حرم الله شهادة الزور لأنها من أعظم الذنوب عند الله علام الغيوب ومن يفعلها يستوجب غضب الله ولعنته وذلك لجرم الفعل الذي ارتكبه كما يقول الدكتور مصطفي مراد أستاذ أصول الدين بجامعة الأزهر مشيرا إلي أن القرآن الكريم قرنها بالشرك والكفر كما قال تعالي( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور). كما وصف الله سبحانه عباده المتقين بأنهم لا يشهدون الزور فقال في صفات عباد الرحمن( والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللهو مروا كراما) واضاف ان الشرع الكريم أمرنا باتباع الحق والشهادة الصحيحة والصدق فيها فقال المولي في كتابه( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) وقد جعل النبي صلي الله عليه وسلم شهادة الزور من اكبر الكبائر وقرنها بالشرك وعقوق الوالدين فقال الا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلا يا رسول الله قال: الشرك بالله وعقوق الوالدين فكان متكئا فجلس ثم قال: الا وقول الزور قال: فمازال يكررها حتي قلنا ليته سكت. شهادة الزور واضحة سيئة الآثار فهي تحول الشهادة عن وظيفتها فتكون سندا للباطل بدل الحق وعونا للجور مكان العدل, كما أنها سبب لطمس معالم الانصاف وطريق لفساد الاحكام وسبيل لتقويض الامن والامان. فالنبي صلي الله عليه وسلم يحذر منها بقوله:ربما يأتيني الخصمان منكم فيكون أحدهم الحن في حجته من الآخر فليعلم انني ان قضيت له من حق اخيه شيئا فانما اقتطع له جزءا او شبرا من جهنم. ويجب علي المسلم ان يراعي الا يقول إلا الصدق, حتي وان كان الذي يقول الصدق فيه قد يتصور او يصور الشيطان للانسان انني ان قلت الصدق في هذه المسألة تضر بحبيب لي, او عزيز, او بابن, او زوجة, او اخ او صديق, او هكذا لأبرئه, او أبرئ ساحته علي حساب آخرين لا هذا مما يحرم.وقال: ان شاهد الزور ينطوي علي الكذب, وينطوي علي الخيانة, وينطوي علي الافتراء, والله سبحانه وتعالي يقول:( إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب)