إيرباص تكشف عن نموذج تجريبي جديد نصف طائرة ونصف هليكوبتر    الإجازات الرسمية المتبقية في عام 2024 واقتراب عيد الأضحى المبارك: استفسارات العاملين في القطاعين الحكومي والخاص    كامل الوزير يعلن موعد تشغيل القطار الكهربائي السريع    سعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن الخميس 16 مايو 2024    تعرف على رسوم تجديد الإقامة في السعودية 2024    هولندا تختار الأقصر لفعاليات احتفالات عيد ملكها    طائرات الاحتلال تستهدف منزلًا لعائلة "عسلية" في جباليا شمال قطاع غزة    لبنان.. اندلاع حريق ضخم جراء غارات إسرائيلية على بعلبك بالبقاع اللبناني    عالم الزلازل الهولندي يحذر من زلزال وشيك الأسبوع المقبل    نهائي دوري أبطال أفريقيا.. بعثة الأهلي تصل مطار قرطاج استعدادًا لمواجهة الترجي    مانشستر يونايتد يعود إلى سكة الانتصارات بالفوز على نيوكاسل 3-2    «الخامس عشر».. يوفنتوس يحرز لقب كأس إيطاليا على حساب أتالانتا (فيديو)    مواعيد أهم مباريات اليوم الخميس 16- 5- 2024 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    «الشباب والرياضة» تُعلن حصول «بوما العالمية» على رعاية ملابس البعثة المصرية في دورة الألعاب البارالمبية مجانًا    تشابي ألونسو يفكر في مواجهة أتالانتا بنهائي الدوري الأوروبي    الدوري الإنجليزي.. تشيلسي يفوز على برايتون ويقترب من التأهل الأوروبي    رئيس تعليم الكبار يشارك لقاء "كونفينتيا 7 إطار مراكش" بجامعة المنصورة    بداية الموجه الحارة .. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم الخميس 16 مايو 2024    معاينة النيابة تكشف سبب اندلاع حريق في مستشفى مصر الدولي    قصور الثقافة تطلق عددا من الأنشطة الصيفية لأطفال الغربية    وزير النقل يشرح تفاصيل تعويض الأهالي بعد نزع ملكيتهم في مسار القطار الكهربائي    ماجدة خير الله : منى زكي وضعت نفسها في تحدي لتقديم شخصية أم كلثوم ومش هتنجح (فيديو)    مشهد مسرب من الحلقات الجديدة لمسلسل البيت بيتي 2 (فيديو)    سعر الدولار مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية فى ختام الأسبوع الخميس 16 مايو 2024    تعرف على أسعار الحديد والأسمنت في سوق مواد البناء اليوم الخميس 16 مايو 2024    لماذا التاكسي الكهربائي بالعاصمة؟.. 10 مميزات جديدة اعرفها    عصام صاصا التريند الثالث على اليوتيوب    ننشر فعاليات الاجتماع التشاوري بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال    هنية : أكذوبة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض أو مقولة الكبار يموتون والصغار ينسون انتهت    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    ضياء السيد: الأهلي جاهز فنيًا وبدنيًا لمواجهة الترجي    حسن شاكوش يقترب من المليون بمهرجان "عن جيلو"    كريم عفيفي يتعاقد على بطولة مسلسل جديد بعنوان على الكنبة    فرقة فاقوس تعرض "إيكادولي" على مسرح قصر ثقافة الزقازيق    كامل الوزير: تكلفة طرق "حياة كريمة" 13.5 مليار جنيه.. فيديو    مرتكب الحادث رجل سبعيني.. تحليل لمحاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا    وزير التعليم العالي ينعى الدكتور هشام عرفات    جامعة كفر الشيخ تطلق قافلة طبية وبيطرية بقرى مطوبس    نصائح مهمة يجب اتباعها للتخلص من السوائل المحتبسة بالجسم    مستشفى الكلى والمسالك الجامعى بالمنيا.. صرح مصري بمواصفات عالمية    أمين الفتوى يكشف عن طريقة تجد بها ساعة الاستجابة يوم الجمعة    21 ضحية و47 مصابا.. ما الحادث الذي تسبب في استقالة هشام عرفات وزير النقل السابق؟    رئيس "رياضة النواب": نسعى لتحقيق مصالح الشباب حتي لا يكونوا فريسة للمتطرفين    إليسا توجه رسالة ل أصالة نصري في عيد ميلادها    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    المشدد 7 سنوات لمتهم بهتك عرض طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بكفر الشيخ    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    كسر ضلعه وأفقده البصر.. أب يعذب ابنه ويصيبه بعاهة مستديمة في الفيوم    ب عروض مسرحية وأغاني بلغة الإشارة.. افتتاح مركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة جنوب الوادي    يلا شوت.. مشاهدة مباراة مانشستر يونايتد ونيوكاسل في الدوري الانجليزي الممتاز 2024 دون تقطيع    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    تحديد نسبة لاستقدام الأطباء الأجانب.. أبرز تعديلات قانون المنشآت الصحية    بالصور- مُداهمة أحد أكبر مراكز الدروس الخصوصية في بورسعيد    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هنا ... تتشكل الجينات الأولي للثورات
نشر في أخبار الأدب يوم 09 - 02 - 2013


المبدعون في الأقاليم يجيبون علي هذا السؤال:
كيف تستلهمون وهج العنفوان الثوري في قصائدكم ورواياتكم؟
كيف يتشكل الفعل الثوري الراهن بتداعياته التي تجلت منذ عنفوان الخامس
والعشرين من يناير في وجدان المبدعين، وهم الذين - في عمومهم - كثيرا ما تنبأوا بالثورات والحركات والغليان في إبداعاتهم علي اختلاف أنواعها الأدبية، باعتبار أن الثورة فعل مستمر يحرض علي الإبداع؟.
إلي أي حد يمكن القول بأن المبدعين يستلهمون الروح المصرية الجديدة، في كتاباتهم الشعرية والقصصية والروائية والمسرحية؟
وكيف يتطلعون إلي المستقبل إدراكا وحدسا ووعيا بالمتغيرات الثقافية والسياسية والاجتماعية؟
وما مدي مسئولياتهم في تنوير المجتمع والناس؟.
وإلي أي مدي أثرت وتؤثر الحالة الثورية علي الإبداع الأدبي؟
آثرنا طرح هذه التساؤلات، هذه المرة، علي باقة متنوعة من المبدعين في القري والمدن بالأقاليم والمحافظات بعيدا عن القاهرة؟.
المبدع ثائرا
يقول الشاعر والناقد المسرحي أحمد سامي خاطر: علينا أن نعترف أن حدث الثورة ما زال أعظم من قدرة الإبداع الحالي علي احتوائه ، ربما لأيماني بأن الثورة ما تزال في الشارع وأن هدفاً واحداً من أهدافها لم يتحقق بعد انقضاء عامين علي انطلاقها في 25 يناير 2011م ، أو وفق طبيعة الأنواع الأدبية نري ضرورة مرور فترة زمنية ليستوعب المبدع الحدث ويتدبره ، منتجاً أدباً نهضوياً يدعم الثورة وينهض علي دعائمها فكرياً واجتماعياً وثقافياً مشيراً إلي التغيرات الجذرية في المجتمع . وهذا ليس مؤشراً لضيق أفق الإبداع أو فقر المبدعين وافتقادهم الحيل الفنية ومناشدة الوسائل في التشكيل علي حدث الثورة ، ولكن المشهد الثوري إبداعياً منذ عامين هو في تقديري مشهد مجتزء في مجمله علت فيه نبرة الافتعال والصوت العالي ، وربما في أفضل مظاهره مشهد مصنوع بما يملك بعض أدبائنا المجيدين من مهارات الصناعة والتدبيج والمسايرة ، وفي ظني أن إبداع الثورة الحقيقي مازال محفوراً في الصدور والعقول رهين حالة وعي حقيقي بتداعيات الثورة وبلوغ أهدافها التي تطمح إليها قاعدة شعبية عريضة .
علي كل مبدع واجب إصلاحي ، فالثورة في حد ذاتها لا تعني الإصلاح ولكنها تمثل خارطة للطريق فقط ، وعلي المبدعين أن يرتقوا بإبداعاتهم فوق حدث التغيير لا لمجرد التعبير عنه في شخصية مبدع وإبداع فحسب ، ولكن ليحققوه بالفعل ممثلاً في استجابة المجتمع لمنجزهم الإبداعي ، وأخذ الإبداع بكل صوره وأشكاله مأخذ الجد ووضعه بعين الاعتبار للاستفادة منه كأحد أهم مقومات ووسائل التغيير في أي مجتمع إصلاحي. فللإبداع أدواره الكثيرة التي من بينها كسر حواجز الاغتراب والغموض والعزلة ، ومعالجة قضايا الإنسان /والمواطن البسيط في ظل تداخل أيدلوجيات عديدة ومذاهب فكرية متباينة فضلاً علي دوره التثقيفي والتنويري في خلق كيانات مجتمعية واعية وقادرة علي التجاوب موضوعياً ، والتصدي إبداعياً وابتكارياً لظروف الواقع في كل الأحوال ، فالمغزي من الإبداع يصبح رسم العوالم وإحداث الفوارق بين واقع نهرب منه وآخر نلوذ به .
تجليات الإبداع
ويشير الكاتب عبدالنبي شلتوت (مدينة فايد/ الإسماعيلية )ت بما أن الإبداع الأدبي نشاط قصدي للمبدع ، كما أعرف ، فبرصد تجليات الظواهر الإبداعية قبل الثورة ، يبرز الإبداع الأدبي المشعور أو المنثور ، حاشدا بما يسمي بالأدب المقاوم ، سواء أكان رافضا أو تحريضيا أو مهاجما ، وكان هناك تفاوتا من الناحية الجمالية ، مابين الحنجوري المباشر ، والهامس الرامز ، ثم هبت غضبة الشعب المصري في 25يناير2011، فتدفقت أحداث غزيرة فيتشرايين المجتمع ، وتأثر الإبداع الأدبي، وظهر ذلك جليا في ظاهرة ، أطلق عليها انفجار اللاشعور اللا وعي المكبوت ، ليقنن فيما بعد تسلسل انشطاري ، آخذا سياق ارتفاع النبرة - أشبه بتيار البوب آرت بما يحمله من مضمون صادم صارخ ، في وجه كل أشكال القهر ، كأداة كشف تطهيرية ، بل من يتريث ويرصد فعاليات الثورة ، ويدون هذا كمذكرات يومية أو خلافه ، لم يستطع أن يتلمس النهاية التي يصبو إليها ، فكما يبدو لي أن الإبداع الأدبي أصبح الآن في البؤرة المتوهجة ، ويحتاج بعض الوقت ليصل إلي رحابة الرؤية.
وتظل الثورة مستمرة تتشكل في الوجدان لتخرج لنا أعمالا إبداعية تستلهم ، وتعيد روح المقاومة في الوجدان لتخرج بنتاج إبداعي يضاف إلي المكتبة العربية ويثري واقعنا الأدبي بمبدعين جدد يولدون مع ميلاد فجر الحرية.
الجينات الأولي للثورة
يقول الناقد الدكتور شعيب خلف ( المنيا ) نتساءل هل حقًا لم يواكب الأدب العربي حركات المد الثوري العربي ؟ وهل كان الشاعر العربي يعيش في برج عاجي يتغزل في ليلي ويطرب إلي هند ؟ وقد نسي ما تعيشه شعوبه من فقر وقهر وإهدار للكرامة . وهل ابتعد الأديب العربي عن قضاياه الكبري التي تؤرقنا طوال الوقت سواء قضايا الاستعمار للأرض والعقل ، والاستجابة الهادئة لأيدي المستعمر في تحويل العقول إلي قضايا آخري بعيدة عن قضايانا المصيرية ، فيقاتل الفلسطينيون بعضهم بدلاً من قتال من يستحق القتال ، وتشتعل الفتنة داخل بلد عاش أهله طوال الوقت همومًا واحدة ، وتعيش أغلب شعوبنا تحت خط الفقر علي الرغم مما تتميز به بلادنا من ثورات كبري .هل كان لدينا أدب يغير كما فعلت رواية ( كوخ العم توم) في الزنوج الأمريكان والتي غيرت وحررت الشعوب الزنجية ، بل غيرت وجه الحياة الأمريكية ؟ هل ذلك موجود فعلاً لدينا ، ونحن الذين ما زلنا أمة شفاهية لا تقدس فعل القراءة .
إن الشعر الثوري في إبداعنا العربي له مكانته البارزة لكننا لا نقرأ كثيرًا الشعر ، وإذا قرأنا لا نستفيد مما نقرأ وإذا قرأنا وفهمنا لا نستجيب . إن القصيدة الثورية هي القصيدة التي تحمل الجينات الأولي للثورة ، هي أسس تشكل مفردات التكوين ، نبض الروح ، ووهج اللحظة ، هي الديمومة التي لا تنتهي إلا إذا تحول الحرف إلي فعل والبركان الخامد إلي بركان مدمر إن ما جعل الكثير من القصائد التي كتبت أثناء وبعد الثورة (مع العلم أننا نعلم يقينًا أن الثورة فعل مستمر تحظي بانتقاد كبير ، إننا نري فيها تفاصيل الجسد من يدين وساقين من فم وأنف ، ولا نري فيها الروح التي لا تري لقد توجهت القصيدة للثوار تبارك فعلهم ، وللشهداء تحكي لهم عن الجنة التي هي مثواهم الأخير وكأننا نبحث عن معلومات في غيبة عنا أو تائهة أخفاها خروج الناس بالملايين إلي الشوارع أو الميادين لقد قرأت لأحد الشعراء ضمن ما نشر عن الثورة
( شهداء التحرير / أنتم باقون / ونحن من وهبتمونا الحياة راحلين ) كما غني أحدهم ( شهداء 25 يناير ، ماتوا في أحداث يناير ) .
إن الفعل الثوري امتداد لا يمكن أن تمنعه الحدود الوهمية، ولا تحول بينه وبين مثيله في أي بقعة من الأرض، لقد أخرجت المطابع عددًا كبيرًا من الأعمال الأدبية في هذه الفترة القصيرة ( ثورة الخل والبصل لمحمد الدسوقي / كتاب مسيل للدموع لأحمد الصباغ / ومائة خطوة نحو الثورة لأحمد زغلول الشيطي / و7أيام في التحرير لهشام الخشن ( وغيرها كثير . لكن الفعل الثوري قبل ثورة 25 يناير كان موجودًا لمن يقرأ كل كتابة ملتزمة نحو قضايا الوطن والأمة ، ظهر العديد من الأعمال التي تستشرف المستقبل ، خاصة حين تمر المجتمعات بلحظات صعبة علي مستوي الحريات.
وسائل فنية للتحايل
يقول الشاعر السيد الخميسي (بورسعيد) لكي يتحايل المبدع، عبر التاريخ، علي أجهزة القمع الغاشمة يخترع وسائل فنية تنقل أفكاره الثورية للناس من غير أن يقع تحت طائلة قوانين الطغاة ، فيلجأ إلي نظرية ز القناع ز .. فيربي نفسه علي الخنوع ، ويتوحش فيه رقيبه الداخلي .. فيصير مثل الترمس الني لا هو بميت ولا هو بحي ، وقد يكون القناع سميكا كما في عصور البطش البدائية أيام زبيدباس الفيلسوف و زدبشليمس الملك وسالمويلحيس وأصحاب زالمقامات ز وغيرهم من المبدعين عبر التاريخ .
وتلخص علاقة المبدع بالحاكم تاريخ البطش الإنساني علي مر العصور ، فالمبدع الحقيقي صوت الشعب ولسانه ، لهذا وفي كل العصور يهتم به الحكام ، يرشونه أحيانا ليصمت أو يعصفون به ليكون عبرة لغيره .. ومن المنطق أن يسبق المبدع الناس بخطوة فهو مثل مرصد الإنذار المبكر.. لهذا كانت علاقته بالحاكم دائما مريرة وملتبسة فلكل أديب وجهان وجه يقابل به السلطان ووجه يقابل به المبدع فيه ، وأبو نواس والمتنبي وكثير من الكتاب والفلاسفة نماذج دالة علي تلك الشيزوفرانيا .. وفي وقتنا هذا وثورتنا هذه رأينا العجب العجاب فكثير من مبدعي هذا الزمان لم يكتفوا بالشيزوفرينيا الموروثة وإنما تحولوا إلي أبواق للحكام ينطقون بلسانهم ويبررون أفعالهم وهؤلاء في نظري أفضل من طبقة أخري من الأدباء أكثر خبثا ، بلغوا السفالة من كلا طرفيها يتظاهرون أنهم أدباء تحريضيون فلهم سمت التحريضيين ولفظهم وهم في حقيقة الأمر حلفاء لكل صاحب سلطة وطابور خامس وسط المبدعين يتجسسون عليهم للحاكم وينصحونه كيف يسدد ضرباته القاتلة للإبداع والمبدعين .. تراهم يعتلون بعض المناصب الوظيفية العليا في الصحافة وفي المؤسسات الثقافية دون رصيد حقيقي من إبداع أو ثقافة ، يغيرون جلدهم وعقائدهم مثل الحرباء كل مؤهلاتهم أنهم مطيعون ومنفذون وذلك لقاء مال فاسد كثير وشهرة إعلامية مصنوعة ووفيرة ، وهؤلاء في نظري أكثر احتراما من طبقة أخري حقيرة تقوم بدور التابع لهؤلاء الأذلاء لقاء دراهم معدودات وأبواق ينشرون من خلالها أدبهم الرث العفن يعملون عند أسيادهم الخدم خداما ومقاولين من الباطن ،يحرص الأذلاء علي التعامل معهم والنفخ في صورهم القميئة ، وهؤلاء في كل مكان في مصر زالأقاليمسوفي مصر زالعاصمة ز في الدرك الأسفل من الأدباء ، تراهم علي صفحات الفيس بوك يتكلمون عن الثورة وهم خدام أعداء الثورة .. هؤلاء هم الخطر الحقيقي علي ثورة الشباب وعلي شباب الثورة ، هم أصدقاء كل مسئول وكل لص متنفذ ، أسمعهم في كل وقت يقولون ثورة ثورة ثورة .. فأتذكر القذافي.
مقدمات ونتائج
أما الروائي أحمد محمد عبده يقول الأحداث الكبري في تاريخ الدول , مثل الحروب والثورات , لابد لها من مقدمات ونتائج , فلا معركة قامت إلا ولها إرهاصات وأسباب , ولا فارت ثورة إلا وسبقها
شعيب خلف ( المنيا ) :نشاهد تفاصيل الجسد ولا نري الروح التي تتوجه للثوار تبارك فعلهم
السيد الخميسي (بورسعيد): المبدع مرصد الإنذار المبكر.. لهذا كانت علاقته بالحاكم دائما مريرة وملتبسة
غليان . الحرب تكون بين دولتين , تنتهي بغالب ومغلوب , ويستمر الوضع إلي حين ! أما الثورة فهي تفاعل كيميائي في نفوس شعب ما , لا يهدأ إلا بالانفجار . من هنا نجد لأهوال .. وأحوال الحرب , كما نجد لفعل وأحوال الثورة , تأثر وتأثير شديد السيطرة علي المبدعين في شتي صورهم , فنجد الشعر , وكما لو أنه علي الصفيح الساخن , لا يستطيع مقاومة التعبير عن اللحظة , مباشرة قد تكون مطلوبة في الحث والتحفيز علي الحرب والمقاومة ( أصبح الآن عندي بندقية .. إلي فلسطين خذوني معكم ) , ومباشرة نلتمس لها العذر , أخذت من عظمة اللحظة ( سمينا وعدينا وشقينا طريق النصر .
الرواية فلها شأن آخر , في الحرب وعند الثورة . وتحضرني هنا مقولة نجيب محفوظ , حينما قامت ثورة يوليو 1952 ( انتهيت من كتابة الثلاثية في أبريل 52, وكانت محاولات لتحليل المجتمع ونقده , فلما انهار ذلك المجتمع , وقامت الثورة في يوليه , وجدت نفسي في موقف من يبحث عن قيم جديدة , فالفن بعد الثورة أي ثورة يجب أن يتغير عما كان قبلها .. وإلا كان تكرارا) . من هذا المنطلق , لاشك أن الساحة العربية , في العقود الثلاثة الأخيرة , امتلأت بالروايات . كل من منظور أو هموم صاحبها , والكاتب يمتلك للقضية الواحدة أكثر من نافذة يطل منها , ولما توحد العصر العربي في الاستبداد بالشعوب , المصحوب بالانبطاح للعدو , وجدنا روايات تدين القهر والسجون ز تلك الرائحة ..صنع الله إبراهيم .. في سجون الفترة الناصرية ز ز تلك العتمة الباهرة ..للطاهر بن جلون ..قصة عذابات الاعتقال في سجن تزممارت بالمغرب ) ز شرق المتوسط ..لعبد الرحمن منيف .. وتجربة سجون المملكة السعودية ز . ولما طال أمد الاستبداد , بل صار الاستبداد كأنه الزمن , لا يريد أن ينتهي , وجدنا روايات تحريضية , وروايات استشرافية . ز مكاشفات البحر الميت ز لأحمد محمد عبده , و التي تحمل التحريض الضمني , داخل البرهنة علي خصوصية ز شاذة ز للجنس العربي , الذي استمرأ القهر , ولا يريد أن يثورأو يفور
أحمد راضي اللاوندي ( دمياط ) :الكاتب الآن حر يحلق بجناحيه دون الترقب من أمن الدولة أو السيطرة علي فكره واتجاهه
شوقي عبد الحميد يحيي : ثورة مثقفين لا ثورة جياع
ورواية » أجنحة الفراشة« لمحمد سلماوي و التي استشرفت وربما رسمت بعض الطريق , مكانا وزمنا , لثورة 25 يناير ورواية »ديفيد مغاوري« لفتحي عبد الغني , قامت علي الفانتازيا الممزوجة بالواقع , من علي حافة فتبل اللغم الجاهز للانفجار . والملاحظ يجد أن الأعمال التحريضية والاستشرافية للثورات العربية , كانت أكثر نضجا وفنية , من تلك التي كتبت عقب اندلاع ما سمي بالربيع العربي , فهذه الأعمال كتبت من قلب الحدث , ولم تكن أبعاد الثورة قد اكتملت , فصوت الحدث لا يزال يدوي في الأركان , محدثا طنينا يشوش علي الكاتب اقتناصه اللحظة الإبداعية , تتشابك عنده تلك اللحظات , فلا يعرف بأيها يبدأ , ولا كيف يبدأ , وكما يقول الشاعر والأديب عبد العزيز المقالح ز لا يمكن لعمل روائي أن يتناول واقعا لا تزال أطرافه علي قيد الحياة
وبعد الثورة , جاءت المسرحية الشعرية »الورد البلدي« لميسرة صلاح الدين , وربما كان النص الأول في الترتيب الزمني , كعمل درامي يطرح قضية الثورة ز المتعثرة ز , في لغة شعرية بسيطة . وتأتي رواية ز رحلة الهانم ز لمحمد إبراهيم طعيمة , لتصور بطريقة مباشرة نموذج ز الهانم ز الماثل أمامنا , والذي لا يخفي علي أحد ! , حين يلتقي الحلم بالصدفة , ويتيسر للبطل مسار حياة علي ما تهوي نفسه , ليتحقق الواقع , ثم يتحول الإنسان إلي عوامله الأولية !ويكتب الدكتور مرعي مدكور روايته ز ما فهمتكم ز , مستوحيا العنوان من المقولة التي قالها رئيس تونس الهارب زين العابدين بن علي , حين اشتعلت عليه , ليرصد مرعي مدكور الفجوة الهائلة , والدائمة بين الحاكم وشعبه في عالمنا العربي . وحالة الموات والمرض , وهي رواية متماسكة إلي حد كبير , ظهرت بعد الثورة بشهور قليلة . ثم يكتب محمد العون روايته ز ليلة التحرير ز من قلب الأحداث , ليسجل أخطر لحظات الثورة , ساعة خروج الروح / عودة الروح ..في آن واحد , إن صح التعبير ..لحظات التنحي ! لتأتي في شكل أقرب إلي المذكرات / المشاهدات / الشهادات , تكلمت عين الكاميرا بشكل ملحوظ , بتقنيات حققت قدرا كبيرا من الحيوية للنص , ليثير محمد العون إشكالية العلاقة بين التاريخ / التأريخ والنص الأدبي . ويكتب أحمد صبري أبو الفتوح روايته ز أجندة سيد الأهل ز ولأنه يفطن لمسألة التأني في تناول الثورة , فهو جاء بحالة إنسانية , ليكون حدث الثورة في خلفية المشهد . ولأنها حالة ثورية عربية عارمة , وجدنا تشابها عربيا في الحالة الإبداعية , وتصوير الحس الثوري , ففي ليبيا لابد أن الوقع كان أشد وطأة عليهم , لذا كتب محمد سعيد الريحاني روايته ز عدو الشمس ..البهلوان الذي صار وحشا ز وكما نري و قسوة المشهد , وحبكة دراما الثورة الليبية , والتي كانت بؤرتها مصرع الإله !! مقتل معمر القذافي , والذي من أقواله في الرواية في الرواية ز الليلة ليلة الزحف عليكم أيها الجرزان ز .. هكذا ..كما قال في الواقع .
ثورة الفكر المصري
وأضاف الشاعر أحمد راضي اللاوندي ( دمياط ) لقد أثرت الثورة المصرية في الفكر المصري حيث أخذ الكاتب والشاعر الحرية في صياغة الشعر السياسي الحر دون قيود أو خوف من النظام فهي حررت الكاتب من القيود وهذا ما قد ظهر في الوقت الأخير فالآن الكاتب يتنفس بحرية وطلاقه يكتب ما يشاء ويرفض ما يشاء دون قيود ودون خوف فالكاتب المصري والعربي أصبح حرا يحلق بجناحيه دون الترقب من امن الدولة أو السيطرة علي فكره واتجاهه فهو اثر في الثورة المصرية وتأثرت الثورة هي الأخري به ولهذا أثرت الثورة في الفن المصري ككل مثلا في الفن التشكيلي والفن المسرحي مثل مسرحية ز الورد اللي فتح في الجناين ا وغيرها من المسلسلات المصرية التي عرضت علي شاشة التليفزيون مثل ز مسلسل ز أحنا الطلبةب
وان كانت الرؤية ضبابية وغير واضحة بالنسبة لتعبير الكاتب في هذه الفترة الراهنة لما يراه من أحداث علي أرض الواقع .
في يناير 2011 قامت الثورة المباركة ، و كم كان فرحنا جميعا بهذا التغيير الذي دفع ثمنه شبابا آثروا التمتع بجنان الخلد و توريثنا وطنا نظيفا حلمنا به كثيرا، و قد كانت هناك إرهاصات و
لكن الفرصة كانت بعيدة المنال ؛ فالمتربعون علي عرش مصر كانوا يدافعون عنه كدفاع عن الحياة ومن سبل دفاعهم تكميم الأفواه و تهميش الأفكار
و مع كل هاتيك السبل التي كانت ترهب من تسول له نفسه بالكلمة ( كلمة الحق في وجه حاكم ظالم ) لم يكن أمامنا سوي أسلوب التورية و الكنايات و الإشارات إلي السلبيات الموجودة و مكافحة الظلم بالكلمة ذ و كل لبيب بالإشارة يفهم ذ لذلك فقد كنت من الذين لا يطيقون صبرا علي الظلم و قد كتبت علي سبيل المثال لا الحصر ( البرامين ذ انت مين ) وغيرها من القصائد التي تبث الحماسة في سامعها ..ثم حانت الساعة..ساعة التخلص من ظلم دام لعقود و تغير الحال و نزعت الكمامات و أطلقت الألسنة بالكلمة المحفزة لبناء وطن نظيف خال من أي فساد مضي عهده ، و مع كل هذا التفاؤل بعهد جديد إلا أن حالة من الضبابية السياسية قد سادت البلاد في تلك الفترة.
لم يأت بعد
ويقول الشاعر الغنائي طاهر سعيد ( الإسكندرية )أكيد الثورة أثرت علي الإبداع لكن النتاج الحقيقي لم يأت بعد وهناك أنواع كثيرة من المدارس و الكتابات الإبداعية علي مدار التاريخ الإنساني فعلي سبيل المثال الواقعية الشعرية وهذا النوع من الكتابة يهتم بسرد الواقع بكل تفاصيله دون النظر الضارب في عمق وشكل و مضمون العمل سوا كان مسرحي أم رواية أو شعر بكل أشكاله ؟؟ ولقد انتشر هذا النوع أثناء المد الاشتراكي وفي منتصف السبعينات من القرن الماضي . وبالنسبة للثورة المصرية فهي مازلت مستمرة ولم تفرز أو تحدد أشكال أو أي نوع أدبي يطرح نسقه علي الساحة بكافة أنواعها لذا سنري أن ما تم إبداعه أثناء وبعد الثورة المجيدة وحتي الآن هو مجرد محاكاة للواقع الثوري لم يفرز شكلا، ولم يخضع الإبداع ليصل إلي المتلقي ولم يستوعب المبدع نفسه الحدث بقدر كاف، نعم أمامنا الوقت حتي نري إبداعا يليق بدم وكيان هذه الثورة البيضاء الخالدة، وهذا امتداد طبيعي لأي ثورة فبعد وقت ستفرز الثورة كتابها ومسرحها وأيضا صورتها السينمائية لان كلمة ثورة تعني أو تساوي كلمة تغيير،والتغيير يحتاج إلي حالة من متناغمة من التمرد علي الواقع، وبنفس التوازي خلق حالة من الإبداع الجديد سواء كان من حيث الشكل أم المضمون، لذا فإنني أري أن ثورة الإبداع لم تختمر بعد، فمازالت الأشكال القديمة والمحاكاة هي رأس الحدث الآني، وهذا هو حال جميع المصريين، لأننا لم نتغير ولم نحاول علاج أنفسنا، ولا نقبل رأي الآخر، إن الإبداع الثوري يحتاج إلي التحرر من كل القيود والعقد النفسية وأيضا العقد الخاصة بتقديس القديم .
بذور ثورة يناير
يقول الناقد شوقي عبد الحميد يحيي لم تكن ثورة الخامس والعشرين من يناير ثورة جياع أو ثورة رعاع. ولكن من أهم أسباب تفردها وعظمتها أنها كانت ثورة مثقفين، وإن شئنا الدقة، هي ثورة شباب المثقفين. فمن الثابت أن من دعا للتظاهر هم مستخدمي أحدث وسائل الاتصال العصري ا الفيس بوكب. لذا كان تفردها في أنها ثورة سلمية، وثورة حضارية. تقدمها الشباب، ودعمها الشعب بكل فئاته الاجتماعية والعمرية. فهي ثورة لم تعرف قائدا بعينه، وإنما كل ساهم بقدر فيها. وأكرر .. في طليعتهم الشباب، ومن ورائهم كافة الأعمار.
ونظرة سريعة علي بعض ما قدمته المطابع في العقد المشار إليه نستطيع تلمس ذلك في العديد منها، والتي تشترك في الكثير من السمات، وتعبر عن الثورة الإبداعية التي هي تعبير ورغبة في الثورة علي أرض الواقع، ولكن بصيغة الإبداع المعتمدة علي الإيحاء دون التصريح.
ولذا كان المستغرب أن يحاول البعض امتطاء صهوتها، بحجة أنهم ذ تنبئوا ذ بهذه الثورة في أعمالهم، مؤكدين صدق القول أن ا للنجاح ألف أب، أما الفشل فهو لقيط « ، وكأنهم جميعا قد تحولوا لعرافين، خاصة من كتاب الرواية الأكبر عمرا، متغافلين حقيقة أن كل ما يكتب، هو إضافة ومساهمة في خلق مناخ صالح لتوليد الثورة ، حتي ما كان منها ذ ظاهريا ذ لا يتحدث عن أوجاع محددة ، أو يحمل دعوة محددة.
فإذا ما تأملنا المشهد الروائي المصري في العقد الأول من قرننا الحالي، نستطيع أن نلحظ بوضوح دخول العديد من الشباب مجال النشر الروائي، مقدمين أنفسهم برواياتهم الأولي التي تحمل فورة الشباب وحماسه، محاولين أن يكونوا جيلا جديدا، لا في العمر فقط، وإنما في تقديم الأعمال الأكثر جرأة، حيث تصاعد المستتر إلي العلن، والهامش إلي المتن، في مواكبة للحاصل علي أرض الواقع، حيث تزايدت الحركات الاحتجاجية المباشرة- ولا يعني هذا انقطاع الصلة بما قبلها ذ لاستطعنا تحديد عدد من العناصر الغالبة ومنها :التركيز علي إبراز صورة المجتمع الفاسد المعاش عمارة يعقوبيان العلاء الأسواني،
«تغريدة البجعةا لمكاوي سعيداقنطرة الوداعب لفؤاد مرسي و«ذات سرية»لحمدي الجزارا بهجة العمي ا ليسار إبراهيم وغيرها كثير).وهناك الاعتماد علي الإسلوب المباشر والمواجهة غير المتخفية
( ونجدها علي سبيل المثال في عمارة يعقوبيان ، وبهجة العمي).
ثم اتخاذ منطقة وسط البلد كرمز ودلالة.وكذلك الخروج الهروبي إلي خارج المدينة ، وربما خارج الحضر عموما (ونجدها في ا دموع الإبل ا لمحمد إبراهيم طه و ا خور الجمال ا لأحمد أبو خنيجر) ثم أخيرا المقاومة السلبية (الهروب إلي ما يمكن تسميته ب ا المٌنّسيات ا كالمخدرات والخمر والجنس.) ونستطيع أن نجدها في ا تغريدة البجعة ا لمكاوي سعيد وب كائن العزلة ا لمحمود الغيطاني علي سبيل المثال.
رموز ثورية
وتقول الروائية انتصار عبد المنعم ( الإسكندرية ) بالنسبة لي ..أنهيت رواية تتحدث عن الثورة ولكن بعد مائة عام ..وكان صاحب الفضل في أن أكتب هو الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد الذي سألني يوما عن أي أحد كتب عما جري في الإسكندرية أثناء الثورة؟ فقررت الكتابة وعلي مدار عامين، كنت أكتب وأتوقف لأستوعب ما يجري ، جعلت أبطال الرواية مينا دانيال، عماد عفت، نجيب سرور وأم كلثوم وسميرة موسي وأمي، وأستاذ اللغة العربية، وجمال حمدان تتحدث لرواية عما يجري الآن ،وعما سيجري ولكن في إطار روائي خيالي يجمع الماضي والحاضر ويستشرف المستقبل، ولعل الرواية بها الكثير من التجريب ولكن مع مانعيشه من أحداث غرائبية يومية ،فكل ما يرد فيها مجرد أنموذج مصغر لما قد يحدث لو لم ننتبه.
أديب من طراز خاص
ويضيف القاص فرج مجاهد عبد الوهاب (شربين- دقهلية) الحديث عن الأدب والثورة يستلزم بالضرورة النظر في تاريخ الثورات في بلدان العالم فالثورة الفرنسية مثلا متي كتب الأدب عنها؟ وثورة يوليو متي كتبت أول رواية عنها؟ وحرب أكتوبر مازلنا نقول كل عام إن الأدب لم يكن علي مستوي الحدث الكبير، بالرغم من كتابة عشرات الأعمال التي تتناول الحربت ان الكتابة عن الثورة تستلزم توقيت خاص، وأسلوب خاص وأديب من طراز خاص، إن الكتابة عن الثورة تختلف عن الكتابة الثورية أو ما نسميه الأدب المحرض، غير الأدب المقاوم وأدب المقاومة، وإذا حددنا أو خصصنا حديثنا بثورة 25 يناير سنجد أن الحديث عن ثورة لم تكتمل حديث ليس له معني فنحن مازلنا أمام حدث لم تتضح أبعاده بعد، هل يمكن أن يخرج علينا أحد الآن ليقول أن الثورة اكتملت، وهذا ديواني عن الثورة أو هذه روايتي الأدبية عن الثورة ..
نأتي لبعض الأعمال التي صدرت في الفترة الأخيرة وتتناول ما حدث يوم 25وما بعده فهي لا تخرج عن كونها خواطر ..أو مذكرات أو يوميات أو سرد تسجيلي لأحداث ..الخ أما أن نطلق عليها عملا إبداعيا عن الثورة فهذا لا يقول به أحد يفهم جيدا في الأدب والنقد الأدبي.
يمكن أن يكون هناك بعض الأعمال التي صدرت قبل الثورة تثور علي الفساد وتتوعد بالثورة أو تتنبأ بها ،مثل بعض أعمال محمد جبريل (رواية رجال الظل مثلا) لكن رواية الثورة لم تكتب بعد والثورة نفسها لم تكتمل بعد !!.. كيف يكتب أديب ما عن حدث لم يكتمل ولم تتضح أبعاده ، لابد أن يكتمل الحدث أولا ثم يأخذ الأديب وقته للتأمل في فلسفة الحدث وأبعاده ورؤيته من بعد بكل أطيافه وملامحه ووضعه في سياقه التاريخي والأدبي ثم يحتشد له ويكتبه ، وهذا كله قد يستغرق منه شهورا أو سنوات.
الثورة تسبق
ويؤكد الشاعر السويسي أحمد أبو سمرة الثورة والإبداع دائما ما يتصور البعض أن الثورة تسبق أو تدفع العملية الإبداعيةتوهذا تصور قد يصح أحيانا مع من لا يملك رؤية ومشروعا إبداعيا مغايرا لما هو سائد , لكن المبدع الحقيقي هو من يعيش الثورة الدائمة مع ذاته المتأملة للوجود وما يدور حوله من أحداث جسام أو حتي سقوط ورقه من شجرة عتيقة فهو يبحث دائما عن ما لا يجد ويفتش حثيثا عن المنشود , لذا فأنني أعتقد أن الإبداع في ثورة دائمة قد تخمد أحيانا مثلما يخمدتالبركان , لكنها بالقطع تنفجر عندما يجد الجديد الذي يستفزه في المحيط الكوني الذي يشغله ويري شكسبير ودانتي أن الشاعر يجب أن يغير وجه الشعر بصفه دائمة , وعلي هذا المنوال تناولت المدارس المختلفة الإبداع تناول مغاير للسائد سواء عند الحداثيين أو غيرهمتوالمبدع الذي لا يثور علي ذاته المبدعة هو من يرتكن إلي الفعل الثوري في الواقع حتي يمكن أن يكون له رد فعل وحتي هذا الرد يكون تقليديا لأبعد مما نتصور.
القصيدة النثرية
وتقول الأديبة مني البنا (بني سويف) الثورة أثرت علي كل شيء وطبعا أثرت علي الإبداع، وعلي الأقل خلقت توترا في القصيدة النثرية بشكل واضح إذ كانت قصيدة النثر ذاتية جدا وصارت بعد الثورة بها نوع من الإسقاط علي الآخر كثير وبالنسبة للإبداعات اللي واكبت الثورة أكيد طبعا فيه ناس كتبت عن الثورة بتأثير مباشر وانفعالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.