كل ما يحدث علي هذه الأرض دراما، وتختلف بين الهزلية والتراجيدية، وغالبا دموية، ولكنها صنعت بأيد جاسوسية ومن تأليف أجهزة مخابراتية، والمتأمل في المشهد الدرامي العربي يكتشف السيناريو فيما عدا المشاركين فيه. وسأضرب لكم مثالا علي دراما الأرض والشاشة التي تستهدف تغييب وعي المواطن العربي واستنزاف ثرواته، برنامج »رامز في الشلال» الشركة تختار أرض تصوير »المقلب» ثم تأتي بفرق عمل محترفين في صناعة الأكشن وأخيرا تتعاقد رسميا وبمبالغ كبيرة مع ضيوف الحلقات الذين سيظهرون كضحايا ولا مانع من الشتائم بأقذر الألفاظ لزوم الإثارة والضحك علي المشاهد وجذب مزيد من أموال الإعلانات. في المقابل وعلي أرض الواقع تجد مقالب »ترامب في الخليج» يجتمع مندوبون عن أمريكا وفرنسا وانجلترا وإيران للتنفيذ والاتفاق علي نسبة كل طرف مشارك من الأموال التي ستأخذ من دول الخليج، وطبعا النسبة الأكبر للمنتج »أمريكا»، وتبدأ الأحداث بكلمات رنانة لترامب الذي لا يعترف باتفاقات مع إيران وقعت من قبل الإدارة الأمريكية السابقة، وبعدها تعلن إيران تحديها لترامب وقدرتها علي حماية مصالحها وتهدد بقدرتها تدمير مصالح أمريكا في الخليج، وتدخل بريطانيا وفرنسا للتسخين وإحداث حالة خوف لدول الخليج التي تهرول إلي أمريكا لحمايتها وهي متحملة كافة النفقات، تتحرك بعدها حاملة طائرات مقاتلة إلي الخليج، وللتشويق يتم الاعتداء علي سفن نقل بترول سعودية وتتحرك قطع من الأسطول الأمريكي، الصحف ووسائل الإعلام الغربية تنشر وتبث تقارير عن مواجهة وشيكة لحرب في الخليج، تنقل وسائل الإعلام العربية عن الإعلام الغربي وحتي لا يكون النقل بالمسطرة، نأتي بكتاب كبار يتحدثون عن العبقرية السياسية لترامب الذي قلم أظافر إيران في المنطقة وأحاطها بقواته في موضع »الكماشة»، علي الجانب الآخر تستعرض إيران منظومة صواريخ قديمة تم طلاؤها بألوان مختلفة علي أنها جيل حديث قادر علي تدمير إسرائيل بين ليلة وضحاها، وتصريح لمسئول عسكري إيراني يسب ويلعن ترامب. تتصاعد الأحداث لخداع المواطن وابتزاز الأموال، ولكن الفارق في مشهد النهاية أن رامز يصافح في العلن وترامب يصافح في الخفاء!!.