الإعلامية حكمت الشربيني مع أولادها .................؟ - صوتها الحنون أشبه بالقيثارة، يشيع البهجة في القلوب، ويؤنس وحدة الكاتب الكبير مصطفى أمين فى محبسه، وكان يسعد أم كلثوم قبل وقوفها على المسرح. أما برنامجها الشهير »شعر وموسيقى« فقد ظل لسنوات طويلة النافذة الوحيدة لمئات الشعراء المبدعين من مصر والعالم العربى. هى الإذاعية والإعلامية الكبيرة حكمت الشربينى التى لم ينافسها أحد حتى الآن فى إلقاء الشعر، بحلاوة صوتها وإجادة أدائها وصدق إحساسها. .................؟ - أعتز بأننى ابنة القرية، فقد ولدت فى قرية العزيزية بالشرقية، من عائلة محافظة جدا، فقد كان أبى رجلا أزهريا، وكان المرجع الدينى للقرية، كان لديه ثماني بنات، ثلاثة فقط من أمى، وكنت أنا أصغر الثمانية. أما أمى فكانت ابنة الشيخ التفتازانى شيخ مشايخ الطرق الصوفية، أبى توفى مبكرا وعمرى 4 سنوات، فتولت أمى تربيتنا، وربتنا على الالتزام الشديد فى كل شئ،حتى الطعام. .................؟ - كنت طفلة هادئة، أحب القراءة، خاصة الشعر، فقد كانت مكتبة والدى مليئة بالكتب الدينية ومنها الشعر الدينى، وقد قرأت كتاب حسان بن ثابت شاعر الرسول وعمرى 9 سنوات، وهو الذى حببنى فى الشعر. وكنت أيضا حنونة جدا، فرغم أننى من أسرة أقل من المتوسطة، إلا أننى كنت أبحث عن الفقراء وأتأثر بهم وأحاول مساعدتهم. .................؟ - ظللت بالقربة حتى التحاقى بمعهد الخدمة الاجتماعية، وجاءت معى أمى للقاهرة.. وسمعت وقتها عن افتتاح إذاعة جديدة هى إذاعة الشرق الاوسط،فتقدمت للامتحان، ولكنى أصبت يوم الامتحان بمغص كلوى، وكان من حظى تحديد موعد آخر، حيث كانت اللجنة تضم العظماء مصطفى أمين وديمترى لوقا رئيس الشرق الأوسط وجلال معوض وأحمد السعيد،وطلب منى مصطفى أمين اختيار شئ لقراءته، فاخترت عمود فكرة، وقرأته بتمكن شديد،وقبل استكمال الامتحان، حدثت مشادة فى الخارج، وكان من حظى أيضا أن اللجنة أنهت الامتحان، واكتفوا بقراءتى لفكرة، وبعد أيام ظهرت النتيجة وكنت من المقبولين. .................؟ - بعد ديمترى لوقا جاء الإعلامى فاروق خورشيد وهو الذى وجهنى فى البداية لإجراء حوارات مع كبار الأدباء والشعراء، ثم فتح لى الإعلامى طاهر أبو زيد نافذة جديدة من خلال برنامج أبجد هوز مع عميد الأدب العربى د.طه حسين وقدمته سنوات مع زميلى كمال جامع، كما كنت أقدم أم كلثوم يوم الاربعاء فى ما يطلبه المستمعون. .................؟ - حققت شهرة كبيرة فى القاء الشعر، حتى أن الأستاذ مصطفى أمين كان يقول ان صوت حكمت كان يؤنسنى ويسعدنى طوال سنوات السجن السبعة وأعتز كثيرا بقول أم كلثوم أنها نقلت رسالة لمصطفى امين فى سجنه بصوتى فى مقطع : «اعطنى حريتى اطلق يدى» .................؟ - ارتباطى بزوجى المستشار على السيد جاء بعد قصة حب جميلة، فقد كان هو المستشار القانونى للاذاعة، وكنا نعتبره «برنس» الإذاعة، حيث كان من عائلة كبيرة،ووالده رئيس مجلس الدولة،وكان شديد الأناقة وقوى الشخصية. كنا أصدقاء، وكنت كثيرا ما اذهب اليه باكية أشكو من قسوة استاذتى أمال فهمى التى لا تقبل أى خطأ مهما كان بسيطا،فتعاقبنى فورا بحرمانى من الشيفت وإبعادى عن الميكروفون، وكان يتعاطف معى ويشترى لى الشيكولاتة، ومن هنا بدأت علاقتنا، وكنت فى قمة السعادة حينما عرض على الزواج. .................؟ - أكبر صدمة فى حياتى كانت وفاة زوجى الحبيب، وقتها شعرت أنا وأبنائى بأن حياتنا جميعا انتهت، لكنى تماسكت ووضعت أمامى جملة «لا تقنطوا من رحمة الله»، وقد أكرمنا الله وأعاننا،فبعد وفاته بشهور قليلة دخلت الفرحة بيتنا بخطبة ابنتى إلى شاب رائع،اعتبرته ابنى الثانى، وكنت أشعر أن زوجى موجود معنا وسعيد بهذا الزواج، وأنا الآن أعيش مع ابنتى وزوجها وأبنائها، وذكريات زوجى التى تسعدنى وتحزننى فى نفس الوقت. .................؟ - أحفادى أعتبرهم مكافأة نهاية الخدمة، وأوزع وقتى بينهم وبين القراءة، حيث أحرص على قراءة الكتب الدينية وخاصة سيرة على بن أبى طالب، إمام المتقين، هذا الفتى الرائع الذى اختاره الرسول لينام مكانه ليلة الهجرة، والذى زوجه ابنته، والذى اشتهر بالفصاحة والحكمة،والقوة،والزهد والعدل.كما أحرص أيضا على قراءة دواوين الشعر، وقبل كل ذلك أداوم على قراءة كتاب الله، والحمد لله وفقنى الله لختمه ست مرات فى رمضان الماضى. .................؟ - رغم وقف برنامجى شعر وموسيقى منذ 8 سنوات، إلا أننى لم أترك الميكروفون، ولازلت أحرص على تلبية دعوات أصدقائى الشعراء وحضور ندواتهم لإلقاء أشعارهم بصوتى، كما أننى أجهز حاليا لاصدار كتاب عن رحلة حياتى أجمع فيه بين القصة والقصيدة.