سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد تغيير أقوال الشهود في قضية قتل المتظاهرين شهادة الزور من الكبائر.. حتي لو كانت في السياسة الخبراء: لابد من اتخاذ عقوبات مشددة وتطبيق القانون علي مرتكبي الجريمة
أكد علماء الدين أن تغيير أقوال الشهود في قضية قتل المتظاهرين في التحقيقات التي تجري حاليا حرام شرعا.. مشيرين إلي ان شهادة الزور من الكبائر حتي ولو كانت في القضايا السياسية ولا يجوز العمل بها حيث لا تقبل شهاة الزور ومن يدل بها فإنه آثم قلبه. يقول د. عبدالفتاح إدريس أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الازهر إن شهادة الزور محرمة بالإجماع وهي من أكبر الكبائر عند الله تعالي لحديث أنس ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم الكبائر وقال الشرك بالله وقتل النفس وحقوق الوالدين.. وقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قالوا بلي: قال: قول الزور وشهادة الزور.. وروي عن أبي بكرة ان رسول الله قال: إلا انبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلي يا رسول الله قال الإشراك بالله وحقوق الوالدين وكان متكئاً وجلس وقال ألا وقول الزور وشهادة الزور.. وكررها عدة مرات ومازال يكررها حتي قلنا ليته سكت". أضاف د. إدريس ان شهادة الزور تعدل الشرك بالله فقد روي أيمن ابن خريم ان النبي قال "يا أيها الناس عدلت شهادة الزور إشراكا بالله ثم قرأ: اجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور". وانتشار شهادة الزور يعد من علامات الساعة فقد روي عن ابن مسعود ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: ان بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتي تعين المرأة زوجها علي التجارة وقطع الأرحام وظهور شهادة الزور وكتمان شهادة الحق". ومن المعروف كما يقول د. ادريس ان العلامات التي تقوم عليها الساعة هي أشد المنكرات.. وشهادة الزور إذا كانت تعدل الشرك بالله في الإثم فإن هذا يدل علي عظم عقوبة مرتكبها وانه يلقي من العذاب في الآخرة ما يلقاه المشرك حتي وإن كانت اعماله في الدنيا ظاهرها الصلاح.. ولا يتصور ان يضطر الانسان إلي شهادة الزور حتي ولو تصورنا هذا فإنه لايباح بحال لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم عدلها بالشرك وعدها من أكبر الكبائر وبالغ في التحذير منها دون ان يخص نوعا أو حالة منها دون حالة فدل علي أنها محرمة معاقبا عليها أيا كان الباعث عليها وحال مؤديها. يجب علي شاهد الزور ان يتوب إلي الله سبحانه وتعالي ويعزم علي ألا يشهد أو يقول زورا بعد ذلك ويستغفر من ذنبها وان يعدل عنها إذا كانت في معرض القضاء أو التثبت من أمر معين ينبغي عليه حكم وذلك لأن ترتب شيء علي شهادة الزور معناه ان يستلب حق الغير أو ان يثبت علي الغير حق ذمته بريئة منه أو يعاقب المشهود عليه زورا بجرم لم يرتكبه وهذا يوجب علي شاهد الزور أن يرجع عن شهادته.. وإذا كان قد ترتب علي شهادته أخذ حق أو معاقبة بريء وجب عليه ان يقر بما ينافي شهادته حتي ينقضي الحكم المبني علي شهادة الزور. كما يجب علي صاحب شهادة الزور إذا ترتب عليها إعدام بريء أو براءة متهم مدان في جرم أن يقر بأنه شهد زورا حتي لا تتسبب شهادته الزور في قتل بريء أو براءة مجرم.. يضاف إلي هذا ان يعاقب من ثبتت عليه شهادة الزور إذا لم يعدل عن شهادته وتبين كذبه فيها فيعذره ولي الأمر بما يراه مناسباً له فضلا عن تضمينه ما ترتب علي شهادته الزور من ضياع الحقوق أو اتلاف الأموال أو الأنفس وذلك لأنه بشهادته تسبب في ذلك كله. أكد د. ادريس انه لابد من اتخاذ عقوبات مشددة علي شاهدي الزور وتطبيق القانون عليهم حتي يعودوا لرشدهم ويقولوا كلمة الحق. يقول د. أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الازهر إن شهادة الزور من الكبائر. لا يجوز العمل بها ولا تقبل شهادته فيما بعد والدليل عليه قول بعض الصحابة ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر "ثلاثا" قالوا: بلي يا رسول الله قال: الاشراك بالله. وعقوق الوالدين. وجلس وكان متكئا. فقال: ألا وقول الزور قال: فما يزال يكررها حتي قلنا: ليته سكت" أخرجه الشيخان- . ولأن منها رفع العدل وتحقيق الظلم. أضاف د. كريمة ان الشريعة الغراء قررت عقوبة تعزيرية لشساهد الزور لزجره من الحبس والضرب والتشهير به مع رد شهادته. وتنبيه الناس علي حقيقته. وتبين ان الحكم المبني علي شهادته كان باطلا. لقوله صلي الله عليه وسلم- "اذكروا الفاسق بما فيه ليحذره الناس". أكد أن شهادة الزور فيها من الإضرار ما لايخفي لذا قرنها الله -عزوجل - مع أشنع جريمة "فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور" ولا يقتصر الأمر علي مجرد القول بل والكتابة والفعل فكل ما فيه ما هو علي خلاف الواقع والحقيقة تدليسا وغشا وخداعا قول زور إثمه كبير وقانا الله تعالي شره. حساب عسير يقول د. حمدي طه الاستاذ بجامعة الازهر ان الشهادة حق وواجب يحاسب عليها المرء إذا أنكرها حسابا عسيرا لأنه يضيع حقوق الآخرين.. وبها يأثم قلبه ويصير قلبا مظلما لا نور فيه. ينزع الله البركة من رزقه ومن عمره. ويكون عليه إثم يوازي إثم الظالم الذي شهد في صفه لقوله سبحانه وتعالي "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه أثم قلبه". وعندما يقول المولي "آثم قلبه" فإن هذا يدل علي ان هذا الكائن كله آثم.. ولقد حذر النبي صلي الله عليه وسلم من شهادة الزور التي تضيع الحقوق وتخذل المظلوم وتنصر الظالم ولا يقوم بذلك شاهد الزور إلا لعدة أسباب. الاول سبب دنيوي زائل كان يوعد بجائزة مالية أو غيرها من الظالم.. والثاني: انه يدل دلالة حقيقية علي ان قلبه مريض خال من الإيمان بالله. ليس فيه أثر للتقوي. ولقد ساوي النبي صلي الله عليه وسلم بين الشرك بالله والاضرار بالناس وشاهد الزور.. فشهادة الزور تجلب غضب الرب وتلحق اللعنة بمن شهدها فالله يلعن شاهد الزور والملائكة والناس أجمعين.. ولا يرد عن إثمه ولا يمحو هذا الذنب إلا برجوعه عن شهادته التي خان بها الله ورسوله. أكد د. طه أنه لو يعلم الناس أن شهادة الزور تجلب الخراب علي البيوت وتشتعل بها النار في القبور.. وأن الله لا ينظر إليه يوم القيامة ويقول له "ادخل النار مع الداخلين".