الوزراء الزيمبابوي زعيم المعارضة السابق مورجان تسفانجيراي, والناشطة الليبيرية ليماه جبويه, والناشطة الأفغانية سيما سامر المدافعة عن حقوق الانسان الأفغانية. أما فيما يتعلق بنوبل للآداب, فتري الدوائر الأدبية في استوكهولم أن الوضع في الشرق الاوسط سيكون هو الحصان الرابح هذا العام أيضا, حيث تلقي أحداث المنطقة بظلالها علي خيار الأكاديمية السويدية, فقال مسئول مكتبة هيدنجرينس الكبيرة وسط استوكهولم, نيكلاس بيورخولم: لقد حان الوقت لمنح الجائزة لشاعر وللشرق الأوسط, وفي هذه الحالة, هل يوجد أفضل من أدونيس للفوز بهذه الجائرة الرفيعة؟. وكان أدونيس- واسمه الحقيقي علي أحمد سعيد أسبر- قد حصل في يونيو الماضي علي جائزة جوته القيمة, وفي الشهر نفسه نشر أدونيس- المقيم في فرنسا- رسالة مفتوحة في صحيفة لبنانية يدعو فيها الرئيس السوري بشار الأسد الي وقف القمع الدامي للمظاهرات. يذكر أن أدونيس اسم بارز دائما علي قوائم مرشحي جائزة الآداب, ولكن هذا العام موقف ترشيحه مختلف نظرا للتغييرات التي تشهدها المنطقة العربية. باريس أ.ش.أ: أعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن قناعته بأن الديمقراطية ستنتصر في دول الربيع العربي التي تشهد تطورات ديمقراطية في مصر وتونس وليبيا, واعترف جوبيه في مقابلة له مع راديو فرانس2 بوجود مخاطر من التعصب في هذه البلدان, معلقا إذا وجدت سياسات بدون مخاطر, فإننا سنعيش في عالم مثالي, وعبر وزير الخارجية الفرنسي عن أمله في أن تصبح كل من مصر وتونس وليبيا دولا ديمقراطية, قائلا ان هذا رهان.. ولكنه رهان يطغي عليه التفاؤل. وأوضح جوبيه أن الإسلام ينبغي أن يحترم كدين, وأن اعتبار الاسلام في حد ذاته خطرا سيؤدي إلي كوارث خطيرة, مشددا علي ضرورة رفض التعصب الاسلامي, بحسب تعبيره.