كانت نظرتك باردة يشوبها شيء من الاختناق وكانت ابتسامتك الصغيرة النادرة روحا خافتة خلف السؤال، أتبع خطواتك في الممرات الزجاجية طارحا خلفي تاريخا طويلا من الكبرياء هو شيء كالألم حينما يضرب فجأة ما من يوم بعينه أستطيع أن أشير إليه فقط أنت هناك تمشين بين جدران الزمن الغامض والضجيج لم تتوقف عيناي عند حدود جسدك الضئيل ونحيت جانبا حضورك الأنثوي لم يكن ظهورك إذن سوي إضافة لركام العادي والآن أنا لا أملك إلا حزمة ضئيلة من الأيام تنسرب من قلبي يوما بعد آخر وليس بوسعي إلا أن أجمع شظايا الذكريات وأرمم ملامحك اندفع الهواء فتحركت أشرعة المراكب المسافرة علي أطراف ردائك وجدتني أصادم وجهك وإحساس الضوء المنساب عبر زجاج ملون إنني الآن أكابد مايبرر وجودي وأتلقي رسائل مبهمة أعجز عن فك شفراتها ضائع أنا في غبار الحروب وصراخ الألوان وأنفاس الفجر واختراق الرصاص لسرب الطمأنينة وكان ذلك مواكبا لزمن الداء الذي نهش حنجرتي لكنني عبر صوتي المهزوم ذاك كنت أهجس بذكرك. وددت لو أصعد أعلي قمة في الكون واطير حروف اسمك تدهمني الأسئلة عند هذه المنطقة المراوغة لكن ها هنا تسقط البراهين والفرضيات كأوراق الخريف الجافة ليبقي فقط يقين البنفسج اللون الذي يليق بك محيرا ومعرضا دائما وفيما كانت خطواتك الناعمة ترتقي الدرج التهمت عيناي قطعة من السماء التي مزقتها القضبان الحديدية كنت تصعدين لأعلي إلي مالا نهاية للحظات وخز مؤلم هادئة أنت ترتبين دقات القلب وفق مقاييس الزاوية القائمة لم تعد اللغة مجدية وكيف ذلك حرف تحت جبال الجليد وحرف في قاع بركان وحرف في مخالب النسر وحرف علي سن سيف محارب مغولي تجرعت الدم وعرفت أن الأمر يزداد سوءا اترصد ترددي. تصرخ بداخلي الكلمات المعذبة وينسحب قلبي خطوات للخلف حين تظهرين أنت الاكثر عذوبة والاكثر مرارة بين المخلوقات والوهم الأجمل علي الاطلاق وأنت مابعد الشر والقسوة ومابعد الظلام وأنت بذرة القتل وطعم الرماد كيف عبر الصخب ينساب الهمس يكمل الدمع مسيرة الفرح حين تطير الروح وتحط علي واحتيك نثار موسيقي صدي خطواتك فوق هشيم الأيام التي فقدت المعني تحرك النهار وأنا جالس جوار النافذة و الصمت صحراء موحشة مترامية قلت كل ما لدي للجدران الزجاجية والوجوده والضوء وكل مايمكن أن تقع عليه عيناك الخوف اتجاه إجباري حاصل جمع الأرض + السماء = صوت ملامسة الأكف عند المصافحة الأولي ثم تطبق راحتك علي الجرح لتحتفظ بالذكري يخفق قلبي بعنف لحظة الهبوط المفاجيء يهتز ظل السور العالي ماهو لون النظرات والي أين تذهب بأجنحتها الخفاقة.