رغم أن القانون رقم38 لسنة67 في شأن النظافة العامة بحظر وضع القمامة أو القاذورات أو المخلفات الملوثة في غير الأماكن المخصصة لها, إلا أن القمامة والمخلفات الملوثة أصبحت سمة من سمات مجتمعنا الاستهلاكي ويتم القاؤها علي نواصي الطرق وبجوار أسوار مدارس الأطفال دون تقدير لحجم المخاطر البيئية التي تحاصر الجميع صغارا وكبارا!. يؤكد ذلك حملة النظافة البيئية والصحية التي تمت بمنطقة روض الفرج وشارك فيها المواطنون من عشاق العمل التطوعي بالمنطقة وهيئة تجميل ونظافة القاهرة والشركة الخاصة المنوط بها النظافة وحي روض الفرج, وتم رفع المخلفات الموجودة خاصة التي بجوار سور مدرسة طوسون الابتدائية لعدة اعتبارات أهمها بداية العام الدراسي الذي يتطلب ازالة هذا المنظر السييء للمخلفات من أمام مدارس الأطفال حتي لا تترسخ في أذهانهم هذه الصورة السيئة التي أصبحت تلازم المدارس وتحيط بأسوارها بعد أن بلغت اكثر من8000 طن من القمامة والمخلفات الملوثة علي حد تعبير عبدالله الشاذلي المشرف علي حملات التوعية البيئية المصاحبة لحملة النظافة. ومن جانبه يري أحمد صديق المحامي أن القانون رقم4 لسنة1994 في شأن حماية البيئة وضع للحفاظ علي نوعية البيئة والعمل علي الحد من التلوث وذلك بتقليل انتاج الفضلات بعد أن زاد استنزاف الانسان للموارد البيئية بشكل رهيب وكثرت مخلفاته وملوثاته نتيجة الانشطة المعقدة التي أخلت بالتوازن البيئي وأدت إلي التغيرات المناخية التي نعيشها. وأوضح عبدالسلام عبدالمرضي مدرس علم النفس والفلسفة أن تراكم المخلفات والقمامة بهذا المنظر الذي يراه الجميع يعد كارثة بيئية وصحية تنذر بعواقب وخيمة, لذلك فالأمر يحتاج إلي توعية بيئية و حوافز للمواطنين لحثهم علي الحفاظ علي البيئة بترشيد الاستخدام وتقليل المخلفات, وبالتالي فإن غسل العقول أي تنظيفها من الأفكار الهدامة للبيئة وتحسين سلوكيات الأفراد يعد أهم من غسل الشوارع التي ستزداد اتساخا بالأفكار والسلوكيات الهدامة للمجتمع والبيئة.