ليلة دامية عاشتها الجيزة مساء أمس الأول وأمتدت حتي الساعات الأولي من صباح أمس بعد اشتباكات قامت بها أعداد غفيرة توافدوا أمام مقر السفارة الإسرائيلية . وبعد انتهائهم من تحطيم الجدار الذي اقيم منذ عدة أيام بجوار كوبري الجامعة المواجه للعمارة الموجودة بها مقر السفارة وإصابة العشرات من المتظاهرين إثر سقوط أجزاء من الجدار عليهم وتم نقلهم إلي المستشفيات لعلاجهم من الإصابات التي لحقت بهم وبعد الانتهاء من تحطيم الجدار نهائيا بدأ عدد من المتظاهرين بالصعود إلي أعلي العمارة التي توجد بها السفارة الإسرائيلية واستطاع أحد الشباب والذي كان يعاونه خمسة آخرون من انزال العلم الإسرائيلي واستبداله بعلم مصر وما هي إلا دقائق وتمكن العشرات اقتحام شقة ملحقة بالسفارة الإسرائيلية وبإلقاء الأوراق منها عبر النوافذ لتسقط علي الأرض وجميعها مستندات قديمة يتم تخزينها في تلك الشقة التي تعتبر أرشيف للسفارة أما الطابق الذي يوجد به مقر السفارة الإسرائيلية وهو ثلاث شقق وتوجد به جميع الأوراق والمستندات الخاصة بالسفارة فانه لم يصل إليه أي شخص ولم يتمكن المتظاهرون من اقتحامه ثم توجهت اعداد من شباب المتظاهرين قاربت نحو 3 آلاف شخص من بين أكثر من 20 ألف شخص تجمعوا أمام السفارة إلي مديرية أمن الجيزة محاولين اقتحامها وألقوا الحجارة وزجاجات المولوتوف عليها وأشعلوا النيران في سيارات داخلها وكشك تابع للمديرية بميدان نهضة مصر وقد أسفرت الأحداث المؤسفة عن مصرع ثلاثة أشخاص وإصابة 1094شخصا واحتراق7 سيارات تابعة للشرطة وتحطيم 25 سيارة شرطة وتلفيات بمبني المديرية وقد تمكنت القوات المسلحة والشرطة من القبض علي 38 شخصا من المتورطين في الأحداث وتم احالتهم للنيابة العسكرية. الأهرام رصد تلك الأحداث المؤسفة والساعات العصيبة منذ بدايتها عقب صلاة الجمعة وتوافد أعداد غفيرة من المتظاهرين إلي مقر السفارة الإسرائيلية من ميادين التحرير والجيزة ومصطفي محمود وظلت الأعداد تتزايد بصورة كبيرة حتي انتهوا من هدم الجدار العازل إلا أن الغريب والمؤسف أن تتحول المظاهرات المطالبة بهدم الجدار وطرد السفير إلي مقر مديرية أمن الجيزة ومحاولة اقتحامها دون سبب واضح خاصة وأنه خلال هذه الأثناء لم تحدث أي مصادمات أمام مقر السفارة بين المتظاهرين وقوات الشرطة أو الجيش وهو ما يثير علامات استفهام وهل هذا العمل كان مخطط له سلفا بأن تتحول السفارة إلي نقطة لبداية اقتحام مديرية الأمن واشعال النيران بها خاصة وأن هذه الأعداد كانت قد استهدفت سيارات تابعة للأمن المركزي قاموا بتحطيمها وقذفها بالحجارة أمام مقر السفارة الفرنسية والتي تبعد أكثر من800 متر عن السفارة الإسرائيلية دون سبب واضح ثم قاموا أيضا بعد ذلك بتحظيم سيارتين تابعتين للأمن المركزي أمام مقر السفارة السعودية المواجهة لمديرية أمن الجيزة وخلال تحطيم هذه السيارات تم تحطيم كاميرات وألواح زجاجية بواجهة السفارة السعودية ولم يمض علي تلك الأحداث سوي نصف ساعة لتتحول تلك الأعداد البسيطة التي تهاجم تلك السيارات التابعة للشرطة أمام مقار السفارات الثلاثة ليتوجهوا بعد ذلك في اعداد غفيرة بلغت نحو3 آلاف شخص إلي مديرية أمن الجيزة وظلوا يلقون الحجارة وزجاجات المولوتوف عليها بكثافة في محاولة لاقتحامها مما أدي إلي اشتعال النيران في ثلاث سيارات داخل المديرية ولازدياد أعداد المتظاهرين أمام المديرية فشلت سيارات الأطفاء في الدخول علي الرغم من أنها ملاصقة للمبني المجاور للمديرية ثم انتقل المتظاهرون وأشعلوا النيران في كشك مرور بميدان نهضة مصر ملاصق لحديقة الأورمان وكادت ان تحدث كارثة لو امتدت النيران للحديقة لوجود كميات كبيرة من الأشجار النادرة داخل الحديقة والتي ستنتقل النيران بها بسرعة كبيرة ولكن الأهالي سارعوا في محاولة اخماد النيران قبل امتداده للحديقة وظلت محاولات الاقتحام من المتظاهرين مستمرة لأكثر من 3 ساعات وتحول شارع مراد لساحة للاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة حيث ظلوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة وتحول الشارع إلي ساحة للكر والفر بين الطرفين فعندما يتقدم المتظاهرون ناحية المديرية تقوم قوات الأمن باطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين وابعادهم عن مقر المديرية خوفا علي المقر الذي يحوي مستندات وأوراق هامة خاصة بالمواطنين إضافة إلي أنه مبني تابع للدولة وعلي الرغم من كل المحاولات المستميتة لاقتحام المديرية إلا أن رجال الشرطة استخدموا أقصي درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين وأن استخدام القنابل المسيلة للدموع واطلاق الرصاص في الهواء كان هدفه ابعاد المتظاهرين عن مقر المديرية فقط ولم تطلق رصاصة واحدة في اتجاه المتظاهرين وظلت قوات الأمن المركزي بالتعاون مع الجيش في تطويق جميع جهات المديرية والتقدم خطوة خطوة إلي الأمام حيث تم تأمينها من جميع الاتجاهات بعد3 ساعات من المواجهات والتي انتهت في السابعة من صبح أمس وقد قام اللواء أحمد جمال الدين مساعد الوزير للأمن العام يرافقه اللواءان كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة وسيد شفيق مساعد مدير الأمن العام بنشر ضباط البحث الجنائي والأمن العام حول مقر المديرية لمنع اقتحامها حيث قام اللواءان محمود فاروق مفتش الأمن العام وفايز أباظة مدير المباحث الجنائية والعميد جمعة توفيق رئيس مباحث غرب الجيزة بالاشراف علي إعادة توزيع الضباط حول المقر وتأمينه في الوقت الذي قام فيه رجال البحث الجنائي بالاشتراك مع القوات المسلحة بالقبض علي 38 شخصا من المتورطين في الأحداث ومن بينهم 19 متهما أمام مديرية الأمن حصل مندوبو الأهرام علي اسمائهم وهم: أحمد شمس الدين علي(24 سنة) وأحمد رمضان نصر(24 سنة) وسامي عبدالعزيز عبدالواحد(32 سنة) وحامد رزق محمد(18 سنة) وفتحي سمير عبدالكريم(33 سنة) وشريف عطية محمد(22 سنة) وأحمد مصطفي عبدالكريم(22 سنة) وياسر محمد توفيق(38 سنة) ومحمد عبدالرحمن محمود(17 سنة) وحسن الشربيني حسن(23 سنة) ومصطفي السيد إسماعيل(19 سنة) وإسماعيل محمود حنفي(20 سنة) وعبدالكريم محمد أحمد(22 سنة) ورامي محمود محمد( 25 سنة) ومحمد صلاح الدين محمود(25 سنة) ومؤمن طاهر محمد(20 سنة) وفادي مصطفي السعيد(19 سنة) وتوفيق محمد سرحان(23 سنة) وأحمد سمير عبدالرازق(28 سنة) و91 آخرين أمام السفارة وهم: أمير عبد الحميد35 سنة ومحمد ادريس23سنة ومحمد عاشور21 سنة ورضا أحمد20 سنة وكريم سليمان22 سنة واسلام حسن21 سنة ومحمد الديب23 سنة ومحمد يسري22 سنة وعزت علي 21 سنة وإسماعيل عبد الجابر16 سنة وقرني السيد 14 سنة وأشرف أحمد17سنة وكريم علي17 سنة ومحيي علاء الدين24 سنة وعبد الله بخيت20 سنة ومحمد إبراهيم 25 سنة ومحمد أحمد22 سنة وأحمد حسن محمد 26 سنة ورجب وجيه28 سنة. وفي حراسة أمنية مشددة باشراف اللواء محمد ناجي نائب مدير المباحث تم احالتهم إلي النيابة العسكرية للتحقيق معهم والتي وجهت إلي30 منهم تهما بالاعتداء علي موظف عمومي أثناء تأدية عمله واحداث اصابات واتلاف وتخريب منشآت عامة وخاصة واحداث شغب وتعريض حياة المواطنين للخطر. في الوقت الذي توالي فيه أجهزة الأمن بوزارة الداخلية وقطاع الأمن العام ومباحث الجيزة جهودها لسرعة القبض علي المشاركين في تلك الأحداث وقد توفي ثلاثة أشخاص خلال هذه الأحداث من بينهم ضابط شرطة سابق أصيب بأزمة قلبية واسمه رضا سعد وقد تم نقله إلي مستشفي أم المصريين والثاني اسمه مصطفي يحيي إسحاق وتم نقل جثته إلي مستشفي قصر العيني إضافة إلي جثة ثالثة لم يتم تحديد شخصية صاحبها بينما أصيب 1033 شخصا باصابات متعددة وتم نقلهم لعدد من المستشفيات بالقاهرةوالجيزة وخرج عدد منهم بعد إسعافهم, ومن بينهم 53 من قوات الشرطة وهم4 ضباط و2 أمناء شرطة و47 مجندا وتم نقلهم إلي مستشفي شرطة العجوزة. بينما أسفرت الأحداث عن احراق7 سيارات شرطة واتلاف 25 سيارة شرطة و9 سيارات ملاكي تابعة للمواطنين. ومن جهة أخري كانت القوات المسلحة قد قامت بفرض السيطرة وتأمين السفارة في الساعة الثانية عشر مساءا حيث دفعت بأكثر من 26 مدرعة ودبابة لتأمينها خاصة بعد قيام أعداد من المتظاهرين باقتحام أحد المقار التابعة للسفارة بالطابق الثالث عشر وهو يحوي ملفات وأوراقا أرشيفية وظلوا يلقونها من أعلي لتسقط علي الأرض ويلتقطها المتظاهرين وذل ك بعد صعود مجموعة من الأشخاص وانزالهم العلم الإسرائيلي ووقفوا في شرفة الشقة ووضعوا علم مصر مكان العلم الإسرائيلي ولم يكن أي فرد من أفراد السفارة الإسرائيلية متواجدا داخل هذه الشقة ولم يستطع المتظاهرون اقتحام الطابق السادس عشر والذي يوجد به مقر السفارة الرئيسي.وقد قام المتظاهرون أيضا باحراق محتويات شقة خاصة بعمليات التأمين تابعة للسفارة الإسرائيلية بالطابق الثالث.في الوقت الذي قامت فيه قوات الأمن المركزي بوضع مدرعات وسيارات حول مقر السفارة ومديرية الأمن لتأمينها وقد أنقذت العناية الألهية مبني هيئة المساحة المصرية المواجهه لمديرية أمن الجيزة والذي يحوي كنوز مصر التاريخية وجميع الخرائط الخاصة بالأراضي والأماكن علي مستوي جمهورية مصر العربية والذي يحوي تاريخ مصر من حريق مدمر بعد أن أحرق المتظاهرون سيارة تابعة للأمن المركزي كانت تقف أمام هيئة المساحة إلا أن الأهالي قاموا باخماد الحريق قبل امتداده إلي الهيئة.وقد أصيب سكان المناطق المواجهة للسفارة الإسرائيلية ومديرية أمن الجيزة بالرعب والذعر لساعات طويلة نتيجة للحرائق والقنابل المسيلة للدموع وفشل البعض في العودة إلي منازلهم كما أصيبت الجيزة بالشلل التام مروريا بعد أن أغلقت معظم الشوارع المؤدية للسفارة بعد زيادة أعداد المتظاهرين. إقرأ أيضا : الإسلاميون: الأحداث تؤكد مخطط الفوضي والحكومة تتحمل جزء من المسئولية حريق الأدلة الجنائية وقع في غرفة مهملات الخارجية لم تتلق اخطارا إسرائيليا بتكليف قائم بأعمال السفير إسرائيل تتمسك باتفاقية السلام مع مصر وتسعي لإعادة سفيرها إلي القاهرة خبير ألماني: هناك من يستفيد من الأوضاع الحالية في مصر القبض على 92 متهماً جديداً فى قضية إثارة الشغب أمام السفارة الإسرائيلية الطب الشرعي : ضحايا أحداث الشغب أمام السفارة الإسرائيلية سقطوا جراء أصابات بالأعيرة النارية خروج 244 شخصا مصابا من المستشفيات فى احداث الشغب امام السفارة الاسرائيلية