ظلت الأقصر لسنوات عديدة واحدة من أكثر المناطق المصرية التي تحظي بحالة استقرار أمني خاصة بعد العملية الإرهابية عام1997 التي أدت إلي ارتفاع مستوي الاهتمام الامني بالأقصر وهو الأمر الذي ساهم بشكل كبير في عودة السياحة إلي معدلاتها الطبيعية في فترة قصيرة وإن كانت السنوات الخمس الأخيرة شهدت طفرة كبيرة في معدلات السياحة كانت تتعدي ال95% في معظم فنادق الأقصر. ومن أجل هذا كان الاستقرار الأمني دائما هو الفيصل لدي أهالي الأقصر لأنه لا سياحة بدون استقرار أمني وهذا ما يعلمه أهالي الأقصر جيدا لأن السياحة بالنسبة لهم هي المصدر الرئيسي للدخل وهي مصدر الرزق. لكن وللأسف الشديد ومنذ اندلاع الثورة بدأت الأقصر تشهد حالات بلطجة تنوعت وتعددت أشكالها روعت أمن المواطنين بالأقصر, أبرزها اقتحام محطة بنزين بالكرنك وقتل العامل بها, واقتحام نقاط تفتيش أمنية والاستيلاء علي الأسلحة الميري من أفراد الشرطة وظهور بلطجية وعصابات كعصابة ياسر الحمبولي البلطجي الأشهر في الأقصر والذي خرجت عدة حملات أمنية للقبض عليه وباءت جميعها بالفشل وهاشم العزب المعروف بخط صعيد الأقصر الذي تم القبض عليه مؤخرا في الجيزة وكذلك حالات البلطجة من التعدي علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة وأرض حرم الآثار والتي وصلت إلي أكثر من7000 حالة في كل أنحاء الأقصر منها2507 أملاك دولة و4486 أراض زراعية و90 حالة تعد علي المنطقة الأثرية بالبر الغربي فقط وانتشار الدراجات البخارية التي تسير بسرعة جنونية وتروع المواطنين وحوادث سرقة حقائب السيدات والتي علي الرغم من الحملات الأمنية المكثفة التي تشهدها الأقصر مؤخرا إلا أنها مازالت موجودة. ويقول أنور أبوالمجد نقيب المرشدين السياحيين بالأقصر إن الأمر المؤسف هو الظاهرة الجديدة التي أصبحنا نشاهدها كمرشدين في وادي الملوك والملكات وهي وجود باعة جائلين داخل الوادي نفسه علي الرغم من أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة من قبل وكان الجميع ملتزما بمكانه خارج حدود الوادي بالقرب من أماكن انتظار السيارات والأتوبيسات ولكن ومنذ قيام الثورة ومع حالة الانفلات الأمني بدأت هذه الظاهرة في الانتشار ووصل عددهم حتي الآن إلي60 بائعا ولا يكتفون فقط بالبيع بل يقومون بالإلحاح علي السائحين للشراء بل وفي بعض الحالات إجبارهم ولدينا في النقابة العديد من الشكاوي من السائحين ومن المرشدين وصلت إلي ضرب المرشد السياحي وعندما يطلب المرشد من مسئول شرطة السياحة والآثار التصرف السريع يرفض ويطالبه بعمل محضر رسمي وهو الإجراء الذي يتفاداه المرشدون لأنه يكون دائما مرتبطا بتوقيتات محددة لرحلات الأفواج السياحية وبمواعيد سفر ولا يكون هناك وقت لعملية استدعاء من النيابة للتحقيق. ويؤكد أبوالمجد أنه علي الرغم من الحملات الأمنية التي تتم علي المنطقة إلا أن هذه الحملة للأسف لا تستمر أكثر من ساعة واحدة أو ساعتين وبعدها يعود الحال كما هو عليه, وطالبنا كثيرا بوجود دائم لقوات الأمن المركزي وضباط وأفراد أمن ولكن لا مجيب كما أننا قمنا بإرسال عدة شكاوي لرئيس الوزراء ولمدير الأمن ولمحافظ الأقصر بالمشكلات التي تواجه المرشدين والسائحين في هذا الأمر وللأسف الوضع لم يتغير ويقول المقدم محمد نبيل المنسق العام لائتلاف ضباط الشرطة بالأقصر إن ظاهرة البلطجة والحوادث وعمليات السرقة ليست جديدة فهي موجودة من قبل اندلاع الثورة ولكن الفرق هو عدم إحساس المواطن المصري بالأمن الذي لم يعد موجودا نتيجة عدم وجود استقرار سياسي هذا بالإضافة إلي ظهور أشكال جديدة لعمليات البلطجة وفئات جديدة من العاطلين الذين كان لديهم خوف سابق من الظهور في ظل هيمنة الدولة البوليسية والوجود الأمني لم يتغير وما تغير بالفعل هو عدم تدخل الأمن في حل المشكلات فسابقا كان الأمن يتدخل قبل حدوث المشكلة لمنعها أما الآن فالضابط أصبح يتردد في التدخل لعدة أسباب أولها هو رد فعل المواطن علي أي إجراء يتخذه المسئول الأمني تجاه أي مخالفة يقوم بها.