قد يأخذك الحنين ذات يوم لزيارة قبور شهداء 6 أكتوبر وقبور المسلمين في منطقة الشهابية بدمياط لتري اسطبلات الخيول والعربات الكارو والقطط والكلاب الضالة وقطيع من الماعز والخراف وهي تنهش في الجثث كما تشاهد المقابر وهي تسبح في مياه الصرف الصحي في انتهاك خطير لحرق الأدوات بها بسبب افتقارها للأسوار وأعمدة الإنارة وانعدام الحراسة والرقابة مما حولها لمقالب للقمامة وأوكار للمنحرفين خاصة تجار المخدرات، في الوقت الذي يقوم فيه المسئولون بالتقاط الصور، هناك رفات طاهر يرقد تحت التراب متناسين أن هناك أمهات احترقت قلوبهن علي هؤلاء الشهداء الذين خرجوا أحياء وعادوا محملين علي الأكتاف ملفوفين بالأكفان وفي النهاية لم تجد عظامهم مأوي يحميها من النهش والعبث. يقول أحمد ندا - 55 عاما، من أهالي المنطقة يقول: رغم أن الشهابية تقع وسط مدينة دمياط فإنها سقطت من حسابات المسئولين ولم يكلف المحافظ أن يسمع ويشاهد مقار شهداء 6 أكتوبر ولم يكلف نفسه أو رئيس مجلس مدينة ومركز دمياط ولو بتنظيف المكان وإزالة المخلفات. وأضاف قائلا: أين البيئة من تحول القبور الي بحيرة تسبح بداخلها الأموال، أليست كارثة إنسانية وبيئية من السهل جدا أن تكون مفرخة للأوبئة دون أن نشعر أم نحتاج دائما لكارثة حتي نتحرك وأشار الي أن الرائحة الكريهة التي جلبت الأمراض والحشرات والحيوانات حولت هذه المقابر الي بؤر موبوءة ينفر منها الأهالي بعد أن كانت مقصدا لكل من الأهل والأقارب، بالإضافة الي سرقة كشافات ولمبات الإنارة من الأعمدة داخل المقابر من خلال بعض البلطجية واللصوص حتي تحولت الي مأوي للمسجلين خطر. ومنطقة جذب لممارسة الأعمال المنافية للآداب ورواد الخرافات وأضاف محمد عرنسة ناشط سياسي أننا طالبنا مرارا رئيس المدينة بتطوير مقابر شهداء 6 أكتوبر. وأثناء دفن أحد الشهداء رأينا مياها جوفية تملأ المقابر من الداخل واضطررنا الي دفنه بمقابر أخري، وناشد المشير عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية أن تقوم القوات المسلحة بتطوير مقابر الشهداء بالمنطقة أسوة بالمحافظات الأخري. وأكد محمد بهنسي أن مقابر الشهداء معرضة للانهيار المفاجئ في أي لحظة نتيجة لارتفاع منسوب المياه الجوفية وطفح مياه الصرف الصحي باستمرار تؤدي الي خروج الرفات مشيرا الي بعض المقابر انهارت وخرج منها عظام الموتي. واختتم الحاج هشام المسئول عن المقابر قائلا: هناك مجموعة من البلطجية دائمي التواجد داخل المقابر وغيرها من أجل تخزين المخدرات والأسلحة بكافة أنواعها خاصة الأسلحة النارية والبيضاء كما يوجد مجموعة أخري من البلطجية يتوافدون عليها كل خميس من كل أسبوع ويحاولون التحرش بالنساء الزائرات وسرقة هواتفهم المحمولة والذهب والمال.