حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخبار الأدب كانت هناك في »شرم الشيخ«
300 مبدع يطرحون قضايا الوطن والمواطن للإبداع

عاشت «أخبار الأدب» أربعة أيام بين جنبات مؤتمر أدباء مصر في مدينة شرم الشيخ الذي عقد قبل ايام.
رصدت الفعاليات.. وسجلات الحوارات.. وتابعت المناقشات.. واستمعت الي هموم واشراق المبدعين من جميع الأقاليم والمحافظات. وهذه صورة شاملة للمؤتمر السابع والعشرين بكل مشاهدها وشواهدها.
مؤتمر أدباء مصر يوصي ب :
الحفاظ علي هوية مصر وعمقها الحضاري وتنوعها الثقافي
أقرَّت اللجنة ما أوصي به المشاركون في المؤتمر مجموعة من التوصيات:
أولا: التوصيات العامة
(1) الحفاظ علي هوية مصر وعمقها الحضاري وتنوعها الثقافي.
(2) يؤكّد المؤتمر الموقفَ الثابت والمبدئيَّ لمثقفي وأدباء مصر برفض أشكال التطبيع كافة مع العدو الصهيوني، ويقف المؤتمر ضد كافة محاولات حل القضية الفلسطينية علي حساب السيادة الوطنية المصرية.
(3) التمسُّك بضرورة كفالة حرية الاعتقاد والتعبير، ورفض جميع أشكال الوصاية علي الإبداع والفكر، والدعوة إلي التعامل مع الإبداع والثقافة وفق معاييرهما الخاصة. وتعديل مواد الدستور الخاصة بحرية الرأي والإبداع واستبعاد الصياغات الفضفاضة التي تحتمل أكثر من وجه.
(4) التشديد علي أهمية ترسيخ أهداف الثورة: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية.
(5) الاهتمام بتنمية سيناء والعمل علي تعميرها بالبشر والحفاظ عليها من القوي الخارجية، وإدارة ملفها بطرق غير تقليدية، آخذة في الاعتبار ظروف البيئة المحلية.
(6) إحياء وتوثيق العلاقات الرسمية والشعبية مع دول حوض النيل تأكيداً لهوية مصر الافريقية.
(7) الاهتمام بثقافة البيئة واستجلائها في تخطيط المدن.
(8) زيادة ميزانية وزارة الثقافة بحيث تتمكن من أداء دورها.
(9) إعادة النظر في آلية تقديم البرامج الثقافية بالإعلام المصري بحيث تكون جاذبة للمواطن.
ثانيا: التوصيات الخاصة
(1) دعم مجالس أمناء الثقافة في الفروع الثقافية وتفعيل المكاتب الفنية للأنشطة، بحيث تكون أداة تخطيط ووضع سياسات وبرامج ومتابعة واقتراح برامج عمل لنشر الثقافة بالفروع، وتقديمها علي أساس ناضج يراعي ظروف البيئة ومتطلباتها.
(2) ضرورة تشكيل مجلس للثقافة بكل محافظة يتولي التنسيق بين الجهات الثقافية المختلفة ويحدد له نصيب مناسب من متحصلات صندوق الخدمات بالمحافظات.
(3) تحديث المكتبات العامة وإدخال خدمة الإنترنت بها.
(4) إعادة نشاط أندية السينما بهيئة قصور الثقافة.
(5) المطالبة بإصدار قرار جمهوري بتغيير اسم الهيئة العامة لقصور الثقافة إلي الهيئة العامة للثقافة الجماهيرية، وتمثيل المبدعين في مجلس إدارة الهيئة.
(6) سرعة الانتهاء من تجديد مسرح بلدية طنطا والحفاظ علي سمته المعماري الأصلي ونقل تبعية مكتبة البلدية بطنطا إلي وزارة الثقافة.
(7) تطوير موقع مجلة «مصر المحروسة» الإلكترونية بحيث يصبح موقعاً لتوثيق أنشطة الهيئة المركزية والمحافظات.
(8) إعادة النظر في آلية الإعداد لمؤتمر أدباء مصر ليحقق حالة اتصال حيوية مع المجتمع.
(9) اعتبار وثيقة العقد الثقافي الصادرة عن المؤتمر جزءًا لا يتجزأ من توصياته.
وثيقة العقد الثقافي الجديد تطالب ب :
إطلاق سراح الثقافة والمبدعين وعدم انعزالهم وتعاليهم علي الجماهير
أصدر مؤتمر أدباء مصر »وثيقة المباديء الأساسية« التي تري أنها ينبغي أن تكون الميثاق لحياة الثقافة المصرية بالمعني الواسع، يلتزم به المثقفون ويناضلون من أجل أن تلتزم الدولة بها، أيا ما كانت انتماءاتها.
1- التأكيد علي أن ثقافة الشعب المصري مع وحدتها هي ثقافة متنوعة وهذا ثراء لها من مصر القديمة والهيلينية والمسيحية والإسلامية وحتي المرحلة الحديثه المتأثرة بالثقافة الأوربية، وأن هذه الثقافة ليست فقط ثقافة مكتوبة معترفا بها من الصفوة وإنما هي أيضا ثقافة الشعب المصري الشفاهية بكل فئاته منذ بدو سيناء والوادي والصعيد والنوبة إلي ثقافة القاهرة والإسكندرية وشمال الوجه البحري، وكل هذا بالطبع ليس منعزلاً عن الاستفادة من ثقافات العالم.
2 من هنا تري هذه الوثيقة أن الحل الجذري الذي تبني عليه تصورها لتحقيق الحلم بالوطن الجديد هو أن يدرك المثقفون وجميع التيارات الفكرية والسياسية أنهم مصريون، وفي هذه الحالة فقط سوف يستطيع الجميع الحوار والتعاون الذي لا بديل له، لأن ما أصاب مصر، عبر عقود يكاد يعصف بها، ولا يستطيع فريق أو فصيل واحد أن ينقذها لأن محاولة تدمير مصر لم يطل بنيتها التحتية ومؤسساتها، وإنما وصل إلي انهيار القيم والأخلاق والثقافة لدي فئات كثيرة من أبناء الشعب، وإن ظلت الأكثرية في حالة تماسك بحكم الضمان الأكبر، وهو الضمير التاريخي والمصالح المشتركة. ومن هنا فإن المطلوب هو إعادة بناء مؤسسات الدولة علي أسس حديثة تتخلص من البيروقراطية والفساد المالي والإداري والأخلاقي، وهذا البناء الجديد لا يمكن أن يقوم إلا علي خطة علمية متقدمة تعتمد علي أصحاب الكفاءات من كل فئات المثقفين.
3 إن انعزال المثقفين عن جماهير شعبهم، ليس فقط ناتجاً عن تعالي بعضهم وإنما عن قمع الدولة لهم بكافة الأشكال، وأن الخطة الوحيدة للدولة في الأنظمة المختلفة كانت إبعاد المثقفين عن الثقافة، وإبعاد الشعب عن الثقافة عبر هيمنة الإعلام الذي قام بدور كبير فيما نعيشه من دمار قيمي وأخلاقي وثقافي. من هنا فإن المؤسسات الثقافية المذكورة مطالبة فوراً بتغيير هدفها لكي يتحول إلي تثقيف الشعب المصري، بدءاً من محو الأمية الذي يمكن أن يتم في ستة أشهر (وليس في عشر سنوات)، وحتي تحطيم مفهوم مركزية الثقافة، وعدالة توزيع ميزانيتها وأنشطتها بالعدل علي كل المحافظات والأصقاع. عليها بالتالي ألا تكون رقيبا علي المثقفين بل راع لهم، وأن يكون همها دعم المشاريع الثقافية المستقلة في كافة المجالات دون تدخل لأن مواردها هي في الحقيقة ملك للشعب.
4 وإذا كانت الحرية وتقبل الآخر عقائدياً وفكرياً والعدالة الاجتماعية هي الضمانات الأساسية لأي شعب يريد أن ينهض ويتقدم، فإنها ألزم للمثقفين ولكل مبدع. فلا إبداع بلا حرية، من هنا فإن ضمان حرية الاعتقاد والفكر والإبداع والتعبير قانوناً وممارسة وإلغاء كل ما يقيد هذه الحريات سواء في الدستور أو القوانين، علماً بأن المبدعين الحقيقيين أفرادا وجماعات، ليسوا أقل الناس حرصاً علي حريتهم التي لا تتعارض مع التزاماتهم إزاء مجتمعاتهم، مهما اختلفت مفاهيم الالتزام، وهم من أكثر الناس وعياً بتاريخ مصر وانتماءاتها الحضارية بفعل التراكم التاريخي المسيحي والإسلامي العربي الإفريقي الإنساني. وهذه الحريات لا تنفصل أبداً طبقاً لمواثيق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وهذا يقتضي الاهتمام بالمثقفين عامة والأدباء خاصة لتحقيق كرامتهم الإنسانية ووضعهم الاقتصادي والرعاية الصحية وحقهم في التنظيم وتكوين المؤسسات التي تحقق لهم هذه الحقوق.
سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة:
29 قرشاً نصيب المواطن من الثقافة سنوياً
إنشاء أول نادٍ لشعراء البادية في جنوب سيناء
(حملت الأطروحة التي قدمها سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة مجموعة من القضايا والإشكاليات، منها ما هو خاصة بآلية العملية الثقافية من ناحية المبزانية، إن صح أن يطلق عليها ميزانية، ومنها ما هو متعلق بالمثقف ودوره التنوير في المجتمع، وضرورة التحامه بالجماهير، ومنها ما يختص بمؤتمر الأدباء واستمراره بقوته الدافعة،كحدث ثقافي كبير، بما يحققه من أهداف تقع في قلب استراتيجيات عمل الهيئة العامة لقصور الثقافة ... وإليكم التفاصيل:).
قال عبد الرحمن :قبل أسبوع من احتفال مصر بالعيد الثاني للثورة المجيدة التي هبّ الشعب المصري فيها حاملاً راية التغيير، ومدافعًا عن حقه في الحرية والعدالة الاجتماعية.. صباح يوم 25 يناير 2011 نلتقي الليلة لنفتتح الدورة السابعة والعشرين من المؤتمر العام لأدباء مصر، هذا المؤتمر الذي يخطو عاما بعد عام علي أرضية أحلامه السابقة، ليلمس ثمرةَ ما سبق أن زرعه منذ سنوات أبناء مخلصون للوطن من أدباء ومبدعين ونقاد وعاملين في حقل الثقافة، وهم يشهدون ذ الآن- اشتداد عوده، وتفجّر وعيه، وسبق خطاه نحو مقدّمة ساحة المشهد الأدبي.
هذا المؤتمر الذي جاءت دورته الحالية لتبنيَ علي ما أنجزتْه الدورة السابقة، ليضعَ اجتهاده الخاص أمام الحركة الثقافية والأدبية في مصر، فبعد أن قدّم رؤيته حول (سقوط نَص الاستبداد) في الدورة الماضية؛ يسهم من جديد في صناعة المستقبل، ليقدم إضافة أخري حول التحول المرتقَب ل (عقدٍ ثقافيّ جديد).
هكذا يستشرف المثقفون مستقبلهم، في تواصل مع الاتجاهات العلمية الباحثة عن المستقبل في كل صُوَره، فهم يرون ضرورة أن يخطِّطوا لمستقبل الثقافة في هذا البلد.
وأضاف إنه حدس المثقف المرهون بمعطيات تاريخه، وقيمة ما يحمله من خصائص القوة الناعمة التي حفظت لهذا الوطن ريادته وحضوره الحيوي، بما أنتجه من حضارة وعلم وعمران، وقيم مجتمعٍ راسخٍ، وسَبْق العالم إلي إعلان التوحيد، وإعلاء القيم الإنسانية والحض علي العلم والعمل والإنتاج، والإبداع الحضاري الراقي في الفكر والأدب والفنون والموسيقي، ليؤسس لمكوّنٍ عميق الأثر في تواريخ الحضارات القريبة والبعيدة.
وقال : أصبح دور المثقف حتميا، ذلك أن ما مارسه المثقف في سنوات طويلة متتابعة لم يؤت ثماره، بعد أن ظل المثقفون بعيداً عن واقع المجتمع وعن حاجته إلي الوعي والاستنارة، فيما كان المجتمع يئن من آلامه، ويأسي لأحزانه الخاصة دون أن يجد من يمد له يد العون.
وعلي المثقف إذن واجبٌ وطنيٌ يحتّم عليه أن يكون أكثر التحاما بالجماهير، واقترابا من أفهام شعبه، وتعرّفا علي حقيقة رغباته، فما عاد منطق التعالي علي الناس مجديا، وإنما ننتظر أن يكون المثقف في قلب الواقع حيث يجب أن يكون، يبني رؤيته من واقع الخبرة، من أجل وطن عزّ عليه الواقع بما هو أهل له.
بين الكاتب وبين جمهوره
عبد الرحمن أكد أن تحديات العقد الثقافي الجديد توجب إنهاء زمن العزلة أو القطيعة المعرفية بين الكاتب وبين جمهوره، وتعني كذلك أن علي المثقف أن يعيَ أهمية أو ضرورة (إسقاط نصه المستبد) المستبدٌّ بنفسه وبهواه، وبعقله ربما، ليصوغ بوعي مختلف نصه الجديدَ المرتبطَ بواقعه الاجتماعي وبحاجة أبناء شعبه إلي أن تنفتح عقولهم علي المعرفة الحقة، بدلا من أن تتقاذفهم الأهواء أو يتلاعب بعقولهم مُدّعون.. كثيرا ما انتهزوا الفرص ليقفزوا علي مقدرات هذا الشعب.
لقد كنا نعلم أننا منعزلون عن واقعنا، وكنا للأسف نستنكف أن نصلح خلل انعزالنا هذا بأنفسنا؛ فَرُحْنا ننعزل وننزاح رويدا رويدا حتي أصبح خارج المتن، ثم خارج الدائرة، وربما نحن الآن علي شفا أن نكون خارج الهامش كذلك.
أية كارثة تلك التي نعيها ولا نعالج مقدّماتها؟.. نراها؛ فنكتفي بأن نفعل ما فعلته أقوام سبقتنا، صموا آذانهم وأغمضوا أعينهم، واستَعلوا؛ فأتاهم الطوفان، بعد أن صنعوا بأنفسهم فجوة هائلة بين ما كان ينبغي فعله، وما كان يطغي علي عقولهم.هذه علامة مهمة يجب أن ننتبه إليها بداية.والعلامة الثانية أن علي الدولة أن تعيد النظر في رؤيتها للثقافة، وفي علاقتها بفعل الثقافة ومردوده، وأن تدرك قيمة الثقافة باعتبارها حجر الزاوية في التطلع الحقيقي نحو البناء والتغيير، وأن فكرة التنمية أو الاطراد فيها بمعزِلٍ عن الثقافة سيكون حلما خائبا، وأن مشروعات التنمية التي تتجاوز خط الثقافة أو تلتفُّ عليه؛ لن تحقق شيئا. ولكي يتحقق ذلك؛ فعلي الدولة أن تتخلص نهائيا من العشوائية في كل شيء. العشوائية في الرؤية وفي التخطيط وفي القرار. فالعشوائية كانت ولا تزال (سيدةَ الموقف) وما نخشاه هو أن تستمر هكذا.. في طغيانها وانتشارها، حاميةً للفساد ولسلبيةِ الأداء وضعف القرار، دون أن ينتبه واحد ليوقف تجاهل العلم ويغير النظرة غير الواقعية إلي طبيعة مشكلاتنا، وأن يجرب مرة اكيف تكون الأقوال هي الأفعالب.
إنكم تدركون كيف تنظر الدولة إلي الثقافة، وكيف تتعامل مع ما هو ثقافي، وليس أصدق من أن الميزانيات المخصصة لأنشطة الثقافة في الهيئة العامة لقصور الثقافة، بامتدادها الجغرافي الشاسع، وبما تقدمه من تنوع في الأنشطة وتعدد في آلياتها، وتغطية كبري لمحتاجيها لا تزال أقلَّ من جميع القطاعات الأخري، فهي أقل مما ينفق علي نادٍٍ رياضيّ صغير في قرية نائية، لا تكفي حاجة المواطن الواحد إلي شراء جريدة واحدة.. سنويًّا! فنصيب المواطن المصري الواحد من ميزانية أنشطة قصور الثقافة لا يزيد علي تسعة وعشرين قرشًا في العام (29 قرشاً)، ولكم أن تتخيّلوا جواب السؤال التالي: (كيف يمكن للهيئة العامة لقصور الثقافة أن تقدّم خدمات ثقافية لكل مواطن مصري بتسعة وعشرين قرشا طول العام..؟!).
واليوم ونحن هنا في جنوب سيناء..، يحل المؤتمر العام لأدباء مصر ضيفا علي المحافظة بوصفه النشاط الأدبيَّ الأكبر في الهيئة، وفي مصر، وبمجرد أن تنتهي فعالياته يبدأ برنامج القافلة الفنية في عدد من مدن جنوب سيناء.
وفي هذه المناسبة، فإنه يطيب لي أن أعلن عن إنشاء أول نادٍ لشعراء البادية في جنوب سيناء ؛ هنا في محافظة جنوب سيناء، مع تخصيص ميزانية سنوية لإقامة نشاطه، وسوف تنطلق خلال شهر مارس القادم قافلة اثقافة الحدودب إلي جنوب سيناء، فضلا عن تخصيص المؤتمر مائدة مستديرة تعقد مساء الغد حول اأبعاد التنمية في سيناءب.
إن استمرار مؤتمر الأدباء بقوته الدافعة، لَيعدُّ حدثا ثقافيًّا كبيرا بما يتيحه من تفاعل جاد ودراسات بحثية، وبما يحققه من أهداف تقع في قلب استراتيجيات عمل الهيئة العامة لقصور الثقافة، وما يقدّمه المؤتمر في هذا الدورة من رؤية جادة لواقع ومستقبل العمل الثقافي في مصر، وما يدرسه في دورته الحالية من إصدار وثيقة للعقد الثقافي القادم في الجلسة الختامية للمؤتمر، إنما يؤكّد حيوية دوره، وأهمية استمراره، وإن احتاج إلي إعادة نظر في آلياته وطريقة تنفيذه.
وإني أنتهز الفرصة لأدعوَ الأدباء والمثقفين إلي الاهتمام بوضع رؤية جديدة للمؤتمر، وتجنب النظرة الضيقة أو الرؤي المعتمدة علي التجارب الشخصية، آملا أن يصل المؤتمر في دورته القادمة بإذن الله إلي آليات تنفتح علي المجتمع الثقافي، وتستوعب متغيرات المشهد الثقافي والأدبي في مصر، وما أظنكم ستبخلون علي المؤتمر بخبراتكم وجهودكم في وضع هذا التصور.
صنع الله إبراهيم يتحدث عن
توصيات المؤتمر بين التحقيق والتهميش
ألقي الروائي صنع الله ابراهيم رئيس المؤتمر كلمة جاء فيها:
(لقد شاركت نخبة من المبدعين، من مختلف محافظات مصر في الدورات السابقة لمؤتمركم، التي غطت أنحاء البلاد من العريش ومرسي مطروح إلي أسوان والبحر الأحمر، بداية من أول مؤتمر عام 1984 في محافظة المنيا، وقدموا مجموعة من الأبحاث الهامة تعرضت لقضايا الواقع الثقافي، تنظيراً وتطبيقاً وخرجوا بتوصيات تحقق منها بعضها ولم يتحقق البعض الأخر.
وبالرغم من الصبغة الرسمية أو الحكومية التي أحاطت بتكوين مؤتمرنا منذ مولده والتي ألقت بظلالها علي بعض دوراته، سواء من حيث نوعية المشاركة والقضايا المطروحة للمناقشة والتوصيات التي جري اتخاذها, ستظل علامة مضيئة علي المحاولات المتواصلة لأدباء مصر في النهوض بمسئولياتهم الثقافية).
واستعاد توصيات الموتمرات السابقة فقال: (كانت هناك دائماً في كل دورة من دورات المؤتمر، توصية بعدم التطبيع الثقافي مع إسرائيل في كل صورة أمام الجرائم التي ترتكبها في الأراضي المحتلة، وعدم التزامها بالمواثيق الدولية، حتي يتم الجلاء عن الأراضي العربية وتعود الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وربما كانت هي التوصية الوحيدة التي جري الإستجابة لها وإن تم ذلك طبقاً لسياسة السلطة ذات الوجهين ولم يكن هذا مصير بقية التوصيات. كانت هناك توصية في أغلب الدورات ببضرورة كفالة حرية التعبير ورفع كل الضغوط والقيود التي تحول دون حرية الأديب المطلقة في التعبير عن فكره وإيصاله بشتي الوسائل، والتأكد علي حق كل الاتجاهات الفكرية في البلاد في تمثيلها في إدارة مؤسسات النشر المرئي والمسموع، وضرورة التصدي لمحاولات الردة الفكرية التي تعوق تقدم حركة الفكر والإبداع وإدانة التطرف بكل أشكاله.
وأضاف:( وبالمثل فإن توصيات أخري ذهبت كما تقول الأساليب الأدبية البائدة إدراج الرياح ونذكر علي سبيل المثال لا الحصر التوصية بجمع أشلاء السير الهلالية ودعم شعر العامية، وإنقاذ المسرح، وفتح أبواب اتحاد الكتاب لأدباء الأقاليم بصرف النظر عن وسائلهم بالنشر، وضرورة إنشاء رابطة مستقلة لأدباء مصر التي تفتح الباب للقضاء علي التمييز المشين والمتمثل في تعبير أدباء الأقاليم وتأكد حق المثقفين والمبدعين في تكوين مؤسساتهم المستقلة، ومنها مؤتمركم الدوري هذا وتسللت ظلال السلطة إلي بعض التوصيات فبدلا من كشف سلبيات مشروع مكتبة الأسرة الذي عاني من الفساد والعشوائية والمحسوبية كانت هناك إشادة بالسيدة الفاضلة، وخدمها الأوفياء).
وأكد رئيس المؤتمر (أن روح الثورة لاتموت رغم محاولات سرقتها وإجهاضها وبعد أسبوع ستحتفل القوي الثورية الشابة بالذكري الثانية لثورة 25 يناير التي لازالت مستمرة، لأن أهدافها لم تتحقق بعد ومواكبة لهذه الثورة ولمبادئنا وقناعاتنا، سيناقش مؤتمركم لأول مرة في تاريخه إعلاناً لعقد ثقافي جديد، يعلن في نهايته).
ماذا دار بين وزير الثقافة والمثقفين؟
د. صابر عرب:
لا يستطيع أحد أن يجرنا إلي اتجاه معين
الأدباء:تثقيف المواطن العادي
والوصول إليه في القري والنجوع
أكد د. صابر عرب وزير الثقافة أن هذه الأرض التي شهدت ملحمة تاريخية سيظل يذكرها التاريخ، وأن كل من يضع قدمه علي تراب سيناء يشعر بذكريات التاريخ العريق لهذا الوطن
وقال : إن الأدباء في كافة ربوع مصر يخافون علي الثقافة المصرية في هذة المرحلة، ولكن هذا الوطن أنجب أعلاماً في كافة المجالات في مجالات متعددة وصولاً إلي هذة النخبة من الأدباء والمثقفين، فهل بكل هذا التاريخ يستطيع أحد أن يجرنا إلي اتجاه معين ؟!.
وأشار الي أن مصر ليست دولة بترولية ولا غنية زراعياً أو صناعيا، ولكنها غنية بثقافتها، وبها اكتسبت احترام العالم، لأننا شعب منذ فجر التاريخ مُبدع مُحب للفن والفنون، ولذلك احترامنا العالم لأننا وطن له تاريخ ليس بمعني الزمن الطويل فقط ولكن تاريخا في الوعي والفكر، فمصر كانت المعلم الأول للدنيا..أبعد هذا الميراث الثقيل نخاف علي هويتنا؟!
وأبدي الوزير رغبته في أن يسمي هذا المؤتمر «مؤتمر أدباء مصر» وليس مؤتمر الأدباء في الإقليم لأننا لا نفرق بين أحد، ومصر تحتاج منا في هذه الفترة إلي أن نتوحد.
وذكر أن أهمية هذا المؤتمر لا تأتي من قراءة الأبحاث بل تأتي من لقاءات الأدباء مع بعضهم البعض التي ربما لا تحدث إلا في هذه المناسبة.
وأكد علي أن مصر ليست القاهرة أو الإسكندرية فقط ولكن هي القري الصغيرة المترامية أو المدينة الصغيرة في المحافظات، فالأدباء هم ضمير الوطن.
وأكد علي أن الأدباء لا ينبتون نبتا شيطانيا ولكن ينبتون من هذه البيئة، وفي أحيان كثيرة تقف الظروف المالية عائقاً أمام دعم بعض الأنشطة، ولابد أن يكون لهذا المؤتمر دعم، وأن يخصص له ميزانية من وزارة الثقافة، وأن يتفرع إلي مؤتمرات فرعية تصب في النهاية في هذا المؤتمر العام.
وشدد علي حاجتنا إلي استعادة روحنا الثقافية الشفافة لأننا فريق واحد هدفنا خدمة العمل الثقافي، موضحاً أن الثورة تنتج أدباً وإبداعاً جديداً يسمي «أدب ما بعد الثورة» وهذا حدث في جميع الدول التي قامت بها ثورات ونحن لسنا شيئاً مغايراً للعالم.
وفي لقاء وزير الثقافة مع الأدباء المشاركين في المؤتمر الذي أدار وقائعه سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة طرح العديد من المثقفين رؤاهم وقضاياهم للواقع الثقافي الراهن منهم: الشاعر عمارة إبراهيم الذي تحدث عن ضرورة تبني وزارة الثقافة للمؤتمر في دورته القادمة كما طالب أحدهم بتدشين قناة تليفزيونية للهيئة العامة لقصور الثقافة للمحافظة علي هوية الشخصية المصرية.
وطالب الشاعر إبراهيم النحاس بتغيير النظرة إلي الثقافة والمثقفين والقضاء علي نظرية الوزارات الخدمية والوزارات الإنتاجية، وفي مداخلته طالب الإعلامي يسري السيد بالوقوف صفاً واحداً لمواجهة التحديات التي تواجه الثقافة المصرية.
كما ناشد الشاعر إسماعيل عقاب الهيئة العامة لقصور الثقافة بالاتجاه نحو تثقيف المواطن العادي والوصول إليه في القري والنجوع، وأكد الشاعر درويش الأسيوطي أن الهيئة العامة لقصور الثقافة هي وزارة الثقافة الحقيقة وطالب الوزير بزيادة الدعم المادي لها.ونوه عزت الطيري إلي التهميش المتعمد لأدباء الصعيد وطالب بتمثيلهم في لجان المجلس الأعلي للثقافة،.
وتحدث مجدي العفيفي رئيس تحرير جريدة (أخبار الأدب) عن القوي الناعمة للثقافة المصرية وأن مطلب الأدباء الرئيسي منذ الدورة الأولي لهذا المؤتمر هو زيادة الدعم المادي له.
كما أشاد حاتم عبد الهادي بدور الهيئة العامة لقصور الثقافة في التوثيق للثورة المصرية بإصدار العديد من المطبوعات المصاحبة لها وناشد وزير الثقافة بالنظرة الجادة لسيناء المهمشة ثقافياً وجغرافيا .
وطالب د. يسري العزب بتحويل تبعية قصر ثقافة الحرية بالإسكندرية من صندوق التنمية الثقافية إلي الهيئة العامة لقصور الثقافة وكذلك تحويل اسم الهيئة العامة لقصور الثقافة إلي الثقافة الجماهيرية كما كانت.
وقال صلاح معاطي إن المؤتمر لم يتناول في محاوره أدب الخيال العلمي وطالب بالعديد من الفعاليات الثقافية والفنية لأدباء العراق وسوريا وفلسطين.
وفي رده علي العديد من القضايا والتساؤلات أشار الوزير إلي تجربة بعض الدول الأوربية للقضاء علي فكرة اللامركزية في الثقافة وتتطرق إلي تجربة عز الدين نجيب في محافظة كفر الشيخ وأكد أنها تجربة رائدة، كما اقترح بأن تدعم مؤسسات المجتمع المدني في المحافظات الأنشطة الثقافية وتشكيل لجنة استشارية في كل محافظة لوضع تصورها لدعم هذه الأنشطة وطرح الخطط الثقافية ومتابعتها ومراقبتها، وأشار إلي أنه يجب أن يتبني مجلس إدارة الهيئة مقترح تحويل هيئة قصور الثقافة إلي الثقافة الجماهيرية، واقترح أن تكون ضمن توصيات المؤتمر لهذا العام، ورحب بأن تتسع المشاركة في المؤتمر لتشمل الفنانين التشكيليين وكتاب المسرح والسينما، وتحدث عن البروتوكول المشترك الموقع بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم في مجالات المسرح والفن التشكيلي، وأضاف بأنه يجب أن يشمل العديد من الأنشطة الثقافية المختلفة.
وفي نهاية الحوار أكد علي ضرورة تشكيل مجلس أمناء للثقافة في كل محافظة ليكون بمثابة نافذة ثقافية لها.
رئيس الهيئة للمشاركين المهددين بمقاطعة الدورات القادمة
أعتذر لكم إذا كان هناك قصور
عقد أعضاء الأمانة العامة، جلسة مفتوحة مع سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وأعضاء الجمعية العمومية من الأدباء والباحثين لمناقشة القضايا العالقة بالمؤتمر وطرحها للمناقشة، تحدث فيها: خالد صالح، أحمد أبوسمرة، محمود عبدالرحمن، حسنين بدر، عمارة ابراهيم، أدهم العبودي، فضل أبوحريرة، محمود الديدموني، أحمد قرني، سمير الفيل، شوكت المصري، محمد عبدالهادي، ابراهيم موسي، محمد جابر،ناجي شعيب.
اعترض بعضهم علي بعض الأمور التنظيمية مثل تجنيب أمانة المؤتمر وتهميش دور لجنة التنظيم بالأمانة العامة، ولم تتح لهم الفرصة لكي يقوموا بواجبهم تجاه الأدباء، ولم نجد دورا فعالا لأمانة الاعلام والتي لم نر ما وعدنا به من اطلاق صفحة رسمية للمؤتمر ولم يقوموا بعملهم المنوط به.
كما احتج بعضهم علي تكريم أمين عام المؤتمر الشاعر محمود شرف دون علم الأمانة.
ومنهم من انتقد عدم تسليم درع الهيئة للمكرمين ووصف هذا التصرف بأنه أثار استياء الجميع، رغم القيمة التي يمثلها.
وقال بعضهم ان ما يعبر عنه الأدباء ليس من باب جلد الذات ولكن من الحب الشديد للمؤتمر ومن الجيد ان تنجح الهيئة في اقامة المؤتمر في هذه المحافظة الجميلة شرم الشيخ وهو انجاز يضاف إلي الهيئة رغم وجود سلبيات ولكن لا ترقي إلي أن نحكم بالفشل علي المؤتمر.
ومنهم من رأي أن المؤتمر نجح في أن يحافظ علي انعقاده في ظل الظروف الأمنية.
وطالبوا بضرورة أن يأخذ المؤتمر الصفة الدولية، استضافة نوادي الأدب في الدول العربية.
كما اقترحوا أن يتم تغيير اسم الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر إلي اسم الأمانة العامة لأدباء مصر لتلبية رغبات وحل مشاكل الأدباء في كل مكان.
وإزاء هذه الانتقادات والاقتراحات، وجه سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة العامة الاعتذار لأعضاء الأمانة العامة للمؤتمر وللأدباء المشاركين في المؤتمر فقال: انني أكثر الناس انتقادا للجوانب السلبية والقصور، وهذا معلن في أحاديث ولقاءات وحوارات كثيرة جدا، واذا كان هناك قصور في هذه الدورة فأنا أقدم لكم اعتذاري الشخصي عن هذه الجوانب مشيرا إلي أنه لا يدافع عنها، لكن ليس من المستحيل ألا نستطيع تجاوزها.
وأضاف : إنني اعترف بالتقصير وهناك محاولات للسيطرة علي هذه المؤسسة، وبعض الاعلاميين يعلمون ذلك ونحاول أن نحافظ علي هذه المؤسسة لأنها مؤسسة للمثقفين في جميع أنحاء مصر، وليست فقط للعاملين فيها.
وأوضح أننا في مهمة وطنية ومهمة في منطقة مهمشة ثقافيا وهناك نوع من التعامل مع أهلها علي أنهم ليسوا مصريين، ولذلك يجب علينا أن نحميها ونضعها في قائمة أولوياتنا عندما نخطط للتنمية الثقافية.
وأشار رئيس الهيئة إلي أن هناك جهودا كبيرة حدثت وهناك سلبيات ظهرت، ولكني أحزن عندما يشخصن أحد الأمور أو يهيل التراب علي كل شيء، ويحكم بالفشل علي المؤتمر، وإذا كان هناك فشل فأنا اتحمل المسئولية، وأنا المسئول عنه، ولكن نحاول أن نتفادي السلبيات خاصة أن المؤتمر يعود عليه الفضل من نصر ومكاسب بسبب هذا المؤتمر ووجود حراك ثقافي في الأقاليم.
ومن جانبه أكد د.محمد رضا الشيني نائب رئيس الهيئة أن التقصير الذي قد يرد في تنظيم أي مؤتمر يمكن أن نتلافاه في الدورات القادمة، وبالتالي فعلي الأدباء أن يعلموا أننا جئنا للقيام بواجب وطني، وتشكيل ملامح عقد ثقافي جديد.
قضايا شائكة في 3 جلسات إعادة ترتيب الأوراق الثقافية
والهوية المصرية .. و الفجوة بين الأدب والناس
ناقشت الجلسة الأولي »معوقات التحول الثقافي والعلمي « التي أدارها الناقد أمجد ريان، فتناول الباحث محمود كحيلة معوقات التحول الثقافي واستراتيجيات النهوض بالتعليم قبل الجامعي في مصر،، وأوضح العلاقة الجدلية بين الثقافة والتعليم، وهل هي موجودة علي أرض واقعنا المعاصر أم أنها ذهبت وعليها أن تعود، ونحن في حاجة ماسة حتي نستكمل مشروعنا القومي لأجل النهوض بهذه الأمة، و تطرق إلي أهم المعوقات التي تقف دون مزج الثقافة بالتعليم، عن طريق ربطه بالحياة، وتيسير المادة التعليمية وما يعوق تواصلها ثقافياً معوقات داخل المؤسسة التعليمية، منها معوقات داخلية اتحدث داخل المدرسة»، ومعوقات خارجية لا تكون المدرسة مسئولة عنها، تتعلق بالمعلمين وأولياء الأمور. وتحدث عن معوقات التحول الثقافي من داخل المدرسة، والاعتماد علي أساليب التدريس التقليدية التي تحرص علي الحفظ والتلقين، وإلقاء العبء الأكبر في العملية التعليمية علي المعلم وإغفال دورالمعلم الذي يجب أن يحظي بدور أكبر في عمليات التعليم غير التقليدي الذي يدعو الطالب أن يكون مسئولاً عن تعليمه، وغياب المهارات الأساسية في التعامل مع التقنيات الحديثة، ومهارات التواصل بمختلف أنواعها، وعدم توفر دافع لدي العاملين بالمنشأة التعليمية لحب الاستطلاع والبحث عن الجديد في تخصصات كل منهم والطُرق الجديدة للتعليم لاعتقادهم الراسخ بأنها بلا أهمية، إضافة إلي إهمال المكتبات المدرسية وضعف الخدمة التي تقدمها بسبب عدم تدريب أخصائي المكتبات علي أحدث التقنيات في هذا المجال التي وصلت إلي آفاق لم نكن نظن يوماً أننا بالغوها مع ضرورة تزويدها بالكتب والمطبوعات التي تناسب المراحل العمرية للتلاميذ داخل كل مدرسة، مطالباً بأن تكون هذه الكتب مشوقة وعامرة بمختلف أفرع المعرفة، وأن يخرج الكتاب المدرسي الذي عن شكله التقليدي، وكذلك المضمون، بحيث يراعي في إنتاجه أن يكون جاذبا للقارئ يستقطب الطالب ويرغبه في العلم والتعلم، ثم تحدث عن التجربة اليابانية والتجربة الأمريكية واستراتيجيات النهوض. وتحدث سمير الفيل عن اقضايا التحول الديمقراطي والبحث عن طرائق جديدة للأداء وقبول التغييرب مشيرا إلي أن الواقع الثقافي المصري بات بحاجة إلي إعادة ترتيب الأوراق، وترتيب أولوياته من جديد، والبحث عن وسائل وأساليب ملحة للتحول الثقافي في مواكبة صريحة وضرورية لشروط ذلك التحول الذي أصبح ضروريا، وأن يرتكز علي إمكانية النفاذ بقوة إلي قلب العمل الفكري والفني بحيث يمكن الضرب بسهم وافر باتجاه تحرير الخطاب الثقافي من عنعنات تشده نحو القوي التقليدية. وحدد مظاهر الضعف والترهل في العملية التعليمية وما يخص المنهج المدرسي، مثل التلاعب في هيكلة التعليم بجعل المرحلة الابتدائية خمس سنوات ثم العودة إلي الست سنوات، والاعتماد علي التجارب الأمريكية والأوربية وحدها، ومحاولة تطبيقها بصورة قسرية في مدارسنا مع اختلاف الظروف، وكذلك الاعتماد علي المجموع وحده في قبول طلبة كليات التربية دون الاهتمام بالشخصية، التسرع بإلغاء دور المعلمين، الاهتمام بالتعليم الشكلي بإدخال مسألة االحقيبة المدرسية»، التدريب الذي يمر به المعلم بعد تخرجه لا يسهم في الإرتقاء بالمستوي، ونظام الترقي روتيني ويسوده عوار كبير واضح، ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية، وغياب رؤي واضحة لتحديد الأهداف الأصلية للعملية التعليمية، قلة النشاط الحقيقي، وبسبب غياب الرؤية وتكدس الفصول، ونظام الفترتين الذي يؤدي إلي انكماش مساحة الفسحة والحصص، الكادر التعليمي رغم أهميته لم يحقق بعد انتعاشا حقيقيا للتعليم، وعدم وجود انضباط كاف بالمدارس، وبالتالي لم يعد سلوك الطلاب يبشر بخير، ولا بد من وجود أساليب للتغلب علي هذه المشكلة. وتناولت د. أماني فؤاد » نحو عقد ثقافي جديد...معوقات التحول في الأدب« منوهة إلي الفصل بين الإبداع وقضايا الواقع الذي شكل سمة في الأعمال الأدبية في العقود الأخيرة كان من أسبابه منهجية النظم الاستبدادية والرجعية، وهو تعتيم مباشر علي العقل والوجدان يؤسس لإعادة إنتاج القهر والعنف، وهو تضييق علي الوعي وتقسيمه، كما أنه أحد أشكال تعبير الروح المطلق عن ذاته تتمثل في قيم الإنسان ومشاعره وأفكاره، حقيقة الإنسانية التي تضع الفنون أمامها بشكل كثيف، علاقة تتميز بالمواجهة العميقة والبللورية في سياق جمالي غير وعظي، «اللوحة التشكيلية، والمقطوعة الموسيقية، والكتلة النحتية، والقصيدة، والقصة، والرواية، والفيلم السينمائي»، كلها ألوان إبداعية تٌطلق أعمق تخيلاتنا، تصوغ إنساناً قادراً علي الانفكاك من وعاء الجسد بكل غرائزه، والتسامي في فضاء الروح بكل فيوضاتها وإمكاناتها حيث يتعانق الجميل والقيم. وفي ختام الجلسة شارك الشاعر الكبير سمير عبد الباقي مداخلته التي أثارة حفيظة الحضور قائلا ا نحن في انفصال تام عن المجتمع وضرورة التواصل مع العالم بدلا من العزلة التي فرضها المثقفون علي أنفسهم ، وشارك عبده العباسي، وحماده هزاع، وسهي زكي، وزينب أبو الفتوح، وأحمد أبو سمره في طرح المزيد من معوقات العمل الثقافي والعلمي وكيفية التغلب عليها . وفي الجلسة البحثية الثانية (الهوية الثقافية المصرية) أدارها د. يسري العزب وشاركت فيها د. ولاء خزام وتناولت االهوية الثقافية للمجتمع الافتراضي المصري بين العالمية والمحليةب التي أشارت فيه إلي أنه علي الرغم من أن تشكيل مجتمعات افتراضية عبر شبكة الإنترنت تعود إلي فترة الستينيات، فإن المجتمعات الافتراضية بدأت تتحول إلي حركة اجتماعية تقنية بداية من عام 1996، حيث بدأ مستخدمو الإنترنت في تكوين جماعات تتفاعل وتتبادل الرسائل الاتصالية، وتقوم بممارسة الأنشطة الاتصالية المختلفة فيما عرف بظاهرة تكوين مجتمع الكتروني عبر شبكة الإنترنت»، حيث يلجأون إليه وينخرطون فيه ويحاولون أن يجدوا فيه ما افتقروا إليه في مجتمعاتهم التقليدية وتكون دعامة هذا المجتمع هي فكرة التي يتفق عليها كل أفراد الجماعة، وبمرور الوقت وتكرار عمليات الاتصال يندمج أفراد هذه الجماعات ويتحدون نفسياً بشكل يجعلهم ينتقلون من مجرد تبادل الرسائل الاتصالية عبر شبكة الإنترنت إلي تكوين جماعة ترتبط بعضها ببعض ارتباطاً ينشأ عنه قواعد وأسس جديدة للتعامل داخل الجماعة. ناقشت الجلسة الثالثة موضوع اتحديات النص الراهنب قدم د. يسري عبدالله فيها ورقة عن اسؤال الحرية ومسألة الاستبداد»، وقدم د. محمد عبد الباسط ورقة بعنوان االخطاب النقدي الراهن»، وقام بإدارة هذا اللقاء السيد إمام، أنصب هذا اللقاء علي مساءلة ومناقشة واقع الكتابة الأدبية في المرحلة الآنية التي تتسم بالعشوائية والفوضي والاضطراب.
أشار د. يسري عبد الله في مداخلته إلي أن الثورة المصرية قد كشفت عن اتجاهين في المجتمع المصري: أولها تقليدي رجعي مناهض للحداثة، والثاني حداثي متقدم راغب في التجديد والخروج من معضلة التخلف، ولكن اللافت والذي يدعو للأمل أن قطار الحداثة والثورة يأتي وإن تأخر، ولذلك فإن ثَمة تحديات راهنة للنص الحديث عليه أن يجتازها، فالنص الراهن توجهه المعوقات عدة معوقات منها االنمط الاستهلاكي في الأدب لأن ثَمة محاولات لتسليع الأدب، وهذا يفضي إلي تسطيح الكتابة وإفقار الأدب، وقد يلعب النقد دوراً سلبياً في هذا الاتجاه، لأن النقد جدير بألا يكرس للوضع الرهن ويرفع الأولوية للنصوص التافهة.
أما د. محمد عبد الباسط فقد رأي أن ثَمة أزمة في الخطاب النقدي الحديث بدأت منذ بواكير النهضة العربية، من حيث علاقة الوافد الغربي بالتاريخ النقدي العربي، لأن هذا جذر المشكلة ومحورها، حيث ترتبط هذه المشكلة بمعضلة الهوية الحضارية، وقد حاولت قراءات وفيرة تأصيل الوافد الجديد وقراءة التراث وفق معطيات المناهج الحديثة، ولكن كل ذلك لم يفض إلي حل نهائي لمشكلات الكتابة النقدية. وفي مساهمة الكاتب أحمد رشاد حسانين عن النص الردئ الراهن أكد أن الثورة قد جسدت علي أرض الواقع عالماً جديداً مغايراً للعالم القديم، حيث جاءت الثورة إعلاء لأدوات ما بعد الحداثة في التواصل، وهذا أدي بالضرورة إلي ظهور أشكال جديدة من الأدب في أثناء الثورة ثم تجلي علي نحو واضح في بعض الأعمال التي ظهرت بعد الثورة، وضرب المثل بمدونة اعايزة أتجوزبالتي نشرت في كتاب ثم صادرت مسلسلات تلفزيونية، ومثل هذه النصوص يمتزج فيها السردي بالشعري والفصيح بالعامي. وفي تعليقها علي المداخلات أشارت د. أماني فؤاد إلي أن الجديد في الأدب الراهن يتمثل في التقنية الكتابية، والتقنية هي التي تحدد سؤال الحرية، وهي التي تصنع الأدب الجديد الذي لا يلهث وراء الوقائع الراهنة، لأن كثيراً من الأعمال التي ظهرت بعد الثورة أقرب إلي الهتاف والفجاجة، ولا يمكن المراهنة علي بقائها أو خلودها، وهذا هو الفارق بين الأدب الحقيقي والمتابعة المتهافتة للواقع.
حول المائدة المستديرة :
سيناء ملف ثقافي وليست فقط ملفا أمنيا
عقدت فعاليات المائدة المستديرة الأولي حول ( أبعاد التنمية في سيناء) في البداية أعرب اللواء أحمد فوزي سكرتير عام محافظة جنوب سيناء، عن سعادته بان يتناول موتمراً للأدباء محوراً خاصاً عن التنمية لأننا في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ مصر نحتاج لضبط فكر المواطن البسيط للعودة إلي المسار الطبيعي للشخصية المصرية، كما أشار إلي حجم الأستثمار الكبير في مدينة شرم الشيخ.
ثم عرض بعض الخطط التنموية التي تنوي المحافظة تنفيذها علي أرض الواقع مثل إنشاء منطقة صناعية كبري بمدينة أبو زنيمة تضم مصانع جبس ورمل زجاجي، وتنقسم إلي منطقة صناعية وأخري خدمية، كما أشار إلي الدور الهام الذي يسهم به بدو سيناء في سبيل إنجاح خطط التنمية كما شاركوا من قبل أثناء وبعد حرب أكتوبر1973 كما تطرق إلي دور الوافدين من مدن الدلتا في الناحية الفنية مثل التدريس، فتولد مجتمع ً داخلي جديد له مبادئ وقيم جديدة.
وفي مداخلة من الشاعر البدوي محمد درويش طلب من السكرتير العام لمحافظة جنوب سيناء توضيح أهم المشاكل الأساسية في التعليم والصحة والسكان، والذي أشار إلي تدني الخدمات من مرافق أساسية فالمستشفيات موجودة ولا يوجد أطباء، والمدارس متطورة ولا يوجد معلمون، والكثير من أهالي سيناء استشهدوا في حرب 73، كما يوجد إلي الأن الكثير منهم في سجون إسرائيل، كما تطرق إلي أنه لايوجد تخطيط عمراني لسيناء مما سبب انتشار العشوائيات، واختتم حديثه بإلقاء قصيدة من الشعر البدوي تعبر عن إنتمائة لوطنه، وفي تعقيبه أشار اللواء أحمد فوزي إلي أنه طلب من القوات المسلحة بناء عدد من المدارس ذات الفصل الواحد، وإنشاء مركز حرفي لأبناء سيناء.
وفي عرضه لورقته حول أبعاد التنمية في سيناء تحدث الباحث حمدي سليمان أن سيناء تحتاج لأفكار غير تقليدية، وأن هناك دائما نظرة تخوين وتهميش لأهالي سيناء، وعدم دراسة النسق الثقافي للمجتمع السيناوي، ولم تستطع الحكومة المصرية منذ انسحاب إسرائيل ملء هذا الفراغ، وأنها تتعامل دائما مع سيناء علي أنها ملف أمني.
وفي مداخلة عبر الهاتف أكد مسعد أبو فجر الأديب السيناوي الكبير إلي معالجة الانعكسات الاستراتيجية لملف سيناء، حيثا أنها صمام أمان الدولة المصرية، كما اأكد أن المعوق الحقيقي الذي يقف في طريق التنمية فيها هو اتفاقية كامب ديفيد، وأنه لن تحدث التنمية في ظل هذه الاتفاقية، وفي نهاية مداخلته القصيرة طالب بتحرير طابا.
وفي طرحه الثوري تحدث الشاعر سمير عبد الباقي إلي اتفاقية اليورومتوسطية الموقعة بين مصر والاتحاد الأوربي، وبحسه الساخر قال إنها لن تسمح بخط مترو في سيناء.
وطرح الأديب أحمد زحام رؤيته حول التنمية الثقافية بسيناء، وأن هناك علاقة طردية بين المركز والأطراف، وأنها دائما ما تأخد أقل الخدمات، كما أننا نتعامل مع سيناء علي أنها شو إعلامي، وأنها تحتاج إلي العديد من المواقع الثقافية وخاصة في وسط سيناء، وفي ختام مداخلته أوصي بدراسة سيناء ثقافياً لتحديد نوعية الخدمات الثقافية التي تقدم لها، وأننا ما زلنا نتعامل معها كما نتعامل مع جميع المحافظات الأخري.
في عرضه لرؤيته تحدث د. محمد رضا الشيني عن تجربته في قصر ثقافة الشيخ زويد منذ 1982، وأنه خلال تلك الفترة قدم العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، وأن قافلة إقليم القناة وسيناء الثقافي مخصصة للمناطق التي ليس بها مواقع ثقافية، كما طالب بالمساعدة لإنشاء قصر ثقافة يليق بمدينة شرم الشيخ.
وتحدث الأديب محمد دسوقي عن تجربته كوافد من الدلتا ، ثم عرض سيناء والبحث عن الهوية، وأشار إلي أن التحول الحادث الآن في سيناء من عمران ومرافق، ولم يلاحقه تنمية بشرية مما أحدث هذه الفجوه الثقافية، وأن الثقافة البدوية تقف في وجه الثقافة الحضرية في سيناء، ثم اختتم حديثه عن ثقافة الاستهلاك التي سادت في المجتمع السيناوي لتشكل ظاهرة تستحق الدراسة للوقوف علي أسبابها.
محمود شرف أمين عام المؤتمر:
نريد ميزانية تكفينا مؤنة استجداء المحافظين!
أشار محمود شرف أمين عام المؤتمر في كلمته الي احتياج الوطن إلي مثقفيه، يقودون خطواته في ظلام الدروب، ويرسُمون له خارطة الولوج لعوالم النور وإشراقاتها، وعبر جلْسات ممتدة ونوعية لأمانة مؤتمر أدباء مصر العام، كنا نحاول تحديد ملامح هذه الخارطة، كنا نتساءل: ما الذي يحتاجه الغد لكي يأتيَ قويما كما نبتغيه؟ ما الذي ينقص المشهد المرتبك في بر مصر؟ ما العامل الغائب في معادلة الحياة في ربوعها؟ كانت الإجابة ببساطة، كما يعرفها كل ذي عينين: الثقافة .. هذه الكلمة المفردة الصامتة الصاخبة الساكنة الموارة الفاتنة القميئة الجارحة الوديعة السالفة الآتية.. الضوء.. لكنها .. ليست الظلمة !! تلك الكلمة تنبجس منها الحياة ، قلنا نعم ، ونعم ذ إن قلتُ- في هذي اللحظة واجبة نعم، بالثقافة نحيا، بالثقافة فقط، بما يخرج من رحمها من تنوير، بما يتولد منها من معرفة، بما ينبني عليها من حياة .مرتكزين علي هذا الثابت كان اختيارنا لعنوان مؤتمر أدباء مصر العام في دورته السابعة والعشرين: عقد ثقافي جديد، منطلقين من هذه القناعة رسمنا محاوره، مؤمنين بانعدام السبل إلا منه، فليس من الثقافة بد إن كنا سنخط تاريخ كنانتنا الجديد. وأضاف:كانت السنوات تتري، والمؤتمر يصلب عوده، دورة بعد دورة، وطروحاته تترجم إلي واقع، نبصرها أينما ولينا وجوهنا؛ القناةُ الثقافية، سلاسلُ النشر بالهيئة، مجلة الثقافة الجديدة، ثم انتظام المجلة، وفروع اتحاد الكتاب بالأقاليم، كل هذه الأشياء جاءت بعد توصيات المؤتمر في دوراته المتعاقبة، وإلحاح المشاركين به علي أهميتها، كل هذا و لم يسلم المؤتمر في أي سنة من الهجوم عليه، لم يعدم المتربص سببا، وهو في غالب الأحوال متوخ عرضا زائلا، وفي أقلها يبتغي الكمال، وغاية الكمال لنا أن نترك وقع خطانا علي الدرب زاهية، علامة علي مرورنا من هنا .. يوما ما، ولن يمنعني كوني أمينا عاما لهذا المحفِلِ أن أضع يدي علي جرحه، أن أشير إلي كعب أخيل الذي يؤرقه، وأستميحكم عذرا لصراحتي؛ إن كان لهذا المؤتمر في السنوات القلائل الماضية من فضل، فإنما ينحصر هذا الفضل في توفيره دفء اللقاء بين مدعويه، أنا لا أطعن في جدوي هذه القيمة، لكنني أجلُّه أن تقف أهدافه عند هذا الحد، إذًا .. ما الحل ؟!
وطرح رؤيته بقوله:في جملتين ألخصه: ميزانيةٌ مستقلّةٌ تكفيه مئونة استجداء المحافظين؛ شُكِر من أعطي وعُذِر من منع، وهو أمر مردّه للسيد وزير الثقافة، وهو بين ظهرانينا الآن.. ثم الاكتفاء بعقده عاما بعد عام ، وليس كما هو الحال الآن، ما يتطلب النظر في آليات انعقاده، مع التمسك بمرتكزها الرئيسي وهو الديموقراطية، تلك الي تميزه رغم إساءة استخدامها .. نقطة.!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.