تأثرت في الرواية ببرنارد شو..ومسرحيته »العودة إلي متوشولح« ملهمتي! .. واعترافات المترجم: هناك 940 اختلافا بين نص الأهرام وطبعة دار الآداب البيروتية! عندما نشرت ترجمة الرواية بالإنجليزية.. لم توزع سوي 400 نسخة طوال ثماني سنوات! في عام 1962 وصل إلي القاهرة الشاب فيليب ستيورت ( المولود في لندن عام 1939) الذي يدرس العربية في جامعة أوكسفورد، كان مطلوبا منه اختيار رواية لترجمتها، وكتابة بحثه للتخرج ، لم تكن الترجمة بهدف النشر، بل هي مجرد ترجمة تجريبية بهدف التخرج، التقي فيليب المترجم الشهير (دنيس جونسون ديفز) الذي رشح له رواية " أولاد حارتنا" التي لم تكن قد صدرت بعد بالعربية في كتاب، ولم تكن الضجة التي آثارها نشرها مسلسلة قد هدأت بعد. فيليب التقي محفوظ الذي ساعده في الترجمة، وصدرت في طبعة أكاديمية محدودة وفقيرة في عام 1981، لم تبع الترجمة الإنجليزية للرواية سوي 400 نسخة طوال ثماني سنوات حتي حصول محفوظ علي جائزة نوبل. في أثناء الترجمة، طرح فيليب العديد من القضايا علي محفوظ، حاول مناقشته في تصوراته الدينية والفنية..سأله محفوظ: ماذا في الروية يثير غضب الرأي العام؟ طرح فيليب ثلاث قضايا: تجسيد الأنبياء روائيا، موت الجبلاوي في الرواية وكأنه تمثيل لموت الإله، وأخيرا محاكاة القرآن علي اعتبار أن الرواية تنقسم إلي 114 فصلا ( عدد سور القرآن). محفوظ قال لمترجمه عندما سرد له الاعتراضات ضاحكا :" أعوذ بالله".. سأوضح لك الأمر...وقال: " الرواية بالمقدمة 115 فصلا، هذا تقسيم لم يكن في ذهني أثناء الكتابة، كان في ذهني أن تكون الرواية من خمسة فصول رئيسية، أما التقسيم داخل الفصول فتم بعد أن انتهيت من الرواية،أرقاماً لمجرد تسهيل القراءة ليس إلا، وصور القرآن تحمل أسماء لا أرقام، كما أنها متفاوتة الطول.."..يضيف محفوظ:" أما ما يتعلق بفكرة تجسيد الأنبياء، هو أمر مرفوض من معظم رجال الدين، وفي كل الأديان، وقد تعرض كازنتزاكس لهجوم شديد بسبب روايته " المسيح يصلب من جديد"، هم لا يريدون أن يتصوروا ان الأنبياء بشر مثلنا، يأكلون ويشربون، وردي عليهم من القرآن :" وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق..". ورغم ذلك أنا لم أكن أقصد الأنبياء في روايتي، قاسم ليس هو النبي محمد، هو شاب ينتمي إلي قاهرة القرن التاسع عشر، ليس شابا من مكة ينتمي إلي القرن السابع."..,يضيف محفوظ: أما ما يتعلق بالجبلاوي.. فالماركسيون هم الذين تصوروا في نقدهم أنني أدعو إلي موت الإله.. " الجبلاوي ليس هو الله المطلق الخالد، وإنما هو الإله في أذهان بعض البشر..لا يمكن أن يمثل الله شيئا لأنه ليس كمثله شيء". أضاف محفوظ:" عندما انتهيت من الرواية شعرت انني وجدت إيماني". تعددت النقاشات طوال أيام الترجمة، وفي كل لقاء يكشف محفوظ بعضا من مصادر إلهامه.. قال محفوظ إنه تأثر في الرواية بجورج برنارد شو تحديدا في مسرحيته " العودة إلي متوشولح" التي تتضمن خمسة فصول عن تاريخ البشرية: " إنه الكتاب الغربي الوحيد الذي يمكن إقامة علاقة بينه وبين أولاد حارتنا". يرصد فيليب 961 اختلافا بين النص الذي نشرته الأهرام ونص الرواية الصادر عن دار الآداب، وهي تمثل ما يقرب من 1241 كلمة ناقصة بخلاف آلاف الاختلافات في علامات الترقيم. طبعة دار الآداب اعتمدت لي المخطوط الأصلي لأن طبعة الأهرام بها العديد من الكلمات الساقطة، كما أن طبعة الآداب بها فقرات كاملة محذوفة..لذا فالنصان غير مكتملين. محفوظ أبدي له غضبه من طبعة دار الآداب، "ناقصة.. ولم أشارك في مراجعتها" كما قال. كما أن الأهرام لم تعد المخطوط الأصلي للرواية، ولم يسأل عنه محفوظ فاستنتج ضياعه.. فلم يسأل عنه. الترجمة الإنجليزية قد تكون هي النص الوحيد المكتمل للرواية بعد مقارنتها بالنصين، فضلا عن مراجعة محفوظ بالنسبة، ومساعداته في الترجمة!