من قال إن الأموات يستغيثون من فعل الأحياء هو إنسان أعطاه الله قلبا ينبض ومشاعر وأحاسيس يستشعر بها غضب غيره وآلامه لذلك يخشي أن يكون أداة تتسبب في إيذاء الغير. كلمات كنت أتمتم بها وأنا أتحسس طريقي وسط المقابر لأداء صلاة الجمعة ببلدتي خوفا أن تنزلق قدماي وتوحل بالمخلفات فأفقد بها وضوئي وتتسخ ثيابي من هول ما فعلوه الأحياء بموتاهم من تلال قمامتهم واسطبلات خيولهم، وكلما اقترب المسجد أتنفس الصعداء. وعندما انطلقت حملتكم خلال مواقع التواصل الاجتماعي ولافتات الشوارع بأن المحلة بلد أحياء وليس أهلها أمواتا حتي تلقي مخلفاتها بالشوارع وبجوار المدارس والأسواق ووسط المقابر. قلت سبحان الله، لو تذكرتم يوما ما فعلتموه بإلقاء مخلفاتكم وسط قبوركم.. وحملتموها في ظلام الليل لإيذاء غيركم ظناً منكم بأن شرورها لا تنالكم. لما علي صراخكم مناشدين اعضاء الاجهزة المحلية واعضاء مجلس النواب بألا يتركوكم عرضة للإصابة بالأمراض بعد انتشار البعوض والذباب، وفريسة سهلة للسرقة والبلطجية والابتزاز من التكاتك والميكروباصات. اليوم أدركتم أن بلدتكم ساءت وبعد أن كانت قلعة للصناعة أصبحت قلعة للقمامة، بعد أن كانت تصدر الخبرة من عمالها في صناعة الغزل والنسيج أصبحت تصدر البلطجة والإجرام. فإذا كانت صحوتكم متأخرة إلا انني اجدها فرصة لدعم شعاركم (المحلة لازم تنضف) واستغيث بكل أجهزة الدولة بعد أن تحولت إلي قلعة مهجورة يسكنها الغربان والبوم من تجار المخدرات والبلطجية بعد أن زرعوا فيها كل سوء. حدائقها مخلفات ونواصي شوارعها يحتلها صبية أصبحوا خبرة في التحرش وتجارة الممنوعات، البركان أصبح علي حافة الانفجار، استيقظوا قبل فوات الأوان.