نحن نتحدث دائماً عن مبدعينا ولا نتحدث عن نقادنا لاسيما شبابهم وبالأخص شبابهن ، رحم الله الدكتورة سهير القلماوي (1911 1997) ( 1912 1998) وها هي وريثتهما الدكتورة أماني فؤاد التي برزت في القرن الحادي والعشرين والتي نشرت عشرات الأبحاث والمقالات النقدية في الرواية والقصة القصيرة والشعر علي نحو ما نقرأ في رسالتها للدكتوراه "المجاوزة في تيار الحداثة بمصر بعد السبعينيات" (المجلس الأعلي للثقافة 2006) إلي جانب الدراسات الأدبية الحداثية، بل إنها تنقب عن القدامي علي نحو ما نقرأ في كتابها "في تراث أبي حيان التوحيدي ونقده" (المجلس الأعلي للثقافة ، 2008) والذي كان رسالتها للماجستير وفي مقال لها بعنوان "النقد والحرية" نستطيع أن نتلمس أسس المنهج النقدي عند الدكتورة أماني فؤاد فيما يلي : تخلص د. أماني إلي تحديد عدة سمات تحكم المشهد الإبداعي والنقدي بحكم انخراطها في العديد من الأنشطة النقدية في مصر ، وتشكل عملية تزويد وتجميل منظمة للواقع النقدي والإبداعي المصري والعربي ، وذلك فيما يلي : الوجود الإبداعي والنقدي يعاني من الهامشية والإقصاء في الوجود الحياتي لعامة الشعب المصري والعربي ، ويطال ذلك حتي الطبقة المتعلمة والجامعية منه ، فهناك حالة من الانفصال مع الإبداع ، وبالتالي مع النقد المواكب له . معظم الممارسات والاشتباكات النقدية مع نتاج الإبداع ممارسات احتفائية واحتفالية أكثر من كونها اشتباكات حقيقية علمياً ووجدانياً وتذوقياً مع الإبداع . ينحصر النقد في عدة مذاهب وتيارات انطباعية أو علمية لكنها تفتقر الحميمية مع العمل ، كما أنها تتسم بالتعامل الحيادي أو الاحتفائي المفرط الذي يبتعد عن الموضوعية معلنة أن "النقد كما أؤمن به علم مغموس بالإبداع ، وإبداع علمي منضبط". وكنت أود إعمالاً للدقة عدم إطلاق الأحكام بهذا التعميم ، فالأدق القول إن معظم النقد وليس كل النقد وفي مقدمته نقد د. أماني فؤاد . محدودية وندرة المنابر الإعلامية والصحفية المخصصة لنشر دراسات نقدية جادة. وأعتقد أن ذلك يرجع إلي الأمية الأبجدية عند البعض والثقافية عند البعض الآخر مما لا يوفر جمهوراً قارئاً ورغم ذلك فهناك أكثر من مجلة في مصر والعالم العربي تنشر دراسات وإبداعات أدبية جادة مثل مجلتيْ إبداع وفصول في مصر علي سبيل المثال . إفتقاد النقاد ( مرة أخري كان يجب الحديث عن "معظم النقاد" للدقة ، والدليل أن الكاتبة نفسها من هؤلاء النقاد الذين لا ينطبق عليهم هذا النقد) إلي العلوم المعرفية المتنوعة التي تغذي النقد . ثم تختتم د. أماني بيانها أو المانيفستو بإعلانها أن حرية الإبداع والنقد ضرورة لازمة لكي تستمر مصر في خصوصيتها الثقافية ، ولتستكمل مسيرة من العطاء منوطة بعراقتها في الحضارة البشرية منذ بداية التاريخ . وكأنما تختتم بيانها بما لم تكتبه ونقرأه نحن : اللهم لقد بلّغت . تحية للصديقة د. أماني وموضوعها النقدي الثوري .