ما كل هذه الأعشاش التي خلفتها في صدرك وجعلتها أوكارا آمنة لطيور طردتها السماء من رحمتها؟ كنت أطلقت غيوما بللتها بدموعك وحوشّتها للسنين التي ربما تعطيك ظهرها؛ لترطب وجه الذين رموك بصيف لا يقبل القسمة علي الماء. ذات ليلة.. فرت حمامة من جيبك الأيسر وأوصتك بأفراخها، بينما نحلتان حالمتان تهمسان في أذنيك؛ فاستيقظت علي ورد أبيض يستأنس أحلامك ويطوّق في الجهة الأخري من روحك، جرح - لم يبلغ سن الرشد- طمرته رمال الصحراء وغيضت أنفاسه لكن علي بعد ثلاثة أوجاع من آخر نفس منه انفجرت عتمة باتساع عينيك إلا أن خمسا وأربعين شمعة.. - أشعلتها- كافية لتواجه ألما يتسرب من جدران الغرفة ؛ كي ينفرد برأسك، ودموعا هاربة منك، دون أن تحس.