عيار 21 يسجل الآن رقمًا جديدًا.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الأحد 12 مايو بالصاغة    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الأحد 12 مايو بالبورصة والأسواق    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية استهدفت جباليا ورفح بغزة (فيديو)    الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية قد تبدأ خلال ساعات بشرط وحيد    القنوات الناقلة لمباراة الزمالك ونهضة بركان اليوم في ذهاب نهائي الكونفدرالية الإفريقية    نشاط مكثف وحضور جماهيرى كبير فى الأوبرا    تثاءبت فظل فمها مفتوحًا.. شابة أمريكية تعرضت لحالة غريبة (فيديو)    مفاجأة صادمة.. سيخ الشاورما في الصيف قد يؤدي إلى إصابات بالتسمم    «آمنة»: خطة لرفع قدرات الصف الثانى من الموظفين الشباب    خبير تحكيمي يكشف مفاجأة بشأن قرار خطأ في مباراة الأهلي وبلدية المحلة    بطولة العالم للإسكواش 2024| تأهل 4 لاعبين مصريين للجولة الثالثة    طلاب الصف الثاني الثانوي بالجيزة يؤدون اليوم الامتحانات في 3 مواد    الحكومة: تعميق توطين الصناعة ورفع نسبة المكون المحلى    محمد رمضان وحكيم يغنيان فى حفل زفاف ابنة مصطفى كامل    من تل أبيب إلى واشنطن ولندن.. والعكس    البحرية المغربية تنقذ 59 شخصا حاولوا الهجرة بطريقة غير شرعية    ما التحديات والخطورة من زيادة الوزن والسمنة؟    عمرو أديب ل إسلام بحيري: الناس تثق في كلام إبراهيم عيسى أم محمد حسان؟    عاجل.. غليان في تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين واعتقالات بالجملة    الآلاف يتظاهرون في مدريد دعما للفلسطينيين ورفضا للحرب في غزة    إسلام بحيري عن "زجاجة البيرة" في مؤتمر "تكوين": لا نلتفت للتفاهات    الصحة تعلق على قرار أسترازينيكا بسحب لقاحاتها من مصر    "الأوقاف" تكشف أسباب قرار منع تصوير الجنازات    يسرا: عادل إمام أسطورة فنية.. وأشعر وأنا معه كأنني احتضن العالم    تفاصيل صادمة.. يكتشف أن عروسته رجلاً بعد 12 يوماً من الزواج    "حشيش وترامادول".. النيابة تأمر بضبط عصام صاصا بعد ظهور نتائج التحليل    أبو مسلم: العلاقة بين كولر وبيرسي تاو وصلت لطريق مسدود    تفاصيل جلسة حسين لبيب مع لاعبي الزمالك قبل مواجهة نهضة بركان    تعرف على أسعار خراف عيد الأضحى 2024    "أشرب سوائل بكثرة" هيئة الأرصاد الجوية تحذر بشأن حالة الطقس غدا الأحد 12 مايو 2024    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بمدينة 6 أكتوبر    أرخص السيارات العائلية في مصر 2024    رئيس بلدية رفح الفلسطينية يوجه رسالة للعالم    أحمد عبد المنعم شعبان صاحب اللقطة الذهبية في مباراة الأهلي وبلدية المحلة    ملف رياضة مصراوي.. مذكرة احتجاج الأهلي.. تصريحات مدرب الزمالك.. وفوز الأحمر المثير    وزير الشباب والرياضة يفتتح البيت الريفي وحمام سباحة بالمدينة الشبابية في الأقصر    يا مرحب بالعيد.. كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024    أستاذ لغات وترجمة: إسرائيل تستخدم أفكارا مثلية خلال الرسوم المتحركة للأطفال    وزير الخارجية التونسي يُشيد بتوفر فرص حقيقية لإرساء شراكات جديدة مع العراق    خطأ هالة وهند.. إسلام بحيري: تصيد لا يؤثر فينا.. هل الحل نمشي وراء الغوغاء!    جهاز مدينة 6 أكتوبر ينفذ حملة إشغالات مكبرة بالحي السادس    اعرف سعره في السوق السوداء والبنوك الرسمية.. بكم الدولار اليوم؟    أطول عطلة رسمية.. عدد أيام إجازة عيد الاضحى 2024 ووقفة عرفات للموظفين في مصر    حبس سائق السيارة النقل المتسبب في حادث الطريق الدائري 4 أيام على ذمة التحقيقات    بعيداً عن شربها.. تعرف على استخدامات القهوة المختلفة    حظك اليوم برج العذراء الأحد 12-5-2024 مهنيا وعاطفيا    «التعليم» تعلن حاجتها لتعيين أكثر من 18 ألف معلم بجميع المحافظات (الشروط والمستندات المطلوبة)    4 قضايا تلاحق "مجدي شطة".. ومحاميه: جاري التصالح (فيديو)    علي الدين هلال: الحرب من أصعب القرارات وهي فكرة متأخرة نلجأ لها حال التهديد المباشر للأمن المصري    خلال تدشين كنيسة الرحاب.. البابا تواضروس يكرم هشام طلعت مصطفى    وزارة الأوقاف تقرر منع تصوير الجنازات داخل وخارج المساجد    تيسيرًا على الوافدين.. «الإسكندرية الأزهرية» تستحدث نظام الاستمارة الإلكترونية للطلاب    رمضان عبد المعز: لن يهلك مع الدعاء أحد والله لا يتخلى عن عباده    وزير ومحافظ و 2000 طالب في اختبار لياقة بدنية    الرقابة الإدارية تستقبل وفد مفتشية الحكومة الفيتنامية    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أميتاب باتشان .. ابتسامة نجم سحر الأسطورة الهندية
نشر في أخبار الأدب يوم 11 - 04 - 2015

ربما كان أكثر ما لفت انتباهي خلال تلك الأيام المعدودة التي زار فيها النجم أميتاب باتشان مصر هي تلك الابتسامة الهادئة التي لم تفارق وجهه رغم الزحام الشديد وتدفق آلاف من معجبيه لرؤيته ومصافحته، وجدول مواعيده المتخم الذي لم يترك له وقتا كافيا حتي للراحة، ومع ذلك كانت هناك حالة من الصفاء الروحي والهدوء منحته سكينة راهب متأمل اتضحت في نظراته وعمق كلماته، فما أن يبدأ في الحديث حتي تتمني ألا يتوقف عن الحديث أبدا .
وربما كانت هذه هي المرة الأولي التي أري فيها تلك الظاهرة رؤية عين، فأينما توجه النجم كان يحرك كتلة بشرية هائلة معه في مشهد يوحي بأنهم يقعون تحت تأثير سحر ما .. سحر الأسطورة الهندية، والذي لم يفقده عبر كل تلك السنوات، فأتذكر خلال وقائع المؤتمر الصحفي حين سألته الصحفية الشابة رباب فتحي عن السر .. سره ؟؟ سر ذلك السحر .. فابتسم ابتسامة عذبة وقال "أنتم" .
وربما كانت زيارة النجم أميتاب باتشان هي الحدث الأبرز بين أنشطة مهرجان "الهند علي ضفاف النيل" في دورته الثالثة والذي يعد أكبر مهرجان أجنبي تستضيفه مصر عقب ثورة يناير، وقد تخلل زيارة النجم باتشان لقاؤه بالصحفيين ورجال الإعلام خلال وقائع المؤتمر الصحفي للمهرجان، وكذلك حوار مع الكاتب الهندي سيدارت بهاتيا بدار الأوبرا المصرية، ثم أمسية للنجم الهندي أقيمت بالتعاون مع وزارة السياحة عند سفح الأهرامات، وذلك قبل أن يختتم النجم زيارته لمصر بالحصول علي الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون بالهرم.
كان العامل المشترك بين كل تلك اللقاءات هو تلك المحبة الصادقة المتدفقة التي يغمر بها كل من حوله فلم يرفض أبدا التقاط الصور مع محبيه أو حتي صور السيلفي ، ولم يرفض أن يمضي كثيرا من وقته ليوقع أوتوجرافا لمجموعة من الأطفال، كان يعامل الجميع بمحبة الأب، ثم إذا به يرسل رسالة إلي معجبيه من خلال حارسه الشخصي أنه في وسط هذا الجدول الحافل علي استعداد أن يخصص لهم وقتا لالتقاط الصور معه.
ولم أكن وحدي من وقع أسير تلك الابتسامة الساحرة والنظرة التي تتطلع دائما إلي العالم فيما يشبه الحلم الجميل، فقد رأيت سيدة تبكي ، وسمعت من أخري أن كل أمنيتها في الحياة أن تراه، وكانت إحداهن تصرخ من السعادة لأنها تمكنت من أن تصافح النجم .. أما أنا فقد اتسعت ابتسامتي جدا لأنني تمكنت أيضا من مصافحته أكثر من مرة ..
وكان الفنان الهندي قبل زيارته إلي مصر وجه رسالة إلي الشعب المصري قال فيها : " أهلا وسهلا بأصدقائي من أرض الحضارة المصرية العريقة ، إن مصر واحدة من تلك البلاد التي لطالما شعرت بارتباطي بها ، وهناك قول مأثور يقول إن من يشرب من ماء النيل لابد أن يعود له مجددا .. ويبدو أنني شربت كثيرا من مياه النيل ، التي تدفعي للعودة مرة بعد مرة ، وفي كل مرة كنت أشعر بفيض من الحب والمودة يغمرني.
كل تلك الأسئلة التي أجاب عنها علي مدار تلك الفاعليات المختلفة، إنما أكدت أن تلك النجومية صنعها مزيج فريد من التواضع والصدق والمحبة، ناهيك عن إبداعه الذي يزداد كلما تقدم به العمر .. وفي كل لقاء من تلك اللقاءات كنت أسمعه يتحدث عن حبه لمصر التي يعتبرها بلده الثاني، وفي تلك الأمسية في الأوبرا قال للجمهور في كل مرة أزور فيها مصر أشعر أنني لا أرغب في تركها. وأضاف إنه كلما شعر بالحزن أو الكآبة كان يحرص علي مشاهدة الفيديو الذي تم تصويره له خلال زيارته السابقة لمصر فكان ذلك يساعده علي الابتهاج.. وباتشان يعد واحدا من أشهر نجوم السينما الهندية، وقد بدأ حياته الفنية عام 1969 بفيلم "سات هندوستاني" واستمر في رحلة فنية عظيمة ومتميزة لا يضارعه فيها أي ممثل آخر في تاريخ السينما الهندية. وحازت الكثير من أفلامه جوائز وحققت نجاحاً علي المستويين التجاري والنقدي ومنها أفلام "زانجير" ، "ديوار" ، "تشوبكي تشوبكي" ، "شولاي"، "قمر أكبر أنتوني"، و"دون"، و"موهبتين"، و"باجبان"، و"تشينيكوم"، و"أنكن"، "بهوتنات"، "با" ومؤخراً فيلم "شاميتاب".
وقد حاز باتشان العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية الطويلة والناجحة مثل الجائزة الوطنية لأفضل بداية فنية من الحكومة الهندية وذلك عن دوره في فيلم "سات هندوستاني"، وجائزة السينما الوطنية لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "أجنيباث"، والجائزة الوطنية عن فيلم "بلاك" وذلك لأدائه المتميز حيث قام بدور معلم لفتاة عمياء صماء بكماء، والجائزة الوطنية لعام 2010 عن دوره في فيلم "با" حيث جسد دور شاب مراهق عمره 12 عاماً مصاب بحالة مرضية وراثية نادرة تسمي "الشيخوخة المبكرة".
كما كان باتشان عضواً مؤثراً في البرلمان الهندي خلال الفترة من 1984 حتي عام 1987. وتم منحه جائزة "بادما شري" الرفيعة عام 1984 وجائزة "بادما بهوشان" عام 2001. وعلي المستوي الدولي، حصل هذا الفنان البارع علي أرفع وسام مدني فرنسي وهو وسام جوقة الشرف برتبة فارس، وذلك لمسيرة حياته المتميزة في مجال السينما وغيرها من المجالات. وربما كانت زيارة النجم أميتاب باتشان هي مجرد استهلال لفاعليات مهرجان "الهند علي ضفاف النيل" المتعددة التي استمرت لما يزيد علي أسبوعين في الفترة من 30 مارس حتي 16 إبريل والتي تضمنت العديد من الفاعليات الفنية والثقافية، وبدأت بورشة لرقصات بوليوود مفتوحة للجمهور قدمها المدرب جيل شويان والتي شهدت اقبالا غير مسبوق.
وجيل شويان أيضا هو مصمم رقصات عرض بوليوود الشهيرة الذي استضافته دار الأوبرا المصرية علي مدار ثلاثة أيام بالقاهرة تم خلالها تقديم خمسة عروض بين الماتنيه والسواريه بالإضافة إلي ثلاثة أيام بالأسكندرية، وقد أقيم العرض المبهر تحت عنوان "قصة حب وشغف وانتقام"، بمشاركة 35 راقصا وراقصة هندية بمصاحبة أنغام الموسيقي، وقد رفعت دار الأوبرا المصرية لافتة كامل العدد منذ اليوم الأول للعرض حيث نفدت كافة التذاكر قبل بداية العروض.
ولكن المهرجان لم يتوقف عند عالم بوليوود الساحر، حيث يعتبر المهرجان نافذة لعرض ثقافة الهند الثرية ومدي تنوعها، فبخلاف فرقة بوليوود، قدمت فرقة أدفايتا عرضا موسيقيا رائعا بالمسرح الصغير بدار الأوبرا مزجت فيه بين التقاليد الموسيقية الكلاسيكية الهندية مع موسيقي الروك الغربية، وقد منح العرض الجمهور فرصة للاستمتاع بروعة الموسيقي الكلاسيكية الهندوستانية التي تضفرت مع موسيقي الروك. ومن النغمات الناعمة لأصوات المغنيين الغربيين علي الأصوات الهندوستانية العميقة ترتقي موسيقي فرقة الأدفايتا من خلال مزج أصوات الجيتار بالأورج والطبول وصوت آلة السرانجي المتميز.
المزيج بين الماضي والحاضر
ومن عالم بوليوود لذلك المزيج بين الماضي والحاضر في التقاليد الموسيقية إلي رقصة مانيبوري الكلاسيكية التي تعكس تراث الهند، تقوم فرقة رقص من ولاية مانيبور الهندية - والجريدة ماثلة للطبع يوم السبت الموافق 11 إبريل - بعرض التقاليد الفلكلورية بهذه الولاية، حيث يمزج هذا الفن بين الموسيقي والحركات الراقصة التي تتطلب قوة وقدرات بهلوانية. ويقوم أعضاء الفريق الراقص أنفسهم بالعزف علي آلة المريدانجا (بونج) بينما يقومون بأداء الرقصة أمام الجمهور.
الحفاظ علي التراث
ولعل أحد المحاور المهمة التي تم التأكيد عليها خلال عدد من فاعليات مهرجان هذا العام يتمثل في الحفاظ علي تراث الهند الثقافي في كافة أشكاله في ظل عصر العولمة بل النهوض به، ليس فقط من خلال العروض الموسيقية، ولكن أيضا من خلال الندوات والمعارض وغيرها، حيث تأكد هذا الموضوع من خلال اللقاء الفكري الذي استضافه المجلس
الأعلي للثقافة تحت عنوان "كلمات علي الماء" والذي تعرض لقضية "الحفاظ علي التراث الثقافي" بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة من مصر والهند، حيث أدار اللقاء الأستاذ الدكتور محمد عفيفي أمين المجلس الأعلي للثقافة، وشارك فيه من مصر كل من الفنان محمد عبلة، ود.خالد عزب ود.أشرف رضا، بينما شارك من الجانب الهندي ليلي تيابجي وهي من الرائدات الاجتماعيات في مجال الحرف اليدوية، سانجوي روي مدير شركة تيم ورك آرتز وهي الشركة التي تتولي تنظيم المهرجان والترويج للثقافة والفنون، والصحفي سيدارت بهاتيا أحد الصحفيين الكبار الذي يكتب بصورة واسعة في مجال الفنون والأفلام.
وقد تناولت الجلسة الحديث عن الحفاظ علي التراث الثقافي وسبل حمايته، من خلال عدة موضوعات مختلفة طرحها المشاركون حسب خبراتهم العملية، حيث ذكر د.عفيفي أن مصر والهند باعتبارهما من أقدم الحضارات تواجهان الكثير من المشكلات خاصة في عصر العولمة تتمثل في الحفاظ علي التراث الثقافي، وكان من الضروري والمهم أن نستمع إلي الخبرة الهندية في هذا المجال، وربما يسفر هذا الحوار عن أعمال مشتركة وتبادل خبرات وربما برامج عمل مشتركة مستقبلية .
ومن جانبه تحدث سانجوي روي عن أهمية الحفاظ علي التراث الثقافي وتطويره بما يواكب العصر فينأي به عن الجمود، ولابد من أن يكون لدينا وعي بأن الثقافة يجب أن تتطور فلا يجب أن تتوقف عند الماضي، كما يجب الاستفادة من التكنولوجيا والثورة المعلوماتية في الحفاظ علي التراث وتسجيله وإتاحة المعرفة وسهولة الوصول إليها . وأكد روي أهمية الثقافة حيث تعتبر بمثابة نافذة تنفتح علي الآخر، فالثقافة يمكنها أن تعبر كل الحواجز وتتخطاها، لأن الثقافة تحتفي بشيء واحد وهو قدرة الإنسان علي التواصل مع الآخرين من القلب والروح .
وقد أكدت ليلي تيابجي علي ما ذكره روي واستكملت حديثها بالتركيز علي الحرف اليدوية، حيث إن لها باعا طويلا في هذا المجال، وقد ذكرت في معرض حديثها عن الحرف اليدوية أن إحدي المشكلات التي تواجه الحرف التي تنتمي إلي التراث غير المادي، تتمثل في النظرة التقليدية الجامدة لها باعتبارها شيئا ينتمي للماضي وهو ما يضعها في قوالب جامدة ، وهي تري أن علي الحرف اليدوية أن تتطور بحيث تحافظ علي التقاليد العريقة للحرفة مع تطوير وظيفتها بما يلائم العصر. الفنان محمد عبلة أيضا تحدث عن التجربة الهندية من خلال احتكاكه بها، وكيفية دخول الموروث الثقافي في منظومة العولمة ومزج القيم بكل معطيات الحداثة .. وأشاد بالتجربة الهندية والوعي بالبعد الاقتصادي للتراث لأنه لو لم يكن هناك معطي اقتصادي للتراث سوف ينتهي .
وقد اختار د.خالد عزب مدخلا مغايرا حيث تحدث عن أهمية الحفاظ علي ثقافة الطعام التي تعتبر مكونا أساسيا للحفاظ علي الهوية الوطنية في ظل العولمة، وأكد علي أهمية الحفاظ علي الأطعمة المحلية المصرية، مؤكدا أن مصر تعاني من هذا الأمر، فبينما تم مثلا تسجيل 350 نوعا من الخبز المصري اختفي تماما ما يقرب من 150 نوعا وتبقي 200 نوع ، وهناك أطعمة بدأت تختفي من علي مائدة الطعام المصري مثل الأوز والبصارة وغيرها وهو ما ينبغي أن نلتفت إليه، وأشاد العزب بالتجربة الهندية في هذا الصدد، حيث نجحت الهند في الحفاظ علي التراث الوطني للأطعمة وتحويله إلي أداة اقتصادية قوية جدا.
وأشار سيدارت بهاتيا في حديثه إلي السينما الهندية وقدرة بوليوود علي تقديم توليفة عالمية تعكس التعددية في الهند وتلائم أذواق الجميع، كما أكد أهمية الاهتمام بالتوثيق الدقيق للتاريخ السينمائي بما في ذلك إفيشات الأفلام والصور الفوتوغرافية، وأشاد بتجربة مكتبة الأسكندرية في عملية التوثيق الرقمي .
أما د. أشرف رضا فتناول قضية المباني الأثرية من خلال خبرته الطويلة في هذا المجال وأهمية الحفاظ علي تلك المباني وتوثيقها تاريخيا، وتفريغ كل المباني الأثرية من أية إشغالات سواء كانت هيئات حكومية أو مدارس أو غير ذلك، وإعادة توظيف تلك القصور التاريخية لمصر لتكون بمثابة مراكز ثقافية ومسارح وقاعات للعروض الفنية لتصبح قلب القاهرة ومنارة وشعلة الثقافة.
و خلال كلمته في هذه الفاعلية، قال السفير نافديب سوري: تفتخر الهند ومصر بأنهما من أعرق الحضارات القديمة في العالم، حيث تشتهر الحضارتان بانجازاتهما الكبيرة وإبداعهما في العديد من المجالات عبر آلاف السنين. وأضاف أن الحفاظ علي التراث الثقافي الثري، والعمل علي الارتقاء به من المسئوليات المهمة التي تقع علي عاتق الجيل الحالي والأجيال المتعاقبة أيضا. وسوف يساهم هذا الحوار بين الخبراء والمفكرين من الجانبين في خلق أرضية مشتركة بينهما لتبادل المعلومات و أفضل الممارسات في هذا المجال.
وربما جاء المعرض الفني الذي أقيم علي هامش المهرجان هذا العام ليعكس جوهر هذا الموضوع أيضا، حيث أقيم معرض للحرف اليدوية الهندية في مركز الحرف التقليدية بالفسطاط قبل أن ينتقل إلي الهناجر، وقد أقيمت احتفالية في افتتاح المعرض تضمنت ندوة عن تسويق الحرف ، استهلتها ليلي تيابجي بعرض عن تطوير الحرف اليدوية وتسويقها من خلال تجربة جمعية داستكار المعنية بالنهوض بتلك الحرف ، كما تحدث كل من فيفي عواد وكيل أول وزارة الصناعة والتجارة، ود. هبة حندوسة المدير التنفيذي لشبكة مصر المتكامل و د.أحمد مرسي أستاذ التراث الشعبي، والدكتورة نوال المسيري ، ود.عز الدين نجيب عن خبراتهم في هذا المجال وكيفية النهوض بالحرف اليدوية في مصر والاستفادة من الخبرة الهندية في هذا المجال .
لقد أكدت الهند من خلال كل فاعلية قدرتها وبحق علي الحفاظ علي تراثها العريق ودمجه في منظومة العصر الحديث ، ولعل إحدي الفاعليات المهمة التي تم استحداثها هذا العام، فاعلية "تمتع بالصحة علي الطريقة الهندية" والتي ركزت علي قوة اليوجا والتأمل والتقاليد الطبية الشاملة في الهند، وشارك بها معلمو اليوجا الذين يقومون بتدريس اليوجا والتأمل لعشاق ممارسة اليوجا.
فلسفة اليوجا
وتعد اليوجا من الفلسفات والممارسات الهندية القديمة التي تمثل جزءا مهما من تراث الهند الذي يضرب بجذوره في عمق التاريخ. ولقد ظل هذا التراث الهندي القديم يأسر قلوب وعقول الكثيرين في كافة أنحاء العالم علي مدي عقود من الزمان. ونظرا لأهمية اليوجا، فقد قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار يوم 21 يونيو من كل عام "اليوم العالمي لليوجا". لقد أيدت أكثر من 175 دولة هذا القرار، الأمر الذي يؤكد أن اليوجا أصبحت حاضرة و بقوة علي الساحة الدولية.
كما تضمنت الفاعلية التي أقيمت في كل من حديقة الأزهر ونادي الشمس وكذلك في الأسكندرية استشارات عن العلاج بطرق الطب التقليدية أو الأيورفيدا ، والأيورفيدا هي نظام رعاية صحية معترف به من قبل حكومة الهند، وتعترف منظمة الصحة العالمية بالأيورفيدا كنظام متميز للطب الهندي، وتتزايد أهمية السياحة العلاجية في الهند يوما بعد يوم بتزايد أعداد الأجانب الذين يأتون للعلاج بأسلوب البنشاكارما واليوجا والتأمل والأيورفيدا.
لقد أثبتت الهند من خلال الفاعليات المختلفة لمهرجان الهند علي ضفاف النيل والذي لم تغفل من خلاله أيضا السينما الهندية ومهرجان الأطعمة أن التراث الثقافي حاضر وبقوة في حياة الهند المعاصرة وأن الهند أرست تجربة فريدة ليس فقط في الحفاظ علي فنونها وتطويرها بما يتواكب مع معطيات العصر ، وإنما نموذج يحتذي به فيما يعرف باسم الدبلوماسية الثقافية والشعبية التي تمكنت من أن تجمع مئات المصريين الذي ينتظرون بشغف أن تحل الهند ضيفا عزيزا علي ضفاف النيل .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.