تشتهر مصر تاريخيا بالوكالات التي أصبحت مزارا ًلأحداث مشوقة شهدتها الأماكن التاريخية علي مر العصور. لكن وكالة البلح خَرقت ناموس الطبيعة إذ دبّت فيها الحياة فجأة .. فتمددت من الشارع المواجه لمسجد السلطان أبو العلا ببولاق ..لتستحوذ علي شارع 26 يوليو بأكمله من أول من ناحية كورنيش بولاق .. ملابس قديمة..و بواقي مصانع.. و بضائع معيبة ..معلقة علي أعمدة متحركة علي عجلات..تتسابق مع الزمن في حجز أماكن جديدة. احتدم الصراع بين الباعة ..انطلقت جحافل باعة الملابس وافترشوا كل بقعة تصلح للمشي أو لمرور السيارات .. واصلوا الزحف ..حاصروا مستشفي الجلاء للولادة من كل الاتجاهات حتي شارع الصحافة .. كادت أن تحاصر دور الصحف لولا بعض من حياء . .. اخترقوا شارع الجلاء بعد أن اكتظ بهم 26 يوليو . كسروا الحاجز النفسي بين بولاق الشعبية العريقة.. وشوارع (نص) البلد.. الارستقراطية سابقا.. شغلوا طريق الأتوبيسات القام من رمسيس تحت كوبري أكتوير ثم مطلع محطة متروالأنفاق أمام محطة الاسعاف..التحموا بشارع رمسيس وصولا أمام معهد الموسيقي لم يبق الا السنترال ..أما الرصيف الآخر فلم يبق منه أثر بفعل الباعة الجائلين المعنيين بالمنطقة المقابلة التي لها قانونها الخاص بالكتب القانونية القديمة .. واكسسوارات السيارات.. أقول قولي هذا دون أن يتملكني الاندهاش ففي عصر الثورات .. فعلا تَري من الوكالات العجاب.!