السرنجات والإبر العادية عبارة عن وباء متنقل من شخص لآخر خطوة جيدة ، قرار جريء ، هدفه حماية مكتسبات مبادرة »100 مليون صحة» التي ساهمت بشكل كبير في القضاء علي فيروس سي ومحاصرة انتشاره ، ففي الوقت الذي يحاول الرئيس بقدر الإمكان حماية صحة المصريين والقضاء علي الأمراض المزمنة للمصريين ، كان هناك باب صغير لايزال مفتوحا يسمح بإصابة المصريين بفيروس سي والأمراص المتوطنة ، لكن قرار وزارة الصحة مؤخرا بوقف استخدام السرنجات العادية ، بداية من منتصف شهر يونيو 2020؛ واستخدام السرنجات ذاتية التدمير ، ليكون هذا القرار فصلا من أهم فصول القضاء علي فيروس سي ، ولمنع انتشار أي أمراض معدية... خاصة أن إحصائيات وزارة الصحة أكدت أننا نستهلك حوالي ملياري سرنجة سنويا ، وأن نسبة إعادة استخدام الحقن مرة ثانية مرتفعة نسبياً بالمقارنة بالدول الأخري، كما أن نسبة العدوي عن طريق الوخز بالحقن مرتفعة كذلك ، وقدّرت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في 2014، إصابة 1.7 مليون شخص بعدوي فيروس بي، وإصابة 315 ألف شخص بفيروس سي، و33800 حالة بالإيدز عالمياً بسبب استخدام السرنجات غير الآمنة. وهو ما جعل السرنجات خطر داهم يهدد المصريين بل والعالم اجمع.. »الأخبار» تناقش تداعيات قرار ايقاف استخدامها والاعتماد علي ذاتية التدمير ، وقامت بجولة داخل الصيدليات واستطلاع آراء المواطنين والأطباء من أجل نشر الوعي والسعي لتقليل خطورة التعرض للأمراض المعدية. نستهلك 2 مليار سنويا..ووقف استخدامها يحافظ علي مكتسبات مبادرة »100 مليون صحة» المواطنون : خطر كبير علي صحتنا ..وتكبد الدولة مليارات الجنيهات لعلاج الأمراض المزمنة في بداية الجولة ، التقينا د. فادي بباوي صاحب صيدلية بشارع باب اللوق فذكر أن البلاستيك بوجه عام قد تم منعه في بلاد العالم لأنه يعد من المواد المسرطنة وأصبح الاتجاه السائد بوجه عام هو الاعتماد علي الزجاج في كافة التعاملات الصحية او الطبية ، وعلي الرغم من ذلك فإن شركات الأدوية التي تتعامل مع مصر ودول الشرق الأوسط مازالت تستخدم زجاجات العلاج البلاستيك او المكاييل البلاستيكية لإعطاء الدواء وهو ما يعد في غاية الخطورة ولابد من النظر في تعديله ووضع الزجاج بديلا له وبذلك سيكون أكثر صحة وأفضل في الاستخدام. وأشار إلي أن ذلك ينطبق أيضا علي السرنجات بوجه عام حيث إن استخدامها بخامات بلاستيكية يعد خطرا علي صحة المواطنين سواء كانت للأطفال أو للكبار حيث إن خامة البلاستيك تعد من المواد المسببة للسرطانات ولذلك تم إلغاء التعامل به بل وتجريم استخدامه دوليا منذ سنوات لأنه ثبت بالأبحاث والدراسات أن أضراره تفوق نفعه عشرات المرات. وأشار إلي أن هناك عددا كبيرا من الأمهات والآباء يسيئون استخدام سرنجات الأطفال حيث انها قد تعطي الطفل الدواء ثم تعاود إعطاء شقيقه بها أو معاودة اعطاء نفس الطفل بنفس السرنجة دون تعقيمها، وهو ما يعني نقل الفيروس له مرة اخري نتيجة استخدام نفس السرنجة ويجعلها داخل دائرة مفرغة لا تستطيع الخروج منها وتعاني معاناه شديدة في شفاء الطفل. وأكد انه يتمني أن يتم تعميم استخدام الزجاج في مصر في مختلف نواحي الحياة سواء في تخزين الأطعمة أو في الدواء أو حتي الأكياس البلاستيكية الخفيفة التي يتم التبضع بها في الأسواق سيقي المواطنين من الكثير من الأمراض بالإضافة إلي المحافظة علي البيئة من التلوث وكافة المخلفات التي نواجه صعوبة كبيرة في إعادة تدويرها او استخدامها مرة أخري. استخدام شخصي ومن جانبه أشار د. مينا مجدي إلي أن طريقة استخدام السرنجات تلعب دورا كبيرا في نقل الأمراض ، حيث إنها معقمة ومن المفترض ان تستخدم لمرة واحدة ، كما أنها مصممة للاستخدام الشخصي ولا يجوز استخدامها لأكثر من شخص. وأوضح ان رخص ثمنها الذي لا يتعدي الجنيهين يؤكد أنها محدودة المدة ويجب علي كل أم وأب أن يحرصا علي عدم استعمالها مرة اخري او تكرار اعطاء الطفل بها بعد ان تنتهي مدة الدواء، واذا تم استخدامها للكبار ايضا فلابد من استخدامها مرة واحدة ثم التخلص منها بشكل صحيح وآمن. وأكد ان الصيدليات لديها علم بأن السرنجات سيتم إلغاء التعامل بها ونزول بدائل أقل خطورة علي الأطفال ولكنها لم تظهر في السوق بعد، كما ان السحب عال علي السرنجات الحالية نظرا لسهولة استخدامها مع الأطفال الرضع بالإضافة إلي رخص ثمنها، ولكنه ينصح بتعقيمها او استخدامها لفترات وجيزة فقط حتي نحمي اطفالنا من الأمراض. وفي نفس السياق يقول د.مايكل ميلاد ان السرنجات المخصصة لحقن العضل تختلف عن سرنجات الفم حيث ان سرنجات العضل استخدامها يكون مرة واحدة فقط لاغير حتي وإن كان هناك حاجة لإعطاء جرعة اخري من دواء اخر فيتم فتح سرنجة جديدة ، وهذا مايتم عمله في جميع الصيدليات والعيادات وأن ذلك يعتبر من اساسيات المهنة وشروط السلامة والأمان للمريض. وأضاف ان سعرها الذي لا يتعدي ال2جنيه هو ما يجعلها مقلقة بالنسبة للمستهلكين ويجعلهم يلجأون إلي استخدامها في أضيق الحدود كما ان استخدامها للطفل وإخوته ايضا يعد من اخطر الافعال التي تنقل الامراض ، كما ان الطباعة الموجودة علي سطح السرنجة سواء كانت للعضل او للفم قد تسقط في السائل الذي يتم إعطاؤه للمريض ولذلك ينصح بملاحظة الطباعة وإذا بدأت في التلاشي لابد من التوقف عن استخدامها فورا ، لتجنب سقوط مواد سامة مع الدواء في فم الطفل. وفي الوقت الذي تبذل فيه الدولة قصاري جهدها للقضاء علي فيروس سي والأمراض الأكثر خطورة وانتشارا بين المواطنين،فإن الحملات والمبادرات قد أتت ثمارها بزيادة الوعي لدي المواطن خاصة في النواحي الطبية وفي كل ما يخص الصحة وذلك من خلال زيادة المعرفة والأضرار والأعراض الخاصة بكل مرض..»الأخبار » قامت برصد آراء المواطنين حول أضرار إعادة استخدام السرنجات وعواقبها. فيقول إبراهيم عبد الخالق موظف إن اعادة استخدام السرنجات مرة أخري هي باب مفتوح للعديد من الكوارث والأمراض وذلك يكثر بشدة في المحافظات والأقاليم عن العاصمة،ولذلك نجد أن نسب انتشار الأمراض مثل الوباء الكبدي والملاريا وأمراض أخري ترتفع نسبها في الأماكن العشوائية والتي يكون بها كثافة سكانية عالية وتحتاج إلي نزول قوافل وبعثات إلي مثل هذه الأماكن من اجل زيادة الوعي والتحذير من اضرار استخدام الحقن مرة أخري. تعقيم منزلي وتضيف وفاء سيد موظفة: لم أكن علي علم بأن السرنجات تستخدم مرة أخري إلا من خلال تجربة شخصية مع خادمة شقيقتي والتي توفيت بسبب اصابتها بالفشل الكلوي بسبب حقنها بسرنجة تم استخدامها عدة مرات،و هذا ما عرفته بعد ذلك وهوأن مثل هذه العقليات والتي ليس لديها الوعي الكافي أو الوعي بهذه الأضرار يقومون باستخدام السرنجة عدة مرات ويكتفون بمجرد غسلها بالماء وحفظها داخل الثلاجة وهذا من وجهة نظرهم عملية تعقيم في حين ان ذلك كارثة كبيرة. حملات توعية ويقول هاني عبد اللطيف انه لابد من وقفة جادة حتي يتم التخلص من هذه الظاهرة نهائيا خاصة،وعلي جميع الجهات المسئولة من اعلام ووزارة الصحة وغيرها القيام بحملات توعية للمواطنين مكثفة لتعريفهم بأضرار إعادة استخدام الحقن من خلال حملات مسموعة ومرئية ومن خلال نزول مندوبين من وزارة الصحة إلي المحافظات من أجل تعريفهم بخطورة ذلك. ويؤكد أن الامر سيحتاج إلي مجهودات مكثفة بالإضافة إلي بعض الوقت حتي نقنع هذه الفئة بعدم تكارا مثل هذه الجرائم الصحية والتي قد تصل بالبعض إلي حالات الوفاة أو الإصابة بامراض خطيرة مدي الحياة. تكلفة العلاج وتؤكد ماجدة مصطفي أن العقليات التي تقوم بمثل هذه الجريمة تنقسم إلي فئتين الأولي هي فئة ليس لديها ضمير وبالنسبة لها مثل ذها النوع من الغش التجاري لا يعني لها شيئا ولكنها تنظر إلي المكسب المادي وتحقيق الربح فقط، وهذا يحتاج إلي تفتيش دائم من وزارة الصحة خاصة في الوحدات الصحية في المناطق الريفية والعشوائية. وتشير: أما الشريحة الثانية فهي تتجسد في شريحة مجتمعية لم تنل حظا وافرا من التعليم وبالتالي فالثقافة الصحية لديها محدودة وذلك ما يجعل مثل هذه الطبقة تقوم بإعادة الاستخدام والإصابة بالأمراض.،و ذلك يكلف الدولة ملايين طائلة في علاج هذه الحالات بدلا من الاستفادة بها في قطاع آخر. أكد الدكتور أحمد نجاتي استشاري الجهاز الهضمي والحميات والأمراض المستوطنة ان استخدام السرنجات اكثر من مرة يؤدي إلي انتشار امراض خطيرة نحن في غني عنها وأغلبها مرتبط بالدم وسريانه داخل جسم الانسان.. ويضيف الدكتور نجاتي ان فيروسي » سي وبي » من اكثر الفيروسات التي تصيب الانسان جراء استخدام السرنجة اكثر من مره سواء في نفس الجسم او استخدامها في اجسام مختلفة.. وعن السرنجات ذاتية التدمير التي تستخدم مرة واحدة يقول استشاري الأمراض المستوطنة انها اصح بكثير من السرنجات » العادية » لأنه بمجرد استخدامها مرة واحدة تنفجر ولا يجوز استعمالها مرة اخري وبالتالي ستحمي مئات الآلاف من الأسر المصرية وخاصة الأطفال من التعرض للأمراض الكبدية منذ نعومة أظفارهم. وفي نهاية حديثه قال الدكتور احمد نجاتي استشاري الأمراض المستوطنة والجهاز الهضمي إننا يوميا نري معدومي الضمير في المناطق الشعبية والنائية يستخدمون الإبرة اكثر من مرة وبذلك يفتحون أبوابا من الأمراض التي لا حصر لها لذلك ستكون الإبر ذاتية التدمير هي الحل الأمثل لغلق هذا الباب وحماية صحة الشعب بكافة اطيافه. وعاء ناقل للوباء » السرنجات والإبر العادية عبارة عن وباء متنقل من شخص لآخر ».. بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمود فؤاد المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء حديثه عن ما يسببه استخدام نفس الإبرة أكثر من مرة من انتشار كبير للأوبئة والامراض الكبدية التي نسمع عنها تلك الفترة.. وضرب الدكتور فؤاد مثلا بحقن » الطرطير » التي كانت تستخدم في الفترات السابقة لحقن اي شخص يصاب بالبلهارسيا وكانت الإبرة المستخدمة في هذه الحقنة يتم حقن عشرات الأشخاص بها فأدت إلي انتشار امراض كبدية كثيرة منها » فيروس سي » وامراض الإيدز التي انتشرت في شتي المناطق النائية والقري والنجوع في الصعيد.. أما عن الإبر ذاتية التدمير فيقول إنه مشروع قومي يتبناه الرئيس عبد الفتاح السيسي وستشهده مصر في 2020 وسيكون بمثابة المنقذ من كافة الأمراض الكبدية التي سببها الأول السرنجات العادية وستمنع انتشار اي مرض وعلي رأسه » فيروس سي » لأنها لا يمكن استخدامها سوي مرة واحدة فقط وتنفجر ذاتيا بمجرد استخدامها ، كما ان وقف استخدامها يحمي المصريين من فتك الأمراض المعدية لاستكمال مسيرة » 100مليون صحة ». ذاتية التدمير ومن جانبه يقول د. محمود محيي استشاري الجراحة العامة إن الإبر ذاتية التدمير ستكون الحل الوحيد للخروج من عالم الأمراض الكبدية والأوبئة المفاجئة التي تطرأ علي مجتمعنا لأنه لا يمكن استخدامها سوي مرة واحدة وبالتالي نمو وانتقال وانتشار اي فيروس من شخص لآخر.. ويضيف استشاري الجراحة العامة أن السوق المصري يعاني من السرنجات والإبر العادية لأن هناك الآلاف من الجهلاء يستخدمونها اكثر مرة لأكثر من شخص وتكون النتيجة النهائية هو انتشار فيروس سي في الآونة الأخيرة بشكل مخيف ومعه الإيدز وكافة الأمراض الكبدية.. وسيكون المشروع القومي الخاص بالإبر ذاتية التدمير والذي وجه الرئيس السيسي بتنفيذه سيعود بالنفع علي كافة المرضي.