اسم المسرحيه مختلف عن العنوان اسمها الحقيقي " 1980 و انت طالع" بس انا اخترت العنوان ده لانه اقرب للواقع بالنسبه لي رغم وجود شعاع ضوء لا يمكن انكره.. انا من الجيل ده علشان كده حسيت كل كلمه في المسرحيه دي، استخدام الكوميديا السوداء كمرآة لوجع جيل باكمله اصبح التكنيك الاكثر رواجا للتعبير الفني في هذه المرحله، من خلال اسكتشات قصيره منفصلة استطاع الشباب رسم حاله التخبط المزروعه داخلنا ،عمرنا اللي بيعدي و العداد بيعد و احنا وسط شبورة مش قادرين نشوف مكان اقدامنا تحتينا . الشبورة الرمزية مش ميه علي دخان و السلام علشان نقول نرجع بكره !! بكره اصبح شهور وسنين بندفعها من اعصابنا و احلي ايام عمرنا اللي بتعدي و احنا مش فاهمين سننا الحقيقي كام و بيتقاس ازاي!! الشبوره اللي اتزرعت جوه الشباب اللي بيمثلوا ثروة كل بلد عاوزة تكون علي الخريطه وهما الثروه الحقيقيه اللي بيتم استنزافها كل يوم وكل لحظة كل ثانية، شبورة عبارة عن عادات وتقاليد قبلية، فكر وهابي بيكفر كل شكل فيه حياه علي سوء تعليم وغياب دوله القانون فابلتالي اصبحت النتيجة حالة التخبط وطاقة مهدر مع فساد سياسي ومالي فاطلق علينا دوله نائمه اقصد نامية !! استخدام الرمزية في رسم اسكتشات المسرحيه جعل الصورة واضحة لفظ الشبورةالذي يعكس حاله التخبط التي يعاني منها الشباب ورغبة بعضهم في الرجوع بعد قطع نصف الطريق، بحثهم داخلهم عن صوتهم المكتوم و حاله الضياع التي يعانون منها بسبب مجتمع يراهم اطفال او شباب ناضج حسب الموقف ومصلحته فنجد التناقض عندما يطلب الاب من ابنته الزواج فتقول له انها صغيرة و يكون رده لا كبرتي في نفس اللحظة التي يطلب فيها اخوها الاكبر الزواج فيرد الاب انت لسه صغير حتي لا يتكلف اعباء الزواج !! التشويش والتشويه لحقائق الحياة في مصر متعمد لمنع تواصل الانسان مع ذاته وسط حزمة افكار سامة تمنع الاحساس بالسعادة والقدرة علي الابداع وبالتالي فقدان القدرة علي التخطيط لمستقبل وسط حاضر يملؤه الغموض.. اثناء المسرحية ومن خلال الجمل القصيرة علي لسان الشباب تستطيع ان تسمع ارواحهم تستغيث داخلهم طلبا للحياة واثبات للوجود وسط صراخ اصوات عقيمة لاحباطهم.. في الفترة الاخيرة اصبحت افضل دخول الاعمال التي لا تستفز فكري ومشاعري بل اصبحت افضل دخول الاعمال التي لا تحفز اي شيء ماعدا الضحك واذا سالني شخص ما بعد خروجي من السينما او المسرح عن رأيي في العمل اضحك وارد بانني لا اتذكر فتلك الاعمال لا تترك اي اثار داخلي حتي انني لا اتذكر سبب الضحكة و يكون ردي الداخلي " يكفيني انها لا تبكيني !!"