الانجاز المطلوب من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي سيذكره به التاريخ، هو محاربة الفساد، والقضاء عليه، وأن يبني أسس اقتصاد قوي، وإلى جانب محاربة الفساد، سيكون الانجاز الحقيقي والكبير، هو ألا يعدل أو يسمح بتعديل الدستور، ليتولى فترات رئاسية جديدة. لا عجب أن نقول مثل هذا الكلام في ظل غضب شعبي حالي، من اشتعال الأسعار، غضب رغم قسوته لكنه مصحوبا بانتظار وترقب وتساؤل، هل ستنجح إجراءات السيسي المؤلمة؟ يبدو ان الناس رغم ما يعانون من ألم اقتصادي معيشي شديد، لم يفقدوا كامل الأمل. مكافحة الفساد ..الحرب على الفساد بدأت بقوة، وأظنها ستستمر، فالتراجع حاليا سيكون انهزاما في بداية المعركة، وسيتبعه تغول للفساد فيفتك بالرئيس والدولة والشعب. انتشار معارك الفساد في العاصمة والمحافظات وفي كل القطاعات بدءا من التموين والزراعة والصحة وكل القطاعات، ووصولا للقضاء، يؤكد جدية الحرب على الفساد. مرت مصر بفترات التحرر الوطني والاستقلال من الاحتلال الأجنبي، ثم خاضت معركة بناء تم اجهاضها، وتعرضت لضربة 1967، ثم خاضت معركة استرداد سيناء،..ولكنها تراجعت عن البناء والتنمية، وسقطت تحت احتلال الفساد. لن تكون معركة التحرر من الفساد أقل عنفا من معارك التحرر واسترداد الأراضي المحتلة..الآن نحتاج لمعركة استرداد الأراضي والأموال المنهوبة، وطرد الفساد. رغم الألم الحالي أتوقع نجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي في معركتي طرد الفساد، والبناء ، خاصة بعد زيادة يقين الشعب من جدية الرئيس في هذه الحرب، وذلك خلال الأيام والأسابيع والشهور المقبلة، وفي هذه الحالة فقط سيهون على الشعب ما يعيشه وعاشه من ألم اقتصادي. و أعتقد أن الرئيس سيدخل انتخابات الرئاسة في 2018 بشعبية مريحة ستمكنه من الفوز بفترة رئاسية ثانية، ولكن سيبقى أمام مصر معركة إقرار ديموقراطية حقيقية، ولا شك أن مُغريات تعديل الدستور ستتوفر ، وأن هناك الكثير من ذوي المصالح والمنافقين سوف ينادون بتعديل الدستور لاستمرار الرئيس عبدالفتاح السيسي. سينجح السيسي بلا شك – في اعتقادي- في محاربة الفساد وبناء أُسس اقتصاد قوي، ولكن الوقوع في فخ تعديل الدستور سيؤجل حسم معركة الديموقراطية والوصول لبداية طريق التطور الحقيقي والديموقراطية الفعلية، والاستقرار المستمر، من خلال زعيم تاريخي، وليس فرعون حاكم.
