متي نستفيد من تجربة ليلي؟ أساسا هي » مين « ليلي ليلي .. مواطنة هندية تسمي ليلي تيابجي، عملت منذ العام 1978 في مجال الحرف، وهي عضو مؤسس ورئيسة جمعية "داستكار" للحرف والحرفيين، هدف هذه الجمعية هو تنمية الحرف التقليدية الهندية وحمايتها من الاندثار والحفاظ علي الأجيال المهرة من المبدعين الحرفيين من الانقراض في مختلف الولاياتالهندية. ليلي لم تكن تسعي فقط إلي الحفاظ علي هذه الحرف، لكنها أدركت أنه إذا لم يشعر الحرفي بعائد اقتصادي يعود عليه بالربح، فأنه لن يستمر، خاصة وسط التغول التقني الذي نعيشه الآن، من هنا كانت رسالتها طوال هذه السنوات الطوال كيف تحافظ علي الحرفيين وتجعلهم يؤمنون بأنهم قوة اجتماعية واقتصادية وثقافية ذات ثقل، وركزت رسالتها الأساسية في مساعدة الحرفيين، وخاصة النساء منهم، وشحذت همم الجميع من أجل تعلم استخدام مهاراتهم الكامنة كوسيلة لإيجاد فرص عمل وكسب العيش والاستقلال المادي. تمكنت ليلي من أن تكون صوت هؤلاء الحرفيين، فلم تكف في المطالبة بحقوقهم، وتدريبهم ودفعهم للأمام، وهو ما تحقق بالفعل، فقد أصبحت الحرف التقليدية تدر علي الاقتصاد الهندي الملايين من الدولارات، واستطاعت بهذه الطريقة أن تحسن من أحوالهم المعيشية، فقد أدركت أن الحفاظ علي هذه الحرف لن يكون إلا بتسويقها، أما مجرد الاكتفاء بالانتاج دونما تسويق، فسيؤدي حتما لاندثار الحرف. ولم تكتف فقط بدورها في دعم هذه الحرف، فقد ألفت كتابا سجلت فيه تجربتها صدر في العام 2007 بعنوان " خيوط وأصوات: ما وراء تراث المنسوجات الهندية"، كما أنها تكتب وتلقي محاضرات في مختلف دول العالم دفاعا عن هذه الحرف، وهو ما أهلها لكي تفوز في العام 2003 بجائزة الحفاظ علي الحرف من منظمة الحرفيين في نيويورك، وبذلك تعد ثاني شخص يحصل علي هذه الجائزة علي الإطلاق، وأول شخص من قارة آسيا، كما حصلت العام 2012علي جائزة " بادما شري" وهي من الجوائز الهامة التي تمنحها الحكومة الهندية، وذلك تقديرا لجهودها في هذا المجال. ما تفعله هذه السيدة الجليلة يذكرني بتجارب كثيرة موجودة لدينا، لكن للأسف لا نحسن استغلالها، فبالرغم من وجود مراكز حرفية كثيرة تتبع وزارة الثقافة المصرية، إلا أنه للأسف، لم تصبح هذه الحرف بتنوعاتها المختلفة جزءا ليس من اقتصاد البلد، ولكن علي الأقل تحقق دخلا لعيش كريم لهؤلاء الحرفيين، الذين لم يجدوا من يسوق لأعمالهم، وحتي الآن لا يوجد مشروع حقيقي لكي نجعل هذه الحرف جزءا من المنظومة الاقتصادية، ما فعله فرد مثل ليلي وجمعيتها، نعجز عن فعله ، فيكفي أن نعرف أن جمعية " داستكار" الهندية" يعمل معها 250 جماعة إنتاج شعبي وحوالي 36 ألف حرفي من كافة أنحاء الهند. وسوف يتاح لنا الاطلاع علي نماذج من هذه الحرف، وكذلك الاستماع لتجربة" ليلي" من خلال مهرجان الهند علي ضفاف النيل المقام حاليا، إذ ستتحدث عن تجربتها في الفترة من 5 إلي 7 إبريل في مركز الفسطاط، وأتمني أن نستفيد من مثل هذه التجارب الفاعلة في تقدم المجتمع.