صدر عن مطبعة المعرض بطرابلس لبنان طبعة جديدة من كتاب "هكذا تكلم الشيخ" لسليم الرافعي، كتب من خلاله بلغة عالية الشعر حول شيخ يتسلق قمم جبال زعمت اللغة أنها مرتفعات الكهولة، أشرف منها علي أودية مزدهرة أو مقفرة، تنهد لكنه توسد جمجمة خالقة تسحق الأودية.. مناديا : أيها الربيع المهجور.. لقد أطل عليك شيخ ذاهل متردد في مصافحة يد الكهولة الممدودة في ود وإغراء، ماذا يفعل فاقد زمن الربيع؟.. سؤال غامض ملح أشد الإلحاح يرتفع من أغوار مريدين ممتلئين شبابا.. يمسح مريدوه حبات العرق المتلألئه علي جباههم بعد أن تحملوا مشقة الصعود،.. يسألونه كيف تري المدينة التي أنشأتك من قمم جبال وطنك.. يقول الشيخ : عشقت لغة الآباء والأجداد.. أردت أن يعشقها المريدون الطامحون الي التكون في ضوء الشمس.. قالوا له : إنه القمر.. ينوب عن مولاته.. يتلقي الوعد منها بمواصلة الشروق بعد أن يقضي الليل لبانته.. ويصمت الشيخ مسترسلا في مناجاة الأضواء.. ويتحدث في خجل متأنيا مدينا للخالق العظيم بالوجود المهدد باللاوجود.. مدينا للشعوب التي أورثته حروف فينيقيا الخالدة في الجبل والسهل والبحر والجو.. يقدس فتاة ماتزال متوردة الخدين ممتلئة الساقين تنبض شفتاها بالاشتهاء الحارق المارق من بركان الأزل.