أعلنت الجارديان البريطانية الأسبوع الماضي عناوين أعظم مائة رواية علي الإطلاق، بناء علي إختيار نخبة من كبار الأدباء والنقاد والمفكرين، تصدرت القائمة روايات دون كيشوت لميجل دي سرفانتس، و»تقدم الحاج« لجون بونيان، و روبنسون كروز لدانييل تريفور، و رحلات جاليفر لجوناثان سويفت، كما شملت القائمة أيضا أعمالا منها: »كلاريسا« لصامويل ريتشاردسون، و»إيما« لجين أوستن»، و»فرانكشتين« لماري شيلي، و الكونت دي مونت كريستو لأليكسندر دوماس، وديفيد كوبر فيلد لتشارلز ديكنز، و جين إير لشارلوت برونتي، وموبي ديك هيرمان ملفيل، ومدام بوفاري لجوستاف فلوبير، و أليس في بلاد العجائب للويس كارول، و غيرها من الأعمال المتوقع وجودها في القائمة إلا أن القراء كانت لهم تحفظات علي بعض الإختيارات ، منها احتلال دون كيشوت الصدارة، فبالرغم من كونها عملا عظيماً ورواية مرحة، إلا أن أحد القراء شك أن يكون سبب هذا التفوق المبالغ فيه هو أن هناك نسخا متوفرة منها بمكتبة الجارديان ترغب في بيعها، بالإضافة إلي أنه نظرا لأهميتها التاريخية، فإنها تدرج ضمن مناهج الدراسة في المراحل المختلفة، وهو ما يدفع الطلبة إلي نسيان تفاصيلها أسوة بمواد المناهج الأخري، وكان علي الجارديان بهذا الاختيار إعادتها إلي الذاكرة مرة أخري، أما رواية بتقدم الحاج لجون بونيان فما أثار دهشة القراء هو أن تحتل رواية تمت كتابتها سنة 1600 ذلك المركز المتقدم، حتي تساءل بعضهم إن كان رئيس تحرير الجارديان يمت بصلة قرابة لمؤلفها، كما تحفظ بعض القراء علي تعبير »علي الإطلاق« لعدم دقته، و قارئ آخر اعتبر القائمة كلها ضعيفة، لاعتقاده أنه يبدو أن محترفي القوائم شرعوا في وضعها طبقا للترتيب الزمني دون الأدبي، علاوة علي أنهم اقتصروا علي الاختيار ما بين الروايات المكتوبة باللغة الإنجليزية، مما يجعل القائمة بأكملها غير موضوعية وتشوبها روح المؤامرة، كما طالبوا بتصنيف كل نوع أدبي علي حدة وليس الأدب الخيالي علي وجه العموم، كما اعترض البعض علي انه بالرغم من احتواء القائمة علي بعض الأدباء المعاصرين إلا أنها خلت من آخرين يستحقون التواجد فيها مثل رواية »التشفير« لنيل ستيفنسون، و غياب دي ساد عن القائمة الطويلة و القصيرة ، فبالرغم من إثارته للجدل دائما إلا أنه لا يمكن إغفاله لما له من تأثير علي أعمال جورج باتيل .. في انجلترا: القراءة فقدت شعبيتها يبدو أن الغرب بدأ يبتعد تدريجيا عن القراءة، ففي آخر دراسة لاستطلاع مدي الإقبال علي قراءة الكتب في بريطانيا، وجد أن هناك أربعة ملايين شخص لا يلتقطون كتابا لمجرد الاستمتاع بقراءته، فبالرغم من شغفهم بالقراءة يحجمون عن ذلك لضيق الوقت. كما أن الرجال الذين لا يستمتعون بالقراءة بلغت نسبتهم في الشريحة التي شملها البحث 11 بالمائة، بينما النساء في نفس الظروف بلغت نسبتهن خمسة بالمائة، كما أوضح البحث أيضا أن ربع البالغين في انجلترا، وعددهم أكثر من 12 مليون شخص يختارون الكتب بهدف الاستمتاع بها، وهو يقل مرتين عن الستة شهور السابقة للبحث، فقد أجرت مؤسسة يوجوف الثقافية بحثا شمل عينة من حوالي الفي شخص من البالغين تبين منه أن هناك 29 بالمائة منهم لا يقرأون بسبب ضيق الوقت، بينما 45 بالمائة قالوا إنهم يفضلون القيام بشيء آخر، و26 بالمائة لا يشعرون باستمتاع عند القراءة، علقت علي ذلك كاتي رتزنبرج التي أطلقت حملة »مجموعة كتب بجنيه استرليني«: »القراءة يمكن أن تضيف شيئا لحياتك، بداية من الحصول علي موضوع للنقاش مع الأصدقاء إلي المساعدة علي الاسترخاء، أو الذهاب بك بعيدا داخل عالم الخيال، لذا من المحزن أن هناك واحداً من كل أربعة أشخاص وسط كل هذا الزخم يلتقط بالكاد كتابا»، ثم أضافت : »علاوة علي ذلك وطبقا لإحصائية موثقة هناك واحد من كل ستة بريطانيين من شاغلي الوظائف بانجلترا يعانون من الأمية، وإذا كنت تقرأ، من الصعب أن يخطر ببالك أن هناك شخص ربما لا يجد سهوله في القراءة، حتي يصل إلي سن المراهقة«. بمقارنه الأرقام الإحصائية البريطانية بمثيلتها في أمريكا أعلن موقع بي إي دبليو علي الإنترنت أن هناك 25 بالمائة من الأمريكيين فوق عمر 16 سنة لم يقرأوا كتابا واحدا خلال العام الماضي، ربما لأن الإنترنت فتح قنوات لمن ربما يعتبرون أنفسهم من القراء، إلا أن الوضع ينذر بالسوء بسبب قلة الإقبال علي شراء الكتب أو حتي استعارتها. اكتشاف الجانب المرح من شخصية »فرجينيا وولف« أعلنت المكتبة البريطانية أنها بصدد إصدار نسخة كوميدية من رواية مصورة كتبتها فرجينيا وولف لأطفال العائلة تسخر خلالها من أفراد الأسرة والخدم. المجلة المصورة تحمل اسم »شارلستون« تذكر وجودها أبناء أخي فرجينيا وولف، كوينتين وجوليان بل حين كانا صغارا سنة 1923، وهي سلسلة من المقالات القصيرة التي لم تنشر من قبل مصحوبة برسوم مصورة، حيث كان كوينتين بل في عمر المراهقة آنذاك، وهو إبن كليف بل وشقيقة وولف فانيسا بل الذي أصبح مؤرخا شهيرا لتاريخ الفن وكاتبا متخصصا لسيرة خالته، وحين كان في سن المراهقة كان من حين إلي آخر يلح علي وولف الكتابة في أوراقه، معلقا بقوله: امنتهي الغباء أن يعيش بقربك روائي حقيقي دون أن تستثمر ذلك»، وبالفعل وافقته فرجينيا علي مشروعه الصغير، وشاركته بالكتابة كما قامت بإملائه التعليقات التي كتبها في الملاحق المصورة التي رسمها كوينتين للمجلة في الفترة بين عامي 1923 و 1927، تلك الملاحق تصف مغامرات و تصرفات وشخصيات عائلة بل وولف، كذلك الخدم وأعضاء جماعة بلومزبري، فلم يسلم أحد من السخرية اللاذعة وروح الدعابة التي يتمتع بها كل من الابن وخالته، والتي ظهر من خلالها روح الفكاهة و المرح التي تتمتع بها حدي أهم أديبات القرن العشرين. في أحد تلك الإسكتشات تسخر فرجينيا وولف من أخيها غير الشقيق قائلة: »قد يكون مفهوما أن يثبت كليف بل وجوده دون منازع في عالم الفن و الأدب مستغلا مهارته في الفروسية وخبثه في عرض حماسه الأدبي وإلمامه بكلاسيكيات لغتنا، إلا أن القليل أو عدم التمتع بالجاذبية لا يقدر بثمن« مع صورة والده ممتطيا جواد، أو يمشي حاملا تحت إبطه أحد مؤلفات كيتز، و تحت رسم آخر لشخصية »تريستي« التي يبدو من مظهرها أنها لطباخ العائلة كتبت: احين يكون مزاجه معتدلا وفي حالة من المرح، يقتنص دستة من البيض وكمية كبيرة من الدقيق و يحجز حليب البقرة كاملا، ويخلطهم سويا، ثم يقذفهم عاليا عشرين مرة، من أجل عشرات و عشرات من فطائر البانكيك....أما الحساء فكان له شأن مختلف تماما فهو متماسك و يابس مثل الآيس كريم ملتصق بالوعاء الأسود، يتطلب التخلص منه مجهودا جبارا. ومن المنتظر أن تطرح المكتبة البريطانية ملاحق شارلستون لأول مرة في يونيو القادم.