جدول مواعيد امتحانات الشهادة الإعدادية العامة 2024 في محافظة البحيرة (الترم الثاني)    أضرار التدخين والإدمان على الصحة ندوة ب"تربية بني سويف"    ننشر أسعار الذهب في مستهل تعاملات الثلاثاء 7 مايو    اسعار اللحوم اليوم الثلاثاء 7-5-2024 في اسواق الدقهلية    وزير الإسكان: إيقاف وإزالة مخالفات بناء في حملات بالشروق وزايد والعبور    تداول 67 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    مرتفعة 31%.. 1.6 مليار دولار صادرات الصناعات الغذائية الربع الأول من العام الجاري    «معلومات الوزراء»: توقعات بنمو الطلب العالمي على الصلب بنسبة 1.7% عام 2024    رئيس البورصة: النظام الإلكتروني لشهادات الإيداع الدولية متكامل وآمن لتسجيل العمليات    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات إلى غزة بعد سيطرة قوات إسرائيلية على معبر رفح    يوقف دخول المساعدات إلى غزة.. الاحتلال يغلق معبر رفح من الجانب الفلسطيني (تفاصيل)    باحثة سياسية: الدور المصري له أثر كبير في دعم القضية الفلسطينية    جيش الاحتلال: تم إجلاء الغالبية العظمى من السكان بمنطقة العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية    كيفية مشاهدة مباراة باريس سان جيرمان وبوروسيا دورتموند مجانا    دويدار: معلول سيجدد تعاقده مع الأهلي    «الأرصاد»: ارتفاع الحرارة 5 درجات مئوية بدءا من الأربعاء    التحريات تكشف سبب حريق مطعم شهير بشبرا الخيمة| صور    «التعليم» تعلن موعد تسليم أرقام جلوس امتحانات الثانوية العامة 2024    هتك عرضها والقي جثتها بالحديقة.. وصول أسرة الطفلة "جانيت" لمحكمة الجنايات لحضور أولي جلسات محاكمته    «التعليم» تنتهي من استعداداتها لامتحانات الترم الثاني لصفوف النقل.. تنطلق غدا    التحقيقات تكشف عدم وجود شبهة جنائية في مصرع فتاة صدمها قطار في البدرشين    بالفيديو.. الزراعة: إقبال جماهيري على حدائق الحيوان بالجمهورية في شم النسيم    ياسمين عبد العزيز: «كان نفسي أكون ضابط شرطة»    لا تأكل هذه الأطعمة في اليوم التالي.. الصحة تقدم نصائح قبل وبعد تناول الفسيخ    رويترز: جيش الإحتلال الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح الفلسطيني    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زوج الأم كلمة السر.. دماء بمنطقة حساسة تكشف انتهاك جسد صغير بولاق الدكرور    مدحت شلبي يعلق علي رفض الشناوي بديلًا لمصطفى شوبير    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    Bad Bunny وSTRAY KIDS، أفضل 10 إطلالات للنجوم بحفل الميت جالا    اليوم.. مجلس النواب يناقش حساب ختامي موازنة 2022/2023    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    إصابة الملك تشارلز بالسرطان تخيم على الذكرى الأولى لتوليه عرش بريطانيا| صور    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ياسمين عبد العزيز:" عملت عملية علشان أقدر أحمل من العوضي"    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    شبانة: هناك أزمة قادمة بعد استفسار المصري بشأن شروط المشاركة في بطولات افريقيا    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    ياسمين عبد العزيز تكشف ل«صاحبة السعادة» سبب طلاقها من أحمد العوضي    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجناح المصري يتصدر المعرض
صور المثقفين والفنانين في » ضيف الشرف«
نشر في أخبار الأدب يوم 23 - 05 - 2015

جذب الجناح المصري في معرض براغ للكتاب انظار الرواد فقد جاء موقعه في صدارة المعرض، فبمجرد دخولك من البوابة الرئيسية تجد أمامك كلمة ، egypt ، باعتبار أن مصر هي ضيف الشرف، وقد زين الجناح بصور المثقفين والفنانين الذين شاركوا سواء في فعاليات الجناح أو في قاعات أنشطة المعرض، الاخري، اذ جاء التمثيل المصري معبرا عن اتجاهات فكرية وجيلية متباينة: إبراهيم عبدالمجيد، محمد فريد أبوسعدة، فاطمة قنديل ، منصورة عز الدين، حمدي الجزار، مي خالد، أحمد عبداللطيف، المخرجة هالة لطفي، الفنان التشكيلي خالد سرور، د.شريف يونس، والفنانين: زين العابدين محمد، وأحمد اسماعيل، اللذين كانا مصدر جذب دائم للرواد بأغانيهما المنتقاة بعناية وبأدائهما الذي يتميز بحسا عال، فقد تمكناً أيضاً من لفت انتباه حضور حفل الاستقبال الذي أقيم في مجلس الشيوخ التشيكي بحضور عدد من الجاليات المختلفة كذلك كانا محط انظار الجميع بأدائهم السلس في مقر السفارة المصرية ببراغ، وقد توجا هذا الأداء عندما طلب د.أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب من إدارة المعرض أن يكون حفل الختام في القاعة الرئيسية للمعرض مصرياً وقد تمت الإستجابة لهذا الطلب، وامتلأت القاعة بالحضور الذي صفق أكثر من مرة للفنانين زين العابدين، واحمد اسماعيل واندمج معهما، خاصة عندما غنيا الليلة الكبيرة، وحرص أعضاء الوفد علي الغناء الجماعي لأغنية بلادي بلادي..
مكاسب المشاركة
وقد حققت المشاركة المصرية مكاسب كثيرة ، فتقديرا لاختيارها ضيف الشرف، فقد قص شريط افتتاح المعرض د.أحمد مجاهد والسفيرة أماني فهمي سفيرة مصر في دولة التشيك، كما تم عقد أكثر من اتفاق لترجمة مختارات من الأدب المصري الي اللغة التشيكية، وكذلك تم توجيه الدعوة للفنان خالد سرور للمشاركة في بينالي سلوفاكيا للرسوم المصاحبة للنصوص، وذلك بعد ان شاهدت قوميسير المعرض أعمال سرور، خاصة تجربته في رسم نص الليلة الكبيرة، كما عرضت احدي دور النشر السلوفاكية ترجمة مختارات من أعمال الشاعرة فاطمة قنديل.
ولعل الأمر الذي فرح كثيرا الوفد المصري هو تواجد خمسة من الطلبة المصريين الذين يدرسون اللغة التشيكية في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وهم في بعثة لمدة خمسة أشهر لإتقان هذه اللغة والتعرف عن قرب عن ثقافة وعادات وتقاليد الشعب الذي تخصصوا في لغته، إذ أضفوا حيوية كبيرة علي الجناح وتناوبوا فيما بينهم الحضور، وارتدوا زيا موحدا، وتوجوا هذه الجهد بعمل مسرحي بالاشتراك مع الطلبة التشيك الذين يدرسون العربية، وهذا العمل هو رائعة نجيب محفوظ "فضيحة في القاهرة"، وهؤلاء الطلبة الذين يدرسون في جامعة شارل هم: عالية محمد بدر، مصطفي محمد، محمد منصور، فادي وليم، فريد ابوسعد.
تسلط اجتماعي
واذا عدنا إلي برنامج المشاركة المصرية، نجد ان المشاركين نجحوا في تقديم صورة للمجتمع الاوربي عن مختلف الأوضاع المصرية علي كافة الأصعدة الاجتماعية والسياسية والثقافية- فعلي سبيل المثال- فقد أجاب بصراحة ووضوح د.شريف يونس عن كافة الأسئلة التي وجهت له في ندوة "الثقافة المصرية والبحث عن طريق جديد" والمتعلقة بثورتي 25 يناير و30 يونيو، ودور المؤسسة العسكرية فيهما، مشيرا إلي أن الثورة المصرية بدأت بشعارات بسيطة تتشابه فيها مع الثورة التشيكية، وهي شعارات تتعلق بالحرية والقضاء علي استبداد مبارك والفساد، إلا انه بعد ذلك برز دور التيار الإسلامي ونجاح رئيس إخواني، فالتيار الليبرالي الذي بدأ ثورة يناير لم يكن منظما ليحسم معركة السلطة لصالحه، وأضاف ان دور المؤسسة العسكرية شهد تراجعا في عهد مبارك في ذات الوقت الذي نما فيه نفوذ مجموعة من رجال الاعمال مع تواطؤ الشرطة لصالح النظام، من هنا برز دور الجيش في ثورتي يناير ويونيو حيث تم مساندة الثورتين وتولي حراسة الميادين.
أما لماذا لم تحقق الثورتان أهدافهما حتي الآن، فيري د.شريف أن طبيعة الثورات انها تحقق أهدافها عبر عشرات السنوات.
وعن المشاكل الموجودة في المجتمع المصري الآن ، اشار د. شريف إلي أن هناك بالفعل مشاكل معقدة، بعضها يرتبط بمفهوم الدولة التي ارتبطت بالإصلاح من أعلي نظامها ،مثلما فعل محمد علي في القرن التاسع عشر، وبعد ذلك حاولت قوي سياسية أن تظهر في المشهد، لكن مازال عندنا ديمقراطية مجتمعية لديها سلبيات عميقة تعد أكبر من مشكلة الدولة المتسلطة، فلدينا تسلط اجتماعي، مثل التيار الإسلامي الذي يحاول إخضاع المجتمع لمجموعة من القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية، فديمقراطية المجتمع مازالت تواجه مشاكل كبيرة علي المستوي السياسي والايدولوجي.
ورداً علي سؤال خاص بحريات البحث الثقافي، أوضح شريف يونس انه باستثناء فترات قليلة في تاريخ مصر.. كان البحث والكتابة الأدبية حر الي حد كبير، حتي في وقت الديكتاتورية السياسية، غالباً النشر لم يتعرض لقدر كبير من التضييق.. المشكلة في مصر متعلقة بتراجع مكانة الثقافة، في عهود ما قبل الثورة، ففي دولة يصل تعدادها إلي 90 مليون نسمة.
لايطبع من أي كتاب سوي آلاف قليلة، وان كان هذا الوضع بدأ يتغير الآن.
الأدب والثورة
من جانبها شاركت الأدبية منصورة عز الدين في ثلاث فعاليات، واحدة في الجناح المصري واثنتين في قاعات المعرض الأخري، فقد قدمت قراءة من روايتها "جبل الزمرد"، كما تحدثت عن الأدب والثورة وعن الرواية النسوية في مصر بين تقبل الآخر والتعبير عن الواقع مشيرة إلي أن جيل التسعينيات كان نقطة تحول في أدب المرأة، مغيراً الصورة النمطية التي يتم اتخاذها نحو هذا النوع من الكتابة، فهذا الجيل أصبح يهتم بالقضايا السياسية والاجتماعية ولديه قدرة كبيرة علي لتجريب، وظهر منهم من تميز في كتابة السيرة الذاتية والكتابة الغرائبية والفانتازيا.
بلد نعرفه قبل أن نراه
وتنوعت مشاركة الأديب إبراهيم عبد المجيد،ما بين إلقاء كلمة في حفل الافتتاح، والمشاركة في أكثر من ندوة، فقد طاف في كلمته الافتتاحية حول علاقة الثقافتين قائلاً: الحديث يطول عن براغ وعن جمهورية التشيك في الثقافة والفنون عبر التاريخ، سأختصر لأعبر عن سعادتي بالوجود في بلد نعرفه قبل أن نراه، ما قرأته عن متاحفها الشهيرة مثل المتحف الوطني ومتحف كامباً للفن الحديث ومتحف الفونس موتشا للفن الاحدث من هنا عبر اماديوس موازر وبيتهوفن وجاء انطون ديفوراك. من هنا عرفنا كافكا منذ النصف الأول من القرن العشرين حين كتب عنه عميد الأدب العربي طه حسين قبل ان تتم ترجمته بأقلام كتاب عظام مثل الدكتور مصطفي ماهر. كافكا الذي معبودنا نحن الجيل الذي لم يكن أبدا متوافقاً مع النظم السياسية المتوالية علي مصر ووجدنا فيه ملاذا روحيا وكذلك من هنا عرفنا كارل تشابك. وكذلك الأمر معغ الاجيال التالية وحتي الآن.
من هنا عرفنا كارل تشابك وقصصه ومسرحياته وراياته الخيالية والتسجيلية التي تنتصر للإنسان ضد البربرية وتأتينا حتي الآن مثل ايفان كليما صاحب الأعمال العزيزة ومنها "لاملائكة ولاشياطين" و"بيترا هيلوفا" صاحبة "مذكرات جدتي" وغيرها، وأضاف في كلمته: ارجو ان نضيف ولو نوراً بسيطاً إلي أضواء براغ الرومانسية في المساء علي نهر فالتافا، كما قدم إبراهيم عبدالمجيد رؤيته عن الرواية المصرية وإرهاصات الثورة وانعكاساتها في الأدب، ومن جهة أخري قرأ مقاطع من روايته "اداجيو" مصحوبا بترجمة للتشيكية، ورداً علي سؤال هل الرواية هي فن العربية الأول الآن؟.
أجاب انه رغم حبه للشعر إلا أن ا لرواية هي الفن الأول في العالم كله، وهنا سالته احدي الحاضرات لكن نشعر في اجزاء من روايتك أنك تكتب شعراً، أجاب: الرواية تدور عن عالم موسيقي، والموسيقي تتفوق علي الشعر.
سينما الشباب
وقدم الشاعر محمد فريد أبوسعده قراءة لأعماله في الجناح المصري، بالاضافة لحديثه عن دور الشعر في المنعطف التاريخي الذي تشهده مصر حالياً، في حين قدمت مي خالد رؤيتها عن الكاتب المصري والمبادرات الاجتماعية، وقامت بقراءة أجزاء من بعض أعمالها، في حين اختار حمدي الجزار أن يتحدث عن الرواية المصرية الجديدة والبحث عن مستقبل، كما ألقت د.فاطمة قنديل الضوء علي الشعر ودوره في التعبير عن الحالة المصرية، واستعرض أحمد عبداللطيف دور الصحافة الأدبية في التعبير عن الواقع الثقافي، كما ألقي مقاطع من روايته "إلياس"، وعرض الجناح أفلاماً للمخرجة هالة لطفي، التي تحدثت عن سينما الشباب في مصر بين الواقع والطموحات.
البحث عن طريق
وتحت عنوان الفنون التشكيلية في مصر والبحث عن طريق جاء بحث د.خالد سرور الذي ربط فيه بين الفنون المصرية القديمة والمعاصرة وتأثير تجربته هو الشخصية بالفن القديم، مؤكدا أن الفن المصري المعاصر هو مصدر إلهام للفنانين ومنهم هو شخصيا، وقد اختار نموذجين للحديث عن هذا الارتباط.
وهما مقبرة "س نجم" واكتشف العام 1886، ورسومها في حالة تكاد تكون كاملة، أما النموذج الثاني فهو مقبرة نفرتاري "جميلة الجميلات" وهي واحدة من أكثر الملكات المصريات شهرة، واكتشفت مقبرتها العام 1904، ولم تفتح للجمهور منذ اكتشافها إلا في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، ورغم التأثر بالفن القديم، إلا أن مصر علي مدي تاريخها الفني احتكت بكافة المدارس الفنية في العالم وتفاعلت معها، وظهر فنانون كثر الي تلك المدارس حتي وقتناً الحالي، وأضاف أن ماذكره يعد مدخلاً للتحدث عن تجربته الفنية ، باعتباره واحد من المهتمين بالتراث القديم وكذلك مسايرة الاتجاهات الحديثة في الفن وكشف خالد سرور أن أعماله التي سيعرضها سيظهر فيها الاهتمام بالتراث النوبي، الذي شكل مصدراً غنياً وملهماً، للعديد من معارضة الفنية ، فضلاً عن عشقه للتعبير عن الحياة المصرية التي يعدها أحد المصادر الرئيسية من مصادر خصوصية تجربته.
مختارات بالتشيكية
وقد قام د. خالد البلتاجي بترجمة نصوص الأدباء المصريين المشاركين في المعرض إلي اللغة التشيكية، وذلك بالاتفاق مع د. أحمد مجاهد، وقد شارك د.البلتاجي الذي يشغل منصب استاذ الأدب التشيكي المساعد بكلية الألسن بجامعة عين شمس، المترجم إبراهيم منصور المعيد بقسم اللغة التشيكية بألسن عين شمس الذي ترجم نصي إبراهيم عبدالمجيد وأحمد عبداللطيف، وقامت بمراجعة الترجمة باثلازتشالوفا وليبوشه روملوفا.
وأوضح البلتاجي الذي كان قريبا دائما من الوفد المصري انه اتفق مع د.مجاهد أن تكون هذه الترجمات نواة لمختارات تصدر للأدباء المصريين باللغة التشيكية، وعن رأيه في المشاركة المصرية باعتباره مراقباً من قبل دورات مختلفة من المعرض، وصفها بأنها جيدة جدا، وكان هناك حرص دائم من كل الأطراف علي أن تكون في أحسن صورة، وأضاف أنه من ايجابيات المشاركة المصرية، المشروع الذي عرضه صاحب دار نشر ابن رشد المهتم بطبع الأعمال
المعيرة عن الثقافة العربية، وهذا المشروع هو استعداده لنشر مجموعة من الأعمال المصرية إلي اللغة التشيكية بالتعاون مع هيئة الكتاب ، كما أعرب صاحب ابن رشد عن أمله في المشاركة في الدورة القادمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بجناح يضم إصدارته، ثم يتركها هدية في نهاية المعرض.
لماذا جئنا
ولكن لماذا جئنا الي براغ؟.
جاءت الإجابة في الكلمة التي ألقاها د.أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب في افتتاح المعرض اذ قال: جئنا من القاهرة قلب الوطن العربي إلي براغ قلب أوربا.. من مدينة الألف مئذنة الي مدينة المئة برج جئنا نحمل أعز وأغلي ما نملك، جئنا نحمل كتبا، وكما قال شاعر نوبل التشيكي ياروسلاف سيفرت أن استعارة مدهشة تساوي أكثر من خاتم ذهبي في اليد، جئناً إلي صدر براغ الفسيح، الذي احتضن كافكا مبدعاً بالألمانية، والجواهري مبدعاً بالعربية، ونيرودا مبدعاً بالأسبانية.
وأضاف: إيماناً بأن التنوع البشري الخالق، يؤكد في سياق ديمقراطي، أن الخصوصيات الثقافية للشعوب المختلفة، هي خيوط متعددة الألوان، تنسج مجتمعة ثوب الحضارة الإنسانية وتجعله اكثر إشراقاً، جئناً مقتنعين بأن السياسة ترتبط بالمصالح المتغيرة، وأن الثقافة ترتبط بالهويات الراسخة، ولهذا فإن ما تقيمه من جسور أكثر متانة وأعمق أثراً.. جئنا من مصر الفرعونية القبطية الإسلامية، بوفد يجمع بين الرواد والشباب، ويتألف من الأدباء والرسامين والموسيقيين والسينمائيين والباحثين والإعلاميين، وفد يضم نخبة جديرة بالتعبري عن وجه بلدنا الحضاري، آملين أن نتمكن من خلاله في أعطاء لمحات بسيطة عن الثقافة المصرية، التي نتمني تطوير التعاون المشترك معها عبر دروب أخر.. جئناً إليكم من مصر الجديدة بعد ثورتين، وقد اختارت طريقاً لابديل له، اختارت ان تواجه ظلام الإرهاب بنور الثقافة، وتعنت التعصب بسماحة الحوار، جئناً اليكم لتعرفوا حقيقة واقعنا، حذراً من رزاز قد يتطاير علي وجهنا فيشوه الصورة بسبب جرائم اعداء الحياة الذين لاينتمون لنا ولا للإنسانية جئنا من بلد الفائز بنوبل العرب نجيب محفوظ الذي أعترف أن أكبر هزيمة في حياته هي حرمانه من متعة القراءة بعد ضعف بصره. جئنا كي نقرأ ونقرأ، ونترجم ونترجم، في عرس الكتاب، ففي البدء الكلمة وفي الختام تكون.
الكلمة الأطول
ومن جانبها حرصت السفيرة أماني فهمي سفيرة مصر ببراغ ، علي المشاركة بكلمة تعد هي الأطول بين الكلمات الافتتاحية تعرضت فيها لأهمية التواجد المصري في هذا لمحفل العالمي، الذي يمثل نافذة أوروبا لانفتاح علي ثقافات العالم وعلي لغاتهم واسهاماتهم ومثالاً علي تغليب لغة التسامح والحوار، واحترام الآخر، علي الاحكام المسبقة والتعصب الاعمي والتطرف.
وعقدت مقارنة بين مجموعة من الأدباء التشيك أو ممن عاشوا علي ارضها، والأدباء المصريين وذلك اعتمادا علي رؤية الدكتور فرانشتك اوندراش استاذ اللغة والأدب العربي بالجامعة التشيكية، ومما جاء في هذا السياق : أن الكاتب التشيكي كارل تشابيك تم ترشيحه لجائزة نوبل في الآداب مثل الأديب المصري طه حسين الذي كان يعتبر أن اختلاط مصر لقرون طويلة بالحضارة المتوسطية جعل انتماءاتها الغربية تطغي علي روحها الشرقية، ويشبه تشابيك أيضاً معاصره المصري توفيق الحكيم في أعماله المسرحية واستنارته وسعة أفقه الفكري التي أصبحت موضوعا محوريا للكثير من نصومه، والأديب المصري يوسف ادريس الذي يجوز مقارنته الأدبية، بميلان كونديرا، إذ أن سخريتهما اللاذعة التي تثير اهتمام قرائهما جعلت منهما كاتبين عالميين، حيث طور كل منهما فنه القصصي ليلائهم المتغيرات السياسية والاجتماعية، واليوم تحتوينا مدينة براغ الرائعة مسقط رأس فرانتس كافكا مصدر إلهام قوي وشديد التأثير علي كاتبنا المصري صنع الله إبراهيم الذي تأثر بعالم كافكا السوداوي الغامض في بعض رواياته.
أما دانا كالينوفا مديرة معرض براغ الدولي للكتاب، فقد أعربت عن سعادتها بالمشاركة المصرية في المعرض، وقد حرصت علي التواجد بشكل شبه دائم في الجناح المصري، كما حضرت حفل ختام المعرض الذي كان بطابع مصري خالص.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.